في المناجاة «المعروفه بالندبه»
عن الزهري، قال: سمعت مولانا زين العابدين عليه السلام يحاسب نفسه، و يناجي ربه: و هو يقول:
يا نفس حتام الي الحياه سكونك، و الي الدنيا و عمارتها ركونك، اما اعتبرت بمن مضي من اسلافك، و من وارته الارض من الافك و من فجعت به من اخوانك، و نقلت الي دار البلي من اقرانك:
فهم في بطون الارض بعد ظهورها
محاسنهم فيها بوال دواثر
خلت دورهم منهم و اقوت عراصهم
و ساقتهم نحو المنايا المقادر
و خلوا عن الدنيا و ما جمعوا لها
و ضمتهم تحت التراب الحفائر
كم اخترمت ايدي المنون من قرون بعد قرون، و كم غيرت الارض ببلاها، و غيبت في ثراها ممن عاشرت من صنوف الناس، و شيعتهم الي الارماس:
و انت علي الدنيا مكب منافر
لخطابها فيها حريص مكاثر
علي خطر تمسي و تصبح لاهيا
اتدري بماذا لو عقلت تخاطر
و ان امرء يسعي لدنياه جاهدا
و يذهل عن اخراه لا شك خاسر
فحتام علي الدنيا اقبالك، و بشهوتها اشتغالك، و قد و خطك القتير و وافاك النذير، و انت عما يراد بك ساه و بلذه يومك لاه
و في ذكر هول الموت و القبر و البلي
عن اللهو و اللذات للمرء زاجر
[ صفحه 501]
ابعد اقتراب الاربعين تربص
و شيب القذال منذ ذلك ذاعر
كانك معني بما هو ضائر
لنفسك عمدا او عن الرشد جائر
انظري الي الامم الماضيه و القرون الفانيه، و الملوك العاتيه كيف انتسفتهم الايام، فافناهم الحمام فامتحت من الدنيا آثارهم، و بقيت فيها اخبارهم:
و اضحوا رميما في التراب و اقفرت
مجالس منهم عظلت و مقاصر
و حلوا بدار لا تزاور بينهم
و اني لسكان القبور التزاور
فما ان تري الا جثي قد ثووابها
مسنمه تسفي عليها الاعاصر
كم عاينت من ذي عز و سلطان، و جنود و اعوان، تمكن من دنياه و نال منها مناه، فبني الحصون و الدساكر و جمع الاعلاق و الذخائر:
فما صرفت كف المنيه اذ اتت
مبادره تهوي اليه الذخائر
و لا دفعت عنه الحصون التي بني
و حفت بها انهارها و الدساكر
و لا قارعت عنه المنيه خيله
و لا طمعت في الذب عنه العساكر
اتاه من امر الله ما لا يرد، و نزل به من قضائه ما لا يصد، فتعالي الملك الجبار، المتكبر القهار، قاصم الجبارين، و مبير المتكبرين:
مليك عزيز لا يرد قضاوه
عليم حكيم نافذ الامر قاهر
عنا كل ذي عز لعزه وجهه
فكل عزيز للمهيمن صاغر
[ صفحه 502]
لقد خشعت و استسلمت و تضاءلت
لعزه ذي العرش الملوك الجبابر
فالبدار البدار و الحذار الحذار من الدنيا و مكائدها، و ما نصبت لك من مصائدها، و تجلي لك من زينتها، و استشرف لك من فتنها:
و في دون ما عاينت من فجعاتها
الي رفضها داع و بالزهد آمر
فجد و لا تغفل فعيشك زائل
و انت الي دار المنيه صائر
و لا تطلب الدنيا فان طلابها
و ان نلت منها غبه لك ضائر
فهل يحرص عليها لبيب؟ او يسر بلذتها اريب؟ و هو علي ثقه من فنائها، و غير طامع في بقائها، ام كيف تنام عين من يخشي البيات؟ او تسكن نفس من يتوقع الممات:
الا لا و لكنا نغر نفوسنا
و تشغلنا اللذات عما نحاذر
و كيف يلذ العيش من هو موقن
بموقف عدل حين تبلي السرائر
كانا نري ان لا نشور و اننا
سدي ما لنا بعد الفناء مصائر
و ما عسي ان ينال طالب الدنيا من لذتها، و يتمتع به من بهجتها، مع فنون مصائبها، و اصناف عجائبها، و كثره تعبه في طلابها، و تكادحه في اكتسابها، و تكابده من اسقامها و اوصابها.
