بازگشت

من سورة الدهر


120. فرات، حدثنا أبوالقاسم العلوي، قال حدثنا فرات بن ابراهيم، معنعنا، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن جده عليهم السلام قال مرض الحسن و الحسين عليهماالسلام مرضا شديدا فعادهما سيد ولد آدم محمد صلي الله عليه وآله و عادهما أبوبكر و عمر، فقال عمر لعلي يا أبا الحسن ان نذرت لله نذرا واجبا فان كل نذر لا يكون لله فليس منه وفاء فقال علي بن أبي طالب ان عافي الله ولدي مما بهما صمت لله ثلاثة ايام متواليات و قالت فاطمة، مثل مقالة علي عليه السلام و كانت لهم جارية نوبية تدعي فضة قالت ان عافا الله سيدي ما بهما صمت لله ثلاثة أيام.

فلما عافا الله الغلامين مما بهما انطلق علي عليه السلام الي جار يهودي يقال له شمعون بن حارا فقال له يا شمعون اعطني ثلاثة أصوع من شعير وجزة من صوف تغزله لك ابنة محمد فأعطاه اليهودي الشعير و الصوف فانطلق الي منزل فاطمة عليهاالسلام فقال لها يا بنت رسول الله كلي هذا و اغزلي هذا، فباتوا و اصبحوا صياما فلما أمسوا قامت الجارية الي صاع من الشعير و عجنته خبزت منه خمسة اقراص قرص لعلي و قرص لفاطمة و قرص للحسن و قرص للحسين عليهم السلام و قرص للجارية و ان عليا عليه السلام صلي مع النبي.

ثم أقبل الي منزل فاطمة ليفطر، فلما ان وضع بين أيديهم الطعام و أرادو اكله فاذا سائل قد قام بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد صلي الله عليه وآله، أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة فالقي علي و ألقي القوم من أيديهم الطعام و أنشأ علي بن أبي طالب عليه السلام هذه الابيات:



[ صفحه 428]





فاطم ذات المجد و اليقين

يا بنت خير الناس أجمعين



أما ترين البائس المسكين

قد قام بالباب له حنين



يدعو الي الله ويستكين

يشكو الينا جائعا حزين



كل امرء بكسبه رهين

و فاعل الخيرات من يدين



موعده في الخلد عليين

حرمه الله علي الضنين



و للبخيل موقف حزين

تهوي به النار الي سجين



شرابه الحميم و الغسلين

يمكث الدهر و السنين



فأنشأت فاطمة عليهماالسلام تقول:



أمرك سمع واجب و طاعة

اطيعه و لا أبالي الساعة



أرجواذا أشبعت ذا المجاعة

ان أدخل الخلد ولي شفاعة



اني سأعطيه و لا انهيه ساعة

أرجو ان اطعمت من مجاعة



أن الحق الاخيار و الجماعة

و ادخل الجنة لي شفاعة



فاعطوه طعامهم و باتوا علي صومهم لم يذوقوا الا الماء فلما أمسوا قامت الجارية الي الصاع الثاني فعجنته و خبزت منه خمسة أقراص، و ان عليا صلي مع النبي صلي الله عليه وآله ثم أقبل الي منزله ليفطر فلما وضع بين أيديهم الطعام و أرادوا أكله اذا يتيم قدقام بالباب، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمدانا يتيم من يتامي المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة قال: فألقي علي عليه السلام و ألقي القوم من بين أيديهم الطعام و انشاء علي بن أبي طالب عليه السلام يقول:



فاطم بنت سيد الكريم

بنت نبي ليس بالزنيم



قدجائنا الله بذي اليتيم

من يرحم اليوم فهو رحيم



موعده في جنة النعيم

حرمها الله علي اللئيم



من يسلم البخل يعش سليم

و صاحب البخل يقف ذميم





[ صفحه 429]



يهوي به في وسط الجحيم

شرابه الصديد و الحميم



هذا صراط الله مستقيم



فأنشأت فاطمة عليهماالسلام تقول:



اني سأعطيه ولا أبالي

و أو ثر الله علي عيالي



أمسوا جياعا و هم أشبالي

اصغر هم يقتل باغتيال



فاعطوا طعامهم و باتوا علي صومهم و لم يذوقوا الا الماء، و أصبحوا صياما فلما أمسوا قامت الجارية الي الصارع الثالث فعجنته و خبزت منه خمسة أقراص و ان عليا صلي مع النبي صلي الله عليه وآله ثم أقبل الي منزله يريد أن يفطر فلما وضع بين يديه الطعام و أرادوا أكله، فاذا أسير، كافر قد قام بالباب، فقال السلام عليكم يا أهل بيت محمد و الله ما أنصفتمونا من أنفسكم تأسرونا و تعبدونا و لا تطعمونا أطعموني فاني أسير محمد فألقي علي و ألقي القوم من بيني أيديهم الطعام فانشا علي بن أبي طالب عليه السلام و هو يقول:



