بازگشت

الوصية


1- محمد بن يعقوب، عن علي بن ابراهيم، عن محمد بن عيسي، عن يونس، عن بعض أصحابه، قال: قال علي بن الحسين عليهماالسلام: للرجل أن يغير وصيته فيعتق من كان أمر بملكه و يملك من كان أمر بعتقه و يعطي من كان حرمه و يحرم من كان أعطاه ما لم يمت. [1] .

2- عنه عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمد بن عمرو، عن جميل عن أبان عن علي بن الحسين عليهماالسلام أنه سئل عن رجل أوصي بشي ء من ماله فقال: الشي ء في كتاب علي عليه السلام واحد من ستة. [2] .

3- عنه، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن ابن فضال أو غيره عن جميل عن أبان عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: سئل عن رجل أوصي بشي ء من ماله قال: الشي ء في كتاب علي عليه السلام من ستة. [3] .

4- عنه، عن الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن عبدالله بن سنان، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: مرض علي بن الحسين عليهماالسلام ثلاث مرضات في كل مرضته يوصي بوصية فاذا أفاق أمضي وصيته. [4] .

5- الصدوق في رواية يونس بن عبدالرحمن باسناده قال: قال علي بن الحسين عليهماالسلام: للرجل أن يغير من وصيته فيعتق من كان أمر بتمليكه و يملك من



[ صفحه 302]



كان أمر بعتقه و يعطي من كان حرمه و يحرم من كان أعطاه مالم يكن رجع عنه. [5] .

6- عنه أبي رحمه الله قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار عن محمد بن أحمد، عن علي بن السندي، عن محمد بن عمرو بن سعيد عن جميل بن أبان بن تغلب عن أبي حمزة عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال: قلت له: رجل أوصي بشي ء من ماله؟ فقال لي: في كتاب علي عليه السلام الشي ء من ماله واحد من ستة. [6] .

7- الطوسي عن الحسن بن علي الوشا عن عبدالله بن سنان، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: مرض علي بن الحسين عليهماالسلام ثلاث مرات في كل مرض يوصي بوصية فاذا أفاق أمضي وصيته. [7] .

8- ابوحنيفة المغربي عن علي بن الحسين و محمد بن علي عليهم السلام أنهما ذكرا وصية علي عليه السلام فقالا: أوصي الي ابنه الحسن و أشهد علي وصيته الحسين و محمدا و جميع ولده و رؤساء شيعته و اهل بيته ثم دفع الكتب اليه و السلاح ثم قال له: أمرني رسول الله صلي الله عليه و آله أن أوصي اليك و أن أدفع اليك كتبي و سلاحي كما أوصي الي رسول الله صلي الله عليه و آله و دفع الي كتبه و سلاحه، و أمرني أن آمرك اذا حضرك الموت أن تدفع ذلك الي أخيك الحسين ثم أقبل علي الحسين.

فقال: و أمرك رسول الله أن تدفعه الي ابنك هذا ثم أخذ بيد ابنه علي بن الحسين عليهماالسلام فضمه اليه فقال له: يا بني و أمرك رسول الله صلي الله عليه و آله أن تدفعه الي ابنك محمد فأقرئه من رسول الله صلي الله عليه و آله و مني السلام ثم أقبل الي ابنه الحسن فقال: يا بني أنت ولي الأمر و ولي الدم فآن عفوت فلك و ان قتلت فضربة مكان ضربة و لا تأثم و كان قبل ذلك قد خص الحسن و الحسين عليهماالسلام بوصية له أسرها اليهما



[ صفحه 303]



كتب لهما فيها أسماء الملوك في هذه الدنيا و مدة الدنيا و أسماء الدعاة الي يوم القيامة و رفع اليهما كتاب القرآن و كتاب العلم ثم لما جمع الناس قال لهما ما قال: ثم كتب كتاب وصيته و هو:

بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصي به عبدالله علي بن أبي طالب لآخر أيامه من الدنيا و هو صائر الي برزخ الموتي و الرحيل عن الاهل و الأخلآء و هو يشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أمينه صلوات الله عليه و علي آله و علي اخوانه المرسلين و ذريته الطيبين و جزي الله عنا محمدا أفضل ما جزي نبيا عن أمته و أوصيك يا حسن و جميع من حضرني من أهل بيتي و ولدي و شيعتي بتقوي الله و لا تموتن الا و أنتم مسلمون و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا.

