بازگشت

في القصار من كلمات الامام السجاد علي بن الحسين


(سئل عنه عن الصمد) [1] .

1 ـ فقال عليه السلام: الصمد الذي لا شريك له، ولا يؤده حفظ شيء ولا يعزب عنه شيء، والذي لا جوف له، والذي قد انتهي سؤدده، والذي لا يأكل ولا يشرب، والذي لا ينام والذي لم يزل ولا يزال.



[ صفحه 170]



2 ـ [2] .



وقال عليه السلام: عجباً للمتكبر الفخور، الذي كان بالامس نطفة وهو غداً جيفة، والعجب كل العجب لمن شك في الله، وهو يري الخلق، والعجب كل العجب لمن انكر الموت، وهو يموت في كل يوم وليلة، والعجب كل العجب لمن انكر النشأة



[ صفحه 171]



الاخري، وهو يري النشأه الاولي، والعجب كل العجب لمن عمل لدار الفناء، وترك دار البقاء.

أقول: الجملة الاولي وردت عن النبي وبعض الأئمة عليهم السلام.

3 ـ [3] وقال عليه السلام: أن قوماً عبدوا الله هيبة فتلك عبادة العبيد، وان قوماً عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار، وأن قوما عبدوه شكراً فتلك عبادة الاحرار.

أقول: وروي هذه الرواية عن جده أمير المؤمنين وأبيه الامام الحسين عليهما السلام كما في ج3 ص 205 مصر من نهج البلاغة وفي بلاغة الامام الحسين عليه السلام ص 116 ط نجف عن البحار ج17، ولا غرو أن وافق كلامه عليه السلام كلام جده وأبيه عليهما السلام لانه ورث من جده العلم والفصاحة، وارتوي من الله منهل الحكمة والعرفان.

(وعن الباقر عليه السلام) قال: كان زين العابدين عليه السلام اذا نظر الي الشباب الذين يطلبون العلم أدناهم اليه).

4 ـ [4] وقال: مرحبا بكم، أنتم ودايع العلم، ويوشك اذ



[ صفحه 172]



أنتم صغار قوم أن تكونوا كبار آخرين.

5 ـ [5] وقال عليه السلام ان الذنوب التي تغير النعم: البغي علي الناس، والزوال عن العادة في الخير، واصطناع المعروف، وكفران النعم، وترك الشكر، قال الله تعالي: (ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم).

والذنوب التي تورث الندم: قتل النفس التي حرم الله، قال الله تعالي في قصة قابيل حين قتل أخاه، فعجز عن دفنه: (فاصبح من النادمين) وترك صلة الرحم حين يقدر، وترك الصلاة حتي يخرج وفتها وترك الوصية، ورد المظالم، ومنع الزكاة حتي يحضر الموت، وينغلق اللسان.

والذنوب التي تزيل النعم: عصيان العارف، والتطاول علي الناس والاستهزاء بهم، والسخرية منهم.

والذنوب التي تدفع النعم: أظهار الافتقار، والنوم عن صلاة العتمة، وعن صلاة الغداة، واستحقار النعم، وشكوي المعبود عز وجل.

والذنوب التي تهتك العصم: شرب الخمر، ولعب القمار،



[ صفحه 173]



وتعاطي ما يضحك الناس، واللغو، والمزاح، وذكرعيوب الناس، ومجالسة أهل الشرب.

والذنوب التي تنزل البلاء: ترك اغاثة الملهوف، وترك معاونة المظلوم، وتضييع الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

والذنوب التي تديل الأعذار: المجاهرة بالظلم، واعلان الفجور واباحة المحظور، وعصيان الاخيار، والانقياد إلي الأشرار.

والذنوب التي تقطع الرجاء: اليأس من روح الله، والقنوط من رحمة الله، والثقة بغير الله تعالي، والتكذيب بوعد الله.

والذنوب التي تظلم الهواء: السحر والكهانة، والايمان بالنجوم والتكذيب بالقدر، وعقوق الوالدين.

