بازگشت

عند الاسطوانة السابعة في مسجد الكوفه


عن ابي حمزه الثمالي قال: بينا انا قاعد يوما في المسجد عند الاسطوانه السابعه اذا برجل مما يلي ابواب كنده قد دخل، فنظرت الي احسن الناس وجها و اطيبهم ريحا، و انظفهم ثوبا، معمم بلا طيلسان و لا ازار، عليه قميص و دراعه و عمامه، و في رجليه نعلان عربيان، فخلع نعليه، ثم قام عند السابعه و رفع مسبحتيه حتي بلغتا شحمتي اذنيه، ثم ارسلهما بالتكبير، فلم يبق في بدني شعره الا قامت، ثم صلي اربع ركعات احسن ركوعهن و سجودهن، و قال:

الهي ان كنت قد عصيتك فقد اطعتك في احب الاشياء اليك الايمان بك، منا منك به علي لا منا مني به عليك، لم اتخذ لك ولدا و لم ادع لك شريكا.

و قد عصيتك علي غير وجه المكابره و لا الخروج عن عبوديتك



[ صفحه 538]



و لا الجحود لربوبيتك و لكن اتبعت هواي، و ازلني الشيطان بعد الحجه علي و البيان

فان تعذبني فبذنوبي غير ظالم، و ان تعف عني فبجودك و كرمك يا كريم

ثم خر ساجدا يقولها حتي انقطع نفسه.

و قال ايضا في سجوده:

يا من يقدر علي قضاء حوائج السائلين، يا من يعلم ضمير الصامتين، يا من لا يحتاج الي تفسير، يا من يعلم خائنه الاعين و ما تخفي الصدور، يا من انزل العذاب علي قوم يونس و هو يريد ان يعذبهم فدعوه و تضرعوا اليه، فكشف عنهم العذاب، و متعهم الي حين.

قد تري مكاني، و تسمع كلامي، و تعلم حاجتي، فاكفني ما اهمني من امر ديني و دنياي و آخرتي، يا سيدي يا سيدي (سبعين مره).

ثم رفع راسه فتاملته، فاذا هو مولاي زين العابدين علي بن الحسين عليهماالسلام، فانكببت علي يديه اقبلهما، فنزع يده مني، و اوما الي بالسكوت، فقلت: يا مولاي انا من عرفته في ولائكم، فما الذي اقدمكم الي هنا؟ قال: هو ما رايت.