بازگشت

الزيارة


1- محمد بن يعقوب، أبوعلي الأشعري، عن الحسين بن علي الكوفي، عن علي بن مهزيار، عن الحسين بن علي بن عثمان بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن علي بن جعفر، عن أخيه أبي الحسن موسي، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: كان أبي علي بن الحسين عليهماالسلام يقف علي قبر النبي صلي الله عليه و آله فيسلم عليه و يشهد له بالبلاغ و يدعو بما حضره ثم يسند ظهره الي المروة الخضراء الدقيقة العرض مما يلي القبر و يلتزق بالقبر و يسند ظهره الي القبر و يستقبل القبلة فيقول:

اللهم اليك الجأت ظهري و الي قبر محمد عبدك و رسولك أسندت ظهري و القبلة التي رضيت، لمحمد صلي الله عليه و آله استقبلت اللهم أني أصبحت لا أملك لنفسي خير ما أرجو و لا أدفع عنها شر ما أحذر عليها و أصبحت الامور بيدك فلا فقير أفقر مني



[ صفحه 239]



اني لما أنزلت الي من خير فقير اللهم ارددني منك بخير فانه لا راد لفضلك.

اللهم اني أعوذ بك من أن تبدل اسمي أو تغير جمسي أو تزيل نعمتك عني، اللهم كرمني بالتقوي و جملني بالنعم و اغمرني بالعافية و ارزقني شكر العافية. [1] .

2- عنه، عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن علي بن الحكم، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة قال: ان أول ما عرفت علي بن الحسين عليهماالسلام أني رأيت رجلا دخل من باب الفيل فصلي أربع ركعات فتبعته حتي أتي بئر الزكاة و هي عند دار صالح بن علي و اذا بناقتين معقولتين و معهما غلام أسود فقلت له: من هذا؟ فقال: هذا علي بن الحسين عليهماالسلام فدنوت اليه فسلمت عليه و قلت له: ما أقدمك بلادا قتل فيها أبوك و جدك؟ فقال: زرت أبي و صليت في هذا المسجد ثم قال: ها هو ذا وجهي صلي الله عليه و آله. [2] .

3- ابن قولويه، حدثني أبوالفضل محمد بن أحمد بن سليمان، عن موسي بن محمد بن موسي، عن محمد بن محمد الأشعث قال: حدثنا أبوالحسن موسي بن اسماعيل بن موسي بن جعفر، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر الي في حيوتي فان لم تستطيعوا فابعثوا الي السلام فانه يبلغني. [3] .

4- عنه، حدثني أبوعبدالرحمن محمد بن أحمد بن الحسن العسكري، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه علي بن مهزيار، عن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن علي بن جعفر بن



[ صفحه 240]



محمد، عن أخيه موسي بن جعفر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، قال: كان علي ابن الحسين عليهماالسلام يقف علي قبر النبي صلي الله عليه و آله و يسلم و يشهد له بالبلاغ و يدعو بما حضرة، ثم، يسند ظهره الي قبر النبي صلي الله عليه و آله الي المرمرة الخضراء الدقيقة العرض، مما يلي القبر و يلتزق بالقبر و يسند ظهره الي القبر و يستقبل القبلة و يقول:

اللهم اليك الجأت أمري، و الي قبر محمد صلي الله عليه و آله، عبدك و رسولك اسندت ظهري و القبلة التي رضيت لمحمد صلي الله عليه و آله استقبلت اللهم اني أصحبت لا أملك لنفسي خير ما أرجو لها، و لا أدفع عنها شر ما أحذر عليها، و أصبحت الامور بينك و لا فقير أفقر مني، اني لما أنزلت الي من خير فقير.

اللهم أرني منك بخير، فلا راد لفضلك، اللهم اني أعوذ بك من أن تبدل اسمي أو أن تغير جمسي، أو تزيل نعمتك عني، اللهم زيني بالتقوي و حملني بالنعم و اعمرني بالعافية و ارزقني شكر العافية. [4] .

