بازگشت

من سورة التوبة


42. علي بن ابراهيم حدثني ابي عن فضالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان، عن حكيم بن جبير، عن علي بن الحسين عليهماالسلام في قوله «و أذان من الله و رسوله» قال: الاذان أميرالمؤمنين عليه السلام و في حديث آخر قال أميرالمؤمنين كنت أنا الأذان في الناس و قوله «يوم الحج الأكبر» قال: هو يوم النحر، ثم استثني عزوجل فقال:«الا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا و لم يظاهروا عليكم أحدا فأتمو اليهم عهدهم الي مدتهم ان الله يحب المتقين فاذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم فخذوهم و احصروهم و اقعدوا لهم كل مرصد - الي قوله - غفور رحيم».

ثم قال «و ان أحد من المشركين، استجارك فأجره حتي يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه» قال أقرأ عليه و عرفه لا تتعرض له حتي يرجع الي مأمنه و أما قوله (و ان نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم و طعنوا في دينكم فقاتلوا ائمة الكفرانهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون» فانها نزلت في أصحاب الجمل و قال أميرالمؤمنين عليه السلام يوم الجمل و الله ما قاتلت هذه الفئة الناكئة الا بآية من كتاب الله عزوجل.

يقول الله:«و ان نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم و طعنوا في دينكم الي آخر الآية» فقال أميرالمؤمنين عليه السلام في خطبة الزهراء«و الله لقد عهد الي رسول الله صلي الله عليه وآله غير مرة و لا اثنتين و لا ثلاث و لا أربع، فقال يا علي! انك ستقاتل بعدي الناكثين و المارقين و القاسطين، أفاضيع ما أمرني به رسول الله أو أكفر بعد اسلامي؟ و قوله: «ام حسبتم أن تتركوا و لما يعلم الله الذين جاهدوا منكم» اي لما ير، فأقام العلم



[ صفحه 394]



مقام الرؤية لأنه قد علم قبل أن يعلموا [1] .

43. الصدوق أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن سعيد، عن فضالة بن أيوب» عن أبان بن عثمان، عن أبي الجارود، عن حكيم بن جبير، عن علي بن الحسين عليهماالسلام في قول الله عزوجل:«و اذان من الله و رسوله» قال: الأذان علي عليه السلام [2] .

44. العياشي عن أبي بكر، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله خصلتان لا أحب أن يشاركني فيهما أحد وضوئي من صلاتي و صدقتي من يدي الي يد سائل، فانها تقع يد الرحمن [3] .

45. عنه عن محمد بن مسلم، عن أحدهما قال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليه اذا أعطي السائل قبل يد السائل فقيل له: لم تعفل ذلك؟ قال: لأنه تقع في يد الله، قبل يد العبد، و قال: ليس من شي ء الاوكل به ملك الا الصدقة فانها تقع في يد الله، قال الفضل: أظنه يقبل الخبز أو الدرهم [4] .

46. روي الاربلي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام اذا تلاهذه الاية «يا ايها الذين آمنوا اتقوالله و كونوا مع الصادقين» يقول: اللهم ادفعني في أعلي درجات هذه التوبة، و أعني بعزم الارادة و هبني حسن المستعقب من نفسي و خذني منها حتي تجرد خواطر الدنيا عن قلبي، من برد خشيتي منك و ارزقني قلبا و لسانا يتجاريان في ذم الدنيا و حسن التجا في منها حتي لا أقول الا صدقت و أرني مصاديق اجابتك بحسن توفيقك حتي اكون في كل حال حيث أردت:



[ صفحه 395]



فقد قرعت بي باب فضلك فاقة

بحد سنان نال قلبي فتوقها



حتي متي أصف محن الدنيا و مقام الصديقين و انتحل عزما من أرادة مقيم بمدرجة الخطايا، اشتكي ذل ملكة الدنيا و سوء أحكامها علي، فقد رأيت و سمعت، لو كنت اسمع في أداة فهم أو أنظر بنور يقظة



و كلا ألا في نكبة و فجيعة

و كاس مرادات دعانا أذوقها



حتي متي اتعلل بالاماني و اسكن الي الغرور و أعيد نفسي للدنيا علي غضاضة سوء الاعتداء من ملكاتها و أنا أعرض لنكبات الدهر علي أتربص اشتمال البقاء و قوارع الموت، تختلف حكمي في نفسي و يعتدل حكم الدنيا.



