بازگشت

ادعية جامعة للامام السجاد


140- قال الشيخ رحمه الله: ادع بدعاء علي بن الحسين عليهماالسلام من أدعية الصحيفة و هو: الحمد لله الذي خلق الليل و النهار بقوته، و ميز بينهما بقدرته و جعل لكل واحد منهما حدا محدودا و امدا موقوتا، يولج كلا منهما في صاحبه و يولج صاحبه فيه بتقدير منه للعباد فيما يغذوهم به و ينشئهم عليه، خلق لهم الليل ليسكنوا



[ صفحه 99]



فيه عن حركات التعب و نهضات النصب و جعله لباسا ليلبسوا من راحته و منامه فيكون ذلك لهم جماما و قوة ولينالوا به لذة و شهوة.

خلق لهم النهار و مبصرا ليبتغوا فيه من فضله و يتسببوا الي رزقه و يسرحوا في أرضه طلبا لما فيه نيل العاجل من دنياهم و درك الآجل في أخريهم بكل ذلك يصلح شأنهم و يبلو أخبارهم و ينظر كيف هم في اوقات طاعته و منازل فروضه، و مواضع أحكامه ليجزي الذين أساؤا بما عملوا و يجزي الذين أحسنوا بالحسني.

اللهم لك فلك الحمد علي ما فلقت لنا من الاصباح و متعتنا به من ضوء النهار و بصرتنا به من مطالب الأقوات و وقيتنا فيه من طوارق الآفات أصبحنا و أصبحت الأشياء بجملتها لك، سماؤها و أرضها و ما بثثت في كل واحد منها ساكنة و متحركة و مقيمة و شاخصة، و ما علن في الهواء و ما بطن في الثري، أصبحنا في قبضتك و ملكك، يحوينا سلطانك و تضمنا مشيتك و نتصرف عن أمرك و نتقلب في تدبيرك.

ليس لنا من الامر الا ما قضيت و لا من الخير الا ما أعطيت، و هذا يوم حادث جديد و هو علينا شاهد عتيد، ان أحسنا ودعنا بحمد، و ان أسأنا فارقنا بذم، اللهم فارزقنا حسن مصاحبته و أعصمنا من سوء مفارقته و أجر لنا فيه من الحسنات و خلنا فيه من السيئات و املأ لنا ما بين طرفيه حمدا و شكرا و اجرا و ذخرا و فضلا و احسانا.

اللهم يسر علي الكرام الكاتبين مؤنتنا و املاء لنا من حسناتنا صحائفنا و لا تخزنا عندهم بسوء أعمالنا، اللهم اجعل لنا في كل ساعة من ساعاته حظا من عبادك و نصيبا من شكرك و شاهد صدق من ملائكتك، اللهم احفظنا فيه من بين أيدينا و من خلفنا و من جميع نواحينا حفظا عاصما من معصيتك هاديا الي طاعتك مستعملا



[ صفحه 100]



لمحبتك.

اللهم وفقنا في يومنا هذا و ليلتنا هذه و في جميع أيامنا لاستعمال الخير و هجران الشر و شكر النعمة و اتباع السنن و مجانبة البدع و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و حياطة الاسلام و انتقاص الباطل و نصرة الحق و ارشاد المضل و معاونة الضعيف.

اللهم و اجعله من أفضل يوم عهدناه و أيمن صاحب صحبناه و خير وقت ظللنا فيه و اجعلنا من أرضي من مر عليه الليل و النهار و من خلقك و اشكرهم لما أبليت من نعمتك و أقومهم لما فرغت من شرايعك و أوقفه عما حددت من نهيك.

اللهم اني أشهدك و كفي بك شهيدا و أشهد سماءك و أرضك و من أسكنتها من ملائكتك و سائر خلقك في يومنا هذا و ساعتي هذه و مستقري هذا أني أشهد أنك أنت الله الذي لا اله الا أنت قائما بالقسط، عادلا في الحكم، رؤفا بالخلق، مالكا للملك و أن محمدا صلي الله عليه و آله عبدك و رسولك و خيرتك من خلقك، حملته رسالتك فاداها و أمرته بالنصح لامته فنصح لها.

اللهم فصل علي محمد و آله كأتم ما صليت علي أحد من خلقك و أنله أفضل ما نلت أحدا من عبادك و أجزه أكرم ما جزيت أحدا من الانبياء عن امته انك المنان بالجسيم، الغافر للعظيم، الأرحم من كل رحيم. [1] .