5- عنه حدثني محمد بن الحسين بن مت الجوهري، عن محمد بن أحمد بن يحيي بن عمران، عن أحمد بن الحسن، عن محمد بن الحسين، عن علي بن حديد، عن محمد بن سنان، عن عمرو بن خالد، عن أبي حمزة الثمالي أن علي بن الحسين عليهماالسلام أتي مسجد الكوفة عمدا من المدينة فصلي ركعتين، ثم جاء حتي ركب راحلته و أخذ الطريق. [5] .

6- عنه، حدثني أبوعلي أحمد بن علي بن مهدي، قال: حدثني أبي علي بن صدقة الرقي، قال: حدثني علي بن موسي، قال: حدثني أبي موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر عليهم السلام، قال: زار زين العابدين علي بن الحسين عليهماالسلام قبر أميرالمؤمنين عليه السلام و وقف علي القبر فبكي ثم قال:



[ صفحه 241]



السلام عليك يا أميرالمؤمنين و رحمة الله و بركاته، السلام عليك يا أمين الله في أرضه و حجته علي عباده، السلام عليك يا أميرالمؤمنين، أشهد أنك جاحدت في الله حق جهاده، و عملت بكتابه و اتبعت سنن نبيه صلي الله عليه و آله حتي دعاك الله الي جواره، و قبضك اليه باختياره و ألزم أعدائك الحجة في قتلهم اياك مع مالك من الحجج البالغة علي جميع خلقه.

اللهم فاجعل نفسي مطمئنة بقدرك، راضية بقضائك، مولعة بذكرك و دعائك، محبة لصفوة أوليائك محبوبة في أرضك و سمائك، صابرة علي نزول بلائك، شاكرة لفواضل نعمائك، ذاكرة لسوابغ آلائك مشتاقة الي فرحة لقائك، متزودة التقوي ليوم جزائك، مستنة بسنن أوليائك، مفارقة لا خلاق أعدائك، مشغولة عن الدنيا بحمدك و ثنائك.

ثم وضع خده علي القبر و قال:

اللهم ان قلوب المخبتين اليك و الهة، و سبل الراغبين اليك شارعة و أعلام القاصدين اليك واضحة و أفئدة العارفين منك فازعة و أصوات الداعين اليك صاعدة و أبواب الاجابة لهم مفتحة و دعوة من ناجاك مستجابة و توبة من أناب اليك مقبولة، و عبرة من بكي من خوفك مرحومة والاعانة لمن استعان بك موجودة و الاغاثة لمن استغاث بك مبذولة و عداتك لعبادك منجزة و زلل من استقالك مقالة و أعمال العاملين لديك محفوظة و ارزاقك الي الخلائق من لدنك نازلة و عوائد المزيد لهم متواترة و ذنوب المستغفرين مغفورة و حوائج خلقك عندك مقضية و جوائز السائلين عندك موفورة و عوائد المزيد اليهم واصلة و موائد المستطعمين معدة و مناهل الظماء لديك مترعة.

اللهم فاستجب دعائي و أقبل ثنائي و أعطني رجائي و أجمع بيني و بين أوليائي بحق محمد و علي و فاطمة و حسن و الحسين عليهم السلام انك ولي نعمائي و



[ صفحه 242]



منتهي رجائي و غاية مناي في منقلبي و مثواي، أنت الهي و سيدي و مولاي اغفر لي و لأولياولنا و كف عنا أعدائنا و اشغلهم عن أذانا و أظهر كلمة الحق و اجعلها العليا و أدحض كلمة الباطل و اجعلها السفلي انك علي كل شي ء قدير. [6] .

7- عنه حدثني محمد بن الحسين، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس ابن معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن اسماعيل، عن حنان بن سدير، عن حكيم بن جبير الاسدي، قال: سمعت علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: ان الله يهبط ملكا كل ليلة معه ثلاث مثاقيل من مسك الجنة، فيطرحه في فراتكم هذا و ما من نهر في شرق الارض و لا في غربها أعظم بركة منه. [7] .

