بازگشت

المواعظ و الحكم و النوادر


1- الحميري، عن أبي البختري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله اذا كنتم في سفر فمرض أحدكم فأقيموا عليه ثلاثة أيام قضاء لحق الرفاقة. [1] .



[ صفحه 323]



2- عنه، عن أبي البختري، عن جعفر عن أبيه عليهماالسلام قال أخبرني أبي ان الحسين عليه السلام قدمه [2] ليضرب عنقه بيده فقال قد عهدت الله عهدا أن أقتل أباك و قد وفيت فان شئت فاقتل و ان شئت فاعف ان عفوت ذهبت الي معاوية فقتلته و ارحتك ثم جئتك فقال لا حتي أعجلك الي النار فقدمه فضرب عنقه. [3] .

3- فرات: حدثني محمد بن عيسي بن زكريا معنعنا عن المنهال بن عمرو، قال دخلنا علي علي بن الحسين بن علي عليهم السلام بعد ما قتل الحسين عليه السلام فقلت له كيف أمسيت قال ويحك يا منهال أمسينا كهيئة آل موسي في آل فرعون يذبحون أبنائهم و يستحيون نسائهم أمست العرب تفتخر علي العجم بان محمد صلي الله عليه و آله منها و أمست قريش تفتخر علي العرب بان محمدا صلي الله عليه و آله منها و أمسي آل محمد صلي الله عليه و آله مخذولين مقهورين مقبورين فالي الله نشكو غيبة نبينا صلي الله عليه و آله و تظاهر الأعداء علينا. [4] .

4- البرقي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال علي بن الحسين عليهماالسلام أربع من كن فيه كمل ايمانه و محصت عنه ذنوبه و لقي ربه و هو عنه راض من وفي لله بما يجعل علي نفسه للناس و صدق لسانه مع الناس و اتسحيي من كل قبيح عند الله و عند الناس و يحسن خلفه مع أهله. [5] .

5- عنه، عن جعفر بن محمد، عن عبدالله بن ميمون القداح، عن أبي عبدالله، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين عليهماالسلام قال: قال موسي بن عمران عليه السلام: يا



[ صفحه 324]



رب من أهلك الذين تظلهم في ظل عرشك يوم لا ظل الا ظلك، قال: فأوحي الله اليه: الطاهرة قلوبهم و التربة أيديهم الذين يذكرون جلالي اذا ذكروا ربهم الذين يكتفون بطاعتي كما يكتفي الصبي الصغير باللبن، الذين يأوون الي مساجدي كما تأوي النسور أو كارها و الذين يغضبون لمحارمي اذا استحلت مثل النمر اذا حرد. [6] .

6- عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبدالرحمان رفعه، قال: قال علي بن الحسين عليهماالسلام: ان أفضل الأعمال ما عمل بالسنة و ان قل. [7] .

7- عنه، عن عثمان بن عيسي قال: حدثنا عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام اذا هم بأمر حج أو عمرة أو بيع أو شراء أو عتق تطهر ثم قال: اللهم ان كان كذا و كذا خيرا لي في ديني و خيرا لي في دنياي و آخرتي و عاجل أمري و آجله فيسره لي رب اعزم علي رشدي و ان كرهت ذلك و أبت نفسي. [8] .

8- محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسي و علي ابن ابراهيم، عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة قال ما سمعت بأحد من الناس كان أزهد من علي بن الحسين عليهماالسلام الا ما بلغني من علي بن أبي طالب عليه السلام قال أبوحمزة: كان الامام علي بن الحسين عليهماالسلام اذا تكلم في الزهد و وعظ أبكي من بحضرته قال أبوحمزة و قرأت صحيفة فيها كلام زهد من كلام علي بن الحسين عليهماالسلام و كتبت ما فيها ثم أتيت علي بن الحسين



[ صفحه 325]



صلوات الله عليه فعرضت ما فيها عليه فعرفه و صححه و كان ما فيها.

بسم الله الرحمن الرحيم كفانا الله و اياكم كيد الظالمين و بغي الحسادين و بطش الجبارين أيها المؤمنون لا يفتنكم الطواغيت و أتباعهم من أهل الرغبة في هذه الدنيا المائلون اليها المفتونون بها المقبلون عليها و علي حطامها الهامد و هشيمها البائد غدا و احذروا ما حذركم الله منها و ازهدوا فيما زهدكم الله فيه منها و لا تركنوا اليها في هذه الدنيا ركون من اتخذها دار قرار و منزل استيطان و الله ان لكم مما فيها عليها دليلا و تنبيها من تصريف أيامها و تغير انقلابها و مثلاتها و تلاعبها بأهلها انها لترفع الخميل و تضع الشريف و تورد أقواما الي النار غدا.

ففي هذا معتبر و مختبر و زاجر لمتنبه، ان الامور الواردة عليكم في كل يوم و ليلة من مظلمات الفتن و حوادث البدع و سنن الجور و بوائق الزمان و هيبة السلطان و وسوسة الشيطان لتثبط القلوب من تنبهها و تذهلها عن موجود الهدي و معرفة أهل الحق الا قليلا ممن عصم الله فليس يعرف تصرف أيامها و تقلب حالاتها و عاقبة ضرر فتنتها الا من عصم الله و نهج سبيل الرشد و سلك طريق القصد.

ثم استعان علي ذلك بالزهد، فكرر الفكر و اتعظ بالصبر فازدجر و زهد في عاجل بهجة الدنيا و تجافي عن لذاتها و رغب في دائم نعيم الآخرة و سعي لها سعيها و راقب الموت و شنا الحياة مع القوم الظالمين نظر الي ما في الدنيا بعين نيرة حديدة البصر و أبصر حوادث الفتن و ضلال البدع و جور الملوك الظلمة فلقد لعمري استدبرتم الامور الماضية في الأيام الخالية من الفتن المتراكمة و الانهماك فيما تستدلون به علي تجنب الغواة أهل البدع و البغي و الفساد في الأرض بغير الحق فاستعينوا بالله و ارجعوا الي طاعة الله و طاعة من هو أولي بالطاعة ممن اتبع فأطيع.

فاحلذر الحذر من قبل الندامة و الحسرة و القدوم علي الله و الوقوف بين يديه



[ صفحه 326]



و تالله ما صدر قوم قط عن معصية الله الا الي عذابه و ما آثر قوم قط الدنيا علي الآخرة الا ساء منقلبهم و ساء مصيرهم و ما العلم بالله و العمل الا الفان مؤتلفان فمن عرف الله خافه و حثه الخوف علي العمل بطاعة الله و ان أرباب العلم و أتباهم الذين عرفوا الله فعملوا له و رغبوا اليه و قد قال الله: «انما يخشي الله من عباده العلماء» فلا تلتمسوا شيئا مما في هذه الدنيا بمعصية الله و اشتغلوا في هذه الدنيا بطاعة الله و اغتنموا أيامها واسعوا لما فيه نجاتكم غدا من عذاب الله.

فان ذلك أقل للتبعة و أدني من العذر و أرجأ للنجاة فقدموا أمر الله و طاعة من أوجب الله طاعته بين يدي الامور كلها و لا تقدموا الأمور الواردة عليكم من طاعة الطواغيت من زهرة الدنيا بين يدي الله و طاعته و طاعة أولي الأمر منكم و اعلموا أنكم عبيد الله و نحن معكم يحكم علينا و عليكم سيد حاكم غدا و هو موقفكم و مسائلكم فأعدوا الجواب قبل الوقوف و المسألة و العرض علي رب العالمين يومئذ لا تكلم نفس الا باذنه، و اعلموا أن الله لا يصدق يومئذ كاذبا و لا يكذب صادقا و لا يرد عذر مستحق و لا يعذر عير معذور له الحجة علي خلقه بالرسل و الأوصياء بعد الرسل.

فاتقوا الله عباد الله و استقبلوا في اصلاح أنفسكم و طاعة الله و طاعة من تولونه فيها لعل نادما قد ندم فيما فرط بالامس في جنب الله و ضيع من حقوق الله و استغفروا الله و توبوا اليه فانه يقبل التوبة و يعفوا عن السيئة و يعلم ما تفعلون.

اياكم و صحبة العاصين و معونة الظالمين و مجاورة الفاسقين احذورا فتنتهم و تباعدوا من ساحتهم فاعلموا أنه من خالف أولياء الله ودان بغير دين الله و استبد بأمره دون أمر ولي الله كان في نار تلتهب تأكل أبدانا قد غابت عنها أرواحها و غلبت عليها شقوتها فهم موتي لا يجدون حر النار و لو كانوا أحياء لوجدوا



[ صفحه 327]



مضض حر النار و اعتبروا يا أولي الابصار و احمدوا الله علي ما هداكم و اعلموا أنكم لا تخرجون من قدرة الله الي غير قدرته و سيري الله عملكم و رسوله ثم اليه تحشرون فانتفعوا بالعظمة تأدبوا بآداب الصالحين. [9] .

9- عنه، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن هلال بن عطية، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: كان يقول: ان أحبكم الي الله عز و جل أحسنكم عملا و ان اعظمكم عند الله عملا أعظمكم فيما عند الله رغبة و ان أنجاكم من عذاب الله أشدكم خشية لله و ان أقربكم من الله أوسعكم خلقا و ان أرضاكم عند الله أسبغكم علي عياله و ان أكرمكم علي الله أتقاكم لله. [10] .

10- عنه، حدثني محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسي، و علي بن ابراهيم، عن أبيه، جميعا عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن غالب الأسدي، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام يعظ الناس و يزهدهم في الدنيا و يرغبهم في أعمال الآخرة بهذا الكلام في كل جمعة في مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله و حفظ عنه و كتب كان يقول:

أيها الناس اتقوا الله و اعلموا أنكم اليه ترجعون فتجد كل نفس ما عملت في هذه الدنيا من خير محضرا و ما عملت من سوء تود لو أن بينها و بينه أمدا بعيدا و يحذركم الله نفسه و يحك يا ابن آدم الغافل و ليس بمغفول عنه، يا ابن آدم ان أجلك أسرع شي ء اليك قد أقبل نحوك حثيثا يطلبك و يوشك أن يدركك و كأن قد أوفيت أجلك و قبض الملك روحك و صرت الي قبرك وحيدا فرد اليك فيه



[ صفحه 328]



روحك و اقتحم عليك فيه ملكان ناكر و نكير لمسائلتك و شديد امتحانك.

ألا و ان أول ما يسألأنك عن ربك الذي كنت تعبده و عن نبيك الذي أرسل اليك و عن دينك الذي كنت تدين به، و عن كتابك الذي كنت تتلوه و عن امامك الذي كنت تتولاه ثم عن عمرك فيما كنت أفنيته و مالك من أين اكتسبته و فيما أنت أنفقته فخذ حذرك و انظر لنفسك و أعد الجواب قبل الامتحان و المسائلة و الاختبار فان تك مؤمنا عارفا بدينك متبعا للصادقين مواليا لأولياء الله لقاك الله حجتك و أنطق لسانك بالصواب و أحسنت الجواب و بشرت بالرضوان و الجنة من الله عز و جل و استقبلتك الملائكة بالروح و الريحان و ان تكن كذلك تلجلج لسانك و دحضت حجتك و عييت عن الجواب و بشرت بالنار و استقبلتك ملائكة العذاب بنزل من حميم و تصلية جحيم.

و اعلم يا ابن آدم ان من وراء هذا أعظم و أفظع و أوجع للقلوب يوم القيامة «ذلك يوم مجموع له الناس و ذلك يوم مشهود» يجمع الله عز و جل فيه الأولين و الآخرين ذلك يوم ينفخ في الصور و تبعثر فيه القبور و ذلك يوم الآزفة اذا القلوب لدي الحناجر كاظمين و ذلك يوم لا تقال فيه عثرة و لا يؤخذ من أحد فدية و لا تقبل من أحد معذرة و لا لأحد فيه مستقبل توبة ليس الا الجزاء بالحسنات و الجزاء بالسيئات فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من خير وجده و من كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجده.

فاحذروا أيها الناس من الذنوب و المعاصي ما قد نهاكم الله عنها و حذركموها في كتابه الصادق و البيان الناطق و لا تأمنوا مكر الله و تحذيره و تهديده عند ما يدعوكم الشيطان اللعين اليه من عاجل الشهوات و اللذات في هذه الدنيا فان الله عز و جل يقول: «ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذاهم



[ صفحه 329]



مبصرون».

و اشعروا قلوبكم خوف الله و تذكروا ما قد وعدكم الله في مرجعكم اليه من حسن ثوابه كما قد خوفكم من شديد العقاب فانه من خاف شيئا حذره و من حذر شيئا تركه و لا تكونوا من الغافلين الي زهرة الدنيا مكروا السيئات فان الله يقول في محكم كتابه «أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين أو يأخذهم علي تخوف».

فاحذروا ما حذركم الله بما فعل بالظلمة في كتابه و لا تأمنوا أن ينزل لكم بعض ما تواعد به القوم الظالمين في الكتاب والله لقد وعظكم الله في كتابه بغيركم فان السعيد من وعظ بغيره و لقد أسمعكم الله في كتابه ما قد فعل بالقوم الظالمين من أهل القري قبلكم حيث قال: «و كم قصمنا من قرية كانت ظالمة» و انما عني بالقرية أهلها حيث يقول: «و أنشأنا بعدها قوما آخرين» فقال عز و جل: فلما أحسوا بأسنا اذا هم منها يركضون لا تركضوا و ارجعوا الي ما أترفتم فيه و مساكنكم لعلكم تسألون.

قالوا يا ويلنا انا كنا ظالمين فما زالت تلك دعويهم حتي جعلنا هم حصيدا خامدين» و أيم الله ان هذه عظة لكم و تخويف ان اتعظتم و خفتم ثم رجع القول من الله في الكتاب علي أهل المعاصي و الذنوب فقال عز و جل: «و لئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا انا كنا ظالمين» فان قلتم أيها الناس ان الله عز و جل انما عني بهذا أهل الشرك فكيف ذلك و هو يقول: «و نضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا و ان كان مثقال حبة من خردل أتينابها و كفي بنا حاسبين».

اعلموا عباد الله أن أهل الشرك لا ينصب لهم الموازين و لا ينشر لهم



[ صفحه 330]



الدواوين و انما يحشرون الي جهنم زمرا و انما نصب الموازين و نشر الدواوين لأهل الاسلام فاتقوا الله عباد الله و اعلموا أن الله عز و جل لم يحب زهرة الدنيا و عاجلها لأحد من أوليائه و لم يرغبهم فيها و في عاجل زهرتها و ظاهر بهجتها و انما خلق الدنيا و خلق أهلها ليبلوهم فيها أيهم أحسن عملا لآخرته و أيم الله لقد ضرب لكم فيه الامثال و صرف الآيات لقوم يعقلون و لا قوة الا بالله.

فازهدوا فيما زهدكم الله عز و جل فيه من عاجل الحياة الدنيا فان الله عز و جل يقول و قوله الحق: «انما مثل الحيوة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس و الانعام حتي اذا أخذت الأرض زخرفها و ازينت و ظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون» فكونوا عباد الله من القوم الذين يتفكرون و لا تركنوا الي الدنيا فان الله عز و جل قال لمحمد صلي الله عليه و آله:

لا تركنوا الي الذين ظلموا فتمسكم النار و لا تركنوا الي زهرة الدنيا و ما فيها ركون من اتخذها دار قرار و منزل استيطان فانها دار بلغة و منزل قلعة و دار عمل فتزودوا الأعمال الصالحة فيها قبل تفرق أيامها و قبل الاذن من الله في خرابها فكان قد أخربها الذي عمرها أول مرة و ابتدأها و هو ولي ميراثها فأسأل الله العون لنا و لكم علي تزودا التقوي و الزهد فيها جعلنا الله و اياكم من الزاهدين في عاجل زهرة الحياة الدنيا الراغبين لآجل ثواب الآخرة فانما نحن به و له و صلي الله علي محمد النبي و آله و سلم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. [11] .

11- عنه، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن



[ صفحه 331]



سنان، عن معروف بن خربوذ، عن الحكم بن المستورد، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: ان من الأقوات التي قدرها الله للناس مما يحتاجون اليه البحر الذي خلقه الله عز و جل بين السماء و الأرض قال: ان الله قد قدر فيها مجاري الشمس و القمر و النجوم و الكواكب و قدر ذلك كله علي الفلك ثم وكل بالفلك ملكا و معه سبعون ألف ملك فهم يديرون الفلك فاذا أداروه دارت الشمس و القمر و النجوم و الكواكب معه فنزلت في منازلها التي قدرها الله عز و جل فيها ليومها و ليلتها.

فاذا كثرت ذنوب العباد و أراد الله تبارك و تعالي أن يستعتبهم بأية من آياته أمر الملك الموكل بالفلك أن يزيل الفلك الذي عليه مجاري الشمس و القمر و النجوم و الكواكب فيأمر الملك أولئك السبعين ألف ملك أن يزيلوه عن مجاريه قال: فيزيلونه فتصير الشمس في ذلك البحر الذي يجري في الفلك قال: فيطمس ضوءها و يتغير لونها فاذا أراد الله عز و جل أن يعظم الآية طمست الشمس في البحر علي ما يحب الله أن يخوف خلقه بالآية.

قال: و ذلك عند انكساف الشمس قال: و كذلك يفعل بالقمر قال: فاذا أراد الله أن يجليها أو يردها الي مجراها أمر الملك الموكل بالفلك أن يرد الفلك الي مجراها فيرد الفلك فترجع الشمس الي مجراها، قال: فتخرج من الماء و هي كدرة قال: و القمر مثل ذلك قال: ثم قال علي بن الحسين عليهماالسلام: أما انه لا يفزع لهما و لا يرهب بهاتين الآيتين الا من كان من شيعتنا فاذا كان كذلك فافزعوا الي الله عز و جل ثم ارجعوا اليه. [12] .

12- عنه، عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب،



[ صفحه 332]



عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء عن ثوير بن أبي فاختة، قال: سمعت علي بن الحسين عليهماالسلام يحدث في مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله قال: حدثني أبي أنه سمع أباه علي بن أبي طالب عليه لسلام يحدث الناس قال: اذا كان يوم القيامة بعث الله تبارك و تعالي الناس من حفرهم، عز لا بهما جردا مردا في صعيد واحد يسوقهم النور و تجمعهم الظلمة حتي يقفوا علي عقبة المحشر فيركب بعضهم بعضا و يزدحمون دونها فيمنعون من المضي فتشتد أنفاسهم و يكثر عرقهم و تضيق بهم أمورهم و يشتد ضجيجهم و ترتفع أصواتهم.

قال: و هو أول هول من أهوال يوم القيامة قال: فيشرف الجبار تبارك و تعالي عليهم من فوق عرشه في ضلال من الملائكة فيأمر ملكا من الملائكة فينادي فيهم: يا معشر الخلائق انصتوا و استمعوا منادي الجبار قال فيسمع آخرهم كما يسمع أولهم قال: فتنكسر أصواتهم عند ذلك و تخشع أبصارهم و تضطرب فرائصهم و تفزع قلوبهم و يرفعون رؤوسهم الي ناحية الصوت مهطعين الي الداع قال: فعند ذلك يقول الكافر هذا يوم عسر.

قال: فيشرف الجبار عز و جل الحكم العدل عليهم فيقول: أنا الله لا اله الا أنا الحكم العدل الذي لا يجور، اليوم أحكم بينكم بعدلي و قسطي لا يظلم اليوم عندي أحد اليوم آخذ للضعيف من القوي بحقه و لصاحب المظلمة بالمظلمة بالقصاص من الحسنات و السيئات و أثيب علي الهبات و لا يجوز هذه العقبة اليوم عندي ظالم و لأحد عنده مظلمة الا مظلمة يهبها صاحبها و أثيبه عليها و آخذ عند الحساب فتلازموا أيها الخلائق و أطلبوا مظالمكم عند من ظلمكم بها في الدنيا و أنا شاهد لكم عليهم و كفي بي شهيدا.

قال: فيتعارفون و يتلازمون فلا يبقي أحد له عند أحد مظلمة أو حق الا لزمه



[ صفحه 333]



بها قال: فيمكثون ما شاء الله فيشتد حالهم و يكثر عرقهم و يشتد غمهم و ترتفع أصواتهم بضجيج شديد فيتمنون المخلص منه بترك مظالمهم لأهلها قال: و يطلع الله عز و جل علي جحدهم فينادي مناد من عند الله تبارك و تعالي يسمع آخرهم كما يسمع أولهم يا معشر الخلائق أنصتوا لداعي الله تبارك و تعالي و اسمعوا ان الله تبارك و تعالي يقول لكم: أنا الوهاب ان أحببتم أن تواهبوا و ان لم تواهبوا أخذت لكم بمظالمكم.

قال: فيفرحون بذلك لشدة جهدهم و ضيق مسلكهم و تزاحمهم قال: فيهب بعضهم مظالمهم رجاء أن يتخلصوا مما هم فيه و يبقي بعضهم فيقول: يا رب مظالمنا أعظم من أن نهبها قال: فينادي مناد من تلقاء العرش أين رضوان خازن الجنان جنان الفردوس قال: فيأمره الله عز و جل أن يطلع من الفردوس قصرا من فضة بما فيه من الأبنية و الخدم قال: فيطلعه عليهم في حفافة القصر، الوصائف و الخدم قال: فينادي مناد من عند الله تبارك و تعالي: يا معشر الخلائق ارفعوا رؤسكم فانظروا الي هذا القصر.

قال: فيرفعون رؤوسهم فكلهم يتمناه قال: فينادي مناد من عند الله تعالي: يا معشر الخلائق هذا لكل من عفي عن مؤمن قال: فيعفون كلهم الا القليل قال: فيقول الله عز و جل لا يجوز الي جنتي اليوم ظالم و لا يجوز الي ناري اليوم ظالم و لأحد من المسلمين عنده مظلمة حتي يأخذها منه عند الحساب أيها الخلائق استعد و اللحساب، قال: ثم يخلي سبيلهم فينطلقون الي العقبة يكرد بعضهم بعضا حتي ينتهوا الي العرصة و الجبار تبارك و تعالي علي العرش قد نشرت الدواوين و نصبت الموازين و احضر النبيون و الشهداء و هم الأئمة يشهد كل امام علي أهل عالمه بأنه قد قام فيهم بأمرالله عز و جل و دعاهم الي سبيل الله.



