بازگشت

اذا قام الي الصلاه اول الليل و آخره


أ- اول الليل

عن حماد بن حبيب العطار الكوفي، قال:

خرجنا حجاجا، فرحلنا من زباله- منزل في طريق العراق الي مكه- ليلا، فاستقبلتنا ريح سوداء مظلمه، فتقطعت القافله، فتهت في تلك الصحاري و البراري، فانتهيت الي واد قفر، فلما ان جن الليل، اويت الي شجره عاديه، فلما ان اختلط الظلام، اذا انا بشاب قد اقبل، عليه اطمار بيض، تفوح منه رائحه المسك، فقلت في نفسي: هذا ولي من اولياء الله، متي ما احس بحركتي خشيت نفاره، و ان امنعه عن كثير مما يريد فعاله، فاخفيت نفسي ما استطعت، فدنا الي الموضع فتهيا للصلاه، ثم وثب قائما، و هو يقول:

يا من حاز كل شي ء ملكوتا، و قهر كل شي ء جبروتا، اولج قلبي فرح الاقبال عليك، و الحقني بميدان المطيعين لك.



[ صفحه 165]



ب- آخر الليل

قال: ثم دخل في الصلاه، فلما ان رايته قد هدات اعضاوه و سكنت حركاته، قمت الي الموضع الذي تهيا فيه للصلاه، فاذا بعين ماء تفيض بماء ابيض، فتهيات للصلاه، ثم قمت خلفه، فاذا انا بمحراب كانه مثل في ذلك الوقت، فرايته كلما مر بآيه فيها ذكر الوعد و الوعيد، يرددها باشجان الحنين، فلما ان تقشع الظلام، و ثب قائما و هو يقول:

يا من قصده الطالبون فاصابوه مرشدا، و امه الخائفون فوجدوه متفضلا، و لجا اليه العابدون فوجدوه نوالا.

متي راحه من نصب لغيرك بدنه!؟ و متي فرح من قصد سواك بنيته!؟ الهي قد تقشع الظلام، و لم اقض من خدمتك و طرا، و لا من حياض مناجاتك صدرا، صل علي محمد و آله، و افعل بي اولي الامرين بك يا ارحم الراحمين.

فخفت ان يفوتني شخصه، و ان يخفي علي اثره، فتعلقت به، فقلت له: بالذي اسقط عنك ملال التعب، و منحك شده شوق لذيذ الرغب، الا الحقتني منك جناح رحمه، و كنف رقه، فاني ضال، و بغيتي كلما صنعت، و مناي كلما نطقت.

فقال: لو صدق توكلك ما كنت ضالا، و لكن اتبعني واقف اثري. فلما ان صار بجنب الشجره، اخذ بيدي، فخيل الي ان الارض تمد من تحت قدمي.

فلما انفجر عمود الصبح، قال لي: ابشر فهذه مكه. قال: فسمعت الضجه، و رايت المحجه، فقلت: بالذي ترجوه يوم الازفه و يوم الفاقه، من انت؟

فقال لي: اما اذا اقسمت، فانا علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام.



[ صفحه 166]