بازگشت

مناجاة العارفين


176-بسم الله الرحمن الرحيم الهي قصرت الألسن عن بلوغ ثنائك كما يليق بجلالك، عجزت العقول عن ادراك كنه جمالك، و انحسرت الابصار دون النظر الي سبحات وجهك، و لم تجعل للخلق طريقا الي معرفتك الا بالعجز عن معرفتك الهي فاجعنا من الذين توشحت أشجار الشوق اليك في حدائق صدورهم و أخذت لوعة محبتك بمجامع قلوبهم، فهم الي أوكار الافكار يأوون، و في رياض القرب و المكاشفة يرتعون، و من حياض المحبة بكأس الملاطفة يكرعون، و شرايع المصافاة يردون

قد كشف الغطاء عن أبصارهم، و انجلت ظلمة الريب عن عقائدهم من ضمائرهم، و انتفت مخالبة الشك عن قلوبهم و سرائرهم، و انشرحت بتحقيق المعرفة صدورهم، و علت لسبق السعادة في الزهادة، هممهم، و عذب في معين المعاملة شربهم، و طاب في مجلس الانس سرهم، و أمن في موطن المخافة سربهم، و اطمأنت بالرجوع الي رب الارباب أنفسهم، و تيقنت بالفوز و الفلاح أرواحهم، و قرت بالنظر الي محبوبهم أعينهم، و استقر بادراك السؤول و نيل المأمول قرارهم و ربحت



[ صفحه 142]



في بيع الدنيا بالاخرة تجارتهم

الهي ما ألذ خواطر الالهام بذكرك علي القلوب، و ما أحلي المسير اليك بالاوهام في مسالك الغيوب، و ما أطيب طعم حبك، و ما أعذب شرب قربك، فأعذنا من طردك و ابعادك، و اجعلنا من أخص عارفيك و أصلح عبادك و أصدق طائعيك و أخلص عبادك يا عظيم يا جليل يا كريم يا منيل، برحمتك و منك يا أرحم الراحمين. [1] .


پاورقي

[1] بحارالانوار: 152:94.