[ صفحه 234]



قال: فقال له رجل من قريش يا ابن رسول الله اذا كان للرجل المؤمن عند الرجل الكافر مظلمة أي شي ء يأخذ من الكافر و هو من أهل النار؟ قال: فقال له علي بن الحسين عليهماالسلام يطرح عن المسلم من سيئآته بقدر ماله علي الكافر فيعذب الكافر بها مع عذابه بكفره عذابا بقدر ما للمسلم قبله من مظلمة.

قال: فقال له القرشي: فاذا كانت المظمة للمسلم عند مسلم كيف تؤخذ مظلمته من المسلم؟ قال يؤخذ للمظلوم من الظالم من حسناته بقدر حق المظلوم فتزاد علي حسنات المظلوم قال: فقال له القرشي: فان لكم يكن للظالم حسنات؟ قال: ان لم يكن للظالم حسنات فان للمظلوم سيئات يؤخذ من سيئات المظلوم فتزاد علي سيئات الظالم. [13] .

13- عنه، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: لا حسب لقرشي و لا لعربي الا بتواضع و لا كرم الا بتقوي و لا عمل الا بالنية و لا عبادة الا بالتفقه الا و ان أبغض الناس الي الله من يقتدي بسنة امام و لا يقتدي بأعماله. [14] .

14- عنه، عن أبان، عن فضيل و عبيد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لما حضر محمد بن اسامة الموت دخلت عليه بنو هاشم فقال لهم: قد عرفتم قرابتي و منزلتي منكم و علي دين فأحب أن تضمنوه عني فقال علي بن الحسين عليهماالسلام: أما والله ثلث دينك علي ثم سكت و سكتوا فقال علي بن الحسين عليهماالسلام علي دينك كله ثم قال: علي بن الحسين عليهماالسلام: أما أنه لم يمنعني أن أضمنه أولا الا كراهية أن يقولوا: سبقنا. [15] .



[ صفحه 335]



15- عنه، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة، عن سعيد بن المسيب قال: سألت علي بن الحسين عليهماالسلام ابن كم كان علي بن أبي طالب عليه السلام يوم أسلم؟ فقال: أو كان كافرا قط انما كان لعلي عليه السلام حيث بعث الله عز و جل رسوله صلي الله عليه و آله عشر سنين و لم يكن يومئذ كافرا و لقد آمن بالله تبارك و تعالي و برسوله صلي الله عليه و آله و سبق الناس كلهم الي الايمان بالله و برسوله صلي الله عليه و آله و الي الصلاة بثلاث سنين.

كانت أول صلاة صلاها مع رسول الله صلي الله عليه و آله الظهر ركعتين و كذلك فرضها الله تبارك و تعالي علي من أسلم بمكة ركعتين ركعتين و كان رسول الله صلي الله عليه و آله يصليها بمكة ركعتين و يصليها علي عليه السلام معه بمكة ركعتين مدة عشر سنين حتي هاجر رسول الله صلي الله عليه و آله الي المدينة و خلف عليا عليه السلام في أمور لم يكن يقوم بها أحد غيره و كان خروج رسول الله صلي الله و عليه و آله الي المدينة من مكة في أول يوم من ربيع الاول و ذلك يوم الخميس من سنة ثلاث عشرة من المبعث.

قدم المدينة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الاول مع زوال الشمس فنزل بقبا فصلي الظهر ركعتين و العصر ركعتين ثم لم يزل مقيما ينتظر عليا عليه السلام يصلي الخمس ركعتين ركعتين و كان نازلا علي عمرو بن عوف فأقام عندهم بضعة عشر يوما يقولون له: أتقيم عندنا فنتخذ لك منزلا و مسجدا فيقول: لا اني أنتظر علي بن أبي طالب و قد أمرته أن يلحقني و لست مستوطنا منزلا حتي يقدم علي و ما أسرعه ان شاء الله.

فقدم علي عليه السلام و النبي صلي الله عليه و آله في بيت عمرو بن عوف فنزل معه ثم ان رسول الله صلي الله عليه و آله لما قدم عليه علي عليه السلام تحول من قبا الي بني سالم بن عوف و علي عليه السلام معه يوم الجمعة مع طلوع الشمس فخط لهم مسجدا و نصب قبلته فصلي بهم فيه الجمعة



[ صفحه 336]



ركعتين و خطب خطبتين ثم راح من يومه الي المدينة علي ناقته التي كان قدم عليها و علي عليه السلام معه لا يفارقه يمشي بمشيه و ليس يمر رسول الله صلي الله عليه و آله ببطن من بطون الأنصار الا قاموا اليه يسألونه أن ينزل عليهم فيقول لهم: خلوا سبيل الناقة فانها مأمورة.

فانطلقت به رسول الله صلي الله عليه و آله واضع لها زمامها حتي انتهت الي الموضع الذي تري - و أشار بيده الي باب مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله الذي يصلي عنده بالجنائز - فوقفت عنده و بركت و وضعت جرانها علي الارض فنزل رسول الله صلي الله عليه و آله و أقبل أبوأيوب مبادرا حتي احتمل رحله فأدخله منزله و نزل رسول الله صلي الله عليه و آله و علي عليه السلام معه حتي بني له مسجده و بنيت له مساكنه و منزل علي عليه السلام فتحولا الي منازلهما.

فقال سعيد بن المسيب لعلي بن الحسين عليهماالسلام جعلت فداك كان أبوبكر مع رسول الله صلي الله عليه و آله حين أقبل الي المدينة فأين فارقه؟ فقال: ان أبابكر لما قدم رسول الله صلي الله عليه و آله الي قبا فنزل بهم ينتظر قدوم علي عليه السلام فقال له أبوبكر: انهض بنا الي المدينة فان القوم قد فرحوا بقدومك و هم يستريثون اقبالك اليهم فانطق بنا و لا تقم ههنا تنتظر عليا فما أظنه يقدم عليك الي شهر فقال له رسول الله صلي الله عليه و آله: كلا ما أسرعه و لست أريم حتي يقدم ابن عمي و أخي في الله عزوجل و أحب أهل بيتي الي فقد وقاني بنفسه من المشركين:

قال: فغضب عند ذلك أبوبكر و أشمأزو داخله من ذلك حسد لعلي عليه السلام و كان ذلك أول عداوة بدت منه لرسول الله صلي الله عليه و آله في علي عليه السلام و أول خلاف علي رسول الله صلي الله عليه و آله فانطلق حتي دخل المدينة و تخلف رسول الله صلي الله عليه و آله بقبا ينتظر عليا عليه السلام، قال: فقلت لعلي بن الحسين عليهماالسلام فمتي زوج رسول الله صلي الله عليه و آله فاطمة من علي



[ صفحه 337]



عليهماالسلام فقال: بالمدينة بعد الهجرة بسنة و كان لها يومئذ تسع سنين. قال: علي بن الحسين عليهماالسلام و لم يولد لرسول الله صلي الله عليه و آله من خديجة عليهماالسلام علي فطرة الاسلام الا فاطمة عليهاالسلام و قد كانت خديجة ماتت قبل الهجرة بسنة و مات أبوطالب بعد موت خديجة بسنة فلما فقد هما رسول الله صلي الله عليه و آله سئم المقام بمكة و دخله حزن شديد و أشفق علي نفسه من كفار قريش فشكا الي جبرئيل عليه السلام ذلك فأوحي الله عز و جل اليه فاخرج من القرية الظالم أهلها و هاجر الي المدينة فليس لك اليوم بمكة ناصر و انصب للمشركين حربا فعند ذلك توجه رسول الله صلي الله عليه و آله الي المدينة.

فقلت له: فمتي فرضت الصلاة علي المسلمين علي ما هم عليه اليوم، فقال: بالمدينة حين ظهرت الدعوة و قوي الاسلام و كتب الله عز و جل علي المسلمين الجهاد زاد رسول الله صلي الله عليه و آله في الصلاة سبع ركعات في الظهر ركعتين و في العصر ركعتين و في المغرب ركعة و في العشاء الآخرة ركعتين و أقر الفجر علي ما فرضت لتعجيل نزول ملائكة النهار من السماء و لتعجيل عروج ملائكة الليل الي السماء و كان ملائكة الليل و ملائكة النهار يشهدون مع رسول الله صلي الله عليه و آله صلاة الفجر، فلذلك قال الله عزوجل: «و قرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا» يشهده المسلمون و يشهده ملائكة النهار و ملائكة الليل». [16] .

16- عنه عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد، عن عمر بن علي، عن عمه محمد بن عمر، عن ابن أذينة قال: سمعت عمر بن يزيد يقول: حدثني معروف بن خربوذ عن علي بن الحسين عليهماالسلام أنه كان يقول: و يلمه فاسقا من لا يزال ممارثا و يلمه فاجرا من لا يزال مخاصما، و يلمه آثما من كثر كلامه في غير ذات الله



[ صفحه 338]



عزوجل. [17] .

17- عنه، عن علي بن محمد، عن بعض أصحابه رفعه قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام اذ اقرأ هذه الاية «و ان تعد و انعمة الله لا تحصوها» يقول: سبحان من لم يجعل في أحد من معرفة نعمه الا المعرفة بالتقصير عن معرفتها كما لم يجعل في أحد من معرفة اداركه أكثر من العلم أنه لا يدركه، فشكر جل و عز معرفة العارفين بالتقصير عن معرفة شكره فجعل معرفتهم بالتقصير شكرا كما علم علم العالمين أنهم لا يدركونه فجعله ايمانا علما منه أنه قد وسع العبار فلا يتجاوز ذلك فان شيئا من خلقه لا يبلغ مدي عبادته و كيف يبلغ مدي عبادته من لا مدي له ولا كيف، تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا. [18] .

18- روي الصدوق باسناده عن اسماعيل بن الفضل عن ثابت بن دينار، عن سيد العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهاالسلام قال:

1- «حق الله الاكبر عليك أن تعبده و لا تشرك به شيئا فاذا فعلت ذلك باء خلاص لك علي نفسه أن يكفيك أمر الدنيا و الاخرة.

2- حق نفسك عليك أن تستعملها بطاعة الله عزوجل.

3- حق اللسان اكرامه عن الخني و تعويده الخير و ترك الفضول التي لا فائدة لها و البر بالناس و حسن القول فيهم.

4- حق السمع تنزيهه عن سماع الغيبة و سماع ما لا يحل سماعه.

5- حق البصر أن تغضه عما لا يحل لك وتعتبر بالنظرية.

6- حق يدك أن لا تبسطها الي ما لا يحل لك.



[ صفحه 339]



7- حق رجليك أن لا تمشي بهما الي ما لا يحل لك فبهما تقف علي الصراط فانظر أن لا تزلا بك فتردي في النار.

8- حق بطنك أن لا تجعله وعاء للحرام و لا تزيد علي الشبع.

9- حق فرجك أن تحصنه عن الزتا و تحفظه من أن ينظر اليه.

10- حق الصلاة أن تعلم أنها وفادة الي الله عزوجل و أنت فيها قائم بين يدي الله عزوجل فاذا علمت ذلك قمت مقام العبد الذليل الحقير الراغب الراهب الراجي الخائف المستكين المتضرع المعظم لمن كان بين يديه بالسكون و الوقار و تقبل عليها بقلبك و تقيمها بحدودها و حقوقها.

11- حق الحج أن تعلم أنه وفادة الي ربك و قرار اليه من ذنوبك و فيه قبول توبتك و قضاء الفرض الذي أوجبه الله تعالي عليك.

12- حق الصوم أن تعلم أنه حجاب ضربه الله عز و جل علي لسانك و سمعك و بصرك و بطنك و فرجك ليسترك به من النار فان تركت الصوم خرقت سترالله عليك.

13- حق الصدقة أن تعلم أنها ذخرك عند ربك و وديعتك التي لا تحتاج الي الاشهاد عليها و كنت لما تستودعه سرا أوثق منك بما تستودعه علانية و تعلم أنها تدفع عنك البلايا و الاسقام في الدنيا و تدفع عنك النار في الاخرة.

14- حق الهدي أن تريد به الله عزوجل و لا تريد به خلقه و لا تريد به الا التعرض لرحمة الله و نجاة روحك يوم تلقاه.

15- حق السلطان أن تعلم أنك جعلت له فتنة و أنه مبتلي فيك بما جعله الله عزوجل له عليك من السلطان و أن عليك أن لا تتعرض لسخطه فتلقي بيدك الي التهلكة و تكون شريكا له فيما يأتي اليك من سوء.



[ صفحه 340]



16- حق سائسك بالعلم التعظيم له و التوقير لمجلسه و حسن الاستماع اليه و الاقبال عليه و أن لا ترفع عليه صوتك و لا تجيب أحدا يسأله عن شي ء حتي يكون هو الذي يجيب و لا تحدث في مجلسه أحدا و لا تغتاب عنده أحدا و أن تدفع عنه اذا ذكر عندك بسوء و أن تستر عيوبه و تظهر مناقبه و لا تجالس له عدوا و لا تعادي به وليا فاذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة الله عزوجل بأنك قصدته و تعلمت علمه لله جل و عزاسمه لا للناس.

17- أما حق سائسك بالملك فأن تطيعه و لا تعصيه الا فيما يسخط الله عزوجل فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

18- أما حق رعيتك بالسلطان فأن تعلم أنهم صاروا رعيتك لضعفهم و قوتك فيجب أن تعدل فيهم و تكون لهم كالوالد الرحيم، و تغفر لهم جهلهم و لا تعاجلهم بالعقوبة و تشكر الله عزوجل علي ما آتاك من القوة عليهم.

19- أما حق رعيتك بالعلم فأن تعلم أن الله عزوجل انما جعلك قيما لهم فيما آتاك من العلم و فتح لك من خزائنه فان أحسنت في تعليم الناس و لم تخرق بهم و لم تضجر عليهم زادك الله من فضله و ان أنت منعت الناس علمك أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك كان حقا علي الله عزوجل أن يسلبك العلم و بهاءه و يسقط من القلوب محلك.

20- أما حق الزوجة فأن تعلم أن الله عزوجل جعلها لك سكنا و أنسا فتعلم أن ذلك نعمة من الله عزوجل عليك فتكرمها و ترفق بها و ان كان حقك عليها أوجب فان لها عليك أن ترحمها لانها أسيرك وتطعمها و تكسوها و اذا جهلت عفوت عنها.21- أما حق مملوكك فأن تعلم أنه خلق ربك و ابن أبيك و امك و لحمك



[ صفحه 341]



و دمك لم تملكه لانك صنعته دون الله و لا خلقت شيئا من جوارحه و لا أخرجت له رزقا ولكن الله عزوجل كفاك ذلك ثم سخره لك و ائتمنك عليه و استودعك اياه ليحفظ لك ما تأتيه من خير اليه فأحسن اليه كما أحسن الله اليك و ان كرهته استبدلت به و لم تعذب خلق الله عزوجل و لا قوة الا بالله.

22- أما حق امك فأن تعلم أنها حمتلك حيث لا يحتمل أحد أحدا واعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحدا و وقتك بجميع جوارحها و لم تبال أن تجوع و تطعمك و تعطش و تسقيك و تعري و تكسوك، و تضحي و تظلك و تهجر النوم لاجلك و وقتك الحر و البرد لتكون لها فانك لا تطيق شكرها الا بعون الله و توفيقه.

23- أما حق أبيك فأن تعلم أنه أصلك فانك لولاه لم تكن فمهما رأيت من نفسك ما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه فاحمد الله و اشكره علي قدر ذلك و لا قوة الا بالله.

24- أما حق ولدك فأن تعلم أنه منك و مضاف اليك في عاجل الدنيا بخيره و شره و أنك مسئوول عما وليته من حسن الادب والد لالة علي ربه عزوجل و المعونة علي طاعته فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب علي الاحسان اليه معاقب علي الاساءة اليه.

25- أما حق أخيك فأن تعلم أنه يدك و عزك و قوتك فلا تتخذه سلاحا علي معصية الله و لا عدة للظلم لخلق الله و لا تدع نصرته علي عدوه و النصيحة له فان أطاع الله تعالي و الا فليكن الله أكرم عليك منه و لا قوة الا بالله.

26- أما حق مولاك المنعم عليك فان تعلم أنه أنفق فيك ما له و أخرجك من ذل الرق و وحشته الي عز الحرية و أمنها فاطلقك من أمر الملكة و فك عنك



[ صفحه 342]



قيد العبودية و أخرجك من السجن و ملكك نفسك و فرغك لعبادة ربك و تعلم أنه أولي الخلق بك في حياتك و موتك و أن نصرته عليك و اجبة بنفسك و ما احتاج اليه منك و لا قوة الا بالله.

27- أما حق مولاك الذي أنعمت عليه فان تعلم أن الله عز و جل جعل عتقك له وسيلة اليه و حجابا لك من النار و أن ثوابك في العاجل ميراثه اذا لم يكن له رحم مكافاة لما أنفقت من مالك و في الآجل الجنة.

28-أما حق ذي المعروف عليك فان تشكره و تذكر معروفه و تكسبه المقالة الحسنة و تخلص له الدعاء فيما بينك و بين الله عز و جل فاذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا و علانية ثم ان قدرت علي مكافاته يوما كافئته.

29- أما حق المؤذن فان تعلم أنه مذكر لك ربك عز و جل وداع لك الي حظك و عونك علي قضاء فرض الله عليك فاشكر علي ذلك شكرك للمحسن اليك.

30- أما حق امامك في صلاتك فان تعلم أنه تقلد السفارة فيما بينك و بين ربك عز و جل و تكلم عنك و لم تتكلم عنه و دعا لك و لم تدع له و كفاك هول المقام بين يدي الله عز و جل فان كان نقص كان عليه دونك و ان كان تماما كنت شريكه و لم يكن له عليك فضل فوقي نفسك بنفسه و صلاتك بصلاته فتشكر له علي قدر ذلك.

31- أما حق جليسك فان تلين له جانبك و تنصفه في مجازاة اللفظ و لا تقوم من مجلسك الا باذنه و من تجلس اليه يجوز له القيام عنك بغير اذنك و تنسي زلاته و تحفظ خيراته و لا تسمعه الا خيرا.

32- أما حق جارك فحفظه غائبا و اكرامه شاهدا و نصرته اذ كان مظلوما



[ صفحه 343]



و لا تتبع له عورة فان علمت عليه سوأ سترته عليه و ان علمت أنه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك و بينه و لا تسلمه عند شديدة و تقيل عثرته و تغفر ذنبه و تعاشره معاشرة كريمة و لا قوة الا الله.

33- أما حق الصاحب فان تصحبه بالتفضل و الانصاف و تكرمه كما يكرمك و لا يسبق الي مكرمة فان سبق كافئته و تؤده كما يؤدك و تزجره عمايهم به من معصية و كن عليه رحمة و لا تكن عليه عذابا و لا قوة الا بالله.

34- أما حق الشريك فان غاب كفيته و ان حضر رعيته و لا تحكم دون حكمه و لا برأيك دون مناظرته و تحفظ عليه ما له و لا تخنه فيما عز أوهان من أمر فان يدالله تبارك و تعالي علي الشريكين ما لم يتخاونا و لا قوة الا بالله.

35- أما حق مالك فان لا تأخذه الا من حله و لا تنفقه الا في وجهه و لا تؤثر علي نفسك من لا يحمدك فاعمل به بطاعة و لا تبخل به فتبوء بالحسرة و الندامة مع التبعة و لا قوة الا بالله.

36- أما حق غريمك الذي يطالبك فان كنت موسرا أعطيته و ان كنت معسرا أرضيته بحسن القول ورددته عن نفسك ردا لطيفا.

37- أما حق الخليط أن لا تغره و لا تغشه و لا تخدعه و تتقي الله تبارك و تعالي في أمره.

38- أما حق الخصم المدعي عليك فان كان ما يدعي عليك حقا كنت شاهده علي نفسك و لم تظلمه و أوفيته حقه و ان كان ما يدعي باطلا رفقت به و لم تأت في أمره غير الرفق و لم تسخط ربك في أمره و لا قوة الا بالله.

39- أما حق خصمك الذي تدعي عليه فان كنت محقا في دعواك أجملت مقاولته و لم تجحد حقه و ان كنت مبطلا في دعواك اتقيت الله عز و جل و تبت اليه و



[ صفحه 344]



تركت الدعوي.

40- أما حق المستشير فان علمت أن له رأيا حسنا أشرت عليه و ان لم تعلم له أرشدته الي من يعلم.

41- حق المشير عليك أن لا تتهمه فيما لا يوافقك من رأيه و ان وافقك حمدت الله عز و جل.

42- حق المستنصح أن تؤدي اليه النصيحة وليكن مذهبك الرحمة له و الرفق به.

43- حق الناصح أن تلين له جناحك و تصغي اليه بسمعك فان أتي بالصواب حمدت الله عز و جل و ان لم يوافق رحمته و لم تتهمه و علمت أنه أخطأ و لم تؤاخذه بذلك الا أن يكون مستحقا للتهمة فلا تعبأ بشي ء من أمره علي حال و لا قوة الا بالله.

44- حق الكبير توقيره لسنه و اجلاله لتقدمه في الاسلام قبلك و ترك مقابلته عند الخصام و لا تسبقه الي طريق و لا تتقدمه و لا تستجهله و ان جهل عليك احتملته و أكرمته لحق الاسلام و حرمته.

45- حق الصغير رحمته في تعليمه و العفو عنه و الستر عليه و الرفق به و المعونة له.

46-حق السائل اعطاؤه علي قدر حاجته.

47- حق المسؤول ان أعطي فاقبل منه بالشكر و المعرفة بفضله و ان منع فاقبل عذره.

48-حق من سرك لله تعالي أن تحمد الله تعالي أولا ثم شكره.



[ صفحه 345]



الله تبارك و تعالي: و لمن انتصر بعد ظلمه فاولئك ما عليهم من سبيل.

50- حق أهل ملتك اضمار السلامة و الرحمة لهم و الرفق بمسيئهم و تألفهم و استصلاحهم و شكر محسنهم و كف الاذي عنهم و تحب لهم ما تحب لنفسك و تكره لهم ما تكره لنفسك و أن يكون شيوخهم بمنزلة أبيك و شبانهم بمنزلة اخوتك و عجائزهم بمنزلة امك و الصغار بمنزلة أولادك.

51- حق الذمة أن تقبل منهم ما قبل الله عز و جل منهم و لا تظلمهم ما وفوا لله عز و جل بعهده. [19] .

19- عنه، باسناده، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن عائذ الأحمسي، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال زين العابدين علي بن الحسين عليهماالسلام، ألا ان أحبكم الي الله عز و جل أحسنكم عملا و ان أعظمكم عند الله حظا اعظمكم فيما عند الله رغبة و ان أنجي الناس من عذاب الله أشدهم لله خشية و ان أقربكم من الله أوسعكم خلقا و ان ارضاكم عند الله أسبغكم علي عياله وان أكرمكم عند الله أتقاكم. [20] .

