بازگشت

خاتمة في مواضيع مختلفة


(وسئل عنه (عليه السلام) عن ايمان ابي طالب (عليه السلام))

236ـ [1] فقال عليه السلام: واعجباه ان الله تعالي نهي رسوله صلي الله عليه وآله ان تقر مسلمة علي نكاح كافر وقد كانت فاطمة بنت اسد [2] من السابقات إلي الاسلام، ولم تزل



[ صفحه 248]



تحت ابي طالب الي ان ماتت.

وفي رواية اخري [3] قال عليه السلام واعجبا ايطعنون علي بن ابي طالب أو علي رسول الله صلي الله عليه وآله ونهاه ان تقر مؤمنة مع كافر في غير اية من القرآن، ولا يشك أحد ان فاطمة بنت اسد رضي الله عنها من المؤمنات الصادقات فانها لم تزل تحت ابي طالب حتي مات ابو طالب.

أقول: وهذا الكلام بيان حاسم من الامام في عقيدة ابي طالب بالله ورسوله، ورد لاولئك الاشخاص الذين اعمتهم التعصب الذميم، وراحوا يقولون في ابي طالب عليه السلام كذا وكذا.

وقد الف في ابي طالب كثير من العلماء ­ الشيعة والسنة ­ في طارف الزمن وتليده يثبتون ايمانه، ويفندون الاقوال الكاذبة التي اتهم بها فراجع.

(وعن عبد الله البرقي قال سلئت علي بن الحسين (ع) عن النبيذ)



[ صفحه 249]



237ـ [4] فقال عليه السلام: قد شربه قوم، وحرمه قوم صالحون، فكان شهادة الذين منعوا بشهادتهم بشهواتهم اولي بان تقبل من الذين اجروا بشهادتهم شهواتهم.

238ـ [5] قال عليه السلام: لئن ادخل السوق، ومعي دارهم ابتاع لعيالي لحماً، وقد قرموا [6] اليه احب الي من ان اعتق نسمة.

239ـ [7] وقال عليه السلام: احبونا حب الاسلام لله عز وجل فانه ما برح بنا حبكم حتي صار علينا عابا.

240ـ [8] وقال عليه السلام: الامام منا لا يكون إلا معصوما وليست العصمة في ظاهر الخلقة فتعرف، ولذلك لا يكون منصوصاً.



[ صفحه 250]



(وعن الزهري قال دخلت علي علي بن الحسين عليهما السلام في مرضه الذي توفي فيه فقلت يا ابن رسول الله ان كان امر الله ما لا بد لنا فيه فالي من نختلف بعدك.

241ـ [9] فقال عليه السلام: يا ابا عبد الله الي ابني هذا، واشار إلي محمد الباقر عليه السلام فانه وصيي ووارثي وعيبة علمي، هو معدن العلم وباقره قلت يا بن رسول الله ما معني الباقر، قال: سوف يختلف اليه خلاص شيعتي، ويبقر العلم عليهم بقراً، قلت هلا اوصيت الي اكبر ولدك، قال عليه السلام: يا ابا عبد الله ليست الامامة بالكبر والصغر هكذا عهد الينا رسول الله صلي الله عليه وآله وهكذا وجدناه مكتوبا في اللوح والصحيفة قلت با بن رسول الله كم عهد اليكم نبيكم ان يكون الاوصياء بعده، قال عليه السلام: وجدناه في الصحيفة واللوح اثني عشر اسماً مكتوبة امامتهم، واسماء ابائهم وامهاتهم ثم قال عليه السلام: يخرج من صلب محمد ابني سبعة من الاوصياء فيهم المهدي عليه السلام.



[ صفحه 251]



242ـ [10] وكان يقول عليه السلام:



اني لا كتم مـن علمي جواهر

كيلا يري ذو الحق جهل فيفتتنا



وقد تقدم في هـذا ابو الحسن

الي الحسين واوصي قبله الحسنا



فرب جوهر عـلم لو أبوح به

لقيل لي انت ممـن يعبد الوثنـا



ولأستحل رجال المسلمون دمي

يرون أقبح مـا يأتونـه حسنـا



243ـ [11] وأيضا كان يقول عليه السلام:



انحن بنو المصطفي ذووا غصص

يجرعها فـي الانام كاظمنا



عظيمـة فـي الانـام مـحنتنـا

أولنـا مبـتـلي واخـرنـا



يفـرح هـذا الـوري بـعيـدهم

ونـحـن اعـيادنا مـآتمنا



والنـاس فـي الامـن والسرور

يا مـن طول الزمان خائفنا



وما خصصنا به من الشرف الـ

­طائـل بـين الانـام افـتنا



يحـكـم فـينـا والحـكم لنـا

جاحدنا حقنـا وغـاصبنـا



(وعن عبد الصمد بن علي قال دخل رجل علي علي بن الحسين)



[ صفحه 252]



244ـ [12] فقال عليه السلام: من أنت قال انا منجم قال فانت عراف، قال فنظر اليه ثم قال هل ادلك علي رجل قد مر قبل ان دخلت علينا في اربع عشر عالما كل عالم اكبر من الدنيا ثلث مرات لم يتحرك من مكانه، قال من هو قال انا، وان شئت انباتك بما اكلت وما أدخرت.

245ـ [13] وقال عليه السلام: الدابة علي صاحبها ست خصال بيده يعلفها اذا نزل، ويعرض عليها الماء اذا مر به، ولا يضربها إلا علي الحق، ولا يحملها إلا ما تطيق ولا يكلفها من السير إلا طاقتها، ولا يقف عليها إلا فراقا.

246ـ [14] وقال عليه السلام: لا تحتقروا اللؤلؤة النفيسة ان تجلبها من الكبا الخسيسة فان ابي حدثني قال سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ان الكلام من الحكمة لتلجلج في صدر المنافق نزاعا إلي مظانها حتي يلفظ بها فيسمعها المؤمن فيكون احق بها وأهلها فيلقفها.



[ صفحه 253]



247ـ [15] وقال عليه السلام: ان كان الابوان عظم حقهما علي اولادهما لاحسانهما اليهم، فاحسان محمد وعلي صلوات الله عليهما وعلي ابنائهما إلي هذه الامة أجل واعظم، فهما أحق بان يكونا ابويهم.

248ـ [16] وقال عليه السلام: من أحبنا لدنيا يصبها هنا، وعادي عدونا لا لشحناء كانت بينه وبينه اتي يوم القيامة مع محمد وعلي وابراهيم عليهما السلام.

