بازگشت

علي حرمله بن كاهل «لعنه الله»


عن المنهال بن عمرو، قال: دخلت علي علي بن الحسين عليهماالسلام منصرفي من مكه، فقال لي: يا منهال! ما صنع حرمله بن كاهل الاسدي؟ فقلت: تركته حيا بالكوفه. قال: فرفع يديه جميعا، ثم قال عليه السلام:

اللهم اذقه حر الحديد، اللهم اذقه حر الحديد، اللهم اذقه حر الحديد، اللهم اذقه حر النار.



[ صفحه 142]



قال المنهال: فقدمت الكوفه، و قد ظهر المختار بن ابي عبيد الثقفي، و كان لي صديقا، فكنت في منزلي اياما حتي انقطع الناس عني، و ركبت اليه، فلقيته خارجا من داره، فقال: يا منهال، لم تاتنا في ولايتنا هذه، و لم تهننا بها، و لم تشركنا فيها؟ فاعلمته اني كنت بمكه، و اني قد جئتك الان، و سايرته و نحن نتحدث حتي اتي الكناس، فوقف وقوفا كانه ينظر شيئا، و قد كان اخبر بمكان حرمله بن كاهل، فوجه في طلبه، فلم يلبث ان جاء قوم يركضون، و قوم يشتدون، حتي قالوا: ايها الامير البشاره، قد اخذ حرمله بن كاهل. فما لبثنا ان جيي ء به، فلما نظر اليه المختار، قال لحرمله: الحمد لله الذي مكنني منك، ثم قال: الجزار الجزار. فاتي بجزار، فقال له: اقطع يديه. فقطعتا، ثم قال له: اقطع رجليه. فقطعتا، ثم قال: النار النار. فاتي بنار و قصب، فالقي عليه فاشتعل فيه النار، فقلت: سبحان الله! فقال لي: يا منهال ان التسبيح لحسن ففيم سبحت؟ فقلت: ايها الامير، دخلت في سفرتي هذه منصرفي من مكه علي علي بن الحسين عليهماالسلام، فقال لي: يا منهال ما فعل حرمله بن كاهل الاسدي. فقلت: تركته حيا بالكوفه، فرفع يديه جميعا، فقال: اللهم اذقه حر الحديد، اللهم اذقه حر الحديد، اللهم اذقه حر الحديد، اللهم اذقه حر النار.

فقال لي المختار: اسمعت علي بن الحسين عليهماالسلام يقول هذا؟ فقلت: و الله لقد سمعته يقول هذا. قال: فنزل عن دابته، و صلي ركعتين، فاطال السجود، ثم قام فركب و قد احترق حرمله، و ركبت معه، و سرنا فحاذيت داري، فقلت: ايها الامير، ان رايت ان تشرفني و تكرمني و تنزل عندي و تحرم بطعامي. فقال: يا منهال، تعلمني ان علي بن الحسين دعا باربع دعوات فاجابه الله علي يدي، ثم تامرني ان آكل؟! هذا يوم صوم شكرا لله عز و جل علي ما فعلته بتوفيقه. و حرمله هو الذي حمل راس الحسين عليه السلام.



[ صفحه 143]