بازگشت

دعاء ليلة الفطر و يومها


61. قال ابن طاووس: في احياء ليلة عيد الفطر كما رويناه باسنادنا الي أبي محمد هارون بن موسي التلعكبري رضي الله عنه باسناده الي غياث بن ابراهيم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهماالسلام قال كان علي بن الحسين عليهماالسلام يحيي ليلة عيد الفطر بصلوة يصبح، و يبيت ليلة الفطر في المسجد، و يقول: يا بني ماهي بدون ليلة يعني ليلة القدر [1] .



62. قال الكفعمي: يستحب في يوم الفطر و ليلته زيارة الحسين عليه السلام فاذا صليت الفجر يوم الفطر فعقب الي ان تبزغ الشمس فاذا بزغت فانهض قائما وادع تجاه القبلة بما روي، عن زين العابدين عليه السلام و هو:



[ صفحه 520]



الهي و سيدي أنت فطرتني و ابتدأت خلقي لا لحاجة منك الي بل تفضلا منك علي و قدرت لي أجلا و رزقا لا أتعداهما و لا ينقصني أحد منهما شيئا و كفيتني منك بانواع النعم و الكفاية طفلا و ناشئا من غير عمل عملته فعلمته مني فجازيتني عليه بل كان ذلك منك بطولا و امتنانا فلما بلغت بي أجل الكتاب من علمك بي ووفقتني لمعرفة وحدانيتك و الاقرار بربوبيتك، فوحدتك مخلصا لم أدع لك شريكا في ملك و لا معينا علي قدرتك و لم انسب اليك صاحبة و لا ولدا.

فلما بلغت بي تناهي الرحمة منك مننت علي بمن هديتني به من الضلالة و استنقذتني به من الهلكة و استخلصتني به من الحيرة و فككتني به من الجهالة و هو حبيبك و نبيك محمد صلي الله عليه وآله أزلف خلقك عندك و أكرمهم منزلة لديك، فشهدت معه بالوحدانية و اقررت لك بالربوبية و له بالرسالة و أوجبت له علي الطاعة فاطعته كما أمرت و صدقته فيما حتمت و خصصته بالكتاب المنزل عليه و السبع المثاني الموحات اليه و اسميته القرآن و أكنيته الفرقان العظيم.

فقلت جل اسمك: «و لقد آتيناك سبعا من المثاني و القرآن العظيم» و قلت جل قولك حين اختصصته بما سميته من الاسماء «طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقي» و قلت عز قولك «يس و القرآن الحكيم» و قلت تقدست اسماءك «ص و القرآن ذي الذكر» و قلت: عظمت آلائك و القرآن المجيد فخصصته أن جعلته قسمك حين اسمتيه و قرنت القرآن به فما في كتابك من شاهد قسم و القرآن مردف به الا و هو اسمه و ذلك شرف شرفته به و فضل بعثته اليه.

تعجز الالسن و الأفهام عن علم وصف مرادك به و تكل عن علم شأنك عليه فقلت عز جلالك في تأكيد الكتاب و قبول ما جاء به «هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق» و قلت: عزيت و جليت، ما فرطنا في الكتاب من شي ء، و قلت تباركت و تعاليت في غاية ابتدائه «الركتاب احكمت آياته و الر كتاب أنزلناه و المر تلك آيات



[ صفحه 521]



الكتاب المبين و الم ذلك الكتاب لا ريب فيه» و في أمثالها من سور الطواسين و الحواميم.

في كل ذلك بينت بالكتاب مع القسم الذي هو اسم من اختصصته لوحيك و استودعته سر غيبك و أوضح لنا منه شروط فرائضك و أبان عن واضح سنتك و أفصح لنا عن الحلال و الحرام و أنا رلنا مدلهات الظلام و جنبا ركوب الآثام و الزمنا الطاعة و وعدنا من بعدها الشفاعة فكنت ممن أطاع أمره و أجاب دعوته و استمسك بحبله.

و أقمت الصلوة و آتيت الزكوة و التزمت الصيام الذي جعلته حقا فقلت جل اسمك:«كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم» ثم انك ابنت فقلت «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن» و قلت «من شهد منكم الشهر فليصمه» و رغبت في الحج بعد اذ فرضته الي بيتك الذي حرمته فقلت جل اسمك «ولله علي الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا.

و قلت:«و أذن في الناس بالحج يأتوك رجالا و علي كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم و ليذكروا اسم الله وليكبروا الله علي ماهداهم» و أعني اللهم علي جهاد عدوك في سبيلك مع وليك كما قلت جل قولك «ان الله اشتري من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله» و قلت جلت اسماؤك «و لنبونكم حتي نعلم المجاهدين منكم و الصابرين و نبلو اخباركم.اللهم فأني ذلك السبيل حتي أقاتل فيه بنفسي و مالي طلب رضاك فاكون من الفائزين الهي أين المفر عنك فلا يسعني بعد ذلك الا حلمك و كن بي رؤفا رحيما و اقبلني و تقبل مني و اعظم لي في هذا اليوم بركة المغفرة و مثوبة الأجر و أرني صحة التصديق بما سئلت و ان أنت عمرتني الي عام مثله و يوم مثله و لم تجعله آخر العهد مني.



[ صفحه 522]



فاعني بالتوفيق علي بلوغ رضاك و اشركني يا الهي في هذا اليوم في دعاء من أحببته من المؤمنين و المؤمنات و اشركهم في دعائي اذا اجبتني في مقامي هذا بين يديك فاني رغب اليك لي و لهم و عائذ بك لي و لهم فاستجب لي يا أرحم الراحمين [2] .


پاورقي

[1] اقبال الاعمال: 274.

[2] مصباح الكفعمي: 649.