20- عنه، حدثنا محمد بن محمد بن عصام رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، قال: حدثنا علي بن محمد، عن محمد بن سليمان، عن اسماعيل بن ابراهيم، عن جعفر بن محمد التميمي، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي عليه السلام قال: سألت أبي سيد العابدين عليه السلام فقلت له: يا أبه أخبرني عن جدنا رسول الله صلي الله عليه و آله لما عرج به الي السماء و أمره ربه عز و جل بخمسين صلاة



[ صفحه 346]



كيف لم يسأله التخفيف عن أمته حتي قال له موسي بن عمران عليه السلام: ارجع الي ربك فاسأله التخفيف فان امتك لا تطيق ذلك؟

فقال عليه السلام: يا بني ان رسول الله صلي الله عليه و آله كان لا يقترح علي ربه عز و جل و لا يراجعه في شي ء يأمره به فلما سأله موسي عليه السلام ذلك و صار شفيعا لامته اليه لم يجز له رد شفاعة أخيه موسي عليه السلام فرجع الي ربه عز و جل فسأله التخفيف الي أن ردها الي خمس صلوات قال: فقلت: يا أبه فلم لم يرجع الي ربه عز و جل و لم يسأله التخفيف بعد خمس صلوات فقال: يا بني أراد صلي الله عليه و آله أن يحصل لامته التخفيف مع أجر خمسين صلاة لقول الله عز و جل: «من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها».

ألا تري أنه صلي الله عليه و آله لما هبط الي الأرض نزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد ان ربك يقرؤك السلام و يقول: انها خمس بخمسين «ما يبدل القول لدي و ما أنا بظلام للعبيد» قال: فقلت له: يا أبه أليس الله تعالي ذكره لا يوصف بمكان؟ فقال: بلي تعالي الله، عن ذلك فقلت فما معني قول موسي عليه السلام لرسول الله صلي الله عليه و آله ارجع الي ربك؟ فقال: معني قول ابراهيم عليه السلام: «اني ذاهب الي ربي سيهدين» معني قول موسي عليه السلام «و عجلت اليك رب لترضي» و معني قوله عز و جل: «ففروا الي الله» يعني حجوا الي بيت الله.

يا بني ان الكعبة بيت الله فمن حج بيت الله فقد قصد الي الله و المساجد بيوت الله فمن سعي اليها فقد سعي الي الله و قصد اليه و المصلي مادام في صلاة فهو واقف بين يدي الله جل جلاله و أهل موقف عرفات وقوف بين يدي الله عز و جل و ان لله تبارك و تعالي بقاعا في سماواته فمن عرج به اليها فقد عرج به اليه ألا تسمع الله عز و جل يقول: «تعرج الملائكة و الروح اليه» و يقول عز و جل: «اليه يصعد الكلم



[ صفحه 347]



الطيب و العمل الصالحج يرفعه». [21] .

21- عنه، حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن اسماعيل، عن حماد بن عيسي، عن ابراهيم بن عمر اليماني، عن أبي الطفيل، عن أبي جعفر، عن علي الحسين عليهم السلام قال: ان الله عز و جل خلق العرش أرباعا لم يخلق قبله الا ثلاثة أشياء الهواء و القلم و النور ثم خلقه من أنوار مختلفة: فمن ذلك النور نور أخضر اخضرت منه الخضرة و نور أصفر اصفرت منه الصفرة و نور أحمر احمرت منه الحمرة و نور أبيض و هو نور الأنوار و منه ضوء النهار.

ثم جعله سبعين ألف طبق غلظ كل طبق كأول العرش الي أسفل السافلين ليس من ذلك طبق الا يسبح بحمد ربه و يقدسه بأصوات مختلفة و ألسنة غير مشتبهة و لو أذن للسان منها فاسمع شيئا مما تحته لهدم الجبال و المدائن و الحصون و لخسف البحار و لأهلك ما دونه له ثمانية أركان علي كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصي عددهم الا الله عز و جل يسبحون الليل و النهار لا يفترون و لو حس شي ء مما فوقه ما قام لذلك طرفة عين بينه و بين الاحساس الجبروت و الكبرياء و العظمة والقدس و الرحمة ثم العلم و ليس وراء هذا مقال. [22] .

22- عنه، حدثنا علي بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، قال: حدثنا أبي عن جده أحمد بن أبي عبدالله عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبيه، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبدالله الصادق، عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: ضحك رسول الله صلي الله عليه و آله ذات يوم حتي بدت نواجده،



[ صفحه 348]



ثم قال: ألا تسألوني مم ضحكت قالوا: بلي يا رسول الله قال: عجبت للمرء المسلم أنه ليس من قضاء يقضيه الله عز و جل الا كان خيرا له في عاقبة أمره. [23] .

23- عنه باسناده قال: قال علي بن الحسين عليهماالسلام: ان دين الله عز و جل لا يصاب بالعقول الناقصة و الآراء الباطلة و المقائيس الفاسدة و لا يصاب الا بالتسليم فمن سلم لنا سلم و من اقتدي بنا هدي و من كان يعمل بالقياس و الرأي هلك و من وجد في نفسه شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجا كفي بالذي أنزل السبع المثاني و القرآن العظيم و هو لا يعلم. [24] .

24- عنه، حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا الحسن بن علي السكري، قال: حدثنا محمد بن زكريا، عن جعفر بن محمد بن عمارة، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: و الذي بعثني بالحق نبيا و بشيرا التركبن أمتي سنن من كان قبلها حذوا النعل بالنعل حتي لو أن حية من بني اسرائيل دخلت في جحر لدخلت في هذه الامة حية مثلها. [25] .

25- عنه أبي رحمه الله قال: حدثني سعد بن عبدالله، قال حدثني عباد بن سليمان، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه سليمان، عن مخلد بن يزيد النيسابوري، عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال من قضي حاجة فبحاجة الله بدأ و قضي الله له بها مائة حاجة في أحديهن الجنة من نفس عن أخيه كربة نفس الله عنه كرب القيامة بالغا ما بلغت و من أعانه علي ظالم له أعانه الله علي



[ صفحه 349]



اجازة الصراط عند دحض الأقدام.

و من سعي له في حاجة حتي قضاها له فسر بقضائها فكان كادخال السرور علي رسول الله صلي الله عليه و آله و من سقاه من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم و من أطعمه من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة و من كساه من عري كساه الله من استبرق و حرير و من كساه من غير عري لم يزل في ضمان الله مادام علي المكسي من الثوب سلك و من كفاه بما هو يمهنه و يكف وجهه و يصل به يديه أخدمه الله الولدان المخلدين.

و من حمله من رحله بعثه الله يوم القيامة الي الموقف علي ناقة من نوق الجنة يباهي به الملائكة و من كفنه عند موته فكأنما كساه من يوم ولدته أمة الي يوم يموت و من زوجه زوجة يأنس بها و يسكن اليها آمنه الله في قبره بصورة أحب أهله اليه و من عاده عند مرضه حفته الملائكة تدعوا له حتي يتصرف و تقول: طبت و طابت لك الجنة والله لقضاء حاجته أحب الي الله من صيام شهرين متتابعين باعتكافهما في الشهر الحرام. [26] .

26- عنه، حدثني أحمد بن محمد رضي الله عنه، عن أبيه، عن الحسين بن اسحاق، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت علي بن الحسين زين العابدين يقول ان الله عز و جل يقول: و عزتي و عظمتي و حلالي و بهائي و علوي و ارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي علي هواه الا جعلت همه آخرته و غنا في قلبه و كففت عليه ضيعته و ضمنت السماوات و الارض رزقه و أتته الدنيا و هي راغمة. [27] .



[ صفحه 350]



27- عنه، أبي رحمه الله قال: حدثني محمد بن يحيي العطار، قال: حدثني محمد بن أحمد قال: حدثني محمد بن السندي، عن علي بن الحكم، عن ابراهيم بن مهزم الأسدي، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: ان لسان ابن آدم يشرف كل يوم علي جوارحه فيقول: كيف أصبحتم فيقولون: بخير ان تركتنا و يقولون الله الله فينا و يناشدونه و يقولون: انما نثاب و نعاقب بك. [28] .

28- عنه، حدثني محمد بن الحسن رضي الله عنه، قال حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن ابن سنان، عن أبي خالد القماط الواسطي، عن زيد بن علي بن الحسين، عن أبيه عليه السلام قال: ما يأخذ المظلوم من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من دنيا المظلوم. [29] .

29- عنه باسناده، عن جعفر بن محمد عليهماالسلام عن أبيه، قال: سئل علي بن الحسين عليهماالسلام لم اوتم النبي صلي الله عليه و آله من أبويه؟ قال لئلا يجب عليه حق لمخلوق. [30] .

30- عنه، حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد ابن يحيي العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيي بن عمران الاشعري، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن علي بن جعفر، عن مغيرة عن أبي عبدالله، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال المسوخ من بني آدم ثلثة عشر صنفا منهم القردة و الخنازير و الخفاش و الضب و الدب و الفيل و الدعموص و الجريث و العقرب و سهيل، و الزهرة و العنكبوت.

فأما القردة فكانوا قوما ينزلون بلدة علي شاطي ء البحر اعتدوا في السبت



[ صفحه 351]



فصادوا الحيتان فمسخهم الله عز و جل قردة و أما الخنازير فكانوا قوما من بني اسرائيل دعا عليهم عيسي بن مريم عليه السلام فمسخهم الله عز و جل خنازير و أما الخفاش فكانت امرأة مع ضرة لها فسحرتها فمسخها الله عز و جل خفاشا و أما الضب فكان اعرابيا بدويا لا يرع عن قتل من مر به من الناس فمسخه الله عز و جل ضبا و أما الفيل فكان ينكح البهائم فمسخه الله عز و جل فيلا و أما الدعموص فكان رجلا زاني الفرج لا يرع من شي ء فمسخه الله عز و جل دعموصا.

أما الجريث فكان رجلا نماما فمسخه الله عز و جل جريثا و أما العقرب فكان رجلا هما زا لما زا فمسخه الله عز و جل عقربا و أما الدب فكان رجلا يسرق الحاج فمسخه الله عز و جل دبا و أما سهيل فكان رجلا عشارا صاحب مكاس فمسخه الله عز و جل سهيلا و أما الزهرة فكانت امرأة فتن بها هاروت و ماروت فمسخها الله عز و جل زهرة و أما العنكبوت فكانت امرأة سيئة الخلق عاصية لزوجها مولية عنه فمسخها الله عز و جل عنكبوتا و أما القنفذ فكان رجلا سيئي الخلق فمسخه الله عز و جل قنفذا. [31] .

31- عنه، حدثني محمد بن موسي بن المتوكل رحمه الله قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني، قال: حدثني علي بن جعفر، عن أخيه موسي بن جعفر، عن أبيه عليه السلام قال: قال علي بن الحسين عليهماالسلام ليس لك أن تقعد مع من شئت لأن الله تبارك و تعالي يقول: «و اذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم حتي يخوضوا في حديث غيره و اما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكري مع القوم



[ صفحه 352]



الظالمين» و ليس لك أن تتلكم بما شئت لان الله عز و جل قال: «و لا تقف ما ليس لك به علم» و لان رسول الله صلي الله عليه و آله قال: رحم الله عبدا، قال: خيرا فغنم أو صمت فسلم، و ليس لك أن تسمع ما شئت لأن الله عز و جل يقول: «ان السمع و البصر و الفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا». [32] .

32- عنه، حدثنا أبي رحمه الله - قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عيمر، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: لا يغرنكم رحب الذراعين بالدم، فان له عندالله قاتلا لا يموت قالوا: يا رسول الله ما قاتلا لا يموت قال: فقال: النار. [33] .

33- عنه، حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه - قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا العباس بن معروف قال: حدثنا محمد ابن يحيي الخزاز، عن غياث بن ابراهيم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: مر رسول الله صلي الله عليه و آله بقوم يرفعون حجرا فقال: ما هذا؟ قالوا: نعرف بذلك أشدنا و أقوانا فقال صلي الله عليه و آله ألا أخبركم بأشدكم و أقواكم؟ قالوا: بلي يا رسول الله قال: أشدكم و أقواكم الذي اذا رضي لم يدخله رضاه في اثم و لا باطل و اذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق و اذا قدر لم يتعاط ما ليس له بحق. [34] .

34- عنه، حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعري، عن محمد بن السندي، عن علي بن



[ صفحه 353]



الحكم، عن ابراهيم بن مهزم الأسدي، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: ان لسان ابن آدم يشرف كل يوم علي جوارحه فيقول: كيف أصحبتم؟ فيقولون: بخير ان تركتنا و يقولون: الله الله فينا و يناشدونه و يقولون: انما نثاب بك و تعاقب بك. [35] .

35- عنه، حدثنا محمد بن موسي بن المتوكل رضي الله عنه، قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: لا حسب لقرشي و لا لعربي الا بتواضع و لا كرم الا بتقوي و لا عمل الا بنية ألا و ان أبغض الناس الي الله عز و جل من يقتدي بسنة امام و لا يقتدي بأعماله. [36] .

36- عنه، حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن خلاد، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهماالسلام، قال: ما أحب أن لي بذل نفسي حمر النعم و ما تجرعت جرعة أحب الي من جرعة غيظ لا أكافي ء بها صاحبها. [37] .

37- عنه، حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليهماالسلام، قال: وددت أني افتديت خصلتين في الشيعة لنا ببعض ساعدي: النزق و قلة الكتمان. [38] .

38- عنه، حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن



[ صفحه 354]



القاسم بن محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان بن عيينة الزهري قال: سمعت علي بن الحسين عليهماالسلام، يقول: من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه علي الدنيا حسرات والله ما الدنيا و الآخرة الا ككفتي الميزان فأيهما رجع ذهب بالآخر ثم تلا قوله عز و جل «اذا وقعت الواقعة» يعني القيامة «ليس لوقعتها كاذبة خافضة» خفضت والله بأعداء الله الي النار «دافعة» رفعت والله أولياء الله الي الجنة.

ثم أقبل علي رجل من جلسائه فقال له: اتق الله و أجمل في الطلب و لا تطلب ما لم يخلق فان من طلب ما لم يخلق تقطعت نفسه حسرات و لم ينل ما طلب، ثم قال: و كيف ينال ما لم يخلق فقال الرجل و كيف يطلب ما لم يخلق؟ فقال: من طلب الغني والاموال و السعة في الدينا فانما يطلب ذلك للراحة و الراحة لم تخلق في الدنيا و لا لأهل الدنيا انما خلقت الراحة في الجنة و لأهل الجنة و التعب والنصب خلقا في الدنيا و لأهل الدنيا ما اعطي أحد منها جفنة الا أعطي من الحرص مثليها.

من أصاب من الدنيا أكثر كان فيها أشد فقرا لأنه يفتقر الي الناس في حفظ أمواله و يفتقر الي كل آلة من آلات الدنيا فليس في غني الدنيا راحة ولكن الشيطان يوسوس الي ابن آدم أن له في جمع ذلك المال راحة و انما يسوقه الي التعب في الدنيا و الحساب عليه في الآخرة ثم قال عليه السلام: كلا ما تعب أولياء الله في الدنيا للدنيا بل تعبوا في الدنيا للآخرة، ثم قال: ألا و من اهتم لرزقه كتب عليه خطيئة كذلك قال المسيح عليه السلام للحواريين: انما الدنيا قنطرة فاعبروها و لا تعمروها. [39] .

39- عنه، حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن



[ صفحه 355]



القاسم بن محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن علي بن الحسين عليهماالسلام أنه قال كان آخر ما اوصي به الخضر موسي بن عمران عليهماالسلام أن قال له: لا تعيرن أحدا بذنب و ان أحب الامور الي الله عز و جل ثلاثة: القصد في الجدة و العفو في المقدرة و الرفق بعباد الله و ما رفق أحد بأحد في الدنيا الا رفق الله عز و جل به يوم القيامة و راس الحكمة مخافة الله تبارك و تعالي. [40] .

40- عنه، حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة الكوفي، قال حدثني جدي الحسن بن علي، عن عمرو بن عثمان، عن سعيد بن شرحبيل، عن ابن لهيعة، عن أبي مالك قال: قلت: لعلي بن الحسين عليهماالسلام: أخبرني بجميع شرايع الدين، قال: قول الحق و الحكم بالعدل و الوفاء بالعهد. [41] .

41- عنه، حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن عثمان بن عيسي، عن عبدالله ابن مسكان يرفعه الي علي بن الحسين عليهماالسلام أنه قال: من سعادة المرء أن يكون متجره في بلاده و يكون خلطاؤه صالحين و يكون له ولد يستعين بهم. [42] .

42- عنه، حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال علي بن الحسين عليهماالسلام: أربع من كن فيه كمل اسلامه و محصت عنه، ذنوبه، و لقي ربه عز و جل و هو عنه



[ صفحه 356]



راض: من وفي لله عز و جل بما يجعل علي نفسه للناس و صدق لسانه مع الناس و استحيي من كل قبيح عند الله و عند الناس و حسن خلقه مع أهله. [43] .

43- عنه، حدثنا محمد بن موسي بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: ان المعرفة بكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه و قلة المراء و حلمه و صبره و حسن خلقه. [44] .

44- عنه، حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي رضي الله عنه، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، قال: حدثنا يحيي بن الحسن بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن ميمون الخزاز، قال: حدثنا عبدالله بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: ستة لعنهم الله و كل نبي مجاب: الزائد في كتاب الله و المكذب بقدر الله و التارك لسنتي و المستحل من عترتي ما حرم الله و المتسلط بالجبروت ليذل من أعزه الله و يعز من أذله الله و المستأثر بفي ء المسليمن المستحل له. [45] .

45- عنه، حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني رضي الله عنه، قال: حدثنا أبوسعيد الحسن بن علي العدوي قال: حدثنا صهيب بن عباد قال: حدثنا أبي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: عشر من لقي الله بهن دخل الجنة: شهادة أن لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله صلي الله عليه و آله والاقرار بما جاء من عند



[ صفحه 357]



الله و اقام الصلاة و ايتاء الزكاة و حج البيت و صوم شهر رمضان و الولاية لاولياء الله و البرائة من أعداء الله و اجتناب كل مسكر. [46] .

46- عنه، حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن القاسم بن محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن علي بن هاشم بن البريد، عن أبيه، عن علي بن الحسين عليهماالسلام انه جاء اليه رجل فسأله فقال له: ما الزهد؟ فقال: الزهد عشرة أجزاء فاعلي درجات الزهد أدني درجات الورع، و أعلي درجات الورع أدني درجات اليقين، و أعلي درجات اليقين أدني درجات الرضا و ان الزهد في آية من كتاب الله عز و جل: «لكيلا تأسوا علي ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتيكم». [47] .

47- عنه، حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني رضي الله عنه، قال: حدثنا أبوسعيد الحسن بن علي العدوي، قال: حدثنا صهيب بن عباد قال: حدثنا أبي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: النشوة في عشرة أشياء في المشي و الركوب و الارتماس في الماء و النظر الي الخضرة، و الاكل والشرب والنظر الي المرأة الحسناء والجماع والسواك و غسل الرأس بالخطمي و محادثة الرجال. [48] .

48- عنه، حدثنا الحسين بن أحمد بن ادريس، قال: حدثنا أبي، عن محمد ابن الحسين بن أبي الخطاب، و يعقوب بن يزيد و محمد بن أبي الصهبان جميعا، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: ان أعرابيا أتي رسول الله صلي الله عليه و آله فخرج اليه في رداء ممشق فقال: يا



[ صفحه 358]



محمد لقد خرجت الي كانك فتي فقال نعم يا أعرابي أنا الفتي ابن الفتي أخو الفتي فقال يا محمد صلي الله عليه و آله أما الفتي فنعم فكيف ابن الفتي و أخو الفتي فقال: أما سمعت الله عز و جل يقول: «قالوا سمعنا فتي يذكرهم يقال له ابراهيم» فانا بن ابراهيم، و أما أخو الفتي فان مناديا نادي من السماء يوم أحد لا سيف الا ذوالفقار و لا فتي الا علي فعلي أخي و أنا أخوه. [49] .

49- عنه، حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني و الحسن بن عبدالله ابن سعيد العسكري، جميعا قالا حدثنا عبدالعزيز بن يحيي الجلودي، قال: حدثنا محمد بن زكريا الجوهري قال حدثني علي بن حكم عن الربيع بن عبدالله، عن عبدالله بن الحسن، عن زيد بن علي، عن أبيه عليه السلام قال: يقول الله عز و جل اذا عصاني من خلقي من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني. [50] .

50- عنه، حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رحمه الله، قال حدثنا الحسين ابن محمد بن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم عن حمران بن أعين، عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت سيد العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام يقول لشيعته عليكم باداء الامانة فوالذي بعث محمدا صلي الله عليه و آله بالحق نبيا لو أن قاتل أبي الحسين بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام ائتمنني علي السيف الذي قتله به لأديته اليه. [51] .

51- عنه، حدثنا أبي رضي الله، قال: حدثنا سعد بن عبدالله، و عبدالله ابن جعفر الحميري، جميعا، عن يعقوب بن يزيد، قال: حدثنا محمد بن أبي عمير،



[ صفحه 359]



عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي حمزة الثمالي، عن زين العابدين علي ابن الحسين عليهماالسلام قال كان في بني اسرائيل رجل ينبش القبور فاعتل جار له فخاف الموت فبعث الي النباش فقال له كيف كان جواري لك قال أحسن جوار قال فان لي اليك حاجة قال قضيت حاجتك قال فاخرج اليه كفنين فقال: أحب أن تاخذ احبهما اليك و اذا دفنت فلا تنبشني فامتنع النباش من ذلك و ابي ان ياخذه.

فقال له الرجل احب أن تأخذه فلم يزل به حتي أخذ احبهما اليه و مات الرجل فلما دفن قال النباش هذا قد دفن فما علمه باني تركت كفنه أو اخذته لاخذنه فاتي قبره فنبشه فسمع صايحا يقول و يصيح به لا تفعل ففزع النباش من ذلك فتركه و ترك ما كان عليه و قال لولده أي أب كنت لكم قالوا نعم الاب كنت لنا قال: فان لي اليكم حاجة قالوا قل ما شت فانا سنصير اليه انشاء الله قال و أحب اذا أنامت أن تاخذوني فتحرقوني بالنار.