141- عنه أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرني أبوالحسن علي بن محمد النحوي، قال: حدثنا أبوعلي محمد بن هشام الاسكافي في داره بسوق العطش، قال: حدثنا جعفر بن محمد العلوي، قال: حدثنا أحمد بن عبدالمنعم، قال: حدثنا عبدالله



[ صفحه 101]



ابن محمد الفزاري، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام قال: كان من دعاء علي بن الحسين عليهماالسلام:

اللهم ان كنت عصيتك بارتكاب مني مما نهيتني، فاني قد أطعتك في أحب الأشياء اليك الايمان بك منا منك به علي لا منا منا به عليك و تركت معصيتك في أبغض الأشياء اليك أن أجعل لك شريكا، أو اجعل لك ولدا أو ندا، و عصيتك علي غير مكابرة و لا معاندة و لا استخفاف مني بربوبيتك و لا جحود لحقك، ولكن استزلني الشيطان بعد الحجة علي و البيان، فان تعذبني فبذنوبي غير ظالم لي و ان تغفر لي فبجودك و رحمتك يا أرحم الراحمين. [2] .

142- الصدوق حدثنا عبدالله بن نصر بن سمعان التيمي رحمه الله، قال: حدثنا أبوالقاسم جعفر بن محمد المكي، قال: حدثنا أبوالحسن عبدالله بن محمد بن عمرو الحراني، قال: حدثنا صالح بن زياد، قال: حدثنا أبوعثمان عبدالله بن ميمون السكري، قال: حدثنا عبدالله بن معز الاودي، قال: حدثنا عمران بن سليم، عن طاووس اليماني، قال: كان علي بن الحسين سيد العابدين عليهماالسلام يدعو بهذا الدعاء.

الهي و عزتك و جلالك و عظمتك لو أني منذ بدعت فطرتي من أول الدهر عبدتك دوام خلود ربوبيتك بكل شعرة في كل طرفة عين سرمد الأبد بمحمد الخلائق و شكرهم أجمعين لكنت مقصرا في بلوغ أداء شكر أخفي نعمة من نعمك علي ولو أني كربت معادن حديد الدنيا بأنيابي و حرنت أرضيها بأشفار عيني و بكيت من خشيتك مثل بحور السماوات و الارضين دما و صديدا.



[ صفحه 102]



لكان ذلك قليلا في كثير ما يجب من حقك علي، ولو انك الهي عذبتني بعد ذلك بعذاب الخلائق أجمعين و عظمت للنار خلقي و جسمي و ملأت جهنم و أطباقها مني حتي لا يكون في النار معذب غيري، و لا يكون لجهنم حطب سواي لكان ذلك بعد لك علي قليلا في كثير ما استوجبته من عقوبتك. [3] .

143- عنه، حدثنا محمد بن علي بن الفضل الكوفي رضي الله عنه، قال: حدثنا اسماعيل بن ابراهيم العبدي، قال: حدثنا سهل بن زياد الادمي، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، قال: دخلت مسجد الكوفة فاذا أنا برجل عند الاسطوانة السابعة قائما يصلي بحسن ركوعه و سجوده، فجئت لا نظر اليه، فسبقني الي السجود فسمعته يقول في سجوده:

اللهم ان كنت قد عصيتك فقد أطعت في أحب الاشياء اليك و هو الايمان بك منا به علي لا منابه مني عليك و لم أعصك في أبغض الأشياء اليك، لم ادع لك ولد أو لم أتخذ لك شريكا منا منك علي لا منا مني عليك و عصيتك في أشياء علي غير مكاثرة مني و لا مكابرة و لا استكبار من عبادتك و لا جحود لربوبيتك و لكن اتبعت الهوي و أزلني الشيطان بعد الحجة و البيان، فان تعذبني فبذنبي غير ظالم لي و ان ترحمني فبجودك و رحمتك يا ارحم الراحمين.

ثم انفتل و خرج من باب كندة فتبعته حتي أتي مناخ الكلبيين، فمر بأسود فامره بشي ء لم أفهمه، فقلت: من هذا، فقال: هذا علي بن الحسين عليهماالسلام فقلت جعلني الله فداك ما أقدمك هذا الموضع، فقال: الذي رأيت. [4] .