249ـ [17] وقال عليه السلام: طوبي لشيعتنا المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا، الثابتين علي مولاتنا، والبرائة من اعدائنا، اولئك منا ونحن منهم رضوا بنا ائمة، ورضينا بهم شيعة فطوبي لهم هم والله معنا في درجتنا يوم القيامة.

250ـ [18] وقال عليه السلام: لا يقدس الله امة فيها بربط [19] .



[ صفحه 254]



يقعقع، ونايه تفجع.

251ـ [20] وقال عليه السلام: من اعتدي عليه في صدقة ماله فقاتل وقتل فهو شهيد.

252ـ [21] وقال عليه السلام: الاسير اذا أسلم حقن دمه، وصار فيئاً.

253ـ [22] وقال عليه السلام: من رد عن قوم مسلمين عادية نار أو ماء وجبت له الجنة.

254ـ [23] وقال عليه السلام: لا تنم قبل طلوع الشمس فان الله يقسم ارزاق العباد في ذلك الوقت ويجريها علي ايدينا.

255ـ [24] وقال عليه السلام: حجوا واعتمروا لتصح ابدانكم، وتتسع ارزاقكم وتكفون مؤنات عيالاتكم.



[ صفحه 255]



256ـ [25] وقال عليه السلام: من كسا مؤمنا كساه الله من الثياب الخضر، ولا يزال في ضمان الله ما دام عليه سلك.

257ـ [26] وقال عليه السلام: بادروا الي رياض الجنة فقيل له: وما رياض الجنة، قال: حلق الذكر.

258ـ [27] وقال عليه السلام: من شقاء المرء ان تكون عنده امرأة يعجب بها وهي تخونه في نفسها.

259ـ [28] وقال عليه السلام: الحاج مغفور له، وموجب له الجنة ومستأنف به العمل، ومحفوظ في أهله وماله.

(وسمع عليه السلام رجلا يسأل الناس يوم عرفة)

260ـ [29] فقال عليه السلام: ويحك اغير الله تسأل في هذا المقام انه ليرجي ما في بطون الحبالي أن يكون سعيداً



[ صفحه 256]



وفي رواية اخري: لما في بطون الجبال ان يكون الجبال سعيداً.

261ـ [30] وقال عليه السلام: استبشروا بالحاج اذا قدموا، وصافحوهم وعظموهم، تشاركوهم في الاجر قبل ان تخالطهم الذنوب.

262ـ [31] وقال عليه السلام: لا تنزلوا النساء الغرف، ولا تعلموهن الكتابة، وعلموهن الغزل وسورة النور.

263ـ [32] وقال عليه السلام: الصواعق تصيب المؤمن وغيره ولا تصيب الذاكر لله تعالي.

264ـ [33] وقال عليه السلام: تسحروا ولو بجرع من الماء فان الله تعالي ملائكة يصلون علي المتسحرين بالاسحار والمستغفرين.

265ـ [34] وقال عليه السلام: حدثوا الناس بما يعرفونه، ولا تحملوهم ما لا يطيقون فتغرونهم بنا.



[ صفحه 257]



266ـ [35] وقال عليه السلام: من خلف حاجا في أهله وماله، كان له كاجره حتي كانه يستلم الاحجار.

267ـ [36] وقال عليه السلام: لا يدخل الجنة إلا من خلص من ادم.

268ـ [37] وقال عليه السلام: يا معشر قريش انكم تحبون الماشية فاقلوا منها فانكم بارض يقل فيها المطر واحرثوا فان الحرث مبارك.

269ـ [38] وقال عليه السلام: الخضاب يجلو البصر وينبت الشعر، ويطيب الريح ويسكن الزوجة.

270ـ [39] وقال عليه السلام: الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة.



[ صفحه 258]



271ـ [40] وقال عليه السلام: لا تنهكوا للعظام فان للجن فيها نصيبا، فان فعلتم ذهب من البيت ما هو خير من ذلك.

272ـ [41] وقال عليه السلام: ما أزرع الزرع بطلب الفضل فيه، وما أزرعه إلا لتناله المغتر، وذو الحاجة ولتناله القبرة منه خاصة من الطير.

(وكان لعلي بن الحسين عليهما السلام جليس مات ابن له فجزع عليه جزعا شديداً فعزاه عليه السلام فقال يا بن رسول الله ان ابني كان مسرفا علي نفسه)

273ـ [42] فقال عليه السلام: لا تجزع فان من ورائه ثلاث خلال أو لهن شهادة ان لا اله إلا الله، وان محمد رسول الله، والثانية شفاعة جدي عليه السلام والثالثة رحمة الله التي وسعت كل شيء فاين يخرج ابنك عن واحدة من هذه الخلال.

(وقال له حذلم بن بشير: صف لي خروج المهدي عليه السلام وعرفني دلائله وعلاماته)



[ صفحه 259]



274ـ [43] فقال عليه السلام: قبل خروجه يكون رجلا يقال له عوف الشبلي بارض الجزيرة ويكون مأواه تكريت [44] ، وقتله بمسجد دمشق، ثم يكون خروج شعيب بن صالح بسمرقند، ثم يخرج السفياني الملعون من الواد اليابس [45] وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان الملعون، فاذا ظهر الملعون اخذ في المهدي عليه السلام ثم يخرج بعد ذلك، وقام المقعدون علي فرشهم ثلاثمائة عشر رجلا عدة أهل بدر، فيصبحون بمكة وهو قول الله تعالي: (أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا) وهو أصحاب القائم عليه السلام.

275ـ [46] وقال عليه السلام: اذا علي نجفكم السيل والمطر، وظهرت



[ صفحه 260]



النار في الحجاز والمدن، وملكت بغداد الترك، فتوقعوا ظهور القائم المنتظر. (قال وفي خبر آخر) العلم من النجف، وظهوره في بلدة قم يقال قم والري، دليل علي ظهوره.

276ـ [47] وقال عليه السلام: في القائم سنة من سبعة أنبياء: آدم عليه السلام، وسنة من نوح، وسنة من ابراهيم، وسنة من موسي وسنة من عيسي، وسنة من ايوب، وسنة من محمد صلي الله عليه وآله، فاما من آدم ونوح فطول العمر، يطيل الله عمره في غيبته، ثم يظهره في صورة شاب دون أربعين سنة، وأما من ابراهيم فخفاء الولادة، واعتزال الناس، واما من موسي فالخوف والغيبة، وما من عيسي فاختلاف الناس فيه، فمنهم من يقول: ما ولد ومنهم من يقول: مات، ومنهم من يقول: قتل وصلب، واما من ايوب فالفرج بعد البلوي، وأما من محمد صلي الله عليه وآله فالخروج بالسيف.