فاذا صرت رمادا فدفوني ثم تعمد و ابي ريحاعا صفا فذر و نصفي في البر و نصفي في البحر، قالوا نفعل فلما مات فعل به ولده ما أوصاهم به فلما ذروه قال الله جل جلاله للبر اجمع ما فيك و قال للبحرا جمع ما فيك فاذا الرجل قايم بين يدي الله جل جلاله، فقال الله عزوجل ما حملك علي ما أوصيت به ولدك أن يفعلوه بك قال حملني علي ذلك و عزتك خوفك فقال الله جل جلاله فاني سأرضي خصومك و قد آمنت خوفك و غفرت لك. [52] .

52- عنه حدثنا ابي قال حدثنا محمد بن معقل القرميسيني قال حدثنا جعفر الوارق حدثنا محمد بن الحسن الاشج عن يحيي بن زيد بن علي، عن أبيه عن علي



[ صفحه 360]



بن الحسين عليهماالسلام قال خرج رسول الله صلي الله عليه و آله ذات يوم و صلي الفجر ثم قال معاشر الناس ايكم ينهض الي ثلثة نفر قد آلوا باللات و العزي ليقتلوني و قد كذبوا و رب الكعبة، قال فأحجم الناس و ما تكلم أحد فقال ما أحسب علي بن أبي طالب فيكم، فقام اليه عامر بن قتادة فقال انه وعك في هذه الليلة و لم يخرج يصلي معك أفتأذن لي أن أخبره.

فقال النبي شأنك فمضي اليه فأخبره فخرج أميرالمؤمنين كانه نشط من عقال و عليه ازار قد عقد طرفيه فقال: يا رسول الله ما هذا الخبر قال هذا رسول ربي يخبرني عن ثلثة نفر قد نهضوا الي لقتلي و قد كذبوا و رب الكعبة، فقال علي عليه السلام يا رسول الله انالهم سرية و حدي هو ذا ألبس علي ثيابي، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بل هذه ثيابي و هذا درعي و هذا سيفي فدرعه و عممه و قلده و اركبه فرسه و خرج أميرالمؤمنين عليه السلام فمكث ثلثة أيام لا يأتيه جبرئيل بخبره و لا خبر من الارض و أقبلت فاطمة بالحسن و الحسين علي وركيها تقول أوشك أن يؤتم هذين الغلامين.

فاسبل النبي صلي الله عليه و آله عينه يبكي ثم قال معاشر الناس من يأتيني بخبر علي عليه السلام ابشره بالجنة و افترق الناس في الطلب لعظيم ما رأوا بالنبي صلي الله عليه و آله و خرج العواتق فاقبل عامر بن قتادة يبشر بعلي عليه السلام و هبط جبرئيل علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم و اخبره بما كان فيه و أقبل أميرالمؤمنين عليه السلام معه أسيران و رأس و ثلثة أبعرة و ثلثة أفراس، فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم تحب أن أخبرك بما كنت فيه يا اباالحسن.

فقال المنافقون هو منذ ساعة قد أخذه المخاض و هو الساعة يريد ان يحدثه، فقال النبي صلي الله عليه و آله بل تحدث أنت يا اباالحسن لتكون شهيدا علي القوم قال نعم يا



[ صفحه 361]



رسول الله لما صرت في الوادي رأيت هؤلاء ركبانا علي الاباعر فنادوني من أنت فقلت انا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلي الله عليه و آله فقالوا ما نعرف لله من رسول سواء علينا و قعنا عليك أو علي محمد و شد علي هذا المقتول و دار بيني و بينه ضربات و هبت ريح حمراء سمعت صوتك فيها يا رسول الله و أنت تقول قد قطعت لك جربان درعه فاضرب حبل عاتقه

فضربته فلم اخفه ثم هبت ريح صفراء سمعت صوتك فيها يا رسول الله و أنت تقول قد قلبت لك الدرع عن فخذه فاضرب فخذه فضربته و وكزته و قطعت رأسه و رميت به و قال لي هذان الرجلان بلغنا أن محمدا رفيق شفيق رحيم، فاحملنا اليه و لا تعجل علينا و صاحبنا كان يعد بألف فارس، فقال النبي صلي الله عليه و آله يا علي اما الصوت الاول الذي صك مسامعك فصوت جبرئيل و أما الآخر فصوت ميكائيل قدم الي أحد الرجلين فقدمه فقال قل لا اله الا الله و اشهد اني رسول الله فقال لنقل جبل ابي قبيس احب الي من ان اقول هذه الكلمة

قال يا علي اخره و اضرب عنقه ثم قال قدم الاخر فقال قل لا اله الا الله و اشهد أني رسول الله قال ألحقني بصاحبي قال يا علي أخره و اضرب عنقه فاخره و قام أميرالمؤمنين عليه السلام ليضرب عنقه فهبط جبرئيل عليه السلام علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم فقال يا محمد ان ربك يقرئك السلام يقول لا تقتله فانه حسن الخلق سخي في قومه.

فقال النبي صلي الله عليه و آله يا علي أمسك فان هذا رسول ربي عزوجل يخبرني انه حسن الخلق سخي في قومه، فقال المشرك تحت السيف هذا رسول ربك يخبرك قال نعم قال و الله ما ملكت درهما مع اخ لي قط و لا قطب وجهي في الحرب و أنا أشهد ان لا اله الا الله و انك رسول الله فقال رسول الله صلي الله عليه و آله هذا ممن جره حسن



[ صفحه 362]



خلقه و سخاؤه الي جنات النعيم الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي خير خلقه محمد و آله الطيبين الطاهرين. [53] .

53- عنه حدثنا ابوالعباس محمد بن ابراهيم بن اسحق رحمه الله قال حدثنا أبوأحمد عبدالله بن أحمد بن محمد بن عيسي قال: حدثنا علي بن سعيد بن بشير قال حدثنا ابن كاسب قال حدثنا عبدالله بن ميمون المكي قال حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه عن علي بن الحسين عليهماالسلام انه دخل عليه رجلان من قريش فقال ألا أحدثكما عن رسول الله صلي الله عليه و آله فقالا بلي حدثنا عن أبي القاسم قال سمعت أبي يقول لما كان قبل وفات رسول الله صلي الله عليه و آله ثلثة أيام هبط عليه جبرئيل فقال يا أحمد ان الله أرسلني اليك اكراما و تفضيلا لك و خاصة يسئلك عما هو أعلم به منك يقول كيف تجدك يا محمد.

قال النبي صلي الله عليه و آله أجدني يا جبرئيل مغموما و أجدني يا جبرئيل مكروبا فلما كان اليوم الثالث هبط جبرئيل و ملك الموت و معهما ملك يقال له اسمعيل في الهواء علي سبعين ألف ملك فسبقهم جبرئيل فقال يا احمد ان الله عزوجل أرسلني اليك اكراما لك و تفضيلا لك و خاصة يسئلك عما هو أعلم به منك فقال كيف تجدك يا محمد قال أجدني يا جبرئيل مغموما و اجدني يا جبرئيل مكرو بافاستأذن ملك الموت فقال جبرئيل يا احمد هذا ملك الموت يستأذن عليك لم يستأذن علي أحد قبلك و لا يستأذن علي أحد بعدك.

قال ائذن له فاذن له جبرئيل فأقبل حتي وقف بين يديه فقال يا أحمد ان الله ارسلني اليك وامرني ان اطيعك فيما تامرني ان امرتني بقبض نفسك قبضتها و ان



[ صفحه 363]



كرهت تركتها فقال النبي صلي الله عليه و آله اتفعل ذلك يا ملك الموت قال نعم بذلك امرت ان اطيعك فيما تأمرني فقال له جبرئيل يا أحمد ان الله تبارك و تعالي قد اشتاق الي لقائك رسول الله صلي الله عليه و آله يا ملك الموت امض لما امرت به فقال جبرئيل هذا اخروطئي الارض أنما كنت حاجتي من الدنيا.

فلما توفي رسول الله صلي الله عليه و آله علي روحه الطيب و علي آله الطاهرين جائت التعزية جائهم آت يسمعون حسه و لا يرون شخصه، فقال السلام عليكم و رحمة الله و بركاته كل نفس ذائقة الموت و انما توفون اجوركم يوم القيمة أن في الله عزوجل عزاء من كل مصيبة و خلفا من كل هالك و دركا من كل ما فات فبالله فثقوا و اياه فارجوا فان المصاب من حرم الثواب و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته قال علي بن ابيطالب عليه السلام هل تدرون من هذا هذا هو الخضر. [54] .

54- الشيخ الفقيه ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي قال حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا عبدالله بن جعفر، قال حدثني أحمد ابن محمد، عن الحسن محبوب، قال أخبرنا عبدالله بن غالب الاسدي عن ابيه عن سعيد بن المسيب قال كان علي بن الحسين عليهماالسلام يعظ الناس و يزهدهم في الدنيا و يرغبهم في اعمال الاخرة بهذا الكلام في كل جمعة في مسجد الرسول الله صلي الله عليه و آله و حفظ عنه و كتب، كان يقول: ايها الناس اتقوالله و اعلموا أنكم اليه ترجعون فتجد كل نفس ما عملت في هذه الدنيا من خير محضرا و ما عملت من سوء تود لو ان بينها و بينه أمدا بعيدا و يحذركم الله نفسه

و يحك ابن آدم الغافل و ليس بمغفول عنه ابن آدم ان اجلك اسرع شي ء



[ صفحه 364]



اليك قد أقبل نحوك حثيثا يطلبك و يوشك أن يدركك و كان قد أوفيت أجلك و قبض الملك روحك و صرت الي منزل وحيدا فرد اليك فيه روحك و اقتحم عليك فيه ملكاك منكر و نكير لمسألتك و شديد امتحانك ألا و ان أول ما يسألانك عن ربك الذي كنت تعبده و عن نبيك الذي ارسل اليك و عن دينك الذي كنت تدين به و عن كتابك الذي كنت تتلوه و عن امامك الذي كنت تتولاه.

ثم عن عمرك فيما أفنيته و مالك من أين اكتسبته و فيما اتلفته فخذ حذرك و انظر لنفسك واعد الجواب قبل الامتحان و المسائلة و الاختيار، فان تك مؤمنا تقيا عارفا بدينك متبعا للصادقين مواليا لأولياء الله لقاك الله حجتك و أنطق لسانك بالصواب فأحسنت الجواب فبشرت بالجنة و الرضوان من الله والخيرات الحسان و استقبلتك الملائكة بالروح والريحان و ان لم تكن كذلك تلجلج لسانك و دحضت حجتك و عميت عن الجواب و بشرت بالنار و استقبلتك ملائكة العذاب ينزل من حميم و تصلية جحيم.

فاعلم ابن آدم ان من وراء هذا ما هو أعظم و اقطع و اوجع للقلوب يوم القيمة ذلك يوم مجموع له الناس و ذلك يوم مشهود و يجمع الله فيه الاولين و الآخرين ذلك يوم ينفخ في الصور و تبعثر فيه القبور ذلك يوم الآزفة اذ القلوب لدي الحناجر كاظمة ذلك يوم لا تقال فيه عثرة و لا تؤخذه من أحد فيه فدية و لا تقبل من أحد فيه معذرة و لا لأحد فيه مستقبل توبة ليس الا الجزاء بالحسنات و الجزاء بالسيئآت فمن كان من المؤمنين و عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من خير وجده و من كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجده.

فاحذورا أيها الناس من المعاصي و الذنوب فقد نهاكم الله عنها، و حذركموها في الكتاب الصادق و البيان الناطق و لا تأمنوا مكر الله و شدة أخذه



[ صفحه 365]



عند ما يدعوكم اليه الشيطان اللعين من عاجل الشهوات و اللذات في هذه الدنيا فان الله يقول: «ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون» فاشعروا قلوبكم خوف الله و تذكروا ما قد وعدكم الله في مرجعكم اليه من حسن ثوابه كما قد خوفكم من شديد العقاب فانه من خاف شيئا حذره و من حذر شيئا نكله.

فلا تكونوا من الغافلين المائلين الي زهرة الحيوة الدنيا فتكونوا من الذين مكروا السيئات و قد قال الله تعالي «أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الارض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين أو يأخذهم علي تخوف فان ربكم لرؤف رحيم» فاحذورا ما قد حذركم الله و اتعظوا، بما فعل بالظلمة في كتابه و لا تأمنوا أن ينزل بكم بعض ما تواعد به القوم الظالمين في الكتاب، تالله لقد و عظتم بغيركم و ان السعيد من وعظ بغيره و لقد أسمعكم الله في الكتاب ما فعل بالقوم الظالمين من أهل القري قبلكم حيث قال:

و كم أهلكنا من قرية كانت ظالمة و أنشأنا بعدها قوما أخرين فلما أحسوا بأسنا اذا هم منها يركضون» يعني يهربون «لا تركضوا و ارجعوا الي ما اترفتم فيه و مساكنكم لعلكم تسئلون فلما أتاهم العذاب قالوا يا ويلنا انا كنا ظالمين، فما زالت تلك دعواهم حتي جعلناهم حصيدا خامدين» و أيم الله ان هذه لعظمة لكم و تخويف ان اتعظتم و خفتم ثم رجع الي القول من الله في الكتاب علي أهل المعاصي والذنوب فقال: «و لئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا انا كنا ظالمين».

فان قلتم أيها الناس ان الله انما عني بهذا أهل الشرك فكيف ذلك و هو يقول «و نضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا و ان كان مثقال حبة من خردل أتينا بها و كفي بنا حاسبين» اعلموا عباد الله ان أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين و لا تنشر لهم الدواوين و انما تنشر الدواوين لأهل الاسلام، فاتقوا الله عباد



[ صفحه 366]



الله و اعلموا أن الله لم يختبر هذه الدنيا و عاجلها لأحد من أوليائه و لم يرغبهم فيها و في عاجل زهرتها و ظاهر بهجتها و انما خلق الدنيا و خلق أهلها ليبلوهم أيهم أحسن عملا لآخرته و أيم الله لقد ضرب لكم فيها الامثال و صرف الآيات لقوم يعلمون.

فكونوا أيها المؤمنون من القوم الذين يعقلون و لا قوة الا بالله و ازهدوا فيما زهدكم الله فيه من عاجل الحيوة الدنيا فان الله يقول و قوله الحق «انما مثل الحيوة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض» الآية فكونوا عباد الله من القوم الذين يتفكرون و لا تركنوا الي الدنيا فان الله قد قال لمحمد نبيه صلي الله عليه و آله و لأصحابه و لا تركنوا الي الذين ظلموا فتمسكم النار و لا تركنوا الي زهرة الحيوة الدنيا و ما فيها ركون من اتخذها دار قرار و منزل استيطان فانها دار قلعة و بلغة و دار عمل.

فتزودوا الأعمال الصالحة منه قبل أن تخرجوا منها و قبل الاذن من الله في خرابها فكان قد أخربها الذي عمرها أول مرة و ابتدأها و هو ولي ميراثها و اسأل الله لنا و لكم العون علي تزود التقوي و الزهد فيها، جعلنا الله و اياكم من الزاهدين في عاجل زهرة الحيوة الدنيا و الراغبين العاملين لاجل ثواب الآخرة فانما نحن به و له. [55] .

55- أبوعبدالله المفيد باسناده، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر الباقر و علي بن الحسين عليهماالسلام، قالا، ان أفضل العبادة عفة البطن و الفرج، و ليس شي ء أحب الي الله من أن يسأل و الدعاء يرد القضاء الذي أبرم ابراما و أسرع الخير البر و أسرع الشر عقوبة البغي و كفي بالمرء عيبا أن يبصر من عيوب غيره ما يعمي عنه من عيب نفسه أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه أو ينهي الناس عما لا يستطيع تركه. [56] .



[ صفحه 367]



56- عنه، باسناده، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: ان لسان ابن آدم يشرف كل يوم علي جوارحه فيقول: كيف أصبحتم فيقولون: بخير ان تركتنا و يقولون: الله الله فينا و يناشدونه و يقولون: انما نثاب بك و نعاقب بك. [57] .

57- عنه باسناده، عن محمد بن مسلم، عن الصادق، عن أبيه عليهماالسلام قال: قال أبي علي بن الحسين عليهماالسلام يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم و لا تحادثهم و لا ترافقهم في طريق قال يا أبه من هم؟ عرفنيهم قال: اياك و مصاحبة الكذاب فانه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد و يبعد لك القريب و اياك و مصاحبة الفاسق فانه بايعك بأكلة أو أقل من ذلك، و اياك و مصاحبة الأحمق فانه يريد أن ينفعك فيضرك.

اياك و مصاحبة القاطع لرحمه فاني وجدته ملعونا في كتاب الله عز و جل في ثلاثة مواضع قال الله عز و جل: «فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله الي آخر الآية» و قال عزوجل: «الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه و يقطعون ما أمر الله به أن يوصل و يفسدون في الأرض اولئك لهم اللعنة و لهم سوء الدار» و قال في البقرة: «الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه و يقطعون ما أمر الله به أن يوصل و يفسدون في الأرض اولئك هم الخاسرون». [58] .

58- عنه، قال: جاء رجل الي علي بن السحين عليهماالسلام يشكو اليه حاله فقال: مسكين ابن آدم له في كل يوم ثلاث مصائب لا يعتبر بواحدة منهن و لو اعتبر لهانت عليه المصائب و أمر الدنيا فأما المصيبة الاولي فاليوم الذي ينقص من عمره قال: و



[ صفحه 368]



ان ناله نقصان في ماله اغتم به والدرهم يخلف عنه و العمر لا يرده و الثانية أنه يستوفي رزقه فان كان حلالا حوسب عليه و ان كان حراما عوقب عليه قال: و الثالثة أعظم من ذلك قيل: و ما هي؟ قال: ما من يوم يمسي الا و قد دني من الآخرة رحلة لا يدري علي الجنة أم علي النار و قال: أكبر ما يكون ابن آدم اليوم الذي يلد من أمه قالت الحكماء: ما سبقه الي هذا أحد.

قال: خطب النبي صلي الله عليه و آله لما أراد الخروج الي تبوك بثنية الوداع فقال: بعد أن حمد الله و أثني عليه أيها الناس أن أصدق الحديث كتاب الله و أوثق العري كلمة التقوي و خير الملل ملة ابراهيم عليه السلام و خير السنن سنة محمد و أشرف الحديث ذكر الله و أحسن القصص القرآن و خير الامور عزائمها و شر الامور محدثاتها و أحسن الهدي هدي الأنبياء و أشرف القتل قتل الشهداء و أعمي العمي الضلالة بعد الهدي و خير الأعمال ما نفع، و خير الهدي ما اتبع و شر العمي القلب و اليد العليا خير من اليد السفلي و ما قل و كفي خير مما كثر و ألهي.

شر المعذرة حين يحضر الموت و شر الندامة يوم القيامة و من الناس من لايات الجمعة الا نذرا و منهم من لا يذكر الله الا هجرا و من أعظم الخطايا اللسان الكذوب و خير الغني غني النفس و خير الزاد التقوي و رأس الحكمة مخافة الله و خير ما ألقي في القلب اليقين و الارتياب من الكفر و النياحة من عمل الجاهلية و الغلول من جمر جهنم و السكر جمر النار و الشعر من ابليس و الخمر جماع الآثام، و النساء حبالات ابليس و الشباب شعبة من الجنون و شر المكاسب كسب الربا و شر المال أكل مال اليتيم.

السعيد من وعظ بغيره و الشقي من شقي في بطن أمه و انما يصير أحدكم الي موضع أربعة أذرع و الأمر الي آخره و ملاك العمل خواتيمه و أربي الربا الكذب و كل ما هو آت قريب و سباب المؤمن فسوق و قتال المؤمن كفر و أكل لحمه معصية



[ صفحه 369]



و حرمة ماله كحرمة دمه و من يبالي علي الله يكذبه و من يعف يعفو الله عنه و من كظم الغيظ يأجره الله و من يصبر علي الرزية يعوضه الله و من يبتغ السمعة يسمع الله به و من يصم بصره و من يعص الله يعذبه الله اللهم اغفر لي و لامتي اللهم اغفر لي و لامتي استغفر الله لي ولكم. [59] .

59- عنه روي اسماعيل بن عبدالملك، عن يحيي بن شبل، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليه السلام قال: حدثني أبي علي زين العابدين عليهماالسلام، قال: قال لي مروان ابن الحكم لما رأيت الناس يوم الجمل قد كشفوا قلت والله لادركن ثاري و لا فوزن منه الآن فرميت طلحة فأصبت نساه فجعل الدم ينزف فرميته ثانية فجاءت به فأخذوه حتي وضعوه تحت شجرة فبقي تحتها ينزف منه الدم حتي مات. [60] .

60- الشيخ الجليل المفيد أبوعبدالله محمد بن محمد بن النعمان أدم الله تأييده و توفيقه قراءة عليه قال أخبرني أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين، قال حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا أيوب بن نوح، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن أبي حمزة الثمالي رحمه الله، عن علي بن الحسين زين العابدين عليهماالسلام انه قال يوما لأصحابه اخواني أوصيكم بدار الآخرة و لا أوصيكم بدار الدنيا فانكم عليها حريصون و بها متمسكون أما بلغكم ما قال عيسي بن مريم عليه السلام للحواريين قال لهم الدنيا قنطرة فاعبروها و لا تعمروها و قال أيكم يبني علي موج البحر دارا تلكم الدار الدنيا فلا تتخذوها قرارا. [61] .

61- عنه أخبرني أحمد بن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية،



[ صفحه 370]



عن أبي حمزة الثمالي، قال: كان علي بن الحسين زين العابدين عليهماالسلام يقول ابن آدم انك لا تزال بخير ما كان لك واعظا من نفسك و ما كنت المحاسبة لها من همك و ما كان الخوف لك شعارا و الحزن لك دثارا انك ميت و مبعوث و موقوف بين يدي الله عز و جل فأوعد جوابا صلي الله علي سيدنا محمد النبي و سلم تسليما. [62] .

62- عنه باسناده، عن علي بن مهزيار، عن علي بن حديد، عن علي بن النعمان رفعه قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: ربح من غلبت واحدته عشرته و كان أبوعبدالله عليه السلام يقول: المغبون من غبن عمره ساعة بعد ساعة و كان علي بن الحسين عليهماالسلام يقول أظهر اليأس من الناس فان ذلك من الغني و اقل طلب الحوائج اليهم فان ذلك فقر حاضر و اياك و ما يتعذر منه و صل صلاة مودع و ان استطعت أن تكون اليوم خيرا منك أمس و غدا خيرا منك اليوم فافعل. [63] .

