بازگشت

في المناجاة


الهي، طالما نامت عيناي و قد حضرت اوقات صلواتك، و انت مطلع علي، تحلم بحلمك الكريم الي اجل قريب، فويل لهاتين العينين، كيف تصبران غدا علي تحريق النار؟!

الهي، طالما مشت قدماي في غير طاعتك، و انت مطلع علي، تحلم بحلمك الكريم الي اجل قريب، فويل لهاتين القدمين، كيف



[ صفحه 488]



تصبران غدا علي تحريق النار؟!

الهي، طالما ارتكبت نفسي بما هو راجع الي، و انت مطلع علي تحلم بحلمك الكريم الي اجل قريب، فويل لهذا الجسد الضعيف كيف يصبر غدا علي تحريق النار ؟!

الهي، ليت امي لم تلدني.

الهي، ليت السباع قسمت لحمي علي اطراف الجبال، و لم اقم بين يديك.

الهي، ليتني كنت طيرا فاطير في الهواء من فرقك.

الهي، الويل لي ان كان في النار مجلسي.

الهي، الويل لي، ثم الويل لي ان كان الزقوم طعامي.

الهي، الويل لي، ثم الويل لي ان كان القطران لباسي.

الهي، الويل لي، ثم الويل لي ان كان الحميم شرابي.

الهي، الويل لي، ثم الويل لي اذا انا قدمت اليك و انت ساخط علي، فما الذي يرضيك عني؟! او باي حسنات سبقت مني في طاعتك ارفع بها اليك راسي، و ينطلق بها لساني الا الرجاء منك؟! فقد سبقت رحمتك غضبك، و قلت، و قولك الحق:

«نبي عبادي اني انا الغفور الرحيم و ان عذابي هو العذاب الاليم». صدقت و بررت يا سيدي، لا يرد غضبك الا حلمك، و لا



[ صفحه 489]



يجير من عقابك الا رحمتك، و لا ينجي منك الا التضرع اليك، فها انا ذا بين يديك: ذليل، صاغر، راغم داحض فان تعف عني فقديما شملتني رحمتك، و البستني عافيتك، و ان تعذبني فانا لذلك اهل، و هو منك عدل.

يا رب غير اني اسالك بالمخزون من اسمائك، و بما وراء الحجب من بهائك، ان ترحم هذه النفس الجزوع، و هذا البدن الهلوع و هذا الجلد الرقيق، و هذا العظم الدقيق الذي لا يصبر علي حر شمسك، فكيف يصبر علي حر نارك!؟ و لا يطيق صوت رعدك، فكيف يطيق صوت غضبك!؟

عفوك عفوك عفوك، فقد غرقتني الذنوب، و غمرتني النعم، و قل شكري لك، و ضعف عملي، و لا شي ء اتكل عليه الا رحمتك، يا ارحم الراحمين.