و ما اربتي في كل يوم و ليله
يروح علينا صرفها و يباكر
[ صفحه 503]
تعاوره آفاتها و همومها
و كم ما عسي يبقي لها المتعاور
فلا هو مغبوط بدنياه آمن
و لا هو عن تطلابها النفس قاصر
كم غرت من مخلد اليها، و صرعت من مكب عليها، فلم تنعشه من صرعته، و لم تقله من عثرته، و لم تداوه من سقمه، و لم تشفه من المه:
بلي اوردته بعد عز و منعه
موارد سوء ما لهن مصادر
فلما راي ان لا نجاه و انه
هو الموت لا ينجيه منه الموازر
تندم لو يغنيه طول ندامه
عليه و ابكته الذنوب الكبائر
بكي علي ما اسلف من خطاياه، و تحسر علي ما خلف من دنياه، حيث لا ينفعه الاستعبار، و لا ينتجيه الاعتذار، من هول المنيه، و نزول البليه:
احاطت به آفاته و همومه
و ابلس لما اعجزته المعاذر
فليس له من كربه الموت فارج
و ليس له مما يحاذر ناصر
و قد جشات خوف المنيه نفسه
ترددها دون اللهاه الحناجر
هنالك خف عنه عواده، و اسلمه اهله و اولاده، و ارتفعت الرنه و العويل، و يئسوا من برء العليل، غمضوا بايديهم عينيه، و مدوا عند خروج نفسه يديه و رجليه:
فكم موجع يبكي عليه تفجعا
و مستنجد صبرا و ما هو صابر
[ صفحه 504]
و مسترجع داع له الله مخلصا
يعدد منه خير ما هو ذاكر
و كم شامت مستبشر بوفاته
و عما قليل كالذي صار صائر
شقت جيوبها نساوه، و لطمت خدودها اماوه، و اعول لفقده جيرانه و توجع لرزيته اخوانه، ثم اقبلوا علي جهازه، و تشمروا لا برازه:
فظل احب القوم كان لقربه
يحث علي تجهيزه و يبادر
و شمر من قد احضروه لغسله
و وجه لما فاظ للقبر حافر
و كفن في ثوبين فاجتمعت له
مشيعه اخوانه و العشائر
فلو رايت الاصغر من اولاده، و قد غلب الحزن علي فواده، فغشي من الجزع عليه، و قد خضبت الدموع خديه، ثم افاق و هو يندب اباه، و يقول بشجو: و اويلاه:
لا بصرت من قبح المنيه منظرا
يهال لمرآه و يرتاع ناظر
اكابر اولاد يهيج اكتئابهم
اذا ما تناساه البنون الاصاغر
ورنه نسوان عليه جوازع
مدامعها فوق الخدود غزائر
ثم اخرج من سعه قصره الي ضيق قبره، فحثوا بايديهم التراب، و اكثروا التلدد و الانتحاب، و وقفوا ساعه عليه، و قد يئسوا من النظر اليه:
فولوا عليه معولين و كلهم
لمثل الذي لا قي اخوه محاذر
كشاء رتاع آمنات بدا لها
بمديه باد للذراعين حاسر
[ صفحه 505]
فراعت و لم ترتع قليلا و اجفلت
فلما انتحي منها الذي هو جازر
عادت الي مرعاها، و نسيت ما في اختها دهاها افبافعال البهائم اقتدينا و علي عادتها جرينا، عد الي ذكر المنقول الي الثري و المدفوع الي هول ما تري:
هوي مصرعا في لحده و توزعت
مواريثه ارحامه و الاواصر
و انحوا علي امواله يخضمونها
فما حامد منهم عليها و شاكر
فيا عامر الدنيا و يا ساعيا لها
و يا آمنا من ان تدور الدوائر
كيف امنت هذه الحاله، و انت صائر اليها لا محاله؟! ام كيف تتهنا بحياتك و هي مطيتك الي مماتك؟! ام كيف تسيغ طعامك و انت منتظر حمامك؟!
