بازگشت

في آخر ليله منه


عن محمد بن عجلان قال: سمعت اباعبدالله عليه السلام يقول: كان علي بن الحسين عليهماالسلام اذا دخل شهر رمضان لا يضرب عبدا له و لا امه، و كان اذا اذنب العبد و الامه يكتب عنده: اذنب فلان، اذنبت فلانه يوم كذا. و كذا، و لم يعاقبه فيجتمع عليهم الادب، حتي اذا كان آخر ليله من شهر رمضان دعاهم و جمعهم حوله، ثم اظهر الكتاب، ثم قال: يا فلان فعلت كذا و كذا، و لم اودبك، اتذكر ذلك؟ فيقول: بلي يا ابن رسول الله. حتي ياتي علي آخرهم و يقررهم جميعا، ثم يقوم وسطهم و يقول لهم: ارفعوا اصواتكم، و قولوا:

يا علي بن الحسين ان ربك قد احصي عليك كلما عملت كما احصيت علينا كلما عملنا، و لديه كتاب ينطق عليك بالحق لا يغادر صغيره و لا كبيره مما اتيت الا احصاها، و تجد كلما عملت لديه حاضرا كما وجدنا كلما عملنا لديك حاضرا، فاعف و اصفح كما ترجو من المليك العفو، و كما تحب ان يعفو المليك عنك، فاعف عنا تجده عفوا، و بك رحيما، و لك غفورا، و لا يظلم ربك احدا، كما لديك كتاب ينطق بالحق علينا لا يغادر صغيره و لا كبيره مما اتيناها الا احصاها، فاذكر يا علي بن الحسين ذل مقامك بين يدي ربك



[ صفحه 286]



الحكم العدل، الذي لا يظلم مثقال حبه من خردل، و ياتي بها يوم القيامه، و كفي بالله حسيبا و شهيدا، فاعف واصفح يعف عنك المليك و يصفح، فانه يقول: «و ليعفوا و ليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم» قال: و هو ينادي بذلك علي نفسه و يلقنهم، و هم ينادون معه، و هو واقف بينهم يبكي و ينوح و يقول:

رب انك امرتنا ان نعفو عمن ظلمنا و قد ظلمنا انفسنا، فنحن قد عفونا عمن ظلمنا كما امرت، فاعف عنا فانك اولي بذلك منا و من المامورين، و امرتنا ان لا نرد سائلا عن ابوابنا و قد اتيناك سئوالا و مساكين، و قد انخنا بفنائك و ببابك نطلب نائلك و معروفك و عطاءك فامنن بذلك علينا و لا تخيبنا، فانك اولي بذلك منا و من المامورين.

الهي كرمت فاكرمني اذ كنت من سئوالك، وجدت بالمعروف فاخلطني باهل نوالك يا كريم.

ثم يقبل عليهم و يقول: قد عفوت عنكم فهل عفوتم عني و مما كان مني اليكم من سوء ملكه؟ فاني مليك سوء، لئيم ظالم مملوك لمليك كريم جواد عادل محسن متفضل. فيقولون: قد عفونا عنك يا سيدنا و ما اسات.

فيقول عليه السلام لهم: قولوا:

«اللهم اعف عن علي بن الحسين كما عفي عنا، و اعتقه من النار كما اعتق



[ صفحه 287]



رقابنا من الرق»، فيقولون ذلك. فيقول عليه السلام: (اللهم آمين يا رب العالمين) اذهبوا فقد عفوت عنكم و اعتقت رقابكم رجاء للعفو عني و عتق رقبتي. فيعتقهم، فاذا كان يوم الفطر اجازهم بجوائز تصونهم و تغنيهم عما في ايدي الناس... «الحديث».