63- عنه باسناده، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن سنان، عن الحسين بن مصعب، عن سعد بن ظريف، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام انه قال صانع المنافق بلسانك و أخلص ودك للمؤمن و ان جالسك يهودي فاحسن مجالسته. [64] .

64- عنه باسناده، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن مالك ابن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، قال: ما سمعت بأحد قط كان أزهد من علي بن الحسين عليهماالسلام اذا تكلم في الزهد و وعظ أبكي من بحضرته، قال: أبوحمزة فقرأت صحيفة فيها كلام زهد من كلام علي بن الحسين عليهماالسلام و كتبت ما فيها و أتيت به فعرضته عليه فعرفه و صححه كان فيها:





[ صفحه 371]



بسم الله الرحمن الرحيم

كفانا الله اياكم كيد الظالمين و بغي الحاسدين و بطش الجبارين أيها المؤمنون مصيبتكم الطواغيت من أهل الرغبة في الدنيا المائلون اليها المفتونون بها المقبلون عليها و علي حطامها و هشيمها البائد غدا فاحذروا ما حذركم الله منها و ازهدوا فيما زهدكم الله فيه منها و لا تركنوا الي ما في هذه الدينار كون من اتخذها دار قرار و منزل استيطان و بالله ان لكم مما فيها عليها دليلا من زينتها و تصرف أيامها و تغير انقلابها و سيلانها و تلاعبها بأهلها.

انها لترفع الخميل و تضع الشريف و تورد النار أقواما غدا ففي هذا معتبر و مختبر و زاجر للنبيه ان الامور الواردة عليكم في كل يوم و ليلة من مضلات الفتن و حوادث البدع و سنن الجور و بوائق الزمان و هيبة السلطان و وسوسة الشيطان لينذر القلوب عن تنبيهها و تذهلها من وجود الهدي و معرفة أهل الحق الا قليلا ممن عصمه الله و ليس يعرف بصرف آياتها و تقلب حالاتها و عاقبة ضرر فتنتها الا من عصمه الله و نهج سبيل الرشد و سلك سيبل القصد ممن استعان علي ذلك بالزهد فكرر الفكر واتعظ بالعبر و ازدجر.

فزهد في عاجل بهجة الدنيا و تجافي عن لذاتها و رغب في دائم نعم الآخرة و سعي لها سعيها و راقب الموت و سئم الحياة مع القوم الظالمين فعند ذلك نظر الي ما في الدنيا بعين نيرة حديدة النظر و ابصر حوادث الفتن و ضلال البدع و جور الملوك الظلمة فقد لعمري استدبرتم من الامور الماضية في الأيام الخالية من الفتن المتراكمة والانهماك فيها ما تستدلون به علي تحنب الغواة و أهل البدع و البغي و الفساد في



[ صفحه 372]



الأرض بغير الحق.

فاستعينوا بالله و ارجعوا الي طاعته و طاعة من هو أولي بالطاعة من طاعة من أتبع و أطيع فالحذر الحذر من قبل الندامة و الحسرة و القدوم علي الله والوقوف بين يديه و بالله ما صدر عن معصية الله الا الي عذابه و ما آثر قوم قط الدنيا علي الآخرة الا ساء منقلبهم و ساء مصيرهم و ما العز بالله و العمل بطاعته الا الفان مؤتلفان فمن عرف الله خافه فحثه الخوف علي العمل بطاعة الله و ان أرباب العلم و أتباعهم الذين عرفوا الله فعملوا له و رغبوا اليه و قد قال الله «انما يخشي الله من عباده العلماء» فلا تلتسموه شيئا مما في هذه الدنيا بمعصية الله و اشتغلوا في هذه الدنيا بطاعة الله و اغتنموا أيامها و أوسعوا لما فيه نجاتكم غدا من عذاب الله.

فان ذلك أقل للتبعة و أدني من العذر و ارجي للنجاة فقدموا أمر الله و طاعته و طاعة من أوجب الله طاعته بين يدي الامور كلها و لا تقدموا الامور الواردة عليكم من طاعة الطواغيت و فتنة زهرة الدنيا بين يدي أمر الله و طاعته طاعة أولي الأمر منكم و اعلموا انكم عبيد الله و نحن معكم يحكم علينا و عليكم سيد حالكم غدا و هو موقفكم و مسائلكم فاعدوا الجواب قبل الوقوف و المسألة و العرض علي رب العالمين يومئذ لا تكلم نفس الا باذنه و اعلموا ان الله يصدق كاذبا و لا يكذب صادقا و لا يرد عذر مستحق و لا يعذر غير معذور بل لله الحجة علي خلقه بالرسل و الأوصياء بعد الرسل.

فاتقوا الله عباد الله و استقبلوا من اصلاح أنفسكم و طاعة الله و طاعة من تولونه فيما فعل نادما فقد ندم علي ما قد فرط بالأمس في جنب اله و ضيع من حق الله، و استغفروا الله و توبوا اليه فانه يقبل التوبة و يعفو عن السيئات و يعلم ما تفعلون و اياكم و صحبة الغاصبين و معونة الظالمين و مجاورة الفاسقين احذروا فتنتهم و تباعدوا من ساحتهم و اعلموا انه من خالف أولياء الله و دان بغير دين الله



[ صفحه 373]



و استبد بأمره دون أمر ولي الله في نار تلتهب تأكل أبد انا غلبت عليها شقوتها فاعتبروا يا أولي الأبصار و احمدوا الله علي ما هداكم و اعلموا انكم لا تخرجون من قدرة الله الي غير قدرته و سيري الله عملكم ثم اليه تحشرون فانتفعوا بالعظمة و تأدبوا بآداب الصالحين. [65] .

65- الشيخ الجليل المفيد أبوعبدالله محمد بن محمد بن النعمان أيد الله حراسته في مسجده بدرب رباح في يوم الاربعاء الثاني و العشرين من شهر رمضان سنة ثمان و اربعمائة أخبرني أبوغالب أحمد بن محمد الزراري، قال حدثني ابن طاهر محمد بن سليمان الرازي، قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن يحيي الخزاز، عن غياث بن ابراهيم، عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام عن أبيه عن جده عليهماالسلام قال كان رسول الله صلي الله عليه و آله اذا خطب حمد الله و اثني عليه ثم قال: أما بعد فان أصل الحديث كتاب الله و أفضل الهدي هدي محمد و شر الامور محدثاتها و كل بدعة ضلالة و يرفع صوته و تحمر و جنتاه و يذكر الساعة و قيامها حتي كأنه منذر جيش يقول صبحتكم الساعة و امسيتكم الساعة ثم يقول: بعثت أنا و الساعة كهاتين و يجمع بين سبابتيه من ترك مالا فلأهله و من ترك دينا فعلي و الي. [66] .

66- عنه، حدثنا أبوالحسن علي بن بلال المهلبي قال حدثنا عبدالواحد بن عبدالله بن يونس الربعي، قال حدثنا الحسن بن محمد بن عامر، قال: حدثنا المعلي ابن محمد البصري، قال: حدثنا محمد بن جمهور العمي قال: حدثنا جعفر بن بشير قال: حدثني سلمان بن سماعة، عن عبدالله بن القاسم، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام، عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: لما قصد أبرهة بن



[ صفحه 374]



الصباح ملك الحبشة مكة لهدم البيت تسرعت الحبشة فاغاروا عليها و أخذوا سرحا لعبد المطلب بن هاشم.

فجاء عبدالمطلب الي الملك فاستأذن عليه فاذن له و هو في قبة من ديباج علي سرير له فسلم عليه فرد أبرهة السلام و جعل ينظر في وجهه فراقه حسنه و جماله و هيأته فقال له الملك هل كان في آبائك هذا النور الذي أراه لك و الجمال و البهاء قال: نعم أيها الملك كل أبائي كان لهم هذا النور و الجمال و البهاء فقال له: أبرهة لقد فقمتم الملوك فخرا و شرفا و يحق أن تكون سيد قومك ثم أجلسه معه علي سريره و قال لسايس فيله الأعظم و كان فيلا أبيض عظيم الخلق له نابان مرصعان بانواع الدر و الجوهر و كان الملك يباهي به ملوك الأرض ايتني به فجائه به سايسه و قد زين بكل زينة حسنة.

فحين قابل وجه عبدالمطلب سجد له و لم يسجد لملكه و أطلق الله لسانه بالعربية فسلم علي عبدالمطلب فلما رأي ذلك الملك ارتاع له و ظنه سحرا فقال ردوا الفيل الي مكانه ثم قال لعبد المطلب فيم جئت فقد بلغني سخاؤك و كرمك و فضلك و رأيت من هيأتك و جمالك و جلالك ما يقتضي أن أنظر في حاجتك فسلني ما شئت و هو يري انه يسأله في الرجوع عن مكة فقال له عبدالمطلب ان أصحابك عدوا علي سرح لي فذهبوا به فمر هم برده فتغيظ الحبشي من ذلك و قال لعبد المطلب.

لقد سقطت من عيني جئتني تسألني في سرحك و أنا قد جئت لهدم شرفك و شرف قومك و مكرمتكم التي تتميزون بها من كل جيل و هو البيت الذي يحج اليه من كل صقع في الأرض فتركت مسألتي في ذلك و سألتني سرحك، فقال له عبدالمطلب لست برب البيت الذي قصدت لهدمه و أنا رب سرحي الذي أخذه أصحابك فجئت أسألك فيما أنا ربه و للبيت رب هو امنع له من الخلق كلهم و أولي



[ صفحه 375]



به منهم فقال الملك ردوا عليه سرحه و ازحفوا الي البيت فانقضوه حجرا حجرا.

فاخذ عبدالمطلب سرحه و انصرف الي مكة و اتبعه الملك بالفيل الأعظم مع الجيش لهدم البيت فكانوا اذا حملوه علي دخول الحرم أناخ و اذا تركوه رجع مهر و لا فقال عبدالمطلب لغلمانه ادعوا الي ابني فجاؤ أباالعباس فقال ليس هذا أريد ادعوا لي ابني فجاؤا بأبي طالب فقال ليس هذا اريد ادعوا لي ابني فجاؤا بعبد الله أبي النبي صلي الله عليه و آله فلما اقبل اليه قال اذهب يا بني حتي تصعد أبا قبيس ثم اضرب ببصرك ناحية البحر فانظر أي شي ء يجي ء من هناك و خبرني به.

قال فصعد عبدالله أبا قبيس فما لبث أن جاء طيرا أبابيل مثل السيل فسقط علي أبي قبيس ثم ثار الي البيت فطاف به سبعا ثم صار الي الصفا و المروة فطاف بهما سبعا فجاء عبدالله الي أبيه فاخبره الخبر، فقال انظر يا بني ما يكون من أمرها بعده فاخبرني به فنظر فاذا هي قد أخذت نحو عسكر الحبشة فاخبر عبدالمطلب بذلك فخرج عبدالمطلب و هو يقول يا أهل مكة اخرجوا الي العسكر فخذوا غنائمكم.

قال فاتوا العسكر و هم أمثا الخشب النخرة و ليس من الطير الا و معه ثلاثة أحجار في منقاره يقتل بكل حصاة واحدا من القوم، فلما أتوا علي جمعيهم انصرف الطير و لم ير قبل ذلك الوقت و لا بعده فلما هلك القوم بأجمعهم جاء عبدالمطلب الي البيت فتعلق بأستاره و قال:



يا حابس الفيل بذي المغمس

حبسته كأنه مكوس



في مجلس تزهق فيه الانس



و انصرف و هو يقول في فرار قريش و جزعهم من الحبشة:



طارت قريش اذ رأت خميسا

فظلت فردا لا أري أنيسا



و لا أمس منهم حسيسا

الا أخالي ماجدا نفيسا





[ صفحه 376]





مسودا في أهله رئيسا [67] .



67- عنه، أخبرني أبوالحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد القمي، رحمه الله قال: حدثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام يقول ابن آدم لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك و ما كانت المحاسبة من همك و ما كان الخوف لك شعارا و الحزن دثارا ابن آدم انك ميت و مبعوث بين يدي الله عز و جل و مسؤول فأعد جوابا. [68] .

68- عنه، أخبرني أبونصر محمد بن الحسين النصير، قال: حدثنا علي بن أحمد بن سيابة، قال: حدثنا عمر بن عبدالجبار، قال: حدثنا أبي قال حدثنا علي بن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله ذات يوم لأصحابه ألا انه قد دب اليكم داء الامم من قبلكم و هو الحسد ليس بحالق الشعر لكنه حالق الدين و ينجي منه أن يكف الانسان يده و يخزن لسانه و لا يكون ذا غمز علي أخيه المؤمن و صلي الله علي سيدنا محمد و آله الطاهرين و سلم تسليما. [69] .

69- الشيخ الجليل المفيد أبوعبدالله محمد بن محمد بن النعمان أيد الله تمكينه قال: أخبرني المظفر بن محمد البلخي قال حدثنا محمد بن همام أبوعلي، قال: حدثنا حميد بن زياد قال: حدثنا ابراهيم بن عبدالله بن حيان قال حدثنا الربيع بن سليمان عن اسماعيل بن مسلم الكوفي، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول اعمل بفرائض الله تكن من أتقي الناس و ارض بقسم الله تكن من أغني الناس و كف عن محارم الله تكن أورع الناس، و



[ صفحه 377]



أحسن مجاورة من جاورك تكن مؤمنا و أحسن مصاحبة من صاحبك تكن مسلما. [70] .

70- أبوعلي الحسن بن محمد الطوسي رحمه الله، عن الشيخ السعيد الوالد رضوان الله عليه، قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبوالحسن علي بن محمد الكاتب، قال: أخبرني الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني، قال: حدثنا أبواسحاق ابراهيم بن محمد الثقفي، قال: أخبرنا اسماعيل بن أبان، قال: حدثنا عمرو ابن شمر، قال: سمعت جابر بن يزيد الجعفي، يقول: سمعت أباجعفر محمد بن علي عليهماالسلام يقول: حدثني أبي، عن جدي عليهماالسلام قال:

لما توجه أميرالمؤمنين عليه السلام من المدينة الي الناكثين بالبصرة نزل بالربذة فلما ارتحل منها لقيه عبدالله بن خليفة الطائي و قد نزل بمنزل يقال له فايد فقربه أميرالمؤمنين عليه السلام فقال له عبدالله الحمد لله الذي رد الحق الي أهله و وضعه في موضعه كره ذلك قوم أو استبشروا به فقد والله كرهوا محمدا صلي الله عليه و آله و نابذوه و قاتلوه فرد الله كيدهم في نحورهم و جعل دائرة السوء عليهم والله لنجاهدن بك في كل موطن حفظا لرسول الله صلي الله عليه و آله.

فرحب به أميرالمؤمنين عليه السلام و أجلسه الي جنبه و كان له حبيبا و وليا يسأله عن الناس الي أن سأله، عن أبي موسي الأشعري فقال والله أنا واثق به و ما أمن عليك خلافه ان وجد مساعدا علي ذلك فقال: أميرالمؤمنين عليه السلام ما كان عندي مؤتمنا و لا ناصحا و لقد كان الذين تقدموني استولوا علي مودته و ولوه و سلطوه بالأمر علي الناس و لقد أردت عزله فسألني الأشتر فيه ان أقره فأقررته علي كره مني له و عملت علي صرفه من بعد قال: فهو مع عبدالله في هذا و نحوه اذ أقبل سواد



[ صفحه 378]



كثير من قبل جبال طي.

فقال أميرالمؤمنين عليه السلام انظروا ما هذا؟ و ذهبت الخيل تركض فلم تلبث أن رجعت فقيل: هذه طي قد جاءتك تسوق الغنم و الابل و الخيل فمنهم من جاءك بهداياه و كرامته و منهم من يريد النفور معك الي عدوك فقال أميرالمؤمنين جزي الله طيا خيرا و فضل الله المجاهدين علي القاعدين أجرا عظيما فلما انتهوا اليه سلموا عليه، قال عبدالله بن خليفة: فسرني والله رأيت من جماعتهم و حسن هيئتهم و تكلموا فأقروا والله بعيني ما رأيت خطيبا ابلغ من خطيبهم.

و قام عدي بن حمير الطائي فحمد الله و أثني عليه ثم قال: اما بعد فاني كنت أسلمت علي عهد رسول الله صلي الله عليه و آله و أديت الزكاة علي عهده و قاتلت أهل الردة من بعده أردت بذلك ما عند الله و علي الله ثواب من أحسن و اتقي، و قد بلغنا ان رجالا من أهل مكة نكثوا بيعتك و خالفوا عليك ظالمين فأتينا لنصرك بالحق فنحن بين يديك فمرنا بما أحببت، ثم أنشأ يقول:



بحق نصرنا الله من قبل ذا

و أنت بحق جئتنا فستنصر



سنكفيك دون الناس طرا بنصرنا

و أنت به من سائر الناس أجدر



فقال أميرالمؤمنين عليه السلام جزاكم الله من حق عن الاسلام و عن أهله خيرا فقد اسلمتم طائعين و قتلتم المرتدين و نويتم نصر المسلمين و قام سعيد بن عبيد البختري من بني بختر فقال: يا أميرالمؤمنين عليه السلام ان من الناس من يقدر أن يعبر بلسانه عما في قلبه و منهم من لا يقدر أن يبين ما يجد في نفسه بلسانه فان تكلم ذلك شق عليه و ان سكت عما في قلبه برح به الهم و البرم و اني والله ما كل ما في نفسي أقدر من أؤديه اليك بلساني ولكن والله لأجهدن علي أن أبين لك، والله ولي التوفيق.

أما أنا فاني ناصح لك في السر و العلانية و مقاتل معك الأعداء في كل



[ صفحه 379]



موطن و أري لك من الحق مالم أكن أراه لمن كان قبلك ولا لأحد اليوم من أهل زمانك لفضيلتك في الاسلام و قرابتك من الرسول و لن أفارقك أبدا حتي تظفرا و أموت بين يديك، قال له أميرالمؤمنين عليه السلام: يرحمك الله فقد أدي لسانك ما يكمن ضميرك لنا و نسأل الله ان يرزقك العافية و يثيبك الجنة و تكلم نفر منهم فما حفظت غير كلام هذين الرجلين ثم ارتحل أميرالمؤمنين عليه السلام و اتبعه منهم ستمائة رجل حتي نزل ذاقار فنزلها ألف و ثلاثمائة رجل. [71] .

71- عنه، عن والده رضي الله عنهما قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبوالحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد رحمه الله، قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن محمد بن عبدالجبار، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: كان أبي علي بن السحين عليهماالسلام يقول: أربع من كن فيه كمل ايمانه و محصت عنه ذنوبه و لقي ربه و هو عنه راض: من وفي لله بما جعل علي نفسه للناس، و صدق لسانه مع الناس و استحيي من كل قبيح عند الله و عند الناس و حسن خلقه مع أهله. [72] .

72- عنه، عن والده رضي الله عنهما، عن محمد بن محمد قال: أخبرنا أبونصر بن الحسين البصري، قال: حدثنا أحمد بن نصر بن سعيد الباهلي، قال: حدثنا ابراهيم بن اسحاق النهاوندي، قال: حدثنا عبدالله بن حماد، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عليهم السلام قال:

لما قضي رسول الله صلي الله عليه و آله مناسكه من حجة الوداع ركب راحلته و أنشأ



[ صفحه 380]



يقول: لا يدخل الجنة الا من كان مسلما فقام اليه أبوذر الغفاري رحمه الله فقال: يا رسول الله و ما الاسلام؟ فقال صلي الله عليه و آله: الاسلام عريان و لباسه التقوي و زينته الحياء و ملاكه الورع و كماله الدين و ثمرته العمل الصالح و لكل شي ء أساس و أساس الاسلام حبنا أهل البيت. [73] .

73- الشيخ المفيد أبوعلي الحسن بن محمد الطوسي رحمه الله قال: أخبرني الشيخ السعيد الوالد رحمه الله قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال أخبرني أبوالحسن أحمد بن محمد بن الوليد، قال: حدثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، كان علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: ابن آدم لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك و ما كانت المحاسبة من همك و ما كان الخوف لك شعارا و الحزن لك دثارا ابن آدم انك ميت و مبعوث موقوف بين يدي الله عز و جل و مسؤل فأعد جوابا. [74] .

74- عنه، قال: أخبرنا محمد بن محمد، قاتل: حدثنا أبوبكر محمد بن عمر الجعابي، قال: حدثنا عبدالله بن أحمد بن مستورد، قال: حدثنا عبدالله بن يحيي، عن علي بن عاصم، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لنا علي بن الحسين زين العابدين عليهماالسلام: أي البقاع أفضل؟ فقلت: الله و رسوله و ابن رسوله أعلم، فقال: ان أفضل البقاع ما بين الركن و المقام و لو أن رحلا عمر ما عمر نوح في قومه ألف سنة الا خمسين عاما يصوم النهار و يقوم الليل في ذلك الموضع ثم لقي الله بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئا. [75] .

75- عنه، قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرني الشريف أبوعبدالله



[ صفحه 381]



محمد بن محمد بن طاهر، قال: حدثنا أبوالعباس أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن اسماعيل، قال: حدثنا الحسن بن زياد قال: حدثنا محمد بن اسحاق، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن جده عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: صاحب اليمين أمير علي صاحب الشمال فاذا عمل العبد السيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال: لا تعجل و انظره سبع ساعات فان مضي سبع ساعات و لم يستغفر قال: اكتب فما أقل حياء هذا العبد. [76] .

76- عنه، قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمد ابن قولويه، قال: حدثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبدالله بن ابراهيم، عن الحسن بن زيد، عن جعفر بن محمد عليهماالسلام عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: أقربكم غدا مني في الموقف أصدقكم للحديث و أداكم للأمانة و أوفاكم بالعهد و أحسنكم خلقا و أقربكم من الناس. [77] .

77- عنه، أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني المظفر بن محمد البلخي، قال: حدثنا أبوعلي محمد بن همام الاسكافي، قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا داود بن عمر النهدي، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن يونس، عن المنهال بن عمرو قال: دخلت علي علي بن الحسين عليهماالسلام منصرفي من مكة، فقال لي: يا منهال ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي، فقلت تركته حيا.

قال: فرفع يديه جميعا فقال: اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر النار، قال المنهال: فقدمت الكوفة و قد ظهر المختار بن أبي عبيدة و كان لي صديقا، قال: فكنت في منزلي أياما حتي انقطع الناس عني و ركبت اليه،



[ صفحه 382]



فلقيته خارجا من داره، فقال: يا منهال لم تأتنا في ولايتنا هذه و لم تهنئنا بها و لم تشركنا فيها.