8- عنه حدثني أبي و محمد بن الحسن و علي بن الحسين و جماعة، عن سعد بن عبدالله و محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن يحيي بن علي التميمي قال: أخبرني رجل، عن عبيدالله بن عبدالله و علي بن الحسين بن علي عليهم السلام قال: سمعت أبي يقول: من أتي قبر الحسين عليه السلام عارفا بحقه غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر. [8] .

9- عنه حدثني أبي رحمه الله و جماعة مشايخي، عن سعد بن عبدالله، عن الحسين بن علي الزيتوني و غيره، عن احمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام و الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قالا:

من أحب أن يصافحه مائة ألف نبي و أربعة و عشرون ألف نبي فليزر أبي عبدالله الحسين بن علي عليهماالسلام في النصف من شعبان، فان أرواح النبيين عليهم



[ صفحه 243]



السلام يستأذنون الله في زيارته، فيؤذن لهم، منهم خمسة اولوالعزم من الرسل، قلنا: من هم؟ قال: نوح و ابراهيم، و موسي و عيسي و محمد صلوات الله عليهم اجمعين قلنا ما معني اولوالعزم قال: بعثوا الي شرق الارض و غربها، جنها و انسها. [9] .

10- ابن قولويه قال: حدثني أبوعيسي، عبيدالله بن الفضل بن محمد بن هلال الطائي البصري رحمه الله، قال حدثني أبوعثمان سعيد بن محمد قال: حدثنا محمد بن سلام بن يسار الكوفي قال: حدثني أحمد بن محمد الواسطي قال: حدثني عيسي بن أبي شيبة القاضي، قال حدثني نوح بن دراج قال حدثني قدامة بن زايدة عن أبيه قال: قال علي بن الحسين عليهماالسلام بلغني يا زايدة انك تزور قبر أبي عبدالله الحسين عليه السلام أحيانا فقلت ان ذلك لكما بلغك، فقال لي فلما ذا تفعل ذلك و لك مكان عند سلطانك الذي لا يحتمل أحدا علي محبتنا و تفضيلنا و ذكر فضائلنا و الواجب علي هذه الامة من حقنا.

فقلت والله ما اريد بذلك الا الله و رسوله و لا أحفل بسخط من سخطه و لا يكبر في صدري مكروه ينالني بسببه فقال: والله ان ذلك لكذلك فقلت والله ان ذلك لكذلك يقولها ثلاثا و أقولها ثلاثا فقال ابشر ثم ابشر ثم ابشر فلأخبرنك بخبر كان عندي في النخب المخزون فانه لما أصابنا بالطف ما أصابنا و قتل أبي عليه السلام و قتل من كان معه من ولده و اخوته و ساير أهله و حملت حرمه و نساءه علي الأقتاب يراد بنا الكوفة فجعلت انظر اليهم صرعي و لم يواروا فعظم ذلك في صدري و اشتد بما أري منهم قلقي.

فكادت نفسي تخرج و تبينت ذلك مني عمتي زينب الكبري بنت علي عليه



[ صفحه 244]



السلام فقالت مالي أراك تجود بنفسي بابقية جدي و أبي و اخوتي فقلت و كيف لا أجزع و أهلع و قد أري سيدي و اخوتي و عمومتي و ولد عمي و أهلي مصر عين بدمائهم مرملين بالعري مسلبين لا يكفنون و لا يوارون و لا يعرج عليهم أحد و لا يقربهم بشر و كأنهم أهل بيت من الديلم و الخزر فقالت لا يجز عنك ما تري فوالله ان ذلك لعهد من رسول الله صلي الله عليه و آله الي جدك و أبيك و عمك و لقد أخذ الله ميثاق اناس من هذه الامة لا تعرفنهم فراعنة هذه الامة و هم معروفون في أهل السموات.

انهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها و هذه الجسوم المضرجة و ينصبون لهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره و لا يعفو رسمه علي كرور الليالي و الأيام و ليجتهدن أئمة الكفر و اشياع الضلالة في محوه و تطميسه فلا يزداد اثره الا ظهورا و امره الا علوا فقلت و ما هذه العهد و ما هذا الخبر فقالت نعم حدثني ام أيمن ان رسول الله صلي الله عليه و آله زار منزل فاطمة عليهماالسلام في يوم من الأيام فعملت له حريرة و اتاه علي عليه السلام بطبق فيه تمر ثم قالت أم أيمن فأتيتهم بعس فيه لبن و زبد فأكل رسول الله صلي الله عليه و آله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام من تلك الحريرة و شرب رسول الله صلي الله عليه و آله و شربوا من ذلك اللبن.

ثم أكل و أكلوا من ذلك التمر و الزبد ثم غسل رسول الله صلي الله عليه و آله يده و علي يصب عليه الماء فلما فرغ من غسل يده مسح وجهه ثم نظر الي علي و فاطمة و الحسن و الحسين نظرا عرفنا به السرور في وجهه ثم رمق بطرفه نحو السماء مليا ثم أنه وجه وجهه نحو القبلة و بسط يديه و دعا ثم خر ساجدا و هو ينشج فاطال النشوج و علا نحيبه و جرت دموعه ثم رفع رأسه و اطرق الي الأرض و دموعه و تقطر كأنها صوب المطر فحزنت فاطمة و علي و الحسن و الحسين عليهم السلام و حزنت معهم لما رأينا من رسول الله صلي الله عليه و آله و هبناه أن نسئله حتي اذا طال ذلك.

قال له علي و قالت له فاطمة ما يبكيك يا رسول الله لا أبكي الله عينيك



[ صفحه 245]



فقد اقرح قلوبنا ما نري من حالك فقال يا أخي سررت بكم و قال مزاحم بن عبد الوارث في حديثه هيهنا فقال يا حبيبي اني سررت بكم سرورا ما سررت مثله قط و اني لانظر اليكم و احمد الله علي نعمته علي فيكم اذ هبط علي جبرئيل عليه السلام، فقال يا محمد ان الله تبارك و تعالي اطلع ما في نفسك و عرف سرورك بأخيك و ابنتك و سبطيك فاكمل لك النعمة و هنأك العطية بأن جعلهم و ذرياتهم و محبيهم و شيعتهم معك في الجنة.

لا يفرق بينك و بينهم يحبون كما تحبي و يعطون كما تعطي حتي ترضي و فوق الرضا علي بلوي كثيرة تنالهم في الدنيا و مكاره تصيبهم بايدي اناس ينتحلون ملتك و يزعمون من امتك براء من الله و منك خبطا خبطا و قتلا قتلا شتي مصارعهم نائية قبورهم خيرة من الله لهم، ولك فيهم، فاحمد الله عز و جل علي خيرته و ارض بقضائه فحمدت الله و رضيت بقضائه بما اختاره لكم ثم قال لي جبرئيل يا محمد ان اخاك مضطهد بعدك مغلوب علي امتك متعوب من أعدائك ثم مقتول بعدك يقتله أشر الخلق و الخليقة و اشقي البرية يكون نظير عاقر الناقة ببلد تكون اليه هجرته و هو مغرس شيعة ولده و فيه كل حال يكثر بلواهم و يعظم مصابهم.

و ان سبطك هذا و اومي بيده الي الحسين عليه السلام مقتول في عصابة من ذريتك و أهل بيتك و أخيار من امتك بضفة الفرات بارض يقال لها كربلا من أجلها يكثر الكرب و البلاء علي أعدائك و أعداء ذريتك في اليوم الذي لا ينقضي كربه و لا تفني حسرته و هي اطيب بقاع الارض و أعظمها حرمة يقتل فيها سبطك و أهله و انها من بطحاء الجنة، فاذا كان ذلك اليوم الذي يقتل فيه سبطك و أهله و أحاطت به كتائب أهل الكفر و اللعنة تزعزعت الأرض من أقطارها و مادت الجبال و كثر اضطرابها اصطفت البحار بأمواجها و ماجت السموات بأهلها غضبا لك يا



[ صفحه 246]



