بازگشت

الفرزدق


10. الكشي حدثني محمد بن مسعود قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثني أبوالفضل محمد بن أحمد بن مجاهد، قال: حدثنا العلا بن محمد بن زكريا بالبصرة قال: حدثنا عبيدالله بن محمد بن عائشة، قال: حدثني أبي أن هشام بن عبدالملك حج في خلافة عبدالملك و الوليد فطاف بالبيت فأراد ان يستلم الحجر فلم يقدر عليه من الزحام فنصب له منبر فجلس عليه و اطاف به أهل الشام.

فبينا هو كذلك اذا قبل علي بن الحسين عليهماالسلام و عليه ازار و رداء من احسن الناس وجها و أطيبهم رائحة بين عينيه سجادة كانها ركبة عنز فجعل يطوف بالبيت فاذا بلغ موضع الحجر تنحي الناس عنه حتي يستلمه هيبة له و اجلا لا فغاض ذلك هشاما فقال رجل من أهل الشام لهشام: من هذا الذي قد هابته الناس هذه الهيبة و أفرجوا له عن الحجر؟ فقال هشام: لا اعرفه لئلا يرغب فيه أهل الشام فقال الفرزدق و كان حاضرا لكني أعرفه فقال الشامي: من هذا يا أبا فراس؟ فقال:



هذا الذي تعرف البطحاء و طائة

و البيت يعرفه و الحل و الحرم



هذا ابن خير عبادالله كلهم

هذا التقي النقي الطاهر العلم



هذا علي رسول الله والده

أمست بنور هداه يهتدي الظلم





[ صفحه 342]



اذا رأته قريش قال قائلها

الي مكارم هذا ينتهي الكرم



ينمي الي ذووة الذي قصرت

عن نيلها عرب الاسلام و العجم



يكاد يمسكه عرفان راحته

ركن الحطيم اذا ما جاء يستلم



يغضي حياءا و يغضي من مهابته

فما يكلم الا حين يبتسم



ينشق نور الدجي عن نور غرته

كالشمس ينجاب عن اشراقه الظلم



بكفه خيزران ريحها عبق

من كف أروع في عرنينه شمم



مشتقة من رسول الله نبعته

طابت عناصره و الخيم و الشيم



ينجاب نور الهدي عن نور غرته

كالشمس ينجاب عن اشراقها الظلم



حمال أثقال أقوام اذا مدحوا

حلوالشمائل تحلو عنده النعم



هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله

بجده انبياء الله قد ختموا



الله فضله قدما و شرفه

جري بذاك له في لوحه القلم



من جده دان فضل الانبياء له

و فضل امته دانت له الامم



عم البرية بالاحسان و انقشعت

عنها العماية و الاملاق و العدم



كلتا يديه غياث عم نفعهما

يستوكفان و لا يعزوهما عدم



سهل الخليقة لا تخشي بوادره

تزينه الخصلتان الخلق و الكرم



لا يخلف الوعد ميمون نقيبته

رحب الفناء أريب حين يعترم



من معشر حبهم دين و بغضهم

كفر و قربهم منجي و معتصم



يستدفع السوء و البلوي بحبهم

و يسترب به الاحسان و النعم



مقدم بعد ذكر الله ذكرهم

في كل يوم و مختوم به الكلم



ان عد أهل التقي كانوا أئمتهم

أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم



لا يستطيع جواد بعد غايتهم

و لا يدانيهم قوم و ان كرموا



هم الغيوث اذا ما أزمة أزمت

و الاسد أسد الشري و الناس محتدم





[ صفحه 343]



يأبي لهم أن يحل الذم ساحتهم

خيم كريم و أيد بالندي هضم



لا ينقص العسر قسطا من اكفهم

سيان ذلك ان اثروا و ان عدموا



أي الخلائق ليست في رقابهم

لأولية هذا أوله نعم



من يعرف الله يعرف اولية ذا

فالدين من بيت هذا ناله الأمم



قال: فغضب هشام و أمر بحبس الفرزدق فحبس بعسفان بين مكة و المدينة فبلغ ذلك علي بن الحسين عليهماالسلام فبعث اليه بأثني عشر ألف درهم و قال: اعذرنا يا أبا فراس فلو كان عندنا اكثر من هذا لوصلناك به فردها و قال: يا بن رسول الله ما قلت الذي قلت الا غضبا لله و لرسوله و ما كنت لأزررأ عليه شيئا فردها عليه و قال: بحقي عليك لما قبلتها فقد رأي الله مكانك و علم نيتك فقبلها فجعل الفرزدق يهجو هشاما و هو في الحبس فكان مما هجابه قوله:



أيحسبني بين المدينة و التي

اليها قلوب الناس يهوي منيبها



يقلب رأسا لم يكن رأس سيد

و عينا له حولا باد عيوبها



فبعث اليه فأخرجه [1] .




پاورقي

[1] رجال الكشي: 118.