144- قال الكفعمي: دعاء عظيم الشأن مروي عن علي بن الحسين عليهماالسلام:



[ صفحه 103]



الهي كيف أدعوك و أنا أنا و كيف أقطع رجائي منك و أنت الهي، اذا لم أسألك فتعطيني، فمن ذا الذي أسأله فيعطيني الهي اذا لم أدعوك فتستجيب لي، فمن ذا الذي أدعوه فيستجيب لي، الهي اذا لم أتضرع اليك فترحمني فمن ذا الذي أتضرع اليه فيرحمني، الهي فكما فلقت البحر لموسي عليه السلام و نجيته أسألك أن تصلي علي محمد و آل محمد و أن تنجيني مما أنا فيه و تفرج عني فرجا و عاجلا غير آجل بفضلك ورحمتك ياارحم الراحمين. [5] .

145- عنه، عن الامام السجاد عليه السلام: يا دائم يا ديموم يا حي يا قيوم، يا كاشف الغم و يا فارج الهم و يا باعث الرسل و يا صادق الوعد، صل علي محمد و آل محمد و افعل بي ما أنت أهله. [6] .

146- روي المجلسي في البحار عن الشهيد انه قال: روي عن طاووس اليماني انه قال: مررت بالحجر في رجب و اذا أنا بشخص راكع و ساجد، فتأملته فاذا هو علي بن الحسين عليهماالسلام، فقلت يا نفسي رجل صالح من أهل بيت النبوة والله لاغتنم دعاءه، فجعلت أرقبه حتي فرغ من صلاته و رفع باطن كفه الي السماء و جعل يقول:

سيدي سيدي و هذه يداي قد مددتهما اليك بالذنوب مملوة و عيناي اليك بالرجاء ممدودة، و حق لمن دعاك بالندم تذللا أن تجيبه بالكرم تفضلا سيدي أمن أهل الشقاء خلقتني فاطيل بكائي، أم من أهل السعادة خلقتني فابشر رجائي سيدي ألضرب المقامع خلقت أعضائي أم لشرب الحميم خلقت أمعائي، سيدي لو أن عبدا استطاع الهرب من مولاه لكنت أول الهاربين منك لكني أعلم أني لا





[ صفحه 104]



أفوتك.

سيدي لو أن عذابي يزيد في ملكك لسألتك الصبر عليه غير أني أعلم أنه لا يزيد في ملكك طاعة المطيعين و لا ينقص منه معصية العاصين، سيدي ما أنا و ما خطري هب لي خطاياي بفضلك و جللني بسترك واعف عن توبيخي بكرم وجهك الهي و سيدي ارحمني مطروحا علي الفراش تقلبني أيدي أحبتي، و ارحمني مطروحا علي المغتسل يغسلني صالح جيرتي.

أرحمني محمولا قد تناول الاقرباء أطراف جنازتي و ارحم في ذلك البيت المظلم وحشتي و غربتي و وحدتي، فما للعبد من يرحمه الا مولاه.

ثم سجد و قال: أعوذ بك من نار حرها لا يطفي وجد يدها لا يبلي، و عطشانها لا يروي و قلب خده الايمن و قال: «اللهم لا تقلب وجهي في النار بعد تعفيري و سجودي لك بغير من مني عليك، بل لك الحمد و المن علي» ثم قلب خده الأيسر و قال: «ارحم من أساء و اقترف و استكان و اعترف» ثم عاد الي السجود و قال: ان كنت بئس العبد فانت نعم الرب العفو، العفو مائة مرة.

قال طاووس: فبكيت حتي علا نحيبي، فالتفت الي و قال: ما يبكيك يايماني أو ليس هدا مقام المذنبين، فقلت: حبيبي حقيق علي الله أن لا يردك و جدك محمد صلي الله عليه و آله و سلم، قال طاووس: فلما كان العام المقبل في شهر رجب بالكوفة فمررت بمسجد غني، فرأيته يصلي فيه و يدعو بهذا الدعاء و فعل كما فعل في الحجر. [7] .

147- الحافظ أبونعيم حدثنا أبوالحسين محمد بن محمد بن عبدالله، قال: ثنا



[ صفحه 105]



أبوبكر بن الانباري، قال: ثنا أحمد بن الصلت، قال: ثنا قاسم بن ابراهيم العلوي، قال: حدثني أبي عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: قال علي بن الحسين عليهم السلام فقد الاحبة غربة و كان يقول: اللهم اني أعوذ بك أن تحسن في لوامع العيون علانيتي و تقبح في خفيات العيون سريرتي.