فأعلمته أني كنت بمكة و اني قد جئتك الآن و سايرته و نحن نتحدث حتي أتي الكناس، فوقف وقوفا، كانه ينتظر شيئا، و قد كان اخبر بمكان حرملة بن كاهل فوجه في طلبه، فلم نلبث أن جاء قوم يركضون و قوم يشتدون حتي قالوا أيها الأمير البشارة، قد أخذ حرملة بن كاهل، فما لبثنا أن جيي ء به، فلما اليه المختار قال لحرملة: الحمد لله الذي مكنني منك.

ثم قال: الجزار الجزار، فاتي بجزار فقال له: اقطع يديه، فقطعتا ثم قال له اقطع رجليه فقطعتا، ثم قال: النار النار فاتي بنار و قصب فالقي عليه و اشتعل فيه النار، فقلت سبحان الله، فقال لي يا منهال ان التسبيح لحسن، ففيم سبحت فقلت أيها الأمير دخلت في سفرتي هذه منصرفي من مكة علي علي بن الحسين عليهماالسلام، فقال لي يا منهال: ما فعل حرملة بن كاهل الاسدي، فقلت تركته حيا بالكوفة فرفع يديه جميعا فقال:

اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر النار، فقال لي المختار أسمعت علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: هذا؟ فقلت والله لقد سمعته، قال: فنزل عن دابته و صلي ركعتين، فاطال السجود، ثم قال فركب و قد احرق حرملة و ركبت معه و سرنا، فجازيت داري، فقلت: أيها الامير ان رأيت ان تشرفني و تكرمني و تنزل عندي و تحرم بطعامي:

فقال يا منهال تعلمني ان علي بن الحسين عليهماالسلام دعا بأربع دعوات فأجابه الله علي يدي، ثم تأمرني أن آكل، هذا يوم صوم شكرالله عز و جل علي ما فعلته



[ صفحه 383]



بتوفيقه، حرملة هو الذي حمل رأس الحسين عليه السلام. [78] .

78- عنه باسناده، عن علي بن الحسين عليهماالسلام ان رسول الله صلي الله عليه و آله قال سنوا بهم سنة أهل الكتاب - يعني المجوس. [79] .

79- عنه أخبرني جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا أبوبشر حنان بن بشر الأسدي القاضي بالمصيصة، قال حدثني خالي أبوعكرمة عامر بن عثمان الضبي الكوفي، قال: حدثنا محمد بن الفضل الضبي، عن أبيه المفضل بن محمد، عن مالك بن أعين الجهني قال: أوصي علي بن الحسين عليهماالسلام بعض ولده فقال:

يا بني اشكر الله فيما أنعم عليك و أنعم علي من شكرك فانه لا زوال للنعمة اذا شكرت عليها و لا بقاء لها اذا كفرتها و الشاكر بشكره أسعد منه بالنعمة التي وجب عليه الشكر بها و تلا - يعني علي بن الحسين عليهماالسلام قول الله تعالي: «و اذ تأذن ربكم ان شكرتم لا زيدنكم» الي آخر الآية. [80] .

80- عنه أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثني أبوشيبة سنة ست و ثلاث مائة و فيها مات رحمه الله قال: حدثنا أبونعيم بن سليمان النهمي، قال: حدثنا أبوحفص الاعشي، عن زياد بن المنذر، عن محمد بن علي عليهماالسلام، عن أبيه، عن جده قال علي عليهم السلام حقه علي من أنعم عليه أن يحسن مكافات المنعم، فان قصر عن ذلك وسعه، فعليه أن يحسن الثناء، فان كل عن ذلك لسانه، فعليه بمعرفة النعمة و محبة المنعم بها، فان قصر من ذلك فليس للنعمة باهل. [81] .

81- عنه أخبرنا جماعة عن أبي المفضل، قال: حدثنا ابراهيم بن حفص بن عمر العسكري بالمصيصة من أصل كتابه، قال: حدثنا عبدالله بن الهيثم بن عبدالله



[ صفحه 384]



الانماطي البغدادي سنة ست و خمسين و مأتين، قال: حدثنا الحسين بن علوان الكلبي ببغداد سنة مأتين، قال: حدثني عمرو بن خالد الواسطي، عن محمد و زيد ابني علي، عن أبيهما علي بن الحسين عليهماالسلام قال: كان رسول الله صلي الله عليه و آله يرفع يديه اذ ابتهل و دعا كما يستطعم. [82] .

82- عنه، أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا محمد بن صالح بن فيض الساوي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي الأشعري، قال: حدثنا الحسن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي حمزة قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: مهما أبهمت عند البهائم فلم تبهم عن أربع: معرفتها بالرب عز و جل و معرفتها بالانئي من الذكر و معرفتها بالموت و الفرار منه. [83] .

83- عنه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل، قال: حدثنا محمد بن جعفر الرزاز القرشي، قال: حدثنا أيوب بن نوح بن دراج، قال: حدثني محمد بن أبي عقيلة، قال: حدثني الحسين بن زيد، قال: حدثني أبي زيد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين عليهماالسلام، قال: سمعته يقول: من تعري عن الدنيا بثواب الآخرة فقد تعري عن حقير بخطير، و أعظم من ذلك من عد فائتها سلامة نالها و غنيمة اعين عليها. [84] .

84- عنه، قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل، قال: أخبرنا رجاء بن يحيي أبوالحسين العبرتائي الكاتب، قال: حدثنا هارون بن مسلم بن سعدان الكاتب بسر من رأي عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي عليهماالسلام قال: أردت سفرا، فأوصي أبي علي بن الحسين عليهماالسلام فقال في وصيته: اياك يا بني أن تصاحب الأحمق أو تخالطه، و اهجره و لا تحادثه.



[ صفحه 385]



فان الأحمق هجنة عين غائبا كان أو حاضرا، ان تكلم فضحه حمقه و ان سكت قصر به غيه و ان عمل أفسد و ان استرعي أضاع، لا علمه من نفسه يغنيه و لا علم غيره ينفعه و لا يطيع ناصحه و لا يتسريح مقارنه، تود امه انها ثكلته و امرأته انها فقدته و جاره بعد داره و جليسه الوحدة من مجالسته ان كان أصغر من في المجلس أعني من فوقه و ان كان أكبرهم أفسد من دونه. [85] .

85- عنه قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا أبوعبدالله جعفر ابن محمد العلوي الحسني، قال: حدثنا أحمد بن عبدالمنعم بن النصر أبونصر الصيداوي، قال: حدثنا حماد بن عثمان، عن حمران بن أعين، قال: سمعت، علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: لا تحقر اللؤة النفيسة ان تجتلبها من الكبا الخسيسة، فان أبي حدثني قال: سمعت أميرالمؤمنين عليه السلام يقول: ان الكلمة من الحكمة، تتلجلج في صدر المنافق نزاعا الي مظانها حتي يلفظ بها فيسمعها المؤمن فيكون أحق بها و أهلها فيلفقها. [86] .

86- عنه، قيل لعلي بن الحسين عليهماالسلام: كيف أصبحت يابن رسول الله؟ قال: أصبحت مطلوبة بثمان الله تعالي يطلبني بالفرائض، و النبي صلي الله عليه و آله بالسنة، و العيال بالقوت، و النفس بالشهوة، و الشيطان باتباعه، و الحافظون بصدق العمل، و ملك الموت بالروح و القبر بالجسد، فانا بين هذه الخصال مطلوب. [87] .

87- عنه باسناده، عن أحمد، عن يحيي بن أبي العلاء قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: خرج علي بن الحسين عليهماالسلام الي مكة حاجا حتي انتهي الي واد بين مكة و المدينة، فاذا هو رجل يقطع الطريق، قال: فقال لعلي عليه السلام: انزل، قال: تريد ماذا



[ صفحه 386]



قال: أريد أن اقتلك و آخذ ما معك، قال: فانا اقاسمك و احللك قال: فقال اللص: لا، فقال: دع معي ما أتبلغ به، فأبي عليه، قال: فأين ربك؟ قال: نائم، قال: فاذا أسدان مقبلان بين يديه، فاخذ هذا برأسه و هذا برجليه، قال: فقال: زعمت ان ربك عنك نائم. [88] .

88- الشيخ أبوجعفر محمد بن الحسن الطوسي رضي الله عنه، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عبدالرحمن الحافظ، قال: حدثني محمد بن عبد بن هارون بن سلام الضرير أبوبكر، قال: حدثنا محمد بن زكريا المكي قال: حدثني كثير بن طارق، قال: سمعت زيد بن علي مصلوب الظالمين يقول: حدثني أبي علي بن الحسين بن علي عليهماالسلام قال: خطب علي بن أبي طالب عليه السلام بهذه الخطبة في يوم الجمعة فقال:

الحمد لله المتوحد بالقدم و الأولية، الذي ليس له غاية في دوامه و لا له أولية أنشأ صنوف البرية لا من اصول كانت بدية و ارتفع عن مشاركة الأنداد و تعالي عن اتخاذ صاحبة و أولاد، هو الباقي بغير مدة و المنشي ء لا بأعوان و لا بآلة، فطن و لا بجوارح صرف ما خلق، لا يحتاج الي محاولة التفكير و لا مزاولة مثال و لا تقدير أحدثهم علي صنوف من التخطيط و التصوير، لا بروية و لا ضمير، سبق علمه في كل الامور و نفذت مشيته في كل ما يريد في الازمنة و الدهور، انفرد بصنعه الأشياء، فأتقنها بلطائف التدبير، سبحانه من لطيف خبير، ليس كمثله شي ء و هو السميع البصير. [89] .

89- عنه أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت الاهوازي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عبدالرحمان الحافظ، قال: حدثني محمد بن عيسي بن هارون بن



[ صفحه 387]



سلام الضرير أبوبكر قال: حدثنا محمد بن زكريا المكي، قال: حدثني كثير بن طارق من ولد قنبر مولي علي بن أبي طالب عليه السلام قال: حدثني زيد بن علي في چهار سوخ كندة بالكوفة ان أباه حدثه، عن أبيه، عن ابن عباس قال أعطي رسول الله صلي الله عليه و آله عليا عليه السلام فقال: يا علي اعط هذا الخاتم للنقاش، لينقش عليه، محمد بن عبدالله صلي الله عليه و آله.

فأخذه اميرالمؤمنين عليه السلام، فاعطاه النقاش، فقال له: انقش عليه محمد بن عبدالله فنقش النقاش و اخطأت يده، فنقش عليه محمد رسول الله، فجاء أميرالمؤمنين عليه السلام، فقال: ما فعل الخاتم، فقال: هو ذا فأخذه و نظر الي نقشه فقال: ما أمرتك بهذا، قال: صدقت ولكن يدي أخطأت، فجاء به الي رسول الله صلي الله عليه و آله.

فقال يا رسول الله: ما نقش النقاش ما أمرت به، ذكر أن يده أخطأت، فأخذه النبي صلي الله عليه و آله و نظر اليه، فقال يا علي أنا محمد بن عبدالله و أنا محمد رسول الله صلي الله عليه و آله و تختم به، فلما أصبح النبي نظر الي خاتمه، فاذا تحته منقوش علي ولي الله، فتعجب من ذلك النبي صلي الله عليه و آله، فجاء جبرئيل، فقال: يا جبرئيل كان كذا و كذا، فقال: يا محمد كتبت ما أردت و كتبنا ما أردنا. [90] .

90- أبوجعفر الطبري الامالي، اخبرنا الشيخ الامين أبوعبدالله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بقراءتي عليه في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة و خمسمائة بمشهد مولانا أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: اخبرنا ابوالفرج محمد بن أحمد بن محمد بن عامر بن علان المعدل بالكوفة قراءة عليه في شهر ربيع الاول سنة أربع و اربعين و اربعمائة قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن هارون التميمي الاشناني قراءة عليه.



[ صفحه 388]



قال حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي قال: أخبرنا حسين بن زيد، عن جعفر عن أبيه، عن علي بن الحسين عليهم السلام قال: ان الله افترض خمسا و لم يفترض الاحسنا جميلا، الصلوة و الزكاة و الحج و الصيام و ولايتنا أهل البيت فعمل الناس بأربع و استخفوا بالخامسة، والله لا يستكملوا الاربع حتي يستكملوها بالخامسة. [91] .

91- قال الفتال النيسابوري، قال علي بن الحسين عليهماالسلام، الناس في زماننا علي ستة طبقات: اسد و ذئب و ثعلب و كلب و خنزير و شاة، فاما الاسد فملوك الدنيا يحب كل واحد أن يغلب و لا يغلب، و اما الذئب فتجاركم يذمون اذا اشتروا و يمدحون اذا باعوا و أما الثعلب فهؤلاء الذين ياكلون بأديانهم و لا يكون في قلوبهم ما يصفون بألسنتتهم.

أما الخنزير فهؤلاء المخنثون و أشباههم، لا يدعون الي فاحشة الا أجابوا، و أما الكلب يهر علي الناس بلسانه و يكرهه الناس من شر لسانه و أما الشاة الذين يجز شعورهم و يؤكل لحومهم و يكسر عظمهم، فكيف تصنع الشاة بين أسد و ذئب و ثعلب و كلب و خنزير. [92] .

92- عنه قال علي بن الحسين عليهماالسلام: و حق نفسك عليك أن تستعملها بطاعة الله قال رسول الله صلي الله عليه و آله: عجبا لمن يحتمي من الطعام مخافة الداء كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار. [93] .

93- عنه قال علي بن الحسين عليهماالسلام: قال الله تعالي: اذا عصاني من خلقي من عرفني سلطت عليه من لا يعرفني. [94] .

94- عنه قال علي بن الحسين عليهماالسلام: حق ولدك أن تعلم أنه منك و





[ صفحه 389]



مضاف اليك في عاجل الدنيا بخيره و شره و انك مسئول مما وليته به من حسن الأدب و الدلالة علي رب عزوجل و المعونة به علي طاعته، فاعمل في أمره عمل من يعمل أنه مثاب علي الاحسان اليه، معاقب علي الاسائة اليه. [95] .

95- عنه قال علي بن الحسين عليهماالسلام: الزهد عشرة أجزاء، فأعلي درجات الزهد أدني درجات الورع و اعلي درجات الورع أدني درجات اليقين و أدرني درجات اليقين أدني درجات الرضا و ان الزهد في آية من كتاب الله عزوجل «لكيلا تأسوا علي مافاتكم و لا تفرحوا بما آتيكم». [96] .

96- عنه قال علي بن الحسين عليهماالسلام: يابن آدم انك ما تزال بخير ما كان لك واعظا من نفسك و ما كانت المحاسبة من همتك و ما كان الخوف لك شعارا و الحزن لك دثارا، ابن آدم انك ميت و مسئول فاعد جوابا. [97] .

97- عنه قال علي بن الحسين عليهماالسلام:



مليك عزيز لا يرد قضاؤه

عليم حكيم نافذ الأمر قاهر



عنا كل ذي عز لعزة وجهه

و كل عزيز للمهيمن صاغر



لقد خشعت و استسلمت و تصغرت

لعزة ذي العرش الملوك الجابر



و في دون ما عاينت من فجعاتها

الي رفضها داع و بالزهد آمر



وجد فلا تغفل فعيشك زائل

و أنت الي دار المنية صابر



و لا تطلب الدنيا فان طلابها

و ان نلت منها عنها لك صابر [98] .



98- عنه، قال علي بن الحسين عليهماالسلام: حق اللسان اكرامه من الخنا و تعويده الخير و ترك الفضول التي لا فائدة لها و البر بالناس و حسن القول فيهم،



[ صفحه 390]



قال رسول الله صلي الله عليه و آله: تقبلوا الي ست خصال أتقبل لكم الجنة، اذا حدثتم فلا تكذبوا و اذا وعدتم فلا تخلفوا و اذا ائتمنتم فلا تخونوا و غضوا أبصاركم و احفظوا فروجكم و كفوا أيديكم و ألسنتكم. [99] .

99- عنه قال علي بن الحسين عليهماالسلام: من قال: الحمد لله الذي هداني، فقد أدي شكر كل نعمة الله عز و جل. [100] .

100- ورام بن أبي فراس باسناده عن هشام بن سالم و ابن بكير، عن غير واحد قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام في الطواف، فنظر الي جماعة فقال: ما هذه الجماعة، فقالوا: هذا محمد بن شهاب الزهري اختلط عقله، فليس يتكلم، فأخرجه أهله لعله اذار اي الناس أن يتكلم، فلما قضي طوافه خرج حتي دنا منه، فلما رآه محمد بن شهاب عرفه.

فقال له علي بن الحسين عليهماالسلام مالك؟ قال: و ليت ولاية فأصبت دما، فدخلني ما تري، فقال له علي بن الحسين عليهماالسلام: لأنا عليك من يأسك من رحمة الله أشد خوفا مني عليك لما أتيت، ثم قال له: أعطهم الدية، فقال: قد فعلت فأبوا قال: اجعلها صررا، ثم انظر مواقيت الصلوة فالقها في دارهم. [101] .

101- عنه، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: كان يقول ان أحبكم الي الله عز و جل أحسنكم عملا و ان أعظمكم عند الله عملا أعظمكم فيما عنده رغبة و ان أنجاكم من عذاب الله أشدكم خشية لله و ان أقربكم الي الله أوسعكم خلقا و ان أرضاكم عند الله أسبغكم علي عياله و ان أكرمكم عند الله جل و عز أتقاكم لله. [102] .



[ صفحه 391]



102- عنه، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال قال علي: القلب المحب لله يحب كثيرا النصب لله والقلب اللاهي عن الله يحب الراحة فلا تظن يابن آدم انك تدرك رفعة البر بغير مشقة، فان الحق ثقيل مر، والباطل خفيف حلووني، أيها الناس حق و باطل و لكل أهل، فاستعملوا الحق و لا تحفوا في الباطل، فتكونوا من أهله فان المرء قد يخادن شكله و يعتبر الناس بأخلاقهم الدهر يومان، يوم قد مضي، فقد حصل عليك أو لك و يوم أنت فيه فانظر بما يروح عنك. [103] .

103- عنه، قال علي بن الحسين عليهماالسلام: خطب أميرالمؤمنين عليه السلام يوم الجمعة بهذه الخطبة فقال: الحمد لله المتوحد بالقدم الازلي الذي ليس له غاية في دوامه و لا له أولية أنشأ ضروب البرية لا من أصول كانت معه بدية، و ارتفع عن مشاركة الانداد و تعالي عن اتخاذ صاحبة و أولاد و هو الباقي من غير مدة و المنشي ء لا بأعوان و لا بآلة، تفرد بصنعة الاشياء فأتقنها بلطائف التدابير سبحانه من لطيف خبير، ليس كمثله شي ء و هو السميع البصير. [104] .

104- عنه، قال محمد بن علي الباقر عليهماالسلام دخل محمد بن شهاب الزهري علي علي بن الحسين عليهماالسلام و هو كئيب حزين، فقال له زين العابدين عليه السلام ما بالك مغموما مهموما، قال: يابن رسول الله غموم و هموم تتوالي علي، لما امتحنت به من حساد نعمي و الطامعين في و ممن أرجوه و ممن أحسنت اليه، فتخلف ظني، فقال له علي بن الحسين عليهماالسلام: احفظ عليك لسانك تملك به اخوانك قال الزهري: يابن رسول الله اني أحسن اليهم بما يبذر من كلامي.

قال علي بن الحسين عليهماالسلام: هيهات اياك أن تعجب من نفسك بذلك و



[ صفحه 392]



اياك أن تتكلم بما يسبق الي القلوب انكاره و ان كان عندك اعتذاره، فليس كل من تسمعه نكرا، يمكنك أن توسعه عذرا، ثم قال: يا زهري من لم يكن عقله من أكمل ما فيه كان هلاكه عن أيسر ما فيه، ثم قال يا زهري أما عليك أن تجعل المسلمين منك بمنزلة أهل بيتك، فتجعل كبيرهم بمنزلة والدك و تجعل صغيرهم بمنزلة ولدك، و تجعل تربك منهم بمنزلة أخيك.

فأي هؤلاء تحب أن تظلم و أي هؤلاء تحب أن تدعو عليه، و الي هؤلاء تحب أن تهتك ستره، فان عرض لك ابليس لعنه الله بان لك فضلا عني أحد من أهل القبلة، فانظر ان كان اكبر منك فقل: سبقني الي الايمان و العمل الصالح فهو خير مني، و ان كان أصغر منك فقد سبقته الي المعاصي و الذنوب فهو خير مني و ان كان تربك، فقل: أنا علي يقين من ذنبي و في شك من أمره فما لي ادع يقيني لشكي و ان رأيت المسلمين يعظمونك و يوقرونك و يتجلونك فقل: هذا فضل أخذوا به و ان رأيت منهم جفاء و انقباضا عنك، فقل هذا ذنب أحدثته.

فانك اذا فعلت ذلك سهل عليك عيشك و كثر أصدقائك، و قل اعداؤك و فرحت بما يكون من بر هم و لم تأسف علي ما يكون جفائهم و اعلم أن أكرم الناس علي الناس من كان خيره عليهم فائضا و كان عنهم مستغنيا مثعففا و اكرم الناس بعده عليهم من كان متعففا و ان كان اليهم محتاجا فانما أهل الدنيا يتعقبون الأموال فمن لم يزد حمهم فيما يتعقبونه كرم عليهم و من لم يزد حمهم فيها و مكنهم من بعضها كان أعز و أكرم. [105] .

105- عنه، عن عبدالرحمان بن الحجاج قال: مر علي بن الحسين عليهماالسلام علي المجذومين و هو راكب حمار و هم يتغدون، فدعوه الي الغداء فقال: أما لولا أني صائم



[ صفحه 393]



لفعلت، فلما صار الي منزله أمر بطعام فصنع و امران يتنوقوا فيه، ثم دعاهم فتغدوا عنده و تغدي معهم. [106] .

106- عنه، عن علي بن الحسين عليهماالسلام، الا ان لله عبادا كمن رأي أهل الجنة في الجنة مخلدين و أهل النار في النار معذبين، شرورهم مأمونة و قلوبهم محزونة و أنفسهم عفيفة و حوائجهم خفيفة، صبروا أياما قليلة فصاروا بعقبي راحة طويلة، أما الليل فصافوا أقدامهم تجري دموعهم علي خدودهم و هم يخرون الي ربهم يسعون في فكاك رقابهم.