و هن المنايا أي واد سلكته

عليها طريقي أو علي طريقها



حتي متي تعدني الدنيا، فتخلف و ائتمنها فتخون، لا تحدث جدة الا بخلوق جدة و لا تجمع شملا الا بتفريق شمل حتي كأنها غيري محجبة ضنا تغار علي الالفة و تحسد أهل النعم.



فقد آذنتني بانقطاع و فرقة

و أومض لي من كل افق بروقها



من أقطع عذرا من مغذسير، أيسكن الي معرس غفلة بادواء نبوة الدنيا و مرارة العيش و طيب نسيم الغرور، قد أمرت تلك الحلاوة علي القرون الخالية و حال دون ذلك النسيم هبوات و حسرات، و كانت حركات فسكتت و ذهب كل عالم بما فيه، فما عشية الا تزيد مرارة و لا ضيقة الا و يزداد ضيقها، فكيف يرقأد مع لبيب أو يهدأ طرف متوسم علي سوء أحكام الدنيا و ما تفجأ به أهلها من تصرف الحالات و سكون الحركات و كيف يسكن اليها من يعرفها و هي تفجع الآباء بالأبناء و تلهي الابناء عن الآباء، تعدمهم أشجان قلوبهم و تسلبهم قرة عيونهم.



و ترمي قساوات القلوب بأسهم

و جمر فراق لا يبوخ حريقها



ما عسيت أن أصف من محن الدنيا و أبلغ من كشف الغطاء عما و كل به دور



[ صفحه 396]



الفلك من علوم الغيوب، و لست أذكر منها الا قليلا أفتنه أو مغيب ضريح تجافت عنه، فاعتبر أيها السامع بهلكات الأمم و زوال النعم و فضاعة ما تسمع و تري من سوء آثارها في الديار الخالية و الرسوم الفانية و الربوع الصموت.



و كم علام أفنت فلم تبك شجوه

و لابد أن تفني سريعا لحوقها



فانظر بعين قلبك الي مصارع أهل البذخ و تأمل معاقل الملوك و مصانع الجبارين و كيف عركتهم الدنيا بكلا كل الفناء و جاهر تم بالمنكرات و سحبت عليهم أذ يال البوار، و طحنتهم طحن الرحا للحب و استودعتهم موج الرياح، تسحب عليهم أذيالها فوق مصارعهم في فلوات



فتلك مغانيهم و هذي قبورهم

توارثها أعصارها و حريقها



أيها المجتهد في آثار من مضي من قبلك من الأمم السالفة توقف و تفهم و انظر أي عزملك او نعيم أنس أو بشاشة ألف الا نقصت أهله قرة أعينهم و فرقتهم أيدي المنون و ألحقتهم بتجافيف التراب، فاضحوا في فجوات قبور هم يتقلبون و في بطون الهلكات عظاما و رفاتا و صلصالا في الأرض هامدون.



و آيت لا تبقي الليلالي بشاشة

و لا جدة الا سريعا خلوقها



في مطالع أهل البرزخ و خمود تلك الرقدة و طول تلك الاقامة طفيت مصابيح النظر و اضمحلت غوامض الفكر، و ذم الغفول أهل العقول، و كم بقيت متلذذا في طوامس هوامد تلك الغرفات فنوهت بأسماء الملوك و هتفت بالجبارين و دعوت الأطباء و الحكماء، و ناديت معادن الرسالة و الأنبياء أتململ تململ السليم و أبكي بكاء الحزين و أنادي ولات حين مناص.



سوي أنهم كانو فبانوا و انني

علي جدد قصد سريعا لحوقها



تذكرت مراتب الفهم و غضاضة فطن العقول بتذكر قلب جريح فصدعت الدنيا عما التذبنوا ظرفكرها من سوء الغفلة، و من عجب كيف يسكن اليها من



[ صفحه 397]



يعرفها و قد استذهلت عقله بسكونها و تزين المعاذير و خسأت أبصارهم عن عيب التدبير و كلما تري الآيات و نشرها من طي الدهر من القرون الخالية الماضية و حالهم و ما بهم و كيف كانوا و ما الدنيا و غرور الأيام.



