بازگشت

و كان من دعائه في يوم الفطر اذا انصرف من صلاته


قام قائما ثم استقبل القبلة، و في يوم الجمعة، فقال:

يا من يرحم من لا يرحمه العباد و يا من يقبل من لا تقبله البلاد و يا من لا يحتقر اهل الحاجة اليه و يا من لا يخيب الملحين عليه و يا من لا يجبه بالرد اهل الدالة عليه و يا من يجتبي صغير ما يتحف به،



[ صفحه 314]



و يشكر يسير ما يعمل له و يا من يشكر علي القليل و يجازي بالجليل و يا من يدنو الي من دنا منه و يا من يدعو الي نفسه من ادبر عنه و يا من لا يغير النعمة، و لا يبادر بالنقمة و يا من يثمر الحسنة حتي ينميها، و يتجاوز عن السيئة حتي يعفيها انصرفت الامال دون مدي كرمك بالحاجات، و امتلات بفيض جودك اوعية الطلبات، و تفسخت دون بلوغ نعتك الصفات.

فلك العلو الاعلي فوق كل عال، و الجلال الامجد فوق كل جلال كل جليل عندك صغير، و كل شريف في جنب شرفك حقير.

خاب الوافدون علي غيرك، و خسر المتعرضون الا لك، و ضاع الملمون الا بك، و اجدب المنتجعون الا من انتجع فضلك.

بابك مفتوح للراغبين، و جودك مباح للسائلين، و اغاثتك قريبة من المستغيثين لا يخيب منك الاملون، و لا يياس من عطائك المتعرضون، و لا يشقي بنقمتك المستغفرون رزقك مبسوط لمن عصاك، و حلمك معترض لمن ناواك.

عادتك الاحسان الي المسيئين، و سنتك الابقاء علي المعتدين حتي لقد غرتهم اناتك عن الرجوع، و صدهم امهالك عن النزوع



[ صفحه 315]



و انما تانيت بهم ليفيئوا الي امرك، و امهلتهم ثقة بدوام ملكك، فمن كان من اهل السعادة ختمت له بها، و من كان من اهل الشقاوة خذلته لها. كلهم صائرون الي حكمك، و امورهم ائلة الي امرك، لم يهن علي طول مدتهم سلطانك، و لم يدحض لترك معاجلتهم برهانك.

حجتك قائمة لا تدحض، و سلطانك ثابت لا يزول، فالويل الدائم لمن جنح عنك، و الخيبة الخاذلة لمن خاب منك، و الشقاء الاشقي لمن اغتر بك ما اكثر تصرفه في عذابك، و ما اطول تردده في عقابك، و ما ابعد غايته من الفرج، و ما اقنطه من سهولة المخرج!! عدلا من قضائك لا تجور فيه، و انصافا من حكمك لا تحيف عليه فقد ظاهرت الحجج، و ابليت الاعذار، و قد تقدمت بالوعيد، و تلطفت في الترغيب، و ضربت الامثال، و اطلت الامهال، و اخرت و انت مستطيع للمعاجلة، و تانيت و انت ملي بالمبادرة لم تكن اناتك عجزا، و لا امهالك وهنا، و لا امساكك غفلة، و لا انتظارك مداراة، بل لتكون حجتك ابلغ، و كرمك اكمل، و احسانك اوفي، و نعمتك اتم، كل ذلك كان و لم تزل، و هو كائن و لا تزال حجتك اجل من ان توصف بكلها، و مجدك ارفع من ان يحد بكنهه، و نعمتك اكثر من ان تحصي



[ صفحه 316]



باسرها، و احسانك اكثر من ان تشكر علي اقله و قد قصر بي السكوت عن تحميدك، و فههني الامساك عن تمجيدك، و قصاراي الاقرار بالحسور، لا رغبة- يا الهي- بل عجزا فها انا ذا اومك بالوفادة، و اسالك حسن الرفادة.

فصل علي محمد و اله، و اسمع نجواي، و استجب دعائي، و لا تختم يومي بخيبتي، و لا تجبهني بالرد في مسالتي، و اكرم من عندك منصرفي، و اليك منقلبي، انك غير ضائق بما تريد، و لا عاجز عما تسال، و انت علي كل شي قدير، و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.