أما النهار فعلماء بررة أتقياء، كأنهم القداح قد براهم الخوف من العبادة يراهم الناظر، فيقول: مرضي و ما بالقوم من مرض، أم خولطوا فقد خالط القوم أمر عظيم من ذكر النار و ما فيها. [107] .

107- عنه، كان علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: اني لا كره للرجل أن يعافي في الدنيا فلا يصيبه شيي ء من المصائب. [108] .

108- عنه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام يقول لولده: اتقوا الكذب الصغير منه و الكبير في كل جد و هزل، فان الرجل اذا كذب في الصغير اجتر أعلي الكبير، أما علمتم أن رسول الله صلي الله عليه و آله قال: لا يزال العبد يصدق حتي يكتبه الله صديقا و ما يزال العبد يكذب حتي يكتبه الله كذابا. [109] .

109- عنه، قال علي بن الحسين عليهماالسلام: من هوان الدنيا علي الله تعالي أن يحيي بن زكريا اهدي رأسه بغي في طست من ذهب فيه تسلية لحر فاضل يري الناقص الدني يظفر من الدنيا بالحظ السني، كما أصابت تلك الفاخرة تلك الهدية



[ صفحه 394]



العظيمة. [110] .

110- عنه حكي عن زين العابدين علي بن الحسين عليهماالسلام أنه سبه رجل فرمي عليه خميصة كانت عليه و أمر له بألف درهم، فقال بعضهم: جمع فيه خمس خصال، الحلم و اسقاط الاذي و تخليص الرجل مما يبعده عن الله و حمله علي الندم و التوبة و رجوعه الي المدح بعد الذم و اشتري جميع ذلك بيسير من الدنيا. [111] .

111- قال الكشي: روي علي بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن الحسين عليهماالسلام انه كان يقول لبنيه: جالسوا أهل الدين و المعرفة فان لم تقدروا عليهم فالوحدة آنس و أسلم: فان أبيتم الا مجالسة الناس، فجالسوا أهل المروات، فانهم لا يرفثون في مجالسهم. [112] .

112- قال الاربلي: سمع عليه السلام رجلا يذكر رجلا بسوء، فقال: اياك و الغيبة فانها أدام كلاب النار. [113] .

113- الاربلي مما أورده محمد بن الحسن بن حمدون في كتاب التذكرة عنه عليه السلام قال: لا يهلك مؤمن بين ثلث خصال: شهادة أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و شفاعة رسول الله صلي الله عليه و آله، و سعة رحمة الله عز و جل خف الله عز و جل لقدرته عليك و استحي منه لقربه منك، و اذا صليت فصل صلوة مودع و اياك و ما تعتذر منه نو خف الله خوفا ليس بالتعذر. [114] .

114- عنه قال عليه السلام: اياك و البتهاج بالذنب، فان الابتهاج به أعظم من ركوبه. [115] .

115- روي المجلسي عن دعوات الراوندي قال زين العابدين عليه السلام ما من



[ صفحه 395]



مؤمن نصيبه رفاهية في دولة الباطل، الا ابتلي قبل موته ببدنه أو ماله حتي يتوفر حظه في دولة الحق. [116] .

116- عنه، عن كتاب النجوم قال: ذكر محمد بن علي مؤلف كتاب الانبياء و الأوصياء روي أنه رجلا أتي علي بن الحسين عليهماالسلام و عنده أصحابه، فقال له: ممن الرجل؟ قال أنا منجم قائف عراف، فنظر اليه ثم قال: هل أدلك علي رجل قد مر منذ يوم دخلت علينا في أربعة آلاف عالم، قال: من هو، قال: أما الرجل فلا أذكره ولكن ان شئت أخبرتك بما أكلت و ادخرت في بيتك.

قال: نبئني، قال: أكلت في هذا اليوم حيسا، فاما في بيتك فعشرون دينارا، منها ثلاثة دنانير وازنة، فقال له الرجل: أشهد أنك الحجة العظمي و المثل الأعلي و كلمة التقوي، فقال له: و أنت صديق امتحن الله قلبك بالايمان و أثبت. [117] .

117- عنه، عن تفسير النيسابوري روي الزهري، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: بينا النبي صلي الله عليه و آله جالس في نفر من أصحابه اذرمي بنجم فاستنار، فقال: ما كنتم تقولون في الجاهلية اذا حدث مثل هذا، قالوا: كنا نقول: يولد عظيم أو يموت عظيم، فقال النبي صلي الله عليه و آله: لا يرمي لموت أحد و لا لحياته ولكن ربنا تعالي اذا قضي الأمر في السماء سبحت حملة العرش.

ثم سبح أهل السماء و سبح كل سماء، حتي ينتهي التسبيح الي هذه السماء و يستخبر أهل السماء حملة العرش ماذا قال ربكم فيخبرونهم، و لا يزال ينتهي ذلك الخبر من سماء الي سماء الي أن ينتهي الخبر الي هذا السماء و يتخطف الجن فيرمون، فما جاؤا به فهو حق ولكنهم يزيدون. [118] .



[ صفحه 396]



118- عنه، عن الدرة الباهرة قال علي بن الحسين عليهماالسلام: ما استغني أحد بالله الا افتقر الناس اليه. [119] .

119- عن أبي حمزة الثمالي انه سئل علي بن الحسين عنهما، فقال: كافران، كافر من تولا هما. [120] .

120- عنه، عن الحسين بن سعيد، عن النضر، عن أبي سبار، عن مروان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال لي علي بن الحسين عليهماالسلام: ما عرض لي قط أمران أحدهما للدنيا و الآخرة للآخرة، فآثرت الدنيا، الا رميت ما اكره قبل أن أمسي، ثم قال أبوعبدالله عليه السلام لبني امية: انهم يؤثرون الدنيا علي الآخرة منذ ثمانين سنة و ليس يرون شيئا يكرهونه. [121] .

121- عنه، عن التمحيص عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن الثمالي قال: سمعت علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: عجبا كل العجب، لمن عمل لدارالفناء و ترك دارالبقاء. [122] .

122- عنه، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن ابن عميرة، عن محمد بن مروان، عن حكم بن حسين، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: جاء رجل الي النبي صلي الله عليه و آله فقال: يا رسول الله ما من عمل قبيح الا قد عملته فهل لي من توبة؟ فقال له رسول الله صلي الله عليه و آله: فهل من والديك أحد حي؟ قال أبي، قال: فاذهب فبره، قال: فلما ولي قال رسول الله صلي الله عليه و آله: لو كانت امه. [123] .

123- عنه، عن الحسين بن سعيد، عن الحسن بن علي قال أبوالحسن عليه السلام ان علي بن الحسين عليهماالسلام ضرب مملوكا، ثم دخل منزله فاخرج السوط، ثم تجرد له



[ صفحه 397]



قال: اجلد علي بن الحسين، فأبي فأعطاه خمسون دينارا. [124] .

124- عنه، عن الدرة الباهرة قال علي بن الحسين عليهماالسلام: لا تعادين أحدا و ان ظننت أنه لا يضرك و لا تزهدن في صداقة أحد و ان ظننت انه لا ينفعك، فانك لا تدري متي ترجو صديقك و لا تدري متي تخاف عدوك و لا يعتذر اليك أحد الا قبلت عذره و ان علمت انه كاذب. [125] .

125- عنه، عن دعوات الراوندي، سئل زين العابدين عليه السلام، عن الطاعون أنبرء ممن يلحقه؟ فانه معذب، قال: ان كان عاصيا فابرأ منه طعن أو لم يطعن، و ان كان لله عز و جل مطيعا فان الطاعون مما تمحص به ذنوبه، ان الله عز و جل عذب به قوما و يرحم به آخرين واسعة قدرته لما يشاء، ألا ترون انه جعل الشمس ضياء لعباده و منضجا لثمارهم، و مبلغا لاقواتهم، و قد يعذب بها قوما يبتليهم بحرها يوم القيامة بذنوبهم و في الدنيا بسوء أعمالهم. [126] .

126- عنه، عن الدرة الباهرة قال علي بن الحسين عليهماالسلام، كثرة النصح تدعو الي التهمة. [127] .

127- عنه، عن الدرة الباهرة قال علي بن الحسين عليهماالسلام، و ليقل عيب الناس علي لسانك. [128] .

128- عنه، عن الدرة الباهرة قال عليه السلام: من رمي الناس بما فيهم رموه بما ليس فيه. [129] .

129- عنه، عن الدرة الباهرة قال علي بن الحسين عليهماالسلام: خف الله تعالي لقدرته عليك و استحي منه لقربه منك و لا تعادين أحد أو ان ظننت انه لا يضرك



[ صفحه 398]



و لا تزهدن صداقة أحد و ان ظننت انه لا ينفعك، فانك لا تدري متي ترجو صديقك و لا تدري متي تخاف عدوك، و لا يعتذر اليك أحد الا قبلت عذره و ان علمت انه كاذب و ليقل عيب الناس علي لسانك. [130] .

130- عنه قال عليه السلام: من عتب علي الزمان طالت معتبته. [131] .

131- عنه قال عليه السلام: ما استغني أحد بالله الا افتقر الناس اليه، و من اتكل علي حسن اختيار الله عز و جل له لم يتمن انه في غير الحال التي اختارها الله تعالي. [132] .

132- عنه قال عليه السلام: الكريم يبتهج بفضله، و اللئيم يفتخر بملكه. [133] .

133- عنه: عن دعوات الراوندي عن الباقر عليه السلام قال: قال علي بن الحسين عليهماالسلام مرضت مرضا شديدا، فقال لي أبي عليه السلام ما تشتهي؟ فقلت: اشتهي أن أكون ممن لا اقترح علي الله ربي ما يدبره لي، فقال لي: أحسنت ضاهيت ابراهيم الخليل صلوات الله عليه، حيث قال جبرئيل عليه السلام: و ما من حاجة؟ فقال: لا اقترح علي ربي بل حسبي الله و نعم الوكيل. [134] .

134- عنه، عن دعوات الراوندي، قال زين العابدين عليه السلام: ما اصيب أميرالمؤمنين عليه السلام بمصيبة، الا صلي في ذلك اليوم ألف ركعة، و تصدق علي ستين مسكينا، و صام ثلاثة أيام، و قال لاولاده: اذا أصبتم بمصيبة فافعلوا بمثل ما أفعل فاني رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله هكذا يفعل فاتبعوا أثر نبيكم، و لا تخالفوه فيخالف الله بكم، ان الله تعالي يقول: «و لمن صبر و غفر فان ذلك من عزم الامور» ثم قال زين العابدين عليه السلام: فما زلت اعمل بعمل أميرالمؤمنين عليه السلام. [135] .



[ صفحه 399]



135- عنه، قال عليه السلام الرضا بالمكروه أرفع درجات المتقين. [136] .

136- عنه، عن مسكن الفؤاد، عن زين العابدين عليه السلام قال: اذا جمع الله الأولين و الآخرين، ينادي مناد أين الصابرون ليدخلوا الجنة جميعا بغير حساب، قال: فيقوم عنق من الناس، فتتلقاهم الملائكة فيقولون: الي أين يا بني آدم، فيقولون الي الجنة فيقولون: و قبل الحساب؟ فقالوا: نعم، قالوا: و من أنتم؟ قالوا: الصابرون، قالوا: و ما كان صبركم، قالوا: صبرنا علي طاعة الله و صبرنا علي معصية الله حتي توفانا الله عز و جل، قالوا أنتم كما قلتم، ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين. [137] .

137- عنه، عن مسكن الفؤاد، روي أن قوما كانوا عند علي بن الحسين عليهماالسلام، فاستعجل خادما بشواء في التنور، فاقبل مسرعا، فسقط السفود من يده علي ابن له فأصاب رأسه فقتله، فوثب علي بن الحسين عليهماالسلام، فلما رأي ابنه ميتا قال للغلام، أنت حر لوجه الله، اما انك لم تتعمده و أخذ في جهاز ابنه. [138] .

138- عنه، عن دعوات الراوندي، قال زين العابدين عليه السلام: أشد ساعات ابن آدم ثلاث ساعات، الساعة التي يعاين فيها ملك الموت، و الساعة التي يقوم فيها من قبره، و الساعة التي يقف فيها بين يدي الله عز و جل، فاما الي الجنة أو الي نار.

ثم قال عليه السلام: ان نجوت يابن آدم عند الموت، فأنت أنت، و الا هلكت و ان نجوت يابن آدم حين توضع في قبرك، فأنت أنت و الا هلكت، و ان نجوت حين يحمل الناس علي الصراط، فأنت أنت و الا هلكت، و ان نجوت حين يقوم الناس



[ صفحه 400]



لرب العالمين، فأنت أنت و الا هلكت، ثم تلا «و من وارئهم برزخ الي يوم يبعثون» قال: هو القبر، و ان لهم فيه معيشة ضنكا والله ان القبور لروضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار. [139] .

139- عنه، قال عليه السلام: القبر أول منزل من منازل الآخرة، فان نجا منه، فما بعده أيسر منه، و ان لم ينج منه، فما بعده شر منه. [140] .

140- عنه، قال عليه السلام: من مات علي موالاتنا في غيبة قائمنا، أعطاه الله أجر ألف شهيد شهداء بدر و أحد. [141] .

141- أبوطالب الآملي، أخبرنا أبوأحمد محمد بن علي العبدلي، قال: حدثنا محمد بن يزداد، قال: حدثنا العلائي، قال: حدثنا شعيب بن واقد، قال: حدثني عيسي بن عبدالله بن محمد بن عمر، عن أبيه، عن خاله جعفر بن محمد، عن أبيه عن علي بن الحسين عليهم السلام قال: قال أهل الشام لمحمد بن الحنفية و قد برز في بعض أيام صفين: هذا ابن أبي تراب.

فقال لهم محمد بن الحنفية: اخسئوا ذرية النار و حشو النفاق و حصب جهنم أنتم لها واردون عن الأثل النافذ و النجم الثاقب و القمر المنير و يعسوب المؤمنين من قبل أن نطمس وجوها فنزدها علي أدبارها، أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت و كان أمر الله مفعولا، و لا تدرون أي عقبة تنتمون بل ينظرون اليك و هم لا يبصرون.

أصنو رسول الله صلي الله عليه و آله تستهدفون؟ ذلة لكم، هيهات برزو الله بسبق و فاز بفضل محرر القصبات سبقه فانحسرت عنه الأبصار، و تقطعت دونه الرقاب



[ صفحه 401]



و احتقرت دونه الرجال، فكر فيهم السعي و فاتهم الطلب و أنا لهم التناوش من مكان بعيد.



فخفضا أقلوا لا أبا لأبيكم

من اللوم أو سدوا مكان الذي سدوا



لا تسدوا مسد أخي رسول الله صلي الله عليه و آله اذ شفعوا و شبيه هارون اذ منحوا و البادي ببدر اذ ابتدروا و المدعون الي خبير اذ نكلوا والصابر بحنين مع بني هاشم اذ نكصوا الي الخليفة علي المهاد و مستودع الاسرار.



تلك المكارم لا عقبان من لبن

شيبا بماء فعادا بعد أنوالا



أنا يبعد عن كل مكرمة و علا قد نمته و رسول الله صلي الله عليه و آله أبوة و تفيئا في ظل و درجا في سكن، و تربيا في حجر منتجبان مطهران من الدنس، فرسول الله صلي الله عليه و آله للنبوة و أميرالمؤمنين للخلافة خلافة قد رفع الله عنها سنة الاستبدال و طمس عنها و سم الذلة، فقد حلالها عن شربها آخذا بأكضامها يرخضها عن مال الله حتي عضها الثقات و مضها قرض الكتاف.

فجرجرت جرجرة العود، فلفظته أفواها و مجته شفاهها، و لم تزل علي ذلك و كذلك حتي أقشع عنكم ريب الذلة، واستنشقتم روح النصفة، و تطعمتم قسمة السواء بسياسة مامون الخرقة مكتهل الحنكة، طب بادوائكم قمن بدوائكم يبيت بالربوة كالبا لحوزتكم، جامعا لقاصيتكم، يقتات الحرش و يلبس الهدم و يشرب الخمس، و أنتم تريدون أن تطفؤا نور الله بأفواهكم و يابي الله الا أن يتم نوره و لو كره المشركون.

ثم اذا تكافح السيفان في تناوب الاقران و طاح الوشج و استسلم الرشج و عمعمت الأبطال و دعت النزال و غردت الكمات و قلصت الشفات و قامت الحرب علي ساق و سألت عن أبراق، ألفيت أميرالمؤمنين، مثبتا لقطبها، مدبرا لرحاها، دلاقا الي البهم، ضرابا للقتل سلابا للمهج، تراكا للوثبة، مثكل أمهات و مؤيم



[ صفحه 402]



أزواج و مؤتم أطفال.

طامحا في الغمرة، راكدا في الجولة، يهتف بأولها، فتنكفي علي آخرها، فآويه بكفاها و قينة يطويها طي الصحيفة و تارة يفرقها فراق الورقة، فبأي مناقب أميرالمؤمنين تكذبون، و عن أي أمره مثل حديثه تروون، و ربنا الرحمان المستعان علي ما تصفون. [142] .

142- عنه قال: أخبرنا أبوالحسين علي بن اسماعيل الفقيه قال: أخبرنا الناصر للحق الحسن بن علي رضوان الله تعالي عليه، قال: أخبرنا محمد بن منصور عن حسين بن نصر، عن خالد، عن حصين بن مخارق، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن جده: قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: من أصبح لا يهم بامور المسلمين، فليس من المسلمين، و من سمع ينادي: يا للمسلمين، فلم يجبه فليس من المسلمين. [143] .

143- عنه أخبرنا أبوأحمد عبدالله بن عدي الحافظ، قال: أخبرنا محمد بن الاشعث الكوفي، قال: حدثنا موسي بن اسماعيل بن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: الاعمال ثلاثة: انصاف الناس من نفسك و مواساة الاخ في الله و ذكر الله علي كل حال. [144] .

144- عنه، قال: أخبرنا أبوالعباس أحمد بن ابراهيم الحسني، قال: أخبرنا محمد بن جعفر القراوي، قالا: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: يبعث عبدالمطلب يوم القيامة امة وحده، قال: و كان



[ صفحه 403]



لا يستقسم الازلام و لا يعبد الأصنام و يقول: أنا علي دين ابراهيم.

قال: ان عبدالمطلب سن خمسا من السنن أجراها الله في الاسلام، حرم نساء الآباء علي الأبناء، فانزل الله تعالي قرآنا: «و لا تنكحوا ما نكح آباؤكم» من النساء و من الدية في القتل مائة من الابل، فجرت في الاسلام، و كان يطوف بالبيت سبعة أشواط، ثم، بقف علي باب الكعبة فيحمد الله عز و جل و يثني عليه و كانت قريش تطوف كما شائت قل ام كثر.

فسن عبدالمطلب سبعة سبعة، فجرت ذلك في الاسلام، و وجد كنزا فاخرج منه الخمس الخمس و تصدق به فجرت ذلك في الاسلام و لما حفر زمزم سماها سقاية الحاج، فأنزل الله تعالي في ذلك «أجعلتم سقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله». [145] .

145- عنه، قال: حدثنا أبوأحمد علي بن الحسين بن علي الديباجي ببغداد، قال: حدثنا الحسين بن علي بن عبدالرحمان بن عيسي بن ماتي، قال: حدثنا محمد ابن منصور قال: حدثنا عبدالله بن داهر، عن عمرو بن جميع، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: لا صلوة لمن لا زكوة له و لا زكوة لمن لا ورع له. [146] .

146- عبدالرزاق قال: أخبرنا ابن جريج، عن مسلم بن أبي مريم، عن علي بن الحسين عليهماالسلام أن النبي صلي الله عليه و آله أخرج اليهود من المدينة. [147] .

147- عنه، عن معمر، عن الزهري، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: ان من حسن اسلام المرء تركه مالا يعنيه. [148] .



[ صفحه 404]



148- أحمد بن حنبل حدثنا محمد بن جعفر، ثنا معمر و عبدالرزاق قال: أنا معمر، أنا الزهري، عن علي بن الحسين عليهماالسلام، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلي الله عليه و آله جالسا في نفر من أصحابه، قال عبدالرزاق من الأنصار فرمي بنجم عظيم فاستنار، قال: ما كنتم تقولون اذا كان مثل هذا في الجاهلية، قال: كنا نقول يولد عظيم أو يموت عظيم، قلت للزهري: أكان يرمي بها في الجاهلية، قال: نعم ولكن غلظت حين بعث النبي صلي الله عليه و آله.

فانه لا يرمي بها لموت أحد و لا لحياته، ولكن ربنا تبارك اسمه اذا قضي أمرا سبح حملة العرش، فيقول الذين يلون حملة العرش لحملة العرش ماذا قال ربكم، فيخبرونهم و يخبر أهل كل سماء سماء حتي ينتهي الخبر الي هذه السماء و يخطف الجن السمع، فيرمون فما جاؤا به علي وجهه، فهو حق ولكنهم يقذفون و يزيدون، قال عبدالله: قال أبي قال عبدالرزاق: و يخطف الجن و يرمون. [149] .

149- محمد بن سعد، أخبرنا الفضل بن دكين، قال: نا عيسي بن دينار المؤذن قال: سألت أباجعفر عن المختار فقال: ان علي بن الحسين عليهماالسلام قام علي باب الكعبة، فلعن المختار، فقال له رجل: جعلني الله فداك تلعنه و انما ذبح فيكم، فقال: انه كان كذابا يكذب علي الله و رسوله. [150] .

150- عنه، أخبرنا علي بن محمد، عن يزيد بن عياض قال أصاب الزهري دما خطأ، فخرج و ترك أهله و ضرب فسطاطا، و قال: لا يظلني سقف بيت فمر، به علي بن الحسين عليهماالسلام، فقال: يابن شهاب قنوطك أشد من ذنبك، فاتق الله و استغفره و ابعث الي أهله بالدية و ارجع الي أهلك فكان الزهري يقول: علي بن

[ صفحه 405]



الحسين عليهماالسلام أعظم الناس علي منة. [151] .

151- عنه، أخبرنا علي بن محمد، عن أبي عبدالرحمان التميمي، عن علي بن حسين عليهماالسلام كان ينهي عن القتال، و ان قوما من أهل خراسان لقوه، فشكوا اليه، ما يلقون من ظلم و لا تهم، فأمرهم بالصبر و الكف و قال: اني أقول كما قال عيسي عليه السلام: «ان تعذبهم فانهم عبادك و ان تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم». [152] .