و هل هي الا لوعة من ورائها

جوي قاتل أو حتف نفس يسوقها



قد أغرق في ذم الدنيا الادلاء علي طرق النجاة من كل عالم، فبكت العيون شجن القلوب فيها دما، ثم درست تلك المعالم، فتنكرت الآثار و جعلت في برهة من محن الدنيا و تفرقت ورقة الحكمة و بقيت فردا كقرن الأعضب وحيدا أقول فلا أجد مشتكي:



و ان أبكهم أحرض و كيف تجلدي

و في القلب مني لوعة لا أطيقها



حتي متي أتذكر حلاوة مذاقة الدنيا و عذوبة مشارب أيامها و أقتفي آثار المريدين و أتنسم أرواح الماضين مع سبقهم الي الغل و الفساد و تخلفي عنهم في فضالة طرق الدنيا، منقطعا من الأخلاء، فزادني جليل الخطب لفقدهم جوي و خانني الصبر حتي كأني أول ممتحن اتذكر معارف الدنيا و فراق الاحبة:



فلو رجعت تلك الليالي كعهدها

رأت أهلها في صورة لا تروقها



فمن أخص بمعاتتبي و من أرشد بندبتي و من أبكي و من أدع، أشجوا بهلكة الأموات، أم بسوء خلف الأحياء و كل يبعث حزني و يستأثر بعبراتي و من يسعدني فأبكي و قد سلبت القلوب لبها و رقا الدمع و حق للداء أن يذوب علي طول مجانبة الأطباء و كيف بهم و قد خالفوا الأمرين و سبقهم زمان الهادين و وكلوا الي أنفسهم يتنسكون في الضلالات في دياجير الظلمات



حياري و ليل القوم داج نجومه

طوامس لا تجري بطي خفوقها [5] .





[ صفحه 398]



67. فرات قال حدثني أحمد بن عيسي بن هرون معنعنا، عن حكيم بن جبير، قال: سمعت علي بن الحسين عليهماالسلام قال ان لعلي عليه السلام في القرآن اسما لا يعرفونه ألم تسمع الي قوله «و أذان من الله و رسوله الي الناس» [6] .

68. عنه قال حدثني جعفر بن محمد بن سعيد، معنعنا عن علي بن الحسين عليهماالسلام أن رسول الله صلي الله عليه وآله قال لأنس: يا أنس انطلق فادع لي سيد العرب يعني علي بن أبي طالب عليه السلام فقالت عايشة: ألست سيد العرب، قال أنا سيد ولد آدم و لا فخر و علي سيد العرب، فلما جاء علي بعث رسول الله صلي الله عليه وآله الي الانصار فلما صاروا اليه قال لهم معشر الأنصار الا أدلكم علي ما ان تمسكتم به لن تضلو بعدي.

هذا علي بن أبي طالب فاحبوه كحبي و أكرموه كاكرامي، و ألزموه كالزامي، فمن أحبه، فقد أحبني، و من أحبني فقد أحب الله، و من أحب الله أباحه جنته، و أذاقه بردعفوه و من أبغضه فقد أبغضني و من أبغضني فقد أبغض الله، و من أبغض الله أكبه الله علي وجهه في النار و اذاقه اليم عذابه، فتمسكوا بولايته و لا تتخذوا عدوه من دونه وليجة فيغضب عليكم الجبار [7] .

69. عنه قال: حدثني أحمد بن عيسي بن هارون معنعنا، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال ان لعلي عليه السلام في القرآن اسما لا يعرفونه قال قلت أي اسم، قال:«و أذان من الله و رسوله الي الناس يوم الحج الاكبر» قال أذان من الله [8] .

70. الحافظ الحسكاني أخبرنا أبو عبدالرحمان، محمد بن أحمد القاضي بقراءتي عليه في داري من أصله، أخبرنا أبوالحسن محمد بن جعفر بن النجار بالكوفة، أخبرنا أبوالعباس اسحاق بن محمد بن مروان بن زياد القطان، عن أبي



[ صفحه 399]



اسحاق بن يزيد عن حكيم بن جبير، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: ان لعلي عليه السلام أسماء في كتاب الله لا يعلمه الناس قلت: و ما هو؟ قال:«و أذان من الله و رسوله» علي و الله الأذان يوم الحج الأكبر.

رواه عن حكيم قيس بن الربيع، و حسين الأشقر، و أبو جارود و رواه ابن أبي ذيب، عن الزهري، عن زين العابدين عليه السلام مثله و الأخبار متنظاهرة بأن هذا المبلغ هو علي عليه السلام [9] .


پاورقي

[1] تفسير القمي: 282:1.

[2] معاني الاخبار:297.

[3] تفسير العياشي:108:2.

[4] تفسير العياشي: 108:2.

[5] كشف الغمة: 94:2.

[6] تفسير فرات:52.

[7] تفسير الفرات:52.

[8] كذا في تفسير الفرات:54.

[9] شواهد التنزيل:231:1.