و لم تتزود للرحيل و قد دنا
و انت علي حال و شيكا مسافر
فياويح نفسي كم اسوف توبتي
و عمري فان و الردي لي ناظر
و كل الذي اسلفت في الصحف مثبت
يجازي عليه عادل الحكم قاهر
فكم ترقع بدينك دنياك، و تركب في ذلك هواك، اني لاراك ضعيف اليقين، يا راقع الدنيا بالدين افبهذا امرك الرحمن؟ ام علي هذا دلك القرآن؟
تخرب ما يبقي و تعمر فانيا
و لا ذاك موفور و لا ذاك عامر
[ صفحه 506]
و هل لك ان وافاك حتفك بغته
و لم تكتسب خيرا لدي الله عاذر
اترضي بان تفني الحياه و تنقضي
و دينك منقوص و مالك وافر
فبك الهنا نستجير، يا عليم يا خبير، من نومل لفكاك رقابنا غيرك؟ و من نرجو لغفران ذنوبنا سواك؟ و انت المتفضل المنان القائم الديان، العائد علينا بالاحسان بعد الاساءه منا و العصيان، يا ذا العزه و السلطان، و القوه و البرهان، اجرنا من عذابك الاليم، و اجعلنا من سكان دار النعيم، برحمتك يا ارحم الراحمين.
و في روايه اخري:
يا نفس حتام الي الدنيا سكونك، و الي عمارتها ركونك، اما اعتبرت بمن مضي من اسلافك، و من وارته الارض من الافك؟ و من فجعت به من اخوانك، و نقل الي الثري من اقرانك؟
فهم في بطون الارض بعد ظهورها
محاسنهم فيها بوال دواثر
خلت دورهم، منهم و اقوت عراصهم
و ساقتهم نحو المنايا المقادر
[ صفحه 507]
و خلوا عن الدنيا و ما جمعوا لها
و ضمتهم تحت التراب الحفائر
كم خرمت ايدي المنون، من قرون بعد قرون! و كم غيرت الارض ببلائها، و غيبت في ترابها ممن عاشرت من صنوف و شيعتهم الي الارماس، ثم رجعت عنهم الي عمل اهل الافلاس!:
و انت علي الدنيا مكب منافس
لخطابها فيها حريص مكاثر
علي خطر تمسي و تصبح لاهيا
اتدري بماذا لو عقلت تخاطر؟
و ان امرء يسعي لدنياه دائبا
و يذهل عن اخراه لا شك خاسر
فحتام علي الدنيا اقبالك، و بشهواتها اشتغالك؟ و قد و خطك القتير و اتاك النذير، و انت عما يراد بك ساه، و بلذه يومك و غدك لاه، و قد رايت انقلاب اهل الشهوات، و عاينت ما حل بهم من المصيبات:
و في ذكر هول الموت و القبر و البلي
عن اللهو و اللذات للمرء زاجر
ابعد اقتراب الاربعين تربص
و شيب قذال منذر للكابر؟!
كانك معني بما هو ضائر
لنفسك عمدا عن الرشد حائر
انظر الي الامم الماضيه، و الملوك الفانيه، كيف اختطفتهم عقبان الايام، و وافاهم الحمام فانمحت من الدنيا آثارهم،
[ صفحه 508]
و بقيت فيها اخبارهم، و اضحوا رمما في التراب الي يوم الحشر و الماب!:
امسوا رميما في التراب و عطلت
مجالسهم منهم و اخلت مقاصر
و حلوا بدار لا تزاور بينهم
و اني لسكان القبور التزاور؟!