فاني سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصوم و أوصيكم بالعمل قبل أن يؤخذ منكم باكظم و باغتنام الصحة قبل السقم و قبل أن تقول نفس: «يا حسرتي علي ما فرطت في جنب الله و ان كنت لمن الساخرين» أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين و أني و من أين و قد كنت للهوي متبعا فيكشف، عن بصره و تهتك له حجبه لقول الله عز و جل: «فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد».

أني له البصر ألا أبصر قبل هذا الوقت الضرر قبل أن تحجب التوبة بنزول الكربة فتتمني النفس أن لو ردت استعمل بتقواها فلا ينفعها المني و أوصيكم بمجانبة الهوي فان الهدي يدعوا الي العمي و هو الضلال في الآخرة و الدنيا و أوصيكم بالنصيحة لله عز و جل و كيف لا تنصح لمن أخرجك من أصلاب أهل الشرك و انقذك من جحود أهل الشك فاعبده رغبة و رهبة و ما ذاك عنده بضائع.

أوصيكم بالنصيحة للرسول الهادي محمد صلي الله عليه و آله و من النصيحة له أن تؤدو



[ صفحه 304]



اليه أجره قال الله عز و جل: «قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي» و من وفي محمدا أجره بمودة قرابته فقد أدي الامانة و من لم يؤدها كان خصمه و من كان خصمه، خصمه و من خصمه فقد باء بغضب من الله و مأواه جهنم و بئس المصير، يا أيها الناس انه لا يحب محمدا الا الله و لا يحب آل محمد الا لمحمد و من شاء فليقلل و من شاء فليكثر و أوصيكم، بمحبتنا والاحسان الي شيعتنا فمن لم يفعل فليس منا و أوصيكم بأصحاب محمد الذين لم يحدثوا حدثا و لم يؤووا محدثا و لم يمنعوا حقا.

فان رسول الله صلي الله عليه و آله قد أوصانا بهم و لعن المحدث منهم و من غيرهم و أوصيكم بالطهارة التي لا تتم الصلاة الا بها و بالصلاة التي هي عمود الدين و قوام الاسلام فلا تغفلوا عنها و بالزكاة التي بها تتم الصلاة و بصوم شهر رمضان و حج البيت من استطاع اليه سبيلا و بالجهاد في سبيل الله فانه ذروة الأعمال و عز الدين و الاسلام، و الصوم فانه جنة من النار و عليكم بالمحافظة علي أوقات الصلاة.

فليس مني من ضيع الصلاة و أوصيكم بصلاة الزوال فانها صلاة الأوابين و أوصيكم بأربع ركعات بعد صلاة المغرب فلا تتركوهن و ان خفتم غدوا و أوصيكم بقيام الليل من أوله الي آخره فان غلب عليكم النوم ففي آخره و من منع بمرض، فان الله يعذر بالعذر و ليس مني و لا من شيعتي من ضيع الوتر أو مطل بركعتي الفجر ولا يرد علي رسول الله صلي الله عليه و آله من أكل مالا حراما لا والله لا والله لا والله و لا يشرب من حوضه و لا تناله شفاعته لا والله و لا من أدمن شيئا من هذه الأشربة المسكرة و لا من زني بمحصنة.

لا والله، و لا من لم يعرف حقي و لا حق أهل بيتي و هي أوجبهن لا والله و لا يرد عليه من اتبع هواه و لا من شبع و جاره المؤمن جائع و لا يرد عليه من لم يكن قواما لله بالقسط.