(وعن ابي خالد الكابلي قال: دخلت علي علي بن الحسين وهو جالس في محرابه، فجلست حتي اثني وأقبل علي بوجهه يمسح يده لحيته، فقلت يا مولاي اخبرني كم يكون الائمة بعدك؟)



[ صفحه 261]



277ـ [48] فقال عليه السلام: ثمانية، (قلت فكيف ذاك) قال: لأن الأئمة بعد رسول الله صلي الله عليه وآله أثنا عشر اماماً عدد الأسباط ثلاثة من الماضين، وانا الرابع، وثمانية من ولدي أئمة أبرار من أحبنا وعمل بأمرنا كان في السنام الأعلي، ومن أبغضنا وردنا أو رد واحداً منا فهو كافر بالله وباياته.

278ـ [49] وقال عليه السلام: من ثبت علي ولايتنا في غيبة قائمنا أعطاه الله أجر الف شهيد، مثل شهداء بدر وأُحد.

279ـ [50] وقال عليه السلام: والله لا يخرج واحداً منا قبل خروج القائم عليه السلام إلا كان مثله مثل فرخ طار من وكره قبل أن يستوي جناحاه فاخذه الصبيان فعبثوا به.

280ـ [51] وقال عليه السلام: اذا قام قامنا أذهب الله عز وجل من شيعتنا العاهة، وجعل قلوبهم كزبر الحديد وجعل قوة الرجل



[ صفحه 262]



منهم قوة أربعين رجلا، ويكونون حكام الأرض وسنامها [52] .

281ـ [53] وقال عليه السلام: والذي بعث محمداً بالحق بشيراً ونذيراً ان الابرار منا أهل البيت، وشيعتهم بمنزلة موسي وشيعته، وان عدونا وأشياعهم بمنزلة فرعون وأشياعه.

282ـ [54] وقال عليه السلام: ما ينقم الناس [55] منا فنحن والله شجرة النبوة، وبيت الرحمة ومعدن العلم، ومختلف الملائكة.

283ـ [56] وقال عليه السلام: ان في اللوح المحفوظ تحت العرش مكتوب: علي بن ابي طالب أمير المؤمنين عليه السلام.



[ صفحه 263]



284ـ [57] وقال عليه السلام: ان الله خلق محمدا صلي الله عليه وآله وعليا واحد عشر من ولده من نور عظمته. فاقامهم اشباحا في ضياء نوره قبل خلق الخلق يسبحون الله ويقدسونه، وهم الأئمة من ولد رسول الله صلي الله عليه وآله.

(وعن أبي اسحاق قال قلت لعلي بن الحسين عليه السلام: ما معني قول النبي صلي الله عليه وآله: من كنت مولاه فعلي مولاه؟)

285ـ [58] وقال عليه السلام: أخبرهم انه الامام من بعده.

286ـ [59] وقال عليه السلام: ان الله خلق النبيين من طينة عليين قلوبهم وابدانهم، وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة وجعل خلق ابدان المؤمنين من دون ذلك، وخلق الكافر من طينة سجين قلوبهم وابدانهم، وخلق بين الطينتين فمن هذا يلد المؤمن الكافر، ويلد الكافر المؤمن، وها هنا يصيب المؤمنين تحن إلي ما خلقوا منه، وقلوب الكافرين تحن إلي ما خلقوا منه.

287ـ [60] وقال عليه السلام: أيما مؤمن دمعت عيناه بقتل الحسين



[ صفحه 264]



بن علي عليهما السلام دمعة حتي تسيل علي خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقاباً، وايما مؤمن دمعت عيناه حتي تسيل علي خده لأذي مسنا من عدونا في الدنيا، بوأه الله مبوأ صدق في الجنة، وأيما مؤمن مسه اذي فينا فدمعت عيناه حتي يسيل دمعه علي خديه من مصاحبة ما أوذي فينا، صرف الله عن وجهه الأذي وآمنه يوم القيامة من سخط النار.

(وقيل: تشاجر هو وبعض الناس في مسألة من الفقه)

288ـ [61] وقال عليه السلام: يا هذا انك لو صرت إلي منازلنا لأريناك اثار جبرئيل في رحالنا، أفيكون أحد أعلم بالسنة منا.

(وسأل رجل علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام فقال له: اخبرني يا ابن رسول الله بماذا فضلتم الناس جميعاً وسدتموهم؟)

289ـ [62] فقال عليه السلام: أنا أخبرك بذلك أعلم ان الناس لا يخلون من أن يكونوا أحد ثلاثة: أما أسلم علي يد جدنا صلي الله عليه وآله فهو مولانا ونحن سادته، والينا يرجع بالولاء، أو رجل قاتلنا فقتلنا فمضي إلي النار، أو رجل أخذنا منه جزية عن يد



[ صفحه 265]



وهو صاغر، ولا رابع للقوم، فاي فضل لم نحزه، وشرف لم نحصله بذلك.

289ـ [63] وقال عليه السلام: علم رسول الله علياً الف كلمة كل كلمة تفتح الف كلمة.

وفي رواية اخري هذه الزيادة: والالف كلمة تفتح كل كلمة الف.

290ـ [64] وقال عليه السلام: فينا نزلت هذه الاية(وأولي الارحام بعضهم أولي ببعض في كتاب الله) وفينا نزلت هذه الآية (وجعلها كلمة باقية في عقبه) والامامة في عقب الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام وان للغائب منا غيبتان أحدهما أطول من الاخري، أما الاولي فستة أيام، أو ستة أشهر أو ستة سنين وأما الاخري فيطول أمدها حتي يرجع عن هذا الامر أكثر من يقول به، فلا يلبث عليه إلا من قوي يقينه وصحت معرفته، ولم يجد في نفسه حرجا مما قضينا، وسلم لنا أهل البيت.



[ صفحه 266]



(وعن ابي خالد الكابلي قال قلت للامام زين العابدين عليه السلام سيدي اخبرني بالذين فرض الله علينا طاعتهم، وأوجب علي عباده الاقتداء بهم بعد رسول الله صلي الله عليه وآله)

291ـ [65] فقال عليه السلام: يا كنكر ان الذين جعلهم الله ائمة للناس، وأوجب عليهم طاعتهم: أمير المؤمنين، علي بن ابي طالب عليه السلام ثم الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب عليه السلام ثم انتهي الأمر الينا، وسكت.