فما ان تري الا قبورا ثووابها
مسطحه تسفي عليها الاعاصر
كم من ذي منعه و سلطان، و جنود و اعوان، تمكن من دنياه، و نال ما تمناه، و بني فيها القصور و الدساكر، و جمع فيها الاموال و الذخائر، و ملح السراري و الحرائر!:
فما صرفت كف المنيه اذ اتت
مبادره تهوي اليه الذخائر
و لا دفعت عنه الحصون التي بني
و حفت بها انهاره و الدساكر
و لا قارعت عنه المنيه خيله
و لا طمعت في الذب عنه العساكر
اتاه من الله ما لا يرد، و نزل به من قضائه ما لا يصد، فتعالي الله الملك الجبار المتكبر العزيز القهار، قاصم الجبارين، و مبيد المتكبرين، الذي ذل لعزه كل سلطان، و آباد بقوته كل ديان:
مليك عزيز لا يرد قضاوه
حكيم عليم نافذ الامر قاهر
عنا كل ذي عز لعزه وجهه
فكم من عزيز للمهيمن صاغر
لقد خضعت و استسلمت و تضاءلت
لعزه ذي العرش الملوك الجبابر
[ صفحه 509]
فالبدار البدار، و الحذار الحذار، من الدنيا و مكائدها، و ما نصبت لك من مصائدها، و تحلت لك من زينتها، و اظهرت لك من بهجتها، و ابرزت لك من شهواتها، و اخفت عنك من قواتلها و هلكاتها!
و في دون ما عاينت من فجعاتها
الي دفعها داع و بالزهد آمر
فجد و لا تغفل و كن متيقظا
فعما قليل يترك الدار عامر
فشمر و لا تفتر فعمرك زائل
و انت الي دار الاقامه صائر
و لا تطلب الدنيا فان نعيمها
و ان نلت منها غبه لك ضائر
فهل يحرص عليها لبيب؟ او يسر بها اريب؟ و هو علي ثقه من فنائها، و غير طامع في بقائها. ام كيف تنام عينا من يخشي البيات،
و تسكن نفس من توقع
في جميع اموره الممات؟!
الا لا ولكنا نغر نفوسنا
و تشغلنا اللذات عما نحاذر
و كيف يلذ العيش من هو موقف
بموقف عدل يوم تبلي السرائر
كانا نري ان لا نشور و اننا
سدي مالنا بعد الممات مصادر!
و ما عسي ان ينال صاحب الدنيا من لذتها، و يتمتع به من بهجتها؟! مع صنوف عجائبها و قوارع فجائعها، و كثره عذابه في مصابها و طلبها، و ما يكابد من اسقامها و اوصابها و آلامها؟!:
اما قد نري في كل يوم و ليله
يروح علينا صرفها و يباكر
تعاورنا آفاتها و همومها
و كم قد نري يبقي لها المتعاور
فلا هو مغبوط بدنياه آمن
و لا هو عن تطلابها النفس قاصر
[ صفحه 510]
كم قد غرت الدنيا من مخلد اليها، و صرعت من مكب عليها، فلم تنعشه من عثرته، و لم تنقذه من صرعته، و لم تشفه من المه، و لم تبره من سقمه، و لم تخلصه من وصمه!:
بل اوردته بعد عز و منعه
موارد سوء مالهن مصادر
فلما راي ان لا نجاه و انه
هو الموت لا ينجيه منه التحاذر
تندم اذ لم تغن عنه ندامه
عليه و ابكته الذنوب الكبائر
اذ بكي علي ما سلف من خطاياه، و تحسر علي ما خلف من دنياه، و استغفر حين لا ينفعه الاستغفار و لا ينجيه الاعتذار، عند هول المنيه، و نزول البليه:
احاطت به احزانه و همومه
و ابلس لما اعجزته المقادر
فليس له من كربه الموت فارج
و ليس له مما يحاذر ناصر
و قد جشات خوف المنيه نفسه
ترددها منه اللها و الحناجر