ان رسول الله صلي الله عليه و آله عهد الي فقال يا علي وأمر بالمعروف و انه عن المنكر



[ صفحه 305]



بيدك فان لم تستطع فبلسانك فان لم تستطع فبقلبك و الا فلا تلومن الا نفسك و اياكم والغيبة فانها تحبط. الأعمال صلوا الأرحام و أفشوا السلام و صلوا و الناس نيام.

أوصيكم يا بني عبدالمطلب خاصة أن يتبين فضلكم علي من أحسن اليكم و تصديق رجاء من أملكم فان ذلكم أشبه بأنسابكم و اياكم والبغضة لذوي أرحامكم المؤمنين فأنها الحالقة للدين و عليكم بمداراة الناس فانها صدقة و أكثروا من قول: لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم و علموها أطفالكم و أسرعوا بختان أولادكم فانه أطهر لهم ولا تخرجن من أفواهكم كذبة ما بقيتم و لا تتكلموا بالفحش فانه لا يليق بنا ولا بشيعتنا و ان الفاحش لا يكون صديقا و ان المتكبر ملعون و المتواضع عند الله مرفوع.

اياكم و الكبر فانه رداء الله عز و جل فمن نازعه رداؤه قصمه الله والله الله في الايتام فلا يجوعن بحضرتكم والله الله في ابن السبيل فلا يستوحشن من عشيرته بمكانكم، والله الله في الضيف لا ينصرفن الا شاكرا لكم والله الله في الجهاد للأنفس فهي أعدي العدو لكم فانه قال الله تبارك و تعالي: «ان النفس لأمارة بالسوء الا ما رحم ربي» و ان أول المعاصي تصديق النفس و الركون الي الهوي والله الله لا ترغبوا في الدنيا فان الدنيا هي رأس الخطايا و هي من بعد الي زوال.

اياكم و الحسد فانه أول ذنب كان من الجن قبل الانس و اياكم و تصديق النساء فانهن أخرجن أباكم من الجنة و صيرته الي نصب الدنيا و اياكم و سوء الظن فانه يحبط العمل و اتقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم، و عليكم بطاعة من لا تعذرون في ترك طاعته و طاعتنا أهل البيت، فقد قرن الله طاعتنا بطاعته و طاعة رسوله و نظم ذلك في آية من كتابه منا من الله



[ صفحه 306]



علينا و عليكم و أوجب طاعته و طاعة رسوله و طاعة ولاة الأمر من آل رسوله.

أمركم أن تسألوا أهل الذكر و نحن والله أهل الذكر لا يدعي ذلك غيرنا الا كاذبا يصدق ذلك قول الله عز و جل: «قد أنزل الله اليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله بينات ليخرج الذين آمنوا و عملوا الصالحات من الظلمات الي النور» ثم قال: «فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون» فنحن أهل الذكر فاقبلوا أمرنا و انتهوا عما نهينا و نحن الابواب التي أمرتم أن تأتوا البيوت منها فنحن والله أبواب تلك البيوت ليس ذلك لغيرنا و لا يقوله أحد سوانا.

أيها الناس هل فيكم أحد يدعي قبلي جورا في حكم أو ظلما في نفس أو مال فليقم أنصفه من ذلك فقام رجل من القوم فأثني ثناء حسنا عليه و أطرأه و ذكر مناقبه في كلام طويل فقال علي عليه السلام: أيها العبد المتكلم ليس هذا حين اطراء و ما أحب أن يحضرني أحد في هذا المحضر بغير النصيحة والله الشاهد علي من رأي شيئا يكرهه فلم يعلمنيه فاني أحب أن استعتب من نفسي قبل أن تفوت نفسي.

