بازگشت

دعاء آخر لزين العابدين


161- يا عزيز ارحم ذلي، يا غني ارحم فقري، يا قوي ارحم ضعفي، بمن



[ صفحه 126]



يستغيث العبد الا بمولاه، الي من يطلب العبد الا الي سيده الي من يتضرع العبد الا الي خالقه، بمن يلوذ العبد الا بربه، الي من يشكو العبد الا الي رازقه، اللهم ما عملت من خير فهو منك لا حمد لي عليه، و ما عملت من سوء فقد حذرتنيه فلا عذر لي فيه.

اللهم اني أسئلك سؤال الخاضع الذليل، و أسألك سؤال العائذ المستقبل، و أسألك سؤال من يبوء بنبه، و يعترف بخطيئته، و أسألك سؤال من لا يجد لعثرته مقيلا، و لا لضره كاشفا و لا لكربته مفرجا، و لا لغمه مروحا، و لا لفاقته سادا، و لا لضعفه مقويا الا أنت يا أرحم الراحمين. [1] .

162-عنه عن الثمالي: حدثني ابراهيم بن محمد قال: سمعت علي بن الحسين عليهماالسلام يقلول ليلة في مناجاته: الهنا و سيدنا و مولانا لو بكينا حتي تسقط أشفارنا و انتحبنا حتي ينقطع أصواتنا، و قمنا حتي تيبس أقدامنا، و ركعنا حتي تتخلع أوصالنا، و سجدنا حتي تتفقأ أحداقنا، و أكلنا تراب الأرض طول أعمارنا، و ذكرناك حتي تكل ألستنا ما استوجبنا بذلك محو سيئة من سيئاتنا. [2] .

163- عنه وجدت في بعض الكتب هذا الدعاء منسوبا الي سيد الساجدين عليه السلام و هو في المناجاة لله عز و جل.

الهي أسألك أن تعصمني حتي لا أعصيك، فاني قد بهت و تحيرت من كثرة الذنوب مع العصيان، و من كثرة كرمك مع الاحسان، و قد كلت لساني كثرة ذنوبي و أذهبت عني ماء وجهي، فبأي وجه ألقاك، و قد أخلق الذنوب وجهي، و بأي لسان أدعوك و قد أخرس المعاصي لساني، و كيف أدعوك و أنا العاصي، و كيف لا أدعوك و أنت الكريم.



[ صفحه 127]



كيف أفرح و أنا العاصي و كيف أحزن و أنت الكريم و كيف أدعوك و أنا أنا، و كيف لا أدعوك و أنت أنت، و كيف أفرح و قد عصيتك و كيف أحزن و قد عرفتك، و أنا أستحيي أن أدعوك و أنا مصر علي الذنوب و كيف بعبد لا يدعو سيده، و أين مفره و ملجأ ان يطرده.

الهي بمن أستغيث ان لم تقلني عثرتي، و من يرحمني ان لم ترحمني، و من يدركني ان لم تدركني، و أين الفرار اذا ضاقت لديك امنيتي، الهي بقيت بين خوف و رجاء، خوفك يميتني و رجاؤك يحييني، الهي الذنوب صفاتنا، و العفو صفاتك الهي الشيبة نور من أنوارك، فمحال أن تحرق نورك بنارك.

الهي الجنة دار الأبرار، ولكن ممرها علي النار، فياليتها اذ حرمت الجنة لم أدخل النار، الهي و كيف أدعوك و أتمني الجنة مع أفعالي القبيحة و كيف لا أدعوك و أتمني الجنة مع أفعالك الحسنة الجميلة، الهي أنا الذي أدعوك و ان عصيتك، و لا ينسي قلبي ذكرك، الهي أنا الذي أرجوك و ان عصيتك، و لا ينقطع رجائي بكثرة عفوك يا مولاي، الهي ذنوبي عظيمة، ولكن عفوك أعظم من ذنوبي الهي بعفوك العظيم اغفرلي ذنوبي العظيمة، فانه لا يغفر الذنوب العظيمة الا الرب العظيم.

الهي أنا الذي أعاهدك فأنقض عهدي، و أترك عزمي حين يعرض شهوتي فأصبح بطالا و أمسي لاهيا، و تكتب ما قدمت يومي و ليلتي، الهي ذنوبي لا تضرك و عفوك اياي لا ينقصك، فاغفر لي مالا يضرك، و أعطني مالا ينقصك، الهي ان أحرقتني لا ينفعك، و ان غفرت لي لا يضرك، فافعل بي مالا يضرك و لا تفعل بي مالا يسرك.

الهي لولا أن العفو من صفاتك، لما عصاك أهل معرفتك، الهي لو لا أنك بالعفو تجود لما عصيتك و الي الذنب أعود، الهي لو لا أن العفو أحب الأشياء لديك لما عصاك أحب الخلق اليك، الهي رجائي منك غفران، و ظني فيك احسان،



[ صفحه 128]



أقلني عثرتي ربي، فقد كان الذي كان، فيامن له رفق بمن يعاديه، فكيف بمن يتولاه و يناجيه، و يا من كلما نودي أجاب، و يا من بجلاله ينشي ء السحاب.