هنالك خف عواده، و اسلمه اهله و اولاده، و ارتفعت البريه بالعويل، و قد آيسوا من العليل، فغمضوا بايديهم عينيه، و مدوا عند خروج روحه رجليه، و تخلي عنه الصديق، و الصاحب الشفيق:
فكم موجع يبكي عليه مفجع
و مستنجد صبرا و ما هو صابر
و مسترجع داع له الله مخلصا
يعدد منه كل ما هو ذاكر
و كم شامت مستبشر بوفاته
و عما قليل للذي صار صائر
فشقت جيوبها نساوه، و لطمت خدودها اماوه، و اعول لفقده
[ صفحه 511]
جيرانه، و توجع لرزيته اخوانه، ثم اقبلوا علي جهازه، و شمروا لابرازه، كانه لم يكن بينهم العزيز المفدي، و لا الحبيب المبدي:
و حل احب القوم كان بقر به
يحث علي تجهيزه و يبادر
و شمر من قد احضروه لغسله
و وجه لما فاض للقبر حافر
و كفن في ثوبين و اجتمعت له
مشيعه اخوانه و العشائر
فلو رايت الاصغر من اولاده، و قد غلب الحزن علي فواده، و يخشي من الجزع عليه، و خضبت الدموع عينيه، و هو يندب اباه، و يقول: يا ويلاه و احرباه:
لعاينت من قبح المنيه منظرا
يهال لمراه و يرتاع ناظر
اكابر اولاد يهيج اكتئابهم
اذا ما تناساه البنون الاصاغر
و ربه نسوان عليه جوازع
مدامعهن فوق الخدود غوازر
ثم اخرج من سعه قصره، الي ضيق قبره، فلما استقر في اللحد و هيي ء عليه اللبن، احتوشته اعماله، و احاطت به خطاياه، و ضاق ذرعا بما راه، ثم حثوا بايديهم عليه التراب، و اكثروا البكاء عليه و الانتحاب، ثم وقفوا ساعه عليه، و آيسوا من النظر اليه، و تركوه رهنا بما كسب و طلب:
فولوا عليه معولين و كلهم
لمثل الذي لاقي اخوه محاذر
[ صفحه 512]
كشاء رتاع آمنات بدا لها
بمديته بادي الذراعين حاسر
فريعت و لم ترتع قليلا و اجفلت
فلما ناي عنها الذي هو جازر
عادت الي مرعاها، و نسيت ما في اختها دهاها، و افبافعال الانعام اقتدينا، ام علي عادتها جرينا؟! عد الي ذكر المنقول الي دار البلي، و اعتبر بموضعه تحت الثري، المدفوع الي هول ما تري:
ثوي مفردا في لحده و توزعت
مواريثه اولاده و الا صاهر
و احنوا علي امواله يقسمونها
فلا حامد منهم عليها و شاكر
فيا عامر الدنيا و يا ساعيا لها
و يا آمنا من ان تدور الدوائر
كيف امنت هذه الحاله، و انت صائر اليها لا محاله؟! ام كيف ضيعت حياتك، و هي مطيتك الي مماتك؟! ام كيف تشبع من طعامك، و انت منتظر حمامك؟! ام كيف تهنا بالشهوات، و هي مطيه الافات؟!:
و لم تتزود للرحيل و قد دنا
و انت علي حال و شيك مسافر
فيالهف نفسي كم اسوف توبتي
و عمري فان و الردي لي ناظر
و كل الذي اسلفت في الصحف مثبت
يجازي عليه عادل الحكم قاهر
فكم ترقع باخرتك دنياك، و تركب غيك و هواك؟! اراك ضعيف اليقين، يا موثر الدنيا علي الدين، ابهذا امرك الرحمن؟! ام
[ صفحه 513]
علي هذا نزل القرآن؟! اما تذكر ما امامك من شده الحساب، و شر الماب؟! اما تذكر حال من جمع و ثمر، و رفع البناء و زخرف و عمر؟! اما صار جمعهم بورا، و مساكنهم قبورا؟!
تخرب ما يبقي و تعمر فانيا
فلا ذاك موفور و لا ذاك عامر
و هل لك ان وافاك حتفك بغته
و لم تكتسب خيرا لدي الله عاذر
اترضي بان تفني الحياه و تنقضي
و دينك منقوص و مالك وافر؟!