والذنوب التي تشكف الغطاء: الاستدانة بغير نية الأداء، والاسراف في النفقة، والبخل علي الأهل والأولاد وذوي الأرحام، وسوء الخلق، وقلة الصبر، واستعمال الزجرٍ والكسل، والاستهانة بأهل الدين.



[ صفحه 174]



والذنوب التي ترد الدعاء: سوء النية، وخبث السريرة، والنفاق مع الاخوان، وترك التصديق بالاجابة، وتأخير الصلاة المفروضة حتي تذهب أوقاتها، وترك التقرب الي ا لله عز وجل بالبر، والصدقة واستعمال البذاء والفحش في القول.

والذنوب التي تحبس غيث السماء: جور الحكام في القضاء، وشهادة الزور، وكتمان الشهادة، ومنع الزكوة والقرض، والماعون وقساوة القلوب علي أهل الفقر والفاقة، وظلم اليتيم، والارملة، وأنتهار السائل، ورده بالليل.

6 ـ [6] وقال عليه السلام: الصبر والرضا عن الله رأس كل طاعة، ومن صبر ورضي عن الله فيما قضي عليه فيما أحب أو كره، لم يقض الله عز وجل فيما أحب أو كره إلا ما هو خير له.

7 ـ [7] وقال عليه السلام: فقد الأحبة غربة.

8 ـ [8] وقال عليه السلام: من قنع بما قسم الله له، فهو من أغني الناس.



[ صفحه 175]



9 ـ [9] وقال عليه السلام: أعظم الناس قدراً، من لم يبال الدنيا في يد من كانت.

10 ـ [10] وقال عليه السلام: رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عما في أيدي الناس ومن لم يرج الناس في شيء، زاد أيدي الناس ومن لم يرج الناس في شيء، زاد أمره إلي الله عز وجل في جميع أموره استجاب الله عز وجل له في كل شيء.

11 ـ [11] وقال عليه السلام: ان أفضل الاجتهاد عفة البطن والفرج.

12 ـ [12] وقال عليه السلام: لا تمتع من ترك القبيح وان كنت قد عرفت به، ولا تزهد في مراجعة الجهل وان كنت قد شهرت بخلافه، واياك والرضا بالذنب، فانه أعظم من ركوبه، والشرف في التواضع، والغني في القناعة.

13 ـ [13] وقال عليه السلام: يا ابن آدم لا تزال بخير ما دام لك واعظ من نفسك، وما كانت المحاسبة من همك، وما كان الخوف



[ صفحه 176]



لك شعاراً، والحزن دثاراً، يا بن آدم انك ميت ومبعوث بين يدي الله عز وجل، ومسؤول فاعد له جواباً.

14 ـ [14] وقال عليه السلام: يغفر الله للمؤمنين كل ذنب، ويطهر منه في الآخرة ما خلا ذنبين التقية، وتضييع حقوق الاخوان.

15 ـ [15] وقال عليه السلام: هلك من ليس له حكيم يرشده، وذل من ليس له سفيه يعضده.

16 ـ [16] وقال عليه السلام: خير مفاتيح الامور الصدق، وخير خواتيمها الوفاء.

17 ـ [17] وقال عليه السلام: من سعادة المرء أن يكون متجره في بلده، ويكون خلطاؤه صالحين ويكون لهم ولد يستعين به، ومن شقاء المرء ان تكون عنده المرأة يعجب بها وهي تخونه في نفسها.

18 ـ [18] وقال عليه السلام: من عمل بما افترض الله فهو من خير



[ صفحه 177]



الناس، ومن اجتنب عما حرم الله عليه فهو من أعبد الناس، ومن أورع الناس، ومن قنع بما قسم الله له فهو من أغني الناس.

19 ـ [19] وقال عليه السلام: ما من خطوة أحب الي الله من خطوتين: خطوة يشد بها صفاً في سبيل الله، وخطوة إلي ذي رحم قاطعة، وما من جرعة أحب الي الله من جرعتين: جرعة غيظ ردها مؤمن بحلمه، أو جرعة مصيبة ردها مؤمن بصبر، وما من قطرة أحب إلي الله من قطرتين: قطرة في سبيل الله، أو قطرة دمعة في سواد الليل لا يريد عبداً إلا الله عز وجل، ثم ذكر ما هو أرفع من السماء بتمامه.