فقلت له يا سيدي روي لنا عن أمير المؤمنين عليه السلام أن الارض لا تخلو عن حجة الله علي عباده فمن الحجة والامام بعدك

فقال: الامام ابني محمد، فاسمه في التوراة باقر، يبقر العلم بقرا، هو الحجة والامام بعدي، ومن بعد محمد ابنه جعفر عليه السلام واسمه عند اهل السماء الصادق، فقلت له فكيف صار اسمه صادق وكلكم صادقون؟ فقال عليه السلام: حدثني ابي عن ابيه، ان رسول الله صلي الله عليه وآله وآله قال اذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب فسموه الصادق، لأن الخامس من ولده الذي اسمه جعفر يدعي الامامة افتراء علي الله وكذباً



[ صفحه 267]



عليه، فسموه جعفر الكذاب المفتري علي الله، والمدعي لما ليس له بأهل، المخالف علي ابيه، والحاسد لأخيه، ذلك اليوم الذي يروم كشف سر الله عند غيبة ولي الله.

ثم بكي علي بن الحسين بكاء شديدا قال ثم قال كاني بجعفر الكذاب وقد حمل طاغية زمانه علي تفتيش أمر ولي الله، والمغيب في حفظ الله، والتوكيل بحرم أبيه جهلا منه بولادته وحرصاً علي قتله ان ظفر به، طمعا في ميراث أبيه، حتي يأخذه بغير حق.

فقال ابو خالد الكابلي فقلت له يا ابن رسول الله وان ذلك لكائن فقال: أي وربي ان ذلك لكائن عندنا في الصحيفة التي ذكر فيها المحن التي تجري علينا بعد رسول الله صلي الله عليه وآله.

قال فقلت له يا ابن رسول الله ثم بماذا يكون؟

قال: ثم تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله والأئمة بعده، يا أبا خالد الكابلي ان أهل زمان غيبته، والقائلين بامامته والمنتظرين لظهوره، أفضل من أهل كل زمان لأن الله تعالي ذكره، أعطاهم من العقول والافهام والمعرفة ما صارت بهم الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلي الله عليه وآله بالسيف اولئك المخلصون



[ صفحه 268]



حقاً، وشيعتنا صدقا، والدعاة إلي دين الله سراً وجهراً.

وقال عليه السلام: انتظار الفرج من أفضل العمل.

(ولما أراد ان يواري جسد أبيه الامام ابي عبدالله الحسين عليه السلام المقدس اعتنقه وبكي بكاء عاليا ثم بسط كفيه تحت ظهره)

292ـ [66] وقال عليه السلام: بسم الله وفي سبيل الله، وعلي ملة رسول الله، صدق الله ورسوله ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ثم وضع خده علي منحره الشريف قائلا:

طوبي لارض تضمنت جسدك الطاهر، فان الدنيا بعدك مظلمة، والآخرة بنورك مشرقه، اما الليل فمسهد، والحزن سرمد، أو يختار الله لاهل بيتك دارك التي فيها أنت مقيم وعليك مني السلام يا بن رسول الله صلي الله عليه وآله ورحمة الله وبركاته.

وكتب علي القبر هذا قبر الحسين بن علي بن ابي طالب الذي قتل عطشاناً.



[ صفحه 269]



ثم مشي إلي قبر عمه العباس عليه السلام وجاء ليواريه وقع عليه، يلثم نحره المقدس قائلاً:

علي الدنيا بعدك العفا يا قمر بني هاشم وعليك مني السلام من شهيد محتسب، ورحمة الله وبركاته.

(وعن ابي جعفر الثاني عن ابائه عليهما السلام قال):

293ـ [67] قال علي بن الحسين عليهما السلام: لما أشتد الامر بالحسين عليه السلام نظر من كان معه فاذا هو بخلافهم، لانهم كلما أشند الامر تغيرت الوانهم، وارتعدت فرائصهم ووجلت قلوبهم، وكان الحسين عليه السلام وبعض من معه من خصائصه تشرق الوانهم، وتهديء جوارجهم، وتسكن نفوسهم.

(وقال عليه السلام لعمته زينب الكبري عليها السلام بعد ان خطبت تلك الخطبة الدامية [68] في غدر اهل الكوفة حين دخلتها بعد مقتل اخيها الامام الحسين عليه السلام)

294ـ [69] فقال عليه السلام: يا عمة اسكتي ففي الباقي من الماضي اعتبار، وأنت بحمد الله عالمة غير معلمة، وفهمة غير مفهمة،



[ صفحه 270]



ان البكاء والحنين لا يردان من قد اباده الدهر.

(وعن ابي حمزة الثمالي قال نظر علي بن الحسين عليهما السلام يوما الي عبيد الله بن العباس بن علي عليهما السلام يوما إلي عبيد الله بن العباس بن علي عليهما السلام استعبر)

295ـ [70] ثم قال عليه السلام: ما من يوم أشد علي رسول الله صلي الله عليه وآله من يوم أُحد قتل فيه عمه حمزة بن عبد ا لمطلب، أسد الله وأسد رسوله، وبعده يوم مؤتة، قتل فيه ابن عمه جعفر ابن ابي طالب عليهما السلام.

ثم قال: لا يوم كيوم الحسين أزدلف اليه ثلاثون الف رجل يزعمون انهم من هذه الامة، كل يتقرب إلي الله عزٌ وجل بدمه، وهو بالله يذكرهم فلا يتعظون، حتي قتلوه بغيا وظلما وعدواناً.

ثم قال: رحم الله عمي العباس فلقد أثر وابلي، وفدي اخاه بنفسه حتي قطعت يداه، فابدله الله عز ووجل جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن ابي طالب، وان للعباس عند الله تبارك وتعالي منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة.

(وعن ابي خالد الكابلي قال سمعت علي بن الحسين عليه السلام)



[ صفحه 271]



296ـ [71] يقول: ان اليهود احبوا عزيراً حتي قالوا فيه. ما قالوا، فلا عزير منهم ولا هم من عزير، وان النصاري أحبوا عيسي حتي قالوا فيه ما قالوا فلا عيسي منهم ولا هم من عيسي، وانا علي سنة من ذلك، ان قوما من شيعتنا سيحبونا حتي يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزير، وما قالت النصاري في عيسي، فلا هم منا ولا نحن منهم.

297ـ [72] وقال عليه السلام: نحن الفلك الجارية في اللجج يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، وان الله تبارك وتعالي أخذ ميثاق من يحبنا، وهم في اصلاب ابائهم، فلا يقدرون علي ترك ولايتنا، لان الله عز وجل جعل جبلتهم علي ذلك.

298ـ [73] وقال عليه السلام: ان الله تعالي وكل بالاسعار ملكا يدبرها، فلن يغلو من قلة ولن يرخص من كثرة.

