بازگشت

دعاء الشكر


120- قال الكفعمي: دعاء علي بن الحسين عليهماالسلام في الشكر لله و هو من ادعية الصحيفة.

اللهم ان أحدا لا يبلغ من شكرك غاية الاحصل عليه من احسانك ما يلزمه شكرا و لا يبلغ مبلغا من طاعتك و ان اجتهد الا كان مقصرا دون استحقاقك



[ صفحه 73]



بفضلك فاشكر عبادك عاجز عن شكرك و أعبدهم مقصر عن طاعتك لا يجب لأحد أن تغفر له باستحقاقه و لا أن ترضي عنه باستيجابه فمن غفرت له فبطولك و من رضيت عنه فبفضلك تشكر يسير ما تشكر به و تثيب علي قليل ما تطاع فيه حتي كان شكر عبادك الذي أوجبت عليه ثوابهم و اعظمت عنه جزاءهم أمر ملكوا استطاعة الامتناع منه دونك فكافيتهم أولم يكن سببه بيدك فجازيتهم.

بل ملكت يا الهي أمرهم قبل أن يملكوا عبادتك و أعددت ثوابهم قبل أن يفيضوا في طاعتك و ذلك أن سنتك الافضال و عادتك الاحسان و سبيلك العفو فكل البرية معترفة بأنك غير ظالم لمن عاقبت و شاهدة بأنك متفضل علي من عافيت و كل مقر علي نفسه بالتقصير عما استوجبت فلولا ان الشيطان يخدعهم عن طاعتك ما عصاك عاص و لولا أنه صور لهم الباطل في مثال الحق ما ضل عن طريقك ضال فسبحانك ما أبين كرمك في معاملة من أطاعك أو عصاك تشكر للمطيع ما أنت توليته له و تملي للعاصي فيما تملك معاجلة فيه.

أعطيت كلات منهما ما لم يجب له و تفضلت علي كل منها بما يقصر عمله عنه، و لو كافأت المطيع علي ما أنت توليته لأوشك أن يفقد ثوابك و أن تزول عنه نعمتك ولكنك بكرمك جازيته علي المدة القصيرة الفانية بالمدة الطويلة الخالدة و علي الغاية القريبة الزايلة بالغاية المديدة الباقية، ثم لم تسمه القصاص فيما اكل من رزقك الذي يقوي به علي طاعتك و لم تحمله علي المناقشات في الالات التي تسبب باستعمالها الي مغفرتك و لو فعلت ذلك به لذهب بجميع ما كدح له و جملة ما سعي فيه جزاء للصغري ما أياديك و مننك و لبقي رهينا بين يديك بسائر نعمتك.

فمتي كان يستحق شيئا من ثوابك لا متي هذا يا الهي حال من أطاعك و سبيل من تعبد لك فاما العاصي أمرك و المواقع نهيك فلم تعاجله بنقمتك لكي يستبدل بحاله في معصيتك حال الانابة الي طاعتك، و لقد كان يستحق في أول ما هم



[ صفحه 74]



بعصيانك كلما أعددت لجميع خلقك من عقوبتك فجميع ما أخرت عنه من العذاب و ابطأت به عليه من سطوات النقمة و العقاب ترك من حقك و رضي بدون واجبك.

فمن أكرم يا الهي منك و من أشقي ممن هلك عليك لا من فتباركت، ان توصف ألا بالاحسان و كرمت أن يخاف منك الا العدل لا يخشي جورك علي من عصاك و لا يخاف اغفالك ثواب من أرضاك فصل علي محمد و آله وهب لي أملي و زدني من هداك ما أصل به الي التوفيق في عملي انك منان كريم. [1] .

121- روي المجلسي، عن دعوات الرواندي: قال الرضا عليه السلام رأي علي بن الحسين عليهماالسلام رجلا يطوف بالكعبة و هو يقول: اللهم اني أسئلك الصبر، قال: فضرب علي بن الحسين عليهماالسلام علي كتفه قال سألت البلاء قل: «اللهم اني أسألك العافية و الشكر علي العافية». [2] .


پاورقي

[1] مصباح الكفعمي: 413.

[2] بحارالانوار: 285:95.