20 ـ [20] وقال عليه السلام: لولده: أتقوا الكذب الصغير منه والكبير، في كل جد وهزل فان الرجل اذا كذب بالصغير اجترء علي الكبير، أما علمتم أن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: لا يزال العبد يصدق حتي يكتبه الله عزوجل صادقا، ولا يزال العبد يكذب حتي يكتبه الله كاذباً.



[ صفحه 178]



21 ـ [21] وقال عليه السلام ان من أخلاق المؤمن الانفاق علي قدر الافتار، والتوسع علي قدر التوسع، وأنصاف الناس من نفسه، وابتداؤه اياهم بالسلام.

22 ـ [22] وقال عليه السلام: ثلاث منجيات للمرء: كف لسانه علي الناس أغتيابهم، واشغال نفسه لآخرته ودنياه، وطول البكاء علي خطيئته.

23 ـ [23] وقال عليه السلام: نظر المؤمن في وجه أخيه المؤمن للمودة والمحبة له عبادة.

24 ـ [24] وقال عليه السلام: ثلاث من كن فيه كان في كنف الله [25] واظله الله يوم القيامة في ظل عرشه، وامنه فزع اليوم الأكبر من اعطي الناس من نفسه ما هو سائلهم لنفسه، ورجل لم يقدم



[ صفحه 179]



يداً ولا رجلا حتي تعلم انه في طاعة الله قدمها أو في معصية الله، ورجل لم يعب أخاه بعيب حتي يترك ذلك العيب من نفسه، وكفي بالمرء شغلا لنفسه عن عيوب الناس.

25 ـ [26] وقال عليه السلام: لا حسب لقرشي ولا عربي الا بالتواضع ولا كرم الا بالتقوي، ولا عمل إلا بالنية، ولا عبادة إلا بالتفقه، ألا وان أبغض الناس إلي الله عز وجل من يقتدي بسنة امام ولا يقتدي باعماله.

26 ـ [27] وقال عليه السلام: لا يهلك المؤمن بين ثلاث خصال: شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وشفاعة رسول الله صلي الله عليه وآله، وسعة رحمة الله.

27 ـ [28] وقال عليه السلام: شهادة أن لا إله إلا الله هي الفطرة، وصلاة الفريضة هي الملة، والطاعة لله هي العصمة.

28 ـ [29] وقال عليه السلام: لولده الباقر عليه السلام: كف الأذي،



[ صفحه 180]



ورفض البذي [30] ، واستعن علي الكلام بالسكوت، فان للقول حالات تضر فاحذر الأحمق.

29 ـ [31] وقال عليه السلام: كل عين ساهرة يوم القيامة إلا ثلاث عيون، عين سهرت في سبيل الله، وعين غضت عن محارم الله، وعين فاضت من خشية الله.

30 ـ [32] وقال عليه السلام: الكريم يبتهج بفضله، واللئيم يفتخر بملكه.

31 ـ [33] وقال عليه السلام: لكل شيء فاكهة، وفاكهة السمع الكلام الحسن.

32 ـ [34] وقال عليه السلام: من عتب علي الزمان، طالت معتبته.



[ صفحه 181]



33 ـ [35] وقال عليه السلام: خف الله تعالي لقدرته عليك، واستحي منه لقربه منك، ولا تعادين أحدا وأن ظنت انه يضرك، ولا تزهدن في صداقة أحد وأن ظننت انه لا ينفعك، فانك لا تدري متي ترجو صديقك، ولا تدري متي تخاف عدوك، ولا يعتذر اليك أحد الا قبلت عذره، وان علمت انه كاذب، وليقل عيب الناس علي لسانك.

34 ـ [36] وقال عليه السلام: سادة الناس في الدنيا الأسخياء، وسادة الناس في الاخرة الأتقياء.