299ـ [74] وقال عليه السلام: (لما ذكرت التقية عنده): والله



[ صفحه 272]



لو علم ابو ذر ما في قلب سلمان لقتله ولقد اخا رسول الله صلي الله عليه وآله بينهما، فما ظنكم بسائر الخلق، ان علم العلماء صعب مستصعب لا يحتمله إلا نبي مرسل، أو ملك مقرب، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان.

فقال: وانما صار سلمان من العلماء لانه امرء منا أهل البيت، فلذلك نسبته إلي العلماء.

(وسئله ابنه الامام محمد الباقر عليه السلام عن حمل يزيد له)

300ـ [75] فقال عليه السلام: حملني علي بعير يظلع بغير وطاء، ورأس ابي الحسين عليه السلام علي علم، ونسوتنا خلفي علي بغال مؤكفة، والفارطة [76] خلفنا وحولنا بالرماح، ان دمعت من احدنا عين قرع رأسه بالرمح، حتي اذا دخلنا دمشق، صاح صائح يا أهل الشام هؤلاء سبايا أهل البيت الملعون [77] .

(وقال له جابر بن عبد الله الانصاري يا بن رسول الله صلي الله عليه وآله



[ صفحه 273]



اما علمت ان الله خلق الجنة لمن أحبكم، وخلق النار لمن ابغضكم وعصاكم، فما هذه الجهد الذي كلفته نفسك في العبادة.

301ـ [78] فقال علي بن الحسين عليه السلام: يا صاحب رسول الله اما علمت ان جدي رسول الله صلي الله عليه وآله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فلم يدع الاجتهاد له وتعبد بابي هو وامي، حتي انتفخ الساق وورم القدم، وقيل أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال أفلا أكون عبداً شاكراً.

فلما نظر جابر إلي علي بن الحسين عليه السلام وليس يغني فيه قول من يستميله، قال يا بن رسول الله البقيا علي نفسك، فانك من اسرة بهم يستدفع البلاء، ويستكشف الاراء، وبهم يستمطر السماء.

فقال عليه السلام: يا جابر لا أزال علي منهاج ابوي متأسيا بهما صلوات الله عليهما حتي القاهما.

(وعن عبد الله المبارك قال حججت بعض السنين فبينما انا سائر في عرض الحاج واذا صبي سباعي أو ثمالي، وهو يسير



[ صفحه 274]



في ناحية من الحاج بلا زاد ولا راحلة فتقدمت اليه، وسلمت عليه وقلت له مع من قطعت البر.

302ـ [79] فقال الامام عليه السلام: مع الباري، فكبر في ع يني فقلت يا ولدي اين زادك واين راحلتك فقال الامام: زادي تقوي وراحلتي رجلاي، وقصدي مولاي، فعظم في نفسي، فقلت يا ولدي ممن تكون أنت، فقال الامام: مطلبي، فقلت ابن لي فقال الامام: هاشمي، فقلت ابن لي فقال الامام: علوي فاطمي فقلت يا سيدي هل قلت شيئاً من الشعر، فقال الامام: نعم فقلت انشد لي من شعرك فانشد:



ونحن علي الحوض ذواده

يـفوز ويسعـد وراده



ومـا فاز مـن فاز إلا بنا

وما خاب من حبنا زاده



ومن سرنا نال منا السرور

ومن سائنا ساء ميلاده



ومـن كـان غاصبنا حقنا

فـيوم القيـامة ميعاده





[ صفحه 275]



(وقال سهل بن عبيد الشهرزوري كنت حاضراً في دمشق لما جاؤا برأس الحسين واصحابه وبعده جاؤا بسبايا أهل البيت وفي مقدمتهم علي بن الحسين ثم التفت إلي الامام وقلت له أنا من الشيعة الموالين لكن ليتني كنت معكم، فاكون اول شهيد في نصرتكم الك حاجة يا مولاي قل لي)

303ـ [80] فقال عليه السلام: نعم هل معك شيء من الدراهم قلت بلي الف دينار والف درهم عندي فقال: خذ شيئاً من ذلك وأرفعه إلي الذي يحمل رأس ابي وقل له ان يبتعد عن النساء، ليشتغل الناس بالنظر اليه عن حرم رسول الله صلي الله عليه وآله.

قال سهل ففعلت فجئت اليه فقال لي جزاك الله خيراً، وحشرك معنا في يوم القيامة في زمرتنا ثم انشد هذه الابيات:





اقـاد ذلـيلا فـي دمشق كـانني

من الزنج عبد غاب عنه نصير



وجدي رسول الله فـي كل مشهد

وشيخي أمير المؤمنين أمير [81] .



فياليت أمي لم تلدني ولم اكن [82] .

يراني يزيد في البلاد أسير





[ صفحه 276]



304ـ [83] وقال عليه السلام: لما وفدنا علي يزيد بن معاوية اتونا بحبال وربقونا مثل الاغنام، وكان الحبل بعنقي وعنق أم كلثوم وبكتف زينب وسكينة والبنات ويساقونا، وكلما قصرنا عن المشي ضربونا حتي أوقفونا بين يدي يزيد فتقدمت اليه وهو علي سرير ملكه فقلت: أنشدك الله يا يزيد ما ظنك برسول الله صلي الله عليه وآله لو رأنا علي هذه الحالة، ثم أمر يزيد بالحبال فقطعت فكان رأس ابي امامه والنساء من خلفه.

فقلت له أتأذن لي بالكلام فقال قل ولا تقل هجراً فقال لقد وقفت موقفا لا ينبغي لمثلي ان يقول الهجر [84] .



[ صفحه 277]



305ـ [85] وكان يقول عليه السلام في طريقه إلي الشام:



ساد العلوج فما ترضي بذا العرب [86] .

وصـار يقدم رأس الامة الذنب



يـا للرجال لمـا يأتي الزمان به

من العجيب الذي ما مثله عجب



آل الرسول عـلي الاقتاب عارية

وآل مروان يسري تحتهم النجب



306ـ [87] وأيضاً يقول عليه السلام في ذلك الطريق:



هـذا الزمان فـما تفني عجائبه

عن الكرام ولا تـفني مصائبه



فليت شعري الي كـم ذا يحاربنا

بصرفـه والي كـم ذا نحاربه



يسري بنا فوق اعياس بلا وطاء

وسائق العيس يحمي عنه عازبه



كـاننا مـن بنات الـروم بينهم

أو كل مـا قاله المختار كاذبه



كـفرتـم بـرسول الله ويحكم

يـا أمـة السوء اخلفتم مذاهبه



(وعن سعيد بن جبير انه سئل علي بن الحسين عليهما السلام عن هذه الآية: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربي)



[ صفحه 278]



307ـ [88] فقال عليه السلام: هي قرابتنا اهل البيت من محمد صلي الله عليه وآله (وروي عن العالم عليه السلام ان علي بن الحسين أخذ بيد أبي حمزة ديران ابن أبي صفيه الثمالي)

308ـ [89] فقال عليه السلام: يا أبا حمزة علمنا منطق الطير، وأوتينا من كل شيء، ان هذا لهو الفضل المبين.