محمد و لذريتك و استعظاما لما ينتهك من حرمتك و لشر ما تكافئي به في ذريتك و عقرتك و لا يبقي شي ء من ذلك الا استأذن الله عز و جل في نصرة أهلك المستضعفين المظلومين الذين هم حجة الله علي خلقه بعدك فيوحي الله الي السموات و الارض و الجبال و البحار و من فيهن اني أنا الله الملك القادر الذي لا يفوته هارب و لا يعجزه، ممتنع و أنا أقدر فيه علي الانتصار و الانتقام و عزتي و جلالي لاعذبن من وتر رسولي و صفيي و انتهك حرمته و قتل عترته و نبذ عهده و ظلم أهل بيته عذابا لا اعذبه أحدا من العالمين.

فعند ذلك يضج كل شي ء في السماوات و الارضين بلعن من ظلم عترك و استحل حرمتك فاذا برزت تلك العصابة الي مضاجعها تولي الله عز و جل قبض أرواحها بيده و هبط الي الارض ملائكة من السماء السابعة معهم آنية من الياقوت و الزمرد مملوءة من ماء الحيوة و حلل من حلل الجنة و طيب من طيب الجنة فغسلوا جثهثم بذلك الماء و ألبسوها الحلل و حنطوها بذلك الطيب و صلت الملائكة صفا صفا عليهم.

ثم يبعث الله قوما من امتك لا يعرفهم الكفار لم يشركوا في تلك الدماء بقول و لا فعل و لا نية فيوارون أجسامهم و يقيمون رسما لقبر سيد الشهداء بتلك البطحاء يكون علما لأهل الحق و سببا للمؤمنين الي الفوز و تحفه ملائكة من كل سماء و مآة ألف ملك في كل يوم و ليلة و يصلون عليه و يطوفون عليه و يسبحون الله عنده و يستغفرون الله لمن زاره و يكتبون أسماء من يأتيه زائرا من امتك متقربا الي الله تعالي و اليك بذلك و أسماء آبائهم و عشائرهم و بلدانهم و يوسمون في وجوههم بميسم نور عرش الله هذا زائر قبر خير الشهداء و ابن خير الانبياء.

فاذا كان يوم القيمة سطح في وجوههم من اثر ذلك الميسم نور تغشي منه الأبصار يدل عليهم و يعرفون به و كأني بك يا محمد بيني و بين ميكائيل و علي



[ صفحه 247]



امامنا و معنا من ملائكة الله ما لا يحصي عددهم و نحن نلتقط من ذلك الميسم في وجهه من بين الخلائق حتي ينجيهم الله من هول ذلك اليوم و شدائده و ذلك حكم الله و عطاؤه لمن زار قبرك يا محمد أو قبر أخيك أو قبر سبطيك لا يريد به غير الله عز و جل و سيجتهد اناس ممن حقت عليهم اللعنة من الله و السخط ان يعفوا رسم ذلك القبر و يمحو فلا يجعل الله تبارك و تعالي لهم الي ذلك سبيلا.

ثم قال رسول الله صلي الله عليه و آله فهذا أبكاني و أحزنني قالت زينب فلما ضرب ابن ملجم لعنه الله أبي عليه السلام و رأيت عليه أثر الموت منه قلت له يا ابه حدثتني ام أيمن بكذا و قد أحببت ان أسمعه منك، فقال يا بنية الحديث كما حدثتك أم أيمن و كأني بك و بنسآء أهلك سبايا بهذا البلد أذلاء خاشعين تخافون أن يتخطفكم الناس، فصبرا صبرا فوالذي فلق الحبة و برء النسمة مالله علي ظهر الأرض يومئذ ولي غيركم و غير محبيكم و شيعتكم و لقد قال لنا رسول الله صلي الله عليه و آله حين أخبرنا بهذا الخبر أن ابليس لعنه الله في ذلك اليوم يطير فرحا فيجول الأرض كلها بشياطينه و عفاريته.