35 ـ [37] وقال عليه السلام: من زوج لله، ووصل الرحم، توجه الله بتاج يوم القيامة.

36 ـ [38] وقال عليه السلام: أشد ساعات بني آدم ثلاث ساعات : الساعة التي يعاين فيها ملك الموت، والساعة التي يقوم فيها من



[ صفحه 182]



قبره، والساعة التي يقف فيها بين يدي الله تبار ك وتعالي، فاما الي الجنة، واما الي النار (ثم قال): ان نجوت يا ابن آدم فانت أنت، والا هلكت، فان نجوت حين يحمل الناس علي الصراط فانت أنت، وال هلكت، وان نجوت حين يقوم الناس لرب العالمين فانت أنت، والا هلكت، ثم قال: (ومن ورائهم برزخ الي يوم يبعثون) قال هو القبر وان لهم لمعيشة ضنكا، والله ان القبر لروضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار (ثم أقبل علي رجل من جلسائه) فقال له: لقد علم ساكن السماء من ساكن النار، فاي الرجلين أنت، وأي الدارين دارك.

(وجاء اليه رجل وقال : انا رجل عاص ولا أصبر علي المعصية فعظني بموعظة).

37ـ [39] فقال عليه السلام: أفعل خمسة أشياء واذنب ما شئت، فالأول: لا تأكل رزق الله واذنب ما شئت، والثاني: أخرج من ولاية الله وأذنب ما شئت، والثالث : أطلب موضعا لا يراك الله وأذنب ما شئت، والرابع: اذا جاء ملك الموت لقبض روحك فادفعه عن نفسك وأذنب ما شئت، والخامس:



[ صفحه 183]



اذا أدخلك مالك في النار فلا تدخل في النار واذنب ما شئت.

أقول : من خصائص لغة العرب وسننه : هي فعل ظاهره أمر، وباطنه زجر مثل: اذا لم تستح فافعل وفي الحديث: اذا لم تستح فافعل ما شئت وفي القرآن افعلوا ما شئتم. وأيضا فيه: ومن شاء منكم فليكفر. وكذلك قول الامام عليه السلام افعل خمس أشياء الخ... [40] .

(وقال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام أوصاني أبي).

38ـ [41] فقال عليه السلام: يا بني لا تصحبن خمسة ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق، فقلت: جعلت فداك يا أبة من هؤلاء الخمسة؟ قال: لا تصحبن فاسقاً، فانه يبيعك باكلة فما دونها، فقلت: وما دونها؟ قال: يطمع فيها ثم لا ينالها، قلت: يا أبه ومن الثاني؟ قال: لا تصحبن بخيلا فانه يقطع بك في ماله أحوج ما كنت اليه، قلت: ومن الثالث؟ قال: لا



[ صفحه 184]



تصحبن كاذباً، فانه بمنزلة السراب يبعد منك القريب، ويقرب منك البعيد، قال قلت: ومن الرابع؟ قال: لا تصحبن أحمقاً، فانه يريد أن ينفعك فيضرك، قال قلت: ومن الخامس؟ قال: لا تصحبن قاطع رحم، فاني وجدته معلوناً في كتاب الله في ثلاثة مواضع.

أقول: والمواضع الثلاثة هذه:

1ـ في سورة محمد اية 22: (فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الأرض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمي أبصارهم.2ـ في سورة الرعد 35: (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، ويقطعون ما أمر الله به ان يوصل ويفسدون في الأرض، اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار).3ـ في سورة البقرة: (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، ويقطعون ما أمر الله ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون).

(وجاء رجل الي علي بن الحسين يشكو اليه حاجة):

39ـ [42] فقال عليه السلام: مسكين ابن آدم، له في كل يوم ثلاث مصائب، لا يعتبر بواحدة منهن، ولو اعتبر لهانت عليه



[ صفحه 185]



المصائب وأمر الدنيا، فاما المصيبة الأولي فاليوم الذي ينقص من عمره، قال وان ناله نقصان في ماله اغتم به، والدرهم يخلف، والعمر لا يرده [43] ، والثانية انه يستوفي رزقه، فان كان حلالا حوسب به وان كان حراماً عوقب عليه قال والثالثة اعظم من ذلك (قيل وما هي) قال: ما من يوم يمسي وقد دني من الآخرة مرحلة لا يدري علي الجنة أم علي النار.