(وبلغه عليه السلام قول نافع بن جبير في معاوية حيث قال: كان يسكته الحلم وينطقه العلم)

309ـ [90] فقال عليه السلام: كذب بل كان يسكته الحصر وينطقه البطر.

(وعن أبي حمزة الثمالي قال قال لنا علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام أي البقاع أفضل؟ فقلت الله ورسوله وابن رسوله أعلم)

310ـ [91] وقال عليه السلام: ان افضل البقاع ما بين الركن



[ صفحه 279]



والمقام، ولو ان رجلا عمر ما عمر نوح في قوم الف سنة إلا خمسين عاماً، ويصوم النهار ويقوم الليل في ذلك الموضع، ثم لقي الله بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئاً.

(وقيل له: كيف أصبحت؟)

311ـ [92] فقال عليه السلام: أصبحنا خائفين برسول الله صلي الله عليه وآله وأصبح جميع الاسلام آمنين به.

(ويروي انه مرض فدخل عليه جماعة من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله يعودونه فقالوا كيف أصبحت يا ابن رسول الله فدتك أنفسنا؟)

312ـ [93] فقال عليه السلام: في عافية، والله المحمود علي ذلك، فكيف أصبحتم أنتم جميعاً، قالوا: أصبحنا والله لك محبين وادين فقال لهم: من أحبنا أسكنه الله في ظل ظليل يوم القيامة، يوم لا ظل الا ظله، ومن أحبنا يريد مكافأة كافأه الله عنا الجنة، ومن أحبنا لغرض دنياه، أتاه الله رزقه من حيث لا يحتسب.



[ صفحه 280]



(وقال طاوس: رأيت رجلا يصلي في المسجد الحرام تحت الميزاب يدعو ويبكي في دعائه، فجئته حين فرغ من الصلاة فاذا هو علي بن الحسين عليهما السلام فقلت يا ابن رسول الله رأيتك علي حالة كذا ولك ثلاثة أرجو أن يؤمنك من الخوف أحدها أنك ابن رسول الله صلي الله عليه وآله والثاني شفاعة جدك، والثالث رحمة الله).

313ـ [94] فقال عليه السلام: يا طاوس اما اني ابن رسول الله فلا يؤمنني، وقد سمعت الله تعالي يقول: (فلا أنساب بينهم يؤمئذ ولا يتسائلون) وأما شفاعة جدي فلا تؤمنني، لأن الله تعالي يقول: (ولا يشفعون إلا من أرتضي) وأما رحمة الله فان الله تعالي يقول: (انها قريبة من المحسنين) ولا أعلم من المحسنين.

314ـ [95] وقال عليه السلام: ليس بين الله وبين حجته حجاب فلا لله دون حجته ستر، نحن أبواب الله، ونحن الصراط المستقيم، ونحن عيبة علمه، ونحن تراجمه وحيه، ونحن أركان



[ صفحه 281]



توحيده، ونحن موضع سره.

(وعن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال قلت قولك مجدوا الله في خمس كلمات ما هي؟)

315ـ [96] فقال عليه السلام: اذا قلت سبحان اك وبحمده، رفعت الله تبارك وتعالي عما يقول العادلون به، فاذا قلت لا إله إلا اك وحده لا شريك له فهي كلمة الاخلاص التي لا يقولها عبد إلا أعتقه الله من النار إلا المستكبرين والجبارين ومن قال لا حول ولا قوة إلا بالله، فوض الامر إلي الله، ومن قال: استغفر الله واتوب اليه فليس بمستكبر ولا جبار، ان المستكبر الذي يصر علي الذنب الذي قد غلبه هواه فيه، وآثر دنياه علي آخرته ومن قال: الحمد لله، فقد أدعي شكر كل نعمة لله عز وجل عليه.

(ولقي المنهال بن عمرو علي بن الحسين بن علي عليه السلام فقال له كيف أصحبت يا ابن رسول الله؟)

316ـ [97] فقال عليه السلام: أصبحنا أما تعلم ان لك ان تعلم كيف أصبحت، أصبحنا في قومنا مثل بني اسرائيل يذبحون



[ صفحه 282]



أبنائهم ويستحيون نسائهم، وأصبح خير البرية بعد محمد يلعن علي المنابر، وأصبح عدونا يعطي المال والشرف، وأصبح من يحبنا محقوداً منقوصاً حقه، وكذلك لم يزل المؤمنون، وأصبحت العجم تعرف للعرب حقها بان محمداً كان منها، وأصبحت العرب تعرف لقريش حقها بان محمداً كان منها، وأصبحت العرب تفتخر علي العجم بأن محمداً كان منها، وأصبحنا آل محمد لا يعرف لنا حق، هكذا أصبحنا.

(وعن ديلم بن عمر قال: دخلت بالشام حتي أتي سبايا آل محمد صلي الله عليه وآله فاقيموا علي باب المسجد حيث تقام للمسجد باب وفيهم علي بن الحسين عليه السلام فاتاهم شيخ من أشياخ أهل الشام فقال الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم، وقطع قرون الفتنة، فلم يأل عن شتمهم، فلما انقضي كلامه)

317ـ [98] فقال علي بن الحسين عليه السلام: اني قد أنصت لك حتي فرغت من منطقك وأظهرت ما في نفسك من العداوة والبغضاء، فانصت لي كما انصت لك، فقال له: هات، قال علي عليه السلام: أما قرأت كتاب الله عز وجل؟ قال: نعم فقال



[ صفحه 283]



له عليه السلام: أما قرأت هذه الآية: (قل لا أسالكم عليه أجراً إلا المودة في القربي) قال: بلي، فقال نحن اولئك فهل تجد لنا في سورة بني اسرائيل حقا خاصة دون المسلمين فقال لا، فقال: أما قرأت هذا الآية (وآت ذا القربي حقه) قال: نعم، قال علي عليه السلام: فنحن اولئك الذين أمر الله نبيه أن يؤتيهم حقهم، فقال الشامي انكم لانتم هم؟ فقال علي عليه السلام: نعم فهل قرأت هذه الآية (واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه ورسوله ولذي القربي) فقال له الشامي: بلي، فقال علي عليه السلام: فنحن ذو القربي فهل تجد لنا في سورة الأحزاب حقا خاصة دون الاسلام، فقال: لا، قال علي بن الحسين عليه السلام: اما قرأت هذه الا´ية (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) قال: فرفع الشامي يده إلي السماء ثم قال: اللهم اني أتوب اليك ثلاث مرات، اللهم أني أتوب اليك من عداوة آل محمد، وأبرء اليك ممن قتل أهل بيت محمد، ولقد قرأت القرآن منذ دهر فما شعرت بها قبل اليوم.