فيقول يا معشر الشياطين قد أدركنا من ذرية آدم الطلبة في هلاكهم الغاية و أورثناهم النار الا من اعتصم هذه العصابة فاجعلوا شغلكم بتشكيك الناس فيهم و حملهم علي عداوتهم و اغرائهم بهم و أوليائهم حتي تستحكموا ضلالة الخلق و كفرهم و لا ينجو منهم ناج و لقد صدق عليهم ابليس و هو كذوب انه لا ينفع مع عداوتكم عمل صالح و لا يضر مع محبتكم و موالاتكم ذنب غير الكبائر قال زايده: ثم قال علي بن الحسين عليهماالسلام بعد ان حدثني بهذا الحديث خذه اليك ما لو ضربت في طلبه آباط الابل حولا لكان قليلا. [10] .



[ صفحه 248]



11- عنه، حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أبي سعيد، عن بعض رجاله عن أبي الجارود قال علي بن الحسين عليهماالسلام اتخذ الله أرض كربلاء حرما آمنا مباركا قبل أن يخلق الله أرض الكعبة و يتخذها حرما بأربعة و عشرين ألف عام، و أنه اذا زلزل الله تبارك و تعالي الأرض و سيرها رفعت كما هي بتربتها نوارنية صافية فجعلت في أفضل روضة من رياض الجنة و أفضل مسكن في الجنة لا يسكنها الا النبيون و المرسلون أو قال أولوالعزم من الرسل و أنها لتزهر بين رياض الجنة كما يظهر الكوكب الدري بين الكواكب لأهل الأرض يغشي نورها أبصار أهل الجنة جميعا و هي تنادي أنا أرض الله المقدسة الطيبة المباركة التي تضمنت سيد الشهداء و سيد شباب أهل الجنة. [11] .

12- أبوجعفر الطوسي باسناده، عن محمد بن همام، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا سعد بن عمرو الزهري، قال: حدثنا بكر بن سالم، عن أبيه، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهماالسلام في قوله: «فحملته فانتبذت به مكانا قصيا» قال: خرجت من دمشق حتي أتت كربلاء، فوضعته في موضع قبر الحسين عليه السلام ثم رجعت من ليلتها. [12] .

13- عنه باسناده، عن محمد بن علي بن الفضل، عن الحسن بن محمد بن أبي السري، عن عبدالله بن محمد البلوي، عن عمارة بن زيد، عن أبي عامر واعظ أهل الحجاز عن الصادق، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، قال: قال: رسول الله صلي الله عليه و آله لعلي: يا أباالحسن ان الله جعل قبرك و قبر ولدك بقاعا من بقاع الجنة و عرصات من عرصاتها و ان الله عز و جل جعل قلوب نجباء من خلقه و صفوة من عباده تحن اليكم و تحتمل المذلة و الأذي فيكم فيعمرون قبوركم و يكثرون زيارتها تقربا منهم



[ صفحه 249]



الي الله و مودة منهم لرسوله.

اولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي و الواردون حوضي و هم زواري و جيراني غدا في الجنة يا علي من عمر قبوركم و تعاهدها فكأنما أعان سليمان بن داود علي بناء بيت المقدس و من زار قبوركم عدل ذلك ثواب سبعين حجة بعد حجة الاسلام و خرج من ذنوبه حتي يرجع من زيارتكم كيوم ولدته امه فأبشر يا علي و بشر أولياءك و محبيك من النعيم بمالا عين رأت و لا اذن سمعت و لا خطر علي قلب بشر ولكن حثالة من الناس يعيرون زوار قبوركم بزيارتكم كما تعير الزانية بزناها اولئك شرار امتي لا تنالهم شفاعتي و لا يردون حوضي. [13] .

14- الصدوق: حدثني حمزة بن محمد العلوي رضي الله عنه، قال: حدثني أحمد بن محمد الهمداني، قال: حدثني علي بن حمدان الرواس، قال: حدثنا محمد بن الحسين القواريري قرابة يعلي بن عبيد، قال: حدثنا جعفر بن أمين الثغري، قال: حدثنا عثمان بن عيسي الرواسي، عن العلاء بن المسيب، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين بن علي عليهم السلام قال: قال الحسين صلوات الله عليه: يا أبتاه ما لمن زارنا قال: يا بني من زارني حيا و من زار أباك حيا و ميتا و من زار أخاك حيا و ميتا و من زارك حيا و ميتا كان حقيقا علي أن أزوره يوم القيامة و اخلص من ذنوبه فأدخله الجنة. [14] .