فاطم يا بنت النبي أحمد

بنت نبي سيد مسدد



قد زانه الله بجيد أغيد

هذا أسير للنبي المهتدي



مكبل في قلة مقيد

يشكوا الينا الجوع قد تمدد



من يطعم اليوم يجده في غد

عند العلي الواحد الموحد



مازرع الزارع سوف يحصد

فاطمعي من غير من أنكد



حتي تجازي بالذي لا ينفد



فأنشأت فاطمة عليهماالسلام تقول:



لم يبق مما جئت غير صاع

قد ذهبت كفي مع الذراع



ابناي و الله من الجياع

أبوهما للحمد ذو اصطناع



يصطنع المعروف بابتداع





[ صفحه 430]



قال فاعطوه طعامهم و باتوا علي صومهم لم يذوقوا الا الماء فاصبحوا و قد قضي الله عليهم نذرهم و ان عليا عليه السلام أخذ بيد الغلامين و هما كالفرخين و لا ريش لهما يترججان من الجوع فانطلق بهما الي منزل النبي صلي الله عليه وآله فلما نظر رسول الله اغرورقت عيناه بالدموع و أخذ بيد الغلامين، فانطلق بهما الي منزل فاطمة عليهماالسلام فلما نظر اليها رسول الله و قد تغير لونها و اذا بطنها لا صق بظهرها انكب عليها يقبل بين عينيها و نادته باكية و اغوثاه بالله ثم بك يا محمد رسول الله من الجوع.

قال فرفع يده الي السماء و هو يقول: اللهم اشبع آل محمد، فهبط جبرئيل عليه السلام فقال يا محمد اقرأ قال و ما اقرء قال اقرء «ان الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا» الي آخر ثلاث آيات، ثم ان عليا عليه السلام مضي من فور ذلك حتي أتا ابا جبلة الانصاري، فقال له يا ابا جبلة هل عندك من قرض دنيار، قال نعم يا أيا الحسن أشهد الله و ملائكته ان شطر ما لي لك حلال من الله و من رسوله قال لا حاجة في شي ء من ذلك ان يك قرضا قبلته.

قال فرفع اليه دينارا و مر علي بن أبي طالب عليه السلام يتخرج أزقة المدينة ليبتاع بالدنيار طعاما فاذا هو بمقداد بن الاسود الكندي قاعد علي الطريق فدنا منه فسلم عليه و قال: يا مقداد.

ما لي اراك في هذا الموضع كئيبا حزينا قال أقول كما قال العبد الصالح موسي ابن عمران «رب اني لما أنزلت الي من خير فقير» قال منذكم يا مقداد قال هذا أربع فرجع علي مليا ثم قال الله اكبر الله اكبر، آل محمد منذ ثلاث و أنت يا مقداد منذ أربع أنت احق بالدينار مني، فدفع اليه الدنيار و مضي حتي دخل علي رسول الله في مسجده.

فلما انفتل رسول الله صلي الله عليه وآله ضرب بيده الي كتفه قال يا علي انهض بنا الي منزلك لعلنا نصيب به طعاما فقد بلغنا أخذك الدينار، من أبي جبلة قال فمضي و



[ صفحه 431]



علي يستحيي من رسول الله رابط علي بطنه حجرا من الجوع، حتي قرعا علي فاطمة عليهماالسلام الباب، فلما نظرت فاطمة الي رسول الله صلي الله عليه وآله و قد أثر الجوع في وجهه و لت هاربة قالت: و اسوأتاه من الله و من رسوله كان أبا الحسن ما علم ان ليس عندنا منذ ثلاث دخلت مخدعا لها فصلت ركعتين.

ثم نادت يا آل محمد هذا محمد نبيك و فاطمة بنت نبيك و علي ختن نبيك و ابن عمه و هذان الحسن و الحسين سبطا نبيك اللهم فان بني اسرائيل سألوك ان تنزل عليم مائدة من السماء فانزلتها عليهم و كفروا بها اللهم فان آل محمد لا يكفروا بها ثم التفت ملمة فاذا هي بصحفة مملوة ثريد و عراق فاحتملتها فوضعتها بين يدي رسول الله صلي الله عليه وآله فأهوي بيده الي الصحفة و الثريد و العراق فقال النبي صلي الله عليه وآله و ان من شي ء الا يسبح بحمده.

ثم قال يا علي كل من جوانب القصعة و لا تهدموا صومعتها فان فيها البركة، فاكل النبي و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و النبي صلي الله عليه وآله ياكل و ينظر الي علي متبسما و علي عليه السلام يأكل و ينظر الي فاطمة متعجبا فقال له النبي صلي الله عليه وآله كل يا علي و لا تسأل فاطمة عن شي ء الحمدلله الذي جعل مثلك و مثلها مثل مريم بنت عمران و زكريا «كلما دخل عليها زكريا المحراب و جد عندها رزقا قال يا مريم أني لك هذا قال هو من عندالله ان الله يرزق من بشاء بغير حساب» يا علي هذا بالدينار الذي اقرضته لقد أعطاك الله الليلة خمسأ و عشرين جزأ من المعروف فاما جزء و لحد فجعل لك في دنياك ان أطعمك من جنته و أربعة و عشرون جزء ادخرها لك لأخرتك [1] .



[ صفحه 432]




پاورقي

[1] تفسير فرات:196.