318ـ [99] فقال عليه السلام: ويحك ان يعقوب نبي ابن نبي،



[ صفحه 284]



كان له اثني عشر ولدا فغيب عنه واحد منهم فبكي حتي ذهب بصره، واحدودب [100] ظهره، وشاب رأسه من الغم، وكان ابنه حياً يرجو لقائه، فاني رايت أبي وأخي وأعمامي وبني اعمامي ثمانية عشر مقتلين صرعي تسفي عليهم الريح، فكيف ينقضي حزني وترقا عبرتي.

انتهي ما عثرت عليه من خطبة وكتبه وقصار كلماته المأثورة عنه عليه السلام في يوم الخميس السادس والعشرين من شهر ربيع الثاني سنة 1374 هجوتم ما أضفت عليه وشرحت بعض كلماته الغريبة فصار ضعف الـكتاب في يوم الاثنين التاسع عشر مـن شهر شعبـان المعظم سنة 1385هج في مدينة كربلاءالمقدسة وصلي الله علي سيدنا ونبينا محمد وآله مصابيح الدجي وأعلام الهدي وسلم تسليما كثيراً


پاورقي

[1] الامامة الكبري والخلافة العظمي ج1 ص 136 ط نجف للعلامة الكبير القزويني ره عن شرح النهج للحميدي ج3 ص 319 ط مصر.

[2] بن هاشم بن عبد مناف قالت الدكتورة بنت الشاطيء في بطلة كربلاء زينب بنت الزهراء ص 23 ط مصر زجة ابي طالب عم النبي واول سيدة تزوجت هاشمياً وولدت وادركت النبي (ص) واسلمت وحسن اسلامها... وفي طبقات ابن سعد والسيرة لابن هشام ومقاتل الطالبين للاصبهاني عن ابن عباس لما ماتت فاطمة ام علي بن ابي طالب البسه رسول الله قميصه واضطجع معها في قبرها فقال له اصحابه يا رسول الله ما رايناك صنعت باحد ما صنعت بهذه المرأة فقال انه لم يكن بعد ابي طالب ابر بي منها اني انما البستها قميصي لتكسي من حلل الجنة واضطجعت معها في قبرها ليهون عليها.

[3] البحار ج9 وذرايع البيان ج1 ص 124 ط نجف للطبرسي.

[4] رجال الكشي ص 118 ط نجف.

[5] الكشكول ج2 ص 55 للبهائي.

[6] القرم: شدة الشهوة علي اللحم.

[7] حلية الاولياء لابي نعيم ج3 ص 136 ط مصر.

[8] كلمات مكنونة ص 105 ط بمبيء للفيض الكاشاني.

[9] البحار ج1 ص 65 ط ايران والامام محمد الباقر عليه السلام ص 105 ط نجف لخليل رشيد وكفاية الاثر ص 319 للخزاز ط ايران.

[10] تفسير روح البيان للالوسي ج6 ص 190 والاتحاف بحب الاشراف للشبراوي ص 50 نور الابصار ص 121 للشلنجي ذكر البيت الاول والرابع.

[11] المناقب ج2 ص 255 وص 256 ط ايران لابن شهر اشوب والامام زين العابدين ص 253 ط نجف للمقرم.

[12] بصائر الدرجات للصفار وتفسير اية النور لليزدي ص 156 نقلا عنه.

[13] نوادر الراوندي ص 14 ط النجف.

[14] البحار ج1 ص 95.

[15] المحاسن للبرقي ط ايران ج1 ص 16.

[16] المحاسن ج1 ص 16.

[17] الوافي للفيض الكاشاني ج1 ص 43 ط ايران.

[18] الوسائل للحر العاملي ج2 ص 566 ط ايران.

[19] البربط: كما في المعرب للجواليقي من ملاهي العجم شبه بصدر البط والصدر بالفارسية بر فقيل بربط.

[20] الوافي ج1 ص 58 ط ايران للفيض الكاشاني.

[21] نفس المصدر.

[22] الكافي بهامش مراة العقول ج2 ص 116 ط ايران.

[23] تفسير البرهان ج2 ص 775 عن الاختصاص.

[24] عبادات الاسلام ص 106 للعلامة الشيرازي ومن لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق.

[25] الكافي بهامش مرأه العقول ج2 ص 100 ط ايران.

[26] دار السلام للنوري ج2 ص 140 ط ايران والامام زين العابدين ص 221 ط نجف للمقرم.

[27] دار السلام ج2 ص 14 للنوري.

[28] مشكاة الانوار ص 143 ط نجف للطبرسي.

[29] من لا يحضره الفقيه ص 159 والبحار للمجلسي.

[30] من لا يحضره الفقيه للصدوق.

[31] نوادر الراوندي ص 54 ط نجف.

[32] لواقح الانوار للشعراني.

[33] الامالي لابن الشيخ الطوسي ره ط ايران ص 317.

[34] بحار الانوار ج1 ص 89 ط ايران.

[35] المحاسن للبرقي ج1 ص 170 ط ايران.

[36] المحاسن ج1 ص 391 للبرقي والامام زين العابدين (ع) ص 228 ط نجف ص 229 قال: يريد طهارة المولد.

[37] كنز العمال لعلي المتقي ج2 ص 199 والامام زين العابدين.

[38] الكافي علي هامش مراة العقول ج11 ص 157.

[39] الامام زين العابدين (ع) ص 229 ط نجف.

[40] البحار ج4 للمجلسي وناسخ التواريخ ج1 من احواله (ع) ط قم.

[41] الكافي وناسخ التواريخ ج2 من احواله (ع).

[42] المستطرف في كل فن مستطرف ج2 للابشيهي.

[43] ناسخ التواريخ ج2 ص 176 والخرائج والجرائح للراوندي.

[44] تكريت اسم اعجمي مركب من تاك بمعني كرمة العنب ومن رود بمعني النهر سميت البلدة به في عهد ولاية الفرس لكثرة اعنابها. قاله في الدلائل والمسائل ج1 ص 48 ط بغداد.

