بازگشت

في رجب


عن طاووس اليماني انه قال: مررت بالحجر في رجب و اذا انا بشخص راكع و ساجد، فتاملته فاذا هو علي بن الحسين عليهماالسلام، فقلت: يا نفسي، رجل صالح من اهل بيت النبوه، و الله لاغتنم دعاءه، فجعلت ارقبه حتي فرغ من صلاته، و رفع باطن كفيه الي السماء و جعل يقول:

سيدي سيدي، و هذه يداي قد مددتهما اليك بالذنوب مملوه، و عيناي اليك بالرجاء ممدوده، و حق لمن دعاك بالندم تذللا، ان تجيبه بالكرم تفضلا.

سيدي، امن اهل الشقاء خلقتني فاطيل بكائي؟ ام من اهل السعاده خلقتني فابشر رجائي؟

سيدي، الضرب المقامع خلقت اعضائي؟ ام لشرب الحميم خلقت امعائي؟

سيدي، لو ان عبدا استطاع الهرب من مولاه، لكنت اول الهاربين منك، لكني اعلم اني لا افوتك.

سيدي، لو ان عذابي يزيد في ملكك لسالتك الصبر عليه، غير اني اعلم انه لا يزيد في ملكك طاعه المطيعين، و لا ينقص منه معصيه العاصين.



[ صفحه 202]



سيدي، ما انا، و ما خطري؟ هب لي خطاياي بفضلك، و جللني بسترك، و اعف عن توبيخي بكرم وجهك.

الهي و سيدي، ارحمني مطروحا علي الفراش تقلبني ايدي احبتي، و ارحمني مطروحا علي المغتسل يغسلني صالح جيرتي، و ارحمني محمولا قد تناول الاقرباء اطراف جنازتي، و ارحم في ذلك البيت المظلم وحشتي و غربتي و وحدتي فما للعبد من يرحمه الا مولاه!

ثم سجد و قال:

اعوذ بك من نار حرها لا يطفي، و جديدها لا يبلي، و عطشانها لا يروي.

و قلب خده الايمن و قال:

اللهم لا تقلب وجهي في النار بعد تعفيري و سجودي لك بغير من مني عليك، بل لك الحمد و المن علي.

ثم قلب خده الايسر و قال:

ارحم من اساء و اقترف، و استكان و اعترف.

ثم عاد الي السجود، و قال:

ان كنت بئس العبد، فانت نعم الرب، العفو، العفو (مائه مره).

قال طاووس: فبكيت حتي علا نحيبي، فالتفت الي و قال: ما يبكيك يا يماني؟ او ليس هذا مقام المذنبين! فقلت: حبيبي حقيق علي الله ان لا يردك وجدك محمد صلي الله عليه و آله.



[ صفحه 203]



قال طاووس: فلما كان في العام المقبل في شهر رجب بالكوفه فمررت بمسجد غني، فرايته عليه السلام يصلي فيه و يدعو بهذا الدعاء، و فعل كما فعل في الحجر.