اللهم كما أسأت و أحسنت الي، فاذا عدت فعد علي، و كان يقول: ان قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، و آخرين عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار، و قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الاحرار. [8] .

148- ابن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر، حدثنا مسعر، عن أبي مصعب، عن علي بن حسين عليهماالسلام و غيره قالا: كان رسول الله صلي الله عليه و آله يقول: اللهم أقلني عثرتي واستر عورتي و آمن روعتي، و اكفني من بغي علي و انصرني ممن ظلمني و أرني ثاري فيه. [9] .

149- روي ابن أبي الحديد، عن يحيي بن معاذ، عن علي بن الحسين عليهماالسلام أنه قال: يكاد رجائي لك مع الذنوب، يغلب رجائي لك مع الاعمال، لأني أجدني أعتمد في الاعمال علي الاخلاص و كيف أحرزها و أنا بالآفة معروف، و أجدني في الذنوب أعتمد علي عفوك و كيف لا تغفرها و أنت بالجود موصوف. [10] .

150- روي المجلسي، عن كتاب عتيق للغروي عن الامام علي بن الحسين عليهماالسلام انه يقول في مناجاته:



[ صفحه 106]



يا راحم رنه العليل، و يا عالم ما تحت خفي الأنين، اجعلني من السالمين في حصنك الذي لا ترومه الأعداء، و لا يصل الي فيه مكروه الأذي، فأنت مجيب من دعا، و راحم من لاذبك و شكا، أستعطفك علي، و أطلب رحمتك لفاقتي فقد غلبت الامور قلة حيلتي و كيف لا يكون ذلك، و لم أك شيئا و كونتني، ثم بعد التكوين الي دار الدنيا أخرجتني، و بأحكامك فيها ابتليتني، سبحانك سبحانك لا أجد عذرا أعتذر فأبرأ، و لا شيئا أستعين به دونك فأعني، الهي أستعطفك علي أبدا أبدا.

الهي كيف أدعوك، و قد عصيتك، و كيف لا أدعوك و قد عرفتك، حبك في قلبي و ان كنت عاصيا، مددت يدا بالذنوب مملوءة، و عينا بالرجاء ممدودة، و دمعة بالامال موصولة، الهي أنت ملك العطايا، و أنا أسير الخطايا، و من كرم العظماء الرفق بالاسراء، و أنا أسير جرمي، مرتهن بعملي، الهي لئن طالبتني بسريرتي لأطلبن منك عفوك، الهي لئن أدخلتني النار لاحدثن أهلها أني أحبك، الهي الطاعة تسرك، و المعاصي لا تضرك، فصل علي محمد و آله، وهب لي ما يسرك، و اغفر لي ما الا يضرك.

الهي امن أهل الشقاوة خلقتني فاطيل بكائي، أم من أهل السعادة خلقتني فأنشر رجائي، الهي ألوقع مقامع الزبانية ركبت أعضائي، أم لشرب الصديد خلقت أمعائي، الهي أنا الذي لا أقطع منك رجائي، و لا أخيب منك دعائي، الهي نظرت الي عملي فوجدته ضعيفا، و حاسبت نفسي فوجدتها لا تقوي علي شكر نعمة واحدة أنعمتها علي، فكيف أطمع أن اناجيك، فارحمني اذا طاش عقلي، و حشرج صدري، و أدرجت خلوا في كفني، و ان كانت دنت وفاتي و شخوصي اليك، فاحشرني مع محمد و اله الطيبين صلوات الله عليه و عليهم أجمعين برحمتك يا أرحم



[ صفحه 107]



الراحمين. [11] .


پاورقي

[1] مصباح المتهجد: 172.

[2] أمالي الطوسي: 29:1.

[3] أمالي الصدوق: 180.

[4] أمالي الصدوق: 188.

[5] مصباح الكفعمي: 292.

[6] مصباح الكفعمي: 304.

[7] بحارالانوار: 448:100.

[8] حليد الاولياء: 134:3.

[9] المصنف: 283:10.

[10] شرح النهج: 192:11.

[11] بحارالانوار: 121:94.