[45] اليابس يلفظ ضد الرطب وادي اليابس نسب الي رجل قيل منه يخرج السفياني في آخر الزمان كما في معجم البلدان ج8 ص 90 ط مصر للحموي.

[46] بشارة الاسلام ص 83 ح2 ط نجف للحيدري عن اثبات الهداة للعاملي.

[47] البحار ج2 للمجلسي واكمال الدين ص 138 للصدوق ط ايران ومنتخب الاثر في الامام الثاني عشر (عليه السلام) لصديق العلامة الحجة الصافي الكلبايكاني.

[48] كفاية الاثر ص 318 ط ايران للخزاز القمي.

[49] ناسخ التواريخ ج1 ص 173 وحق اليقين للشبر ج1 ص 228.

[50] روضة الكافي وناسخ التواريخ ج1 ص174 من احواله (ع).

[51] روضة الكافي وروضة الواعظين ج1 ص 253 ط ايران.

[52] السنام في الاصل ما ارتفع من ظهر الجمل والجمع اسنمة.

[53] تفسير الصافي للفيض وناسخ التواريخ ج1 من احواله (ع) ص 957.

[54] اصول الكافي ص 134 وناسخ التواريخ ج1 ص 955 من احواله (ع).

[55] بمعني ما ينكره الناس يقال نقم الامر اذا انكره، او بمعني هل تكرهون او هل تسخطون وسمي العذاب نقمة لانه يجب علي من ينكر من القول. قاله في البيان في غريب القرآن ج2 ص85 ط نجف.

[56] ناسخ التواريخ ج1 ص 151 من احواله (ع).

[57] اصول الكافي للكليني.

[58] الامالي ص 75 للصدوق ط ايران.

[59] اصول الكافي للكليني ص 358 ط ايران.

[60] ثواب الاعمال للصدوق ص 48 ط ايران.

[61] البحار ج17 للمجلسي.

[62] البحار ج4 ص 334 ط ايران قال روي السيد مرتضي رحمه الله في كتاب الفصول عن الشيخ باسناده.

[63] المختصر ص 18 ط نجف لحسن بن سليمان. والزيادة في البحار ج40 ص 132 ط طهران الطبعة الحديثة عن الخصال ج2 س 179 وبصائر الدرجات للصغار.

[64] البحار ج13 ص 17 للمجلسي ط ايران.

[65] البحار ج9 للمجلسي والاحتجاج ج2 ص 173 ط نجف والزام الناصب ص 67 ط ايران نقلا عن الاربعين.

[66] مقتل الحسين عليه السلام للمقرم ص 386 ط نجف من الاحمر واسرار الشهادة وحياة الامام ابي عبد الله الحسين عليه السلام ج2 ص 566 لعماد زادة ناقلا عنهما.

[67] معاني الاخبار لشيخنا الصدوق.

[68] والخطبة مذكورة في الاحتجاج للطبرسي ج2 ص 166.

[69] الاحتجاج ج2 ص 166 ط نجف للطبرسي.

[70] الامالي للصدوق ص 277 ط ايران.

[71] رجال الكشي ص 111 ط نجف.

[72] ينابيع المودة ج3 ط صيدا للقندوزي.

[73] الامام زين العابدين (ع) للمقرم.

[74] هذا الحديث من مشكلات الاخبار وقد ذكره الشبر في مصابيح الانوار ج1 ص 438 ط نجف عن الكافي واوضح فقراته وشرحه ايضاً المجلسي في مراة العقول ج1 ص 300.

[75] ناسخ التواريخ ج1 من احواله (عليه السلام) ص 424 ط ايران عن الاقبال.

[76] الفارطة الجلاوزة.

[77] ردا علي الله وجراة عليه اذ يقول في سورة الاحزاب:

(انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا).

[78] بحار الانوار ج11 ص 14 للمجلسي ط ايران والامالي للشيخ المفيد.

[79] البحار ج17 للمجلسي ومن معالم الاسلام المؤلف الكتاب ص 62 ط نجف طبعتها ونشرتها سلسلة ­ منابع الثقافة الاسلامية ­ التي تصدر في كربلاء باشراف جماعة من كبار العلماء في سنتها الثانية في العدد الرابع، والحقيقة انها لخدمة موفقة لصالح الاسلام والمسلمين وفقهم الله واخذ بايديهم الي الابد.

[80] ناسخ التواريخ ج2 من احواله (عليه السلام) ص 172.

[81] وفي بعض النسخ وزير.

[82] وفي بعض النسخ: فياليت لم انظر دمشق. ولم اكن...

[83] ناسخ التواريخ ج2 من احواله (ع) طبع في قم ص 199.

[84] الهجر بالضم الكلام القبيح. الفحش في المنطق وليس هذا ببعيد من يزيد الفاسق الكافر، ان ينسب اليالامام المعصوم الطاهر حجة الله علي خلقه هذا الكلام السي والجسارة الوقحة ومن قبل قد نسب هذا الي جده الرسول الاعظم (ص) بمحضر منه رداً علي الله وجراة عليه، اذ يقول في كتابه الكريم: (ما ينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحي).

[85] ناسخ التواريخ ج2 ص 64 من احواله (عليه السلام).

[86] العلج: مفرد العلوج وهو الكافر.

[87] حياة الامام أبي عبد الله الحسين ج2 ص 166 ط طهران لعماد زادة وناسخ التواريخ ج2 من احواله عليه السلام ص 164.

[88] المختصر ص 17 ط نجف حسن بن سليمان.

[89] اثبات الوصية للمسعودي ص 140 ط نجف.

[90] بحار الانوار ج17 ص 160 للمجلسي.

[91] الامالي ص 28 للشيخ الطوسي ط ايران وبشارة المصطفي ص 85 للطبري الامامي ط نجف.

[92] بحار الانوار ج17 ص 160 للمجلسي.

[93] نور الابصار ص 40 للشبلنجي ط مصر وفصول المهمة ص 188 للمالكي.

[94] البحار ج17 ونابيع المودة ج2 ص 215 للقندوزي وكشف الغمة للاربلي ص 305 ­ ص 308.

[95] كشف الغمة للاربلي والبحار ج11 ص 21 للمجلسي.

[96] الخصال ص 355 للصدوق ج1 ط في طهران اخيراً مع ترجمته.

[97] البحار ج10 ص 253 عن تفسير علي بن ابراهيم.

[98] الاحتجاج ج2 ص 167 للطبرسي ط نجف.

[99] البحار ج224 للمجلسي ط ايران.

[100] الحدب: انحناء الظهر.