اللهم انك شهيد و كفي بك شهيدا اني بايعت رسولك و حجتك في أرضك محمدا صلي الله عليه و آله أنا و ثلاثة من أهل بيتي علي أن لا ندع لله أمرا الا عملناه و لا ندع له نهيا الا رفضناه و لا وليا الا أحببناه و لا عدوا الا عاديناه و لا نولي ظهورنا عدوا و لا نمل عن فريضة. لا تزداد لله و لرسوله الا نصيحة فقتل أصحابي رحمه الله و رضوانه عليهم و كلهم من أهل بيتي عبيدة بن الحارث رحمة الله عليه قتل ببدر شهيدا و عمي حمزة قتل يوم أحد شهيدا رحمة الله عليه و رضوانه و أخي جعفر قتل يوم موتة شهيدا رحمة الله عليه.

فأنزل الله في و في أصحابي «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا» أنا والله المنتظر ما بدلت تبديلا ثم وعدنا بفضله الجزاء فقال: «قل بفضل الله و برحمته فبذلك فليفرحوا هو



[ صفحه 307]



خير مما يجمعون» و قد آن لي فيما نزل بي أن أفرح بنعمة ربي فأثنوا عليه خيرا و بكوا.

فقال: أيها الناس أنا أحب أن أشهد عليكم أن لا يقوم أحد فيقول: أرت أن أقول فخفت فقد أعذرت بيني و بينكم اللهم الا أن يكون أحد يريد ظلمي والدعوي علي بما لم أجن أما أني لم أستحل من أحد مالا و لم أستحل من أحد دما بغير حله جاحدت مع رسول الله صلي الله عليه و آله بأمر الله و أمر رسوله فلما قبض الله رسوله جاحدت من أمرني بجهاده من أهل البغي و سماهم لي رجلا رجلا و خصني علي جهادهم و قال:

يا علي تقاتل الناكثين و سماهم لي و القاسطين و سماهم لي والمارقين و سماهم لي فلا تكثر منكم الأقوال فان أصدق ما يكون المرء عند هذا الحال فقالوا خيرا و أثنوا بخير و بكوا فقال للحسن: يا حسن أنت ولي دمي و هو عندك و قد صيرته اليك (يعني ابن ملجم لعنة الله عليه) ليس لأحد فيه حكم فان أردت أن تقتل فاقتل و ان أردت أن تعفو فاعف و أنت الامام بعدي و وارث علمي و أفضل من أترك بعدي و خير من أخلف أهل بيتي.

أخوك ابن أمك بشركما رسول الله صلي الله عليه و آله بالبشري فأبشرا بما بشركما واعملا لله بالطاعة فاشكراه علي النعمة ثم لم يزل يقول: اللهم اكفنا عدوك الرجيم اللهم اني أشهدك أنك لا اله الا الله أنت و أنك الواحد الصمد لم تلد و لم تولد و لم يكن لك كفوا أحد فلك الحمد عدد نعمائك لدي و احسانك عندي فاغفر لي و ارحمني و أنت خير الراحمين.

لم يزل يقول: لا اله الا الله وحدك لا شريك لك و أن محمدا عبدك و رسولك عدة لهذا الموقف و ما بعده من المواقف، اللهم اجز محمدا عنا خيرا و أجز محمدا عنا خير الجزاء و بلغه منا أفضل السلام، اللهم ألحقني به و لا تحل بيني و بينه، انك سميع الدعاء رؤف رحيم، ثم نظر الي أهل بيته فقال: حفظكم الله من أهل بيت



[ صفحه 308]



و حفظ فيكم نبيكم و أستودعكم الله و أقرء عليكم السلام ثم لم يزل يقول: لا اله الله محمد رسول الله حتي قبض صلوات الله عليه و رحمته و رضوانه ليلة احدي و عشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة. [8] .


پاورقي

[1] الكافي: 13:7.

[2] الكافي: 40:7.

[3] الكافي: 40:7.

[4] الكافي: 56:7.

[5] الفقيه: 299:4.

[6] معاني الاخبار: 217.

[7] التهذيب: 246:9.

[8] دعائم الاسلام: 356-348:2.