15- عنه حدثنا محمد بن موسي بن المتوكل رضي الله عنه، قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد و عبدالله ابني محمد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين عليه السلام حتي تسيل



[ صفحه 250]



علي خده بوأه الله تعالي بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا و أيما مؤمن دمعت عيناه حتي تسيل علي خده فيما مسنا من الأذي من عدونا في الدنيا بوأه الله في الجنة مبوأ أصدق و أيما مؤمن مسته أذي فينا فدمعت عيناه حتي تسيل علي خده من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله عن وجهه الأذي و آمنه يوم القيامة من سخطه و النار. [15] .

16- روي ابن طاووس، عن كتاب المسرة من كتاب مزار ابن أبي قره و هي زيارات يوم الغدير رويناها عن جماعة اليه رحمة الله عليه قال أخبرنا محمد بن عبدالله قال أخبرنا أبي قال أخبرنا الحسن بن يوسف بن عميرة، عن أبيه، عن جابر ابن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام قال كان أبي علي بن الحسين عليهماالسلام قد اتخذ منزله من بعد مقتل الحسين بن علي عليه السلام بيتا من شعر و اقام بالبادية فلبث بها عدة سنين كراهية لمخالطة الناس و ملابستهم و كان يصير من البادية مقامه بها الي العراق زائر الأبيه و جده عليهماالسلام و لا يشعر بذلك من فعله.

قال محمد بن علي فخرج سلام الله عليه متوجها الي العراق لزيارة أميرالمؤمنين عليه السلام و أنا معه و ليس معنا ذو روح الا الناقتين فلما أنتهي الي النجف من بلاد الكوفة و صار الي مكانه منه فبكا حتي اخضلت لحيته بدموعه ثم، قال السلام عليك يا أميرالمؤمنين و رحمة الله و بركاته السلام عليك يا أمين الله في أرضه....

قال جابر، قال لي الباقر عليه السلام ما قال هذا الكلام و لا دعا به أحد من شيعتنا عند قبر أميرالمؤمنين أو عند قبر أحد من الأئمة عليهم السلام، الا رفع دعاؤه في درج من نور و طبع عليه بخاتم محمد صلي الله عليه و آله و كان محفوظا كذلك حتي يسلم الي قائم آل محمد عليهم السلام فيلقي صاحبه بالبشري و التيحة و الكرامة انشاء الله



[ صفحه 251]



قال جابر: حدثت به أباعبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام و قد زار مولانا الصادق بنحو هذا و قال لي زد فيه اذا ودعت أحد منهم فقل: السلام عليك أيها الامام و رحمة الله و بركاته، استودعك الله و عليك السلام و رحمة الله، آمنا بالرسول و بما جئتم به و بما دعوتم اليه، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي وليك، اللهم لا تحرمني ثواب مزاره الذي أوجبت له و يسر لنا العود اليه انشاء الله. [16] .

17- روي المجلسي عن المزار الكبير باسناده قال: قال علي بن الحسين عليهماالسلام: من صلي في مسجد السهلة ركعتين زاد الله في عمره سنتين. [17] .


پاورقي

[1] الكافي: 551:4.

[2] الكافي: 255:8.

[3] كامل الزيارات: 14.

[4] كامل الزيارات: 16.

[5] كامل الزيارات: 27.

[6] كامل الزيارات: 39.

[7] كامل الزيارات: 49.

[8] كامل الزيارت: 139.

[9] كامل الزيارات: 179.

[10] كامل الزيارات: 260.

[11] كامل الزيارات: 268.

[12] التهذيب: 73:6.

[13] التهذيب: 107:6.

[14] ثواب الاعمال: 107.

[15] ثواب الاعمال: 108.

[16] اقبال الاعمال: 470.

[17] بحارالانوار: :436.