152- عنه، أخبرنا مالك بن اسماعيل: قال: ثنا سهل بن شعيب النهمي، و كان نازلا فيهم يؤمهم عن أبيه، عن المنهال يعني ابن عمرو، قال دخلت علي علي بن الحسين عليهماالسلام فقلت كيف أصبحت أصلحك الله، فقال: ما كنت أري شيخا من أهل المصر، مثلك لا يدري كيف أصبحنا، فأما اذ لم تدر أو تعلم فسأخبرك أصبحنا في قومنا بمنزلة بني اسرائيل في آل فرعون اذ كانوا يذبحون أبناءهم و يستحيون نساءهم.

أصبح شيخنا و سيدنا يتقرب الي عدونا بشتمه أو سبه علي المنابر و أصبحت قريش تعد أن لها الفضل علي العرب لان محمدا صلي الله عليه و آله منها، لا يعد لها فضل الا به، و أصبحت العرب مقرة لهم بذلك و أصبحت العرب تعد أن لها الفضل علي العجم لأن محمدا صلي الله عليه و آله منها لا يعد لها فضل و أصبحت العجم مقرة لهم بذلك.

فلئن كانت العرب صدقت لها الفضل علي العجم و صدقت قريش أن لها الفضل علي العرب لأن محمدا صلي الله عليه و آله منها، ان لنا أهل البيت الفضل علي قريش لأن محمدا صلي الله عليه و آله منا، فأصبحوا يأخذون بحقنا، و لا يعرفون لنا حقا، فهكذا أصبحنا



[ صفحه 406]



اذ لم تعلم كيف أصبحنا - قال: فظننت أنه أراد أن يسمع من في البيت. [153] .

153- عنه، أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني ابن أبي سبرة، عن سالم مولي أبي جعفر قال: كان هشام بن اسماعيل يؤذي علي بن حسين عليهماالسلام و أهل بيته يخطب بذلك عن المنبر، و ينال، من علي عليه السلام، فلما ولي الوليد بن عبدالملك عز له و أمر به أن يوقف للناس، قال: فكان يقول: لا والله ما كان أحد من الناس أهم الي من علي بن حسين عليهماالسلام، كنت أقول رجل صالح يسمع قوله، فوقف للناس، قال: فجمع علي بن حسين عليهماالسلام ولده و حامته و نهاهم عن التعرض قال: و غدا علي بن حسين عليهماالسلام مار الحاجة، فما عرض له، قال: فناداه هشام بن اسماعيل: الله أعلم حيث يجعل رسالاته. [154] .

154- أبوعيسي الترمذي: حدثنا قتيبة، حدثنا مالك بن أنس، عن الزهري، عن علي بن حسين عليهماالسلام، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله ان من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه.

قال أبوعيسي و هكذا روي غير واحد من أصحاب الزهري، عن الزهري، عن علي بن حسين عليهماالسلام، عن النبي صلي الله عليه و آله، نحو حديث مالك و هذا عندنا أصح من حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة، و علي بن حسين عليهماالسلام لم يدرك علي بن أبي طالب. [155] .

155- عنه، حدثنا نصر بن علي الجهضمي، حدثنا عبدالأعلي، حدثنا معمر، عن الزهري، عن علي بن حسين عليهماالسلام عن ابن عباس، قال: بينما رسول الله صلي الله عليه و آله جالس في نفر من أصحابه، اذرمي بنجم فاستنار، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: ما



[ صفحه 407]



كنتم تقولون لمثل هذا في الجاهلية اذا رأيتموه قالوا كنا نقول: يموت عظيم أو يولد عظيم.

فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: فانه لا يرمي به لموت و لا لحياته ولكن ربنا عز و جل اذا قضي أمرا سبح له حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، حتي يبلغ التسبيح الي هذه السماء، ثم سأل أهل السماء السادسة أهل السماء السابعة: ماذا قال ربكم.

قال فيخبرونهم، ثم يستخبر أهل كل سماء حتي يبلغ الخبر أهل السماء الدنيا و يختطف الشياطين السمع، فيرمون، فيقذفونها الي أوليائهم، فما جاؤا به علي وجهه، فهو حق ولكنهم يحرفون و يزيدون. [156] .

156- البيهقي، عن أبي عبدالله الحافظ ثنا أبوالعباس، ثنا الربيع، انبأ الشافعي و أظنه عن ابراهيم بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي ابن الحسين عليهماالسلام قال: دخلت علي مروان بن الحكم، فقال: ما رأيت أحدا اكرم غلبة من أبيك، ما هو أن ولينا يوم الجمل، فنادي مناديه لا يقتل مدبر و لا يذفف، علي جريح.

قال الشافعي ذكرت هذا الحديث للدراوردي، فقال: ما أحفظه؟ تعجب لحفظه، هكذا ذكره جعفر بهذا الاسناد، قال الدراوردي: أخبرنا جعفر، عن أبيه ان عليا عليهم السلام كان لا يأخذ سلبا و أنه كان يباشر القتال بنفسه و أنه كان لا يذفف علي جريح و لا يقتل مدبرا. [157] .

157- روي ابن عبد ربه عن الشيباني، عن أبي الحسن، عن مصعب قال: رأيت رجلا دخل علي علي بن الحسين عليهماالسلام في المسجد، فقبل يده و وضعها علي



[ صفحه 408]



عينيه فلم ينهه. [158] .

158- عنه قال علي بن الحسين عليهماالسلام لابنه و كان من أفضل بني هاشم: يا بني اصبر علي النوائب، و لا تعرض للحتوف، و لا تجب أخاك من الأمر الي ما مضرته عليك أكثر من منفعته لك. [159] .

159- عنه، قال علي بن الحسين عليهماالسلام لابنه: يا بني ان الله لم يرضك لي فأوصاك بي و رضيني لك، فحذرني منك، و اعلم أن خير الآباء للأبناء من لم تدعه المودة الي التفريط فيه، و خير الابناء للآباء من لم يدعه التقصير الي الحقوق له. [160] .

160- قال ابن قتيبة: قال علي بن الحسين عليهماالسلام: الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين. [161] .

161- الحافظ أبونعيم: حدثنا أبوالحسين محمد بن محمد بن عبدالله، قال: ثنا أبوبكر بن الانباري، قال: ثنا أحمد بن الصلت، قال: ثنا قاسم بن ابراهيم العلوي، قال: حدثني أبي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهماالسلام، قال: قال علي بن الحسين عليهماالسلام: فقد الأحبة غربة و كان يقول: اللهم اني أعوذ بك أن تحسن في لوائع العيون علانيتي و تقبح في خفيات العيون سريرتي.

أللهم كما أسأت و أحسنت الي، فاذا عدت فاعد علي، و كان يقول: ان قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد و آخرين عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار و قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الاحرار. [162] .

162- عنه حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر، قال: ثنا الحسين بن محمد بن



[ صفحه 409]



مصعب، البجلي، قال: ثنا محمد بن تسليم، قال: ثنا الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: من قنع بما قسم له فهو من أغني الناس. [163] .

163- عنه، أخبرت، عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أحمد بن يونس، ثنا مندل بن علي، عن عمر بن عبدالعزيز، عن أبي جعفر، عن علي بن الحسين عليهماالسلام، قال: لا يقولن أحدكم: أللهم تصدق علي بالجنة، فانما يتصدق أصحاب الذنوب، ولكن ليقولن اللهم ارزقني الجنة - اللهم من علي بالجنة. [164] .

164- الحاكم النيشابوري، أخبرنا اسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني، ثنا جدي، ثنا ابراهيم بن حمزة الزبيري، ثنا ابراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن علي بن الحسين عليهماالسلام، عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه و آله قال: تمد الأرض يوم القيامة مد العظمة الرحمان، ثم لا يكون لبشر من بني آدم الا موضع قدميه، ثم أدعي أول الناس، فأخر ساجدا.

ثم يؤذن لي فاقوم، فاقول: يا رب أخبرني هذا جبريل و هو عن يمين الرحمان و الله ما رآه جبرئيل قبلها قط، انك أرسلته الي، قال و جبريل ساكت لا يتكلم حتي يقول الله صدق، ثم يؤذن لي في الشفاعة، فأقول: يا رب عبادك، عبدوك في أطراف الأرض، فذلك المقام المحمود. [165] .

165- قال الجاحظ، قال: علي بن الحسين بن علي عليهماالسلام: لو كان الناس يعرفون جملة الحال في فضل الاستبانة، و جملة الحال في صواب التبيين، لأعربوا عن كل ما تخلج في صدودهم، و لو وجدوا من برد اليقين ما يغنيهم عن المناعة الي



[ صفحه 410]



كل حال سوي حالهم و علي أن درك ذلك كان لا يعدمهم في الايام القليلة العدة و الفكرة القصيرة المدة، ولكنهم من بين مغمور بالجهل و مفتون بالعجب و معدول بالهوي عن باب التثبت و مصروف بسوء العادء عن فضل التعلم. [166] .

166- عنه قال: تمني قوم عند يزيد الرقاشي فقال: أتمني كما تمنيتم، قالوا: تمنه قال: ليتنا لم نخلق، و ليتنا اذ خلقنا لم نعص، و ليتنا اذ عصينا لم نمت، و ليتنا اذ متنا لم نبعث، و ليتنا اذ بعثنا لم تحاسب، و ليتنا اذ حوسبنا لم نعذب، و ليتنا اذ عذبنا لم نخلد.

قال الحجاج: ليتنا الله اذ خلقنا للآخرة، كفانا أمر الدنيا، فرفع عنا الهم بالمآكل و المشرب و الملبس و المنكح، أو ليتنا اذ أوقعنا في هذه الدنيا كفانا أمر الاخرة فرفع عنا الاهتمام بما ينجي من عذابه.

فبلغ كلامهما عبدالله بن الحسن، أو علي بن الحسين عليهماالسلام، فقال: ما علما في التمني شيئا ما اختاره الله فهو خير. [167] .

167- قال القيرواني: قال علي بن الحسين عليهماالسلام: المراء يفسد الصداقة و يحل العقدة الوثيقة، و أقل ما فيه أن تكون به المغالبة، و المغالبة من أمتن أسباب القطيعة. [168] .

168- عنه قال: و من دعائه عليه السلام: اللهم ارزقني خوف الوعيد و سرور رجاء الموعود حتي لا أرجو الا ما رجيت و لا أخاف الا ما خوفت. [169] .

169- روي سبط ابن الجوزي، عن القرشي: حدثنا عبدالاعلي الشيباني، عن أبي يعقوب المدني، قال: كان بين علي بن الحسين عليهماالسلام و بين حسن بن الحسن عليه السلام بعض الامر، فجاء حسن بن حسن الي علي بن الحسين عليهماالسلام و هو جالس في



[ صفحه 411]



المسجد، مع أصحابه، فما ترك شيئا الا قال له و علي عليه السلام ساكت.

انصرف حسن، فجاء مع أصحابه، فما ترك شيئا الا قال له و علي عليه السلام في الليل الي بابه يعتذر اليه، فخرج اليه، حسن، فالتزمه و جعلا يبكيان حتي رحمها من كان حاضرا، ثم قال حسن والله ما عدت في أمر تكرهه أبدا، فقال علي عليه السلام و أنت في حل مما قلت لي. [170] .

170- قال الرافعي القزويني في ترجمة علي بن سعد بن محمد الفاريابي الغازي: عنه أبومضر ربيعة بن علي بن محمد العجلي و قال انه قدم علينا، قال: ثنا أبواسخاق ابراهيم بن موسي البصري، ثنا يوسف بن أحمد الرملي بالرملة، ثنا محمد بن مسكين ثنا سيار، ثنا حرب بن شريح، عن محمد بن علي عن أبيه عليهماالسلام، عن ابن عباس عن النبي صلي الله عليه و آله، عن جبرئيل عن الله تعالي أنه قال:

يابن آدم ان ذكرتني ذكرتك، و ان نسيتني ذكرتك، فاذا أطعتني فاذهب حيث شئت مخلي، تواليني و أواليك، و تصافيني و أصافيك و تعرض عني و أنا مقبل عليك، من أوصل اليك الغذاء و أنت جنين في بطن امك، لم أزل أدبر فيك تدبيرا، حتي أنفذت ارادتي فيك، فلما أخرجتك الي دار الدنيا، أكثرت معاصي ما هكذا جزاء من أحسن اليك. [171] .

171- عند قال في ترجمة عبدالله بن علي بن الحسن أبوالقاسم المعروف برز منانة القزويني: حدث عنه أبوصفر ربيعة بن علي، ثنا أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين ثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، و محمد بن خالد، عن محمد بن أبي عمير قال: ثنا مرازم، عن علي بن أبي حمزة الثمالي قال: قال، علي بن الحسين عليهماالسلام والله ما يرهب اللتين و لا يفزع منهما يعني الزلزلة والكسوف الا من كان منا و من



[ صفحه 412]



شيعتنا أهل البيت.

فاذا رأيتم كسوفا أو زلزلة، فافزعوا الي الله عز و جل و راجعوا و صلو لها صلوة الكسوف، و اذا كانت زلزلة فقولوا علي أثر صلوة الكسوف: «ان الله يمسك السماوات و الأرض أن تزولا و لئن زالتا ان امسكهما من أحد من بعده انه كان حليما غفورا» يا من يمسك السماء أن تقع علي الأرض الا باذنه، أمسك عنا السوء اذا كثرت الزلزال فصوموا كل يوم اثنين و خمس، حتي يسكن و توبوا الي الله ربكم مما جنت أيديكم و أشيروا علي اخوانكم بذلك، فانها تسكن انشاء الله. [172] .

172- ابن أبي شيبة حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي جعفر، عن أبيه، علي ابن الحسين عليهماالسلام قال: حدثني ابن عثمان، قال: أرسلني علي الي طلحة و الزبير يوم الجمل، قال: فقلت: لها: أن أخاكما يقرئكما السلام و يقول لكما: هل وجدتما علي في حيف أو في استئثار في أو في كذا، قال فقال الزبير: لا و لا في واحدة منهما، ولكن مع الخوف شدة المطامع. [173] .

173- الخطيب البغدادي، أخبرنا عبدالله بن أبي بكر بن شاذان، حدثنا محمد بن جعفر بن أحمد المعدل، حدثنا أبوعلي الحسن بن محمي بن بهرام البزاز المخرمي، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا هارون بن مسلم، عن أبي القاسم بن عبدالرحمان، عن محمد بن علي عن أبيه عليهماالسلام، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: يا علي أسبغ الوضوء و ان شق عليك، و لا تأكل الصدقة، و لا تنز الخيل علي الحمر، و لا تجالس أصحاب النجوم. [174] .

174- قال ابن أبي الحديد، قيل لعلي بن الحسين عليهماالسلام: من أعظم الناس



[ صفحه 413]



خطرا، قال: من لم ير الدنيا لنفسه خطرا. [175] .

175- عنه، قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام يقول في دعائه: اللهم احفظ علي سمعي و بصري الي انتهاء أجلي. [176] .

176- عنه، قال: روي ان علي بن الحسين عليهماالسلام سئل عن اسلام أبي طالب فقال: واعجبا: ان الله تعالي نهي رسوله أن يقر مسلمة علي نكاح كافر، و قد كانت فاطمة بنت أسد من السابقات الي الاسلام و لم تزل تحت أبي طالب حتي مات. [177] .

177- عنه، قال المبرد في الكامل: أوصي علي بن الحسين ابنه محمد بن علي عليهماالسلام، فقال: يا بني عليك بتجرع الغيظ من الرجال، فان أباك لا يسره بنصيبه من تجرع الغيظ من الرجال حمر النعم، و الحلم أعز ناصرا و اكثرا عددا. [178] .

بلغ مجموع الروايات عن الامام السجاد علي بن الحسين عليهماالسلام في هذا المسند 1661 حديثا.



[ صفحه 415]




پاورقي

[1] قرب الاسناد: 64.

[2] يعني ابن ملجم.

[3] قرب الاسناد: 67.

[4] تفسير فرات: 46.

[5] المحسان: 8.

[6] المحاسن: 16.

[7] المحاسن: 221.

[8] المحاسن: 600.

[9] الكافي: 14:8.

[10] الكافي: 68:8.

[11] الكافي: 72:8.

[12] الكافي: 38:8.

[13] الكافي: 104:8.

[14] الكافي: 234:8.

[15] الكافي: 332:8.

[16] الكافي: 338:8.

[17] الكافي: 338:8.

[18] الكافي: 394:8.

[19] الفقيه: 618:2 والخصال: 564 و تحف العقول: 183 بادني تفاوت في التقديم و التأخير.

[20] الفقيه: 408:4.

[21] التوحيد: 176.

[22] التوحيد: 324.

[23] التوحيد: 401.

[24] كمال الدين: 324.

[25] كمال الدين: 576.

[26] ثواب الاعمال: 175.

[27] ثواب الاعمال: 201.

[28] عقاب الاعمال: 282.

[29] عقاب الاعمال: 321.

[30] عيون أخبار الرضا: 46:1.

[31] علل الشرايع: 173:2.

[32] علل الشرايع: 293:2.

[33] معاني الاخبار: 264.

[34] معاني الاخبار: 366.

[35] الخصال: 5.

[36] الخصال: 8.

[37] الخصال: 23.

[38] الخصال: 44.

[39] الخصال: 64.

[40] الخصال: 111.

[41] الخصال: 113.

[42] الخصال: 159.

[43] الخصال: 222.

[44] الخصال: 290.

[45] الخصال: 338.

[46] الخصال: 432.

[47] الخصال: 437.

[48] الخصال: 443.

[49] أمالي الصدوق: 120.

[50] أمالي الصدوق: 138.

[51] أمالي الصدوق: 140.

[52] أمالي الصدوق: 197.

[53] امالي الصدوق: 64.

[54] أمالي الصدوق: 165.

[55] أمالي الصدوق: 301.

[56] الاختصاص: 228.

[57] الاختصاص: 230.

[58] الاختصاص: 239.

[59] الاختصاص: 342.

[60] كتاب الجمل: 204.

[61] امالي المفيد: 34.

[62] امالي المفيد: 72.

[63] امالي المفيد: 116.

[64] امالي المفيد: 117.

[65] امالي المفيد: 124.

[66] امالي المفيد:131.

[67] امالي المفيد: 192.

[68] امالي المفيد: 207.

[69] امالي المفيد: 211.

[70] امالي المفيد: 215.

[71] امالي الطوسي: 67:1.

[72] امالي الطوسي: 82:1.

[73] امالي الطوسي: 114:1.

[74] امالي الطوسي: 114:1.

[75] امالي الطوسي: 131:1.

[76] امالي الطوسي: 210:1.

[77] امالي الطوسي: 233:1.

[78] امالي الطوسي: 243:1.

[79] امالي الطوسي: 375:1.

[80] امالي الطوسي: 114:1.

[81] امالي الطوسي: 115:2.

[82] امالي الطوسي: 198:2.

[83] امالي الطوسي: 207:2.

[84] امالي الطوسي: 225:2.

[85] امالي الطوسي: 226:2.

[86] امالي الطوسي: 238:2.

[87] امالي الطوسي: 255:2.

[88] امالي الطوسي: 285:2.

[89] امالي الطوسي: 315:2.

[90] امالي الطوسي: 315:2.

[91] بشارة المصطفي: 130.

[92] روضة الواعظين: 249.

[93] روضة الواعظين: 344.

[94] روضة الواعظين: 344.

[95] روضة الواعظين: 350.

[96] روضة الواعظين: 353.

[97] روضة الواعظين: 370.

[98] كذا روضة الواعظين: 370.

[99] روضة الواعظين: 381.

[100] روضة الواعظين: 384.

[101] مجموعة ورام: 4:2.

[102] مجموعة ورام: 46:2.

[103] مجموعة ورام: 87:2.

[104] مجموعة ورام: 88:2.

[105] مجموعة ورام: 93:2.

[106] مجموعة ورام: 191:2.

[107] مجموعة ورام: 193:2.

[108] مجموعة ورام: 205:2.

[109] مجموعة ورام: 205:2.

[110] مجموعة ورام 76:1.

[111] مجموعة ورام: 125:1.

[112] رجال الكشي: 419.

[113] كشف الغمة: 108:2.

[114] كشف الغمة: 108:2.

[115] كشف الغمة: 108:2.

[116] بحارالانوار: 57:6.

[117] بحارالانوار: 338:57.

[118] بحارالانوار: 109:63.

[119] بحارالانوار: 155:71.

[120] بحارالانوار: 137:72.

[121] بحارالانوار: 127:73.

[122] بحارالانوار: 127:73.

[123] بحارالانوار: 82:74.

[124] بحارالانوار: 143:74.

[125] بحارالانوار: 180:74.

[126] بحارالانوار: 16:75.

[127] بحارالانوار: 66:75.

[128] بحارالانوار: 261:75.

[129] بحارالانوار: 261:75.

[130] البحار: 142:78.

[131] البحار: 142:78.

[132] البحار: 142:78.

[133] البحار: 143:78.

[134] البحار: 208:81.

[135] البحار: 133:82.

[136] البحار: 134:82.

[137] البحار: 138:82.

[138] البحار: 142:82.

[139] البحار: 173:82.

[140] البحار: 173:82.

[141] البحار: 173:82.

[142] تيسير المطالب: 59.

[143] تيسير المطالب: 324.

[144] تيسير المطالب: 324.

[145] تيسير المطالب: 358.

[146] تيسير المطالب: 377.

[147] المصنف: 358:10.

[148] المصنف: 308:11.

[149] مسند أحمد: 218:1.

[150] طبقات ابن سعد: 158:5.

[151] طبقات ابن سعد: 158:5.

[152] طبقات ابن سعد: 160:5.

[153] طبقات ابن سعد: 162:5.

[154] طبقات ابن سعد: 163:5.

[155] سنن الترمذي: 558:4.

[156] سنن الترمذي: 362:5.

[157] سنن الكبري: 181:8.

[158] العقد الفريد: 126:2.

[159] العقد الفريد: 153:3.

[160] العقد الفريد: 154:3.

[161] عيون الاخبار: 374:2.

[162] حلية الاولياء: 134:3.

[163] حلية الاولياء: 135:3.

[164] حلية الاولياء: 140:3.

[165] المستدرك: 570:4.

[166] البيان و التبيين: 84:1.

[167] البيان و التبيين: 262:1.

[168] زهر الآداب: 103:1.

[169] زهر الآداب: 103:1.

[170] تذكرة الخواص: 326.

[171] التدوين: 497:3.

[172] التدوين: 498:3.

[173] المصنف: 105:11.

[174] تاريخ بغداد: 434:7.

[175] شرح نهج البلاغة: 233:6.

[176] شرح نهج البلاغة: 87:11.

[177] شرح نهج البلاغة: 69:13.

[178] شرح نهج البلاغة: 108:11.