أنت الذي قلت من الذي دعاني فلم البه، و من الذي سألني فلم أعطه، و من الذي أقام ببابي فلم أجبه و أنت الذي قلت أنا الجواد، و مني الجود، و أنا الكريم و مني الكرم و من كرمي في العاصين أن أكلأهم في مضاجعهم كأنهم لم يعصوني، و أتولي حفظهم كأنهم لم بذنوبني.

الهي من الذي يفعل الذنوب و من الذي يغفر الذنوب؟ فانا فعال الذنوب و أنت غفار الذنوب، الهي بئسما فعلت من كثرة الذنوب و العصيان، و نعم ما فعلت من الكرم و الاحسان، الهي أنت أغرقتني بالجود و الكرم و العطايا، و أنا الذي أغرقت نفسي بالذنوب و الجهالة و الخطايا، و أنت مشهور بالاحسان، و أنا مشهور بالعصيان.

الهي ضاق صدري، و لست أدري بأي علاج أداوي ذنبي، فكم أتوب منها و كم أعود اليها، وكم أنوح عليها ليلي و نهاري، فحتي متي يكون و قد أفنيت بها عمري.الهي طال حزني و رق عظمي، و بلي جسمي، و بقيت الذنوب علي ظهري فاليك أشكو سيدي فقري و فاقتي، و ضعفي و قلة حيلتي.

الهي ينام كل ذي عين و يستريح الي وطنه، و أنا وجل القلب، و عيناي تنتظران رحمة ربي، فأدعوك يا رب فاستجب دعائي، واقض حاجتي، و أسرع باجابتي.

الهي أنتظر عفوك كما ينتظره المذنبون، ولست آيس من رحمتك التي يتوقعها المحسنون، الهي أتحرق بالنار وجهي، و كان لك مصليا، الهي اتحرق بالنار عيني و كانت من خوفك باكية، الهي أتحرق بالنار لساني و كان للقرآن تاليا؟ الهي



[ صفحه 129]



أتحرق بالنار قلبي و كان لك محبا؟

الهي أتحرق بالنار جسمي و كان لك خاشعا؟ الهي أتحرق بالنار أركاني و كانت لك ركعا سجدا.

الهي أمرت بالمعروف و أنت أولي به من المأمورين، و أمرت بصلة السؤال و أنت خير المسؤلين، الهي ان عذبتني فعبد خلقته لما أردته فعذبته، و ان أنجيتني فعبد وجدته مسيئا فأنجيته، الهي لا سبيل لي الي الاحتراس من الذنب الا بعصمتك و لا وصول لي الي عمل الخير الا بمشيتك، فكيف لي بالاحتراس ما لم تدركني فيه، عصمتك.

الهي سترت علي في الدنيا ذنوبا و لم تظهرها، فلا تفضحني بها يوم القيمة علي رؤس العالمين، الهي جودك بسط أملي، و شكرك قبل عملي، فسرني بلقائك عند اقتراب أجلي، الهي اذا شهد لي الايمان بتوحيدك، و نطق لساني بتحميدك و دلني القرآن علي فواضل جودك، فكيف ينقطع رجائي بموعودك، الهي أنا الذي قتلت نفسي بسيف العصيان، حتي استوجبت منك القطيعة و الحرمان، فالأمان الأمان، هل بقي لي عندك وجه الاحسان.

الهي عصاك آدم فغفرته، و عصاك خلق من ذريته، فيامن نهي عن الوالد معصيته، اعف عن الولد العصاة لك من ذريته.

الهي خلقت جنتك لمن أطاعك و وعدت فيها مالا يخطر بالقلوب، و نظرت الي عملي فرأيته ضعيفا يا مولاي، و حاسبت نفسي فلم أجد أن أقوم بشكر ما أنعمت علي، و خلقت نارا لمن عصاك، و وعدت فيها أنكالا و جحيما و عذابا، و قد خفت يا مولاي أن أكون مستوجبا لها لكبير جرأتي، و عظيم جرمي، و قديم اساءتي، فلا يتعاظمك ذنب تغفره لي، و لا لمن هو أعظم جرما مني لصغر خطري في ملكك، مع يقيني بك، و توكلي و رجائي لديك.



[ صفحه 130]



الهي جعلت لي عدوا يدخل قلبي، و يحل محل الرأي و الفكرة مني، و أين الفرار اذا لم يكن منك عون عليه.

الهي ان الشيطان فاجر خبيث كثير المكر شديد الخصومة، قديم العداوة، كيف ينجو من يكون معه في دار، و هو المحتال الا أني أجد كيده ضعيفا، فاياك نعبد و اياك نستعين، و اياك نستحفظ، و لا حول و لا قوة الا بالله، يا كريم يا كريم يا كريم. [3] .

14- عنه، المناجاة الخمس عشرة لمولانا علي بن الحسين صلوات الله عليهما و قد وجدتها مروية عنه عليه السلام في بعض كتب الاصحاب رضوان الله عليهم.


پاورقي

[1] بحارالانوار: 138:94.

[2] بحارالانوار: 138:94.

[3] بحارالانوار: 138:94.