40ـ [44] وقال عليه السلام: أكبر ما يكون ابن آدم، اليوم الذي يلد من أمه (قالت الحكماء: ما سبقه إلي هذا أحد).

41ـ [45] وقال عليه السلام: الرضا بمكروه القضا أرفع درجات اليقين.

42ـ [46] وقال عليه السلام: من كرمت نفسه هانت عليه الدنيا.



[ صفحه 186]



43ـ [47] وقال عليه السلام: لا يقل عمل مع تقوي، وكيف يقل مع ما يتقبل.

(وقيل له من أعظم الناس خطراً).

44ـ [48] وقال عليه السلام: من لم ير للدنيا خطراً لنفسه.

45ـ [49] وقال عليه السلام: كفي بنصر الله لك أن تري عدوك يعمل بمعاصي الله فيك.

46ـ [50] وقال عليه السلام: الخير كله صيانة الانسان نفسه.

47ـ [51] وقال عليه السلام: طلب الحوائج في الناس مذلة الحياة. ومذهبة للحياء، واستخفاف بالوقار، وهو الفقر الحاضر، وقلة طلب الحوائج من الناس هو الغني الحاضر.

48ـ [52] وقال عليه السلام: اجابة دعاء المؤمن ثلاث: اما أن يدخر له، واما أن يعجل له، وأما ان يدفع له بلاء يريد.



[ صفحه 187]



أن يصيبه.

49ـ [53] وقال عليه السلام: خمس لو دخلتم فيهن لأبعتموهن وما قدرتم علي مثلهن: لا يخاف عبد إلا ذنبه، ولا يرجو إلا ربه، ولا يستحي الجاهل اإذا سئل عما لا يعلم أن يتعلم، والصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا ايمان لمن لا صبر له.

50ـ [54] وقال عليه السلام: كم من مفتون بحسن القول فيه، وكم من مغرور بحسن الستر عليه وكم من مستدرج [55] بالاحسان اليه.

وعن هشام بن سالم عن ابي عبدالله عليه السلام قال كان علي بن الحسين عليهما السلام..



[ صفحه 188]



51ـ [56] يقول: ويل لمن غلبت أحاده أعشاره، فقلت له وكيف هذا فقال: أما سمعت الله عز وجل يقول: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزي إلا بمثلها) فالحسنة الواحدة إذا عملها كتبت له عشرة، والسيئة الواحدة كتبت له واحدة.

وفي رواية أخري [57] قال عليه ياسوأتاه لمن غلبت احاده عشراته فان السيئة بواحدة والحسنة بعشرة.

52ـ [58] وقال عليه السلام: أربع عزهن ذل: البنت ولو مريم والدين ولو درهم، والغربة ولو ليلة، والسؤال ولو كيف الطريق.

53ـ [59] وقال عليه السلام: ان المعرفة بكمال دين المسلم. تركه فيما لا يعنيه، وقلة مرائه وحلمه وصبره، وحسن خلقه.



[ صفحه 189]



54ـ [60] وقال عليه السلام: ما استغني أحد بالله الا افتقر الناس اليه، ومن اتكل علي حسن اختيار الله عز وجل له، لم يتمن انه في غير الحال التي اختار الله له.

55ـ [61] وقال عليه السلام لما قال له رجل ما الزهد قال: الزهد عشرة أجزاء، فاعلي درجاته ادني درجات الورع، واعلي درجات الورع ادني درجات اليقين، واعلي درجات اليقين ادني درجات الرضا، وان الزهد اية في كتاب الله: (لكي لا تأسوا علي ما فاتكم ولا تفرحوا علي ما اتاكم).

56ـ [62] وقال عليه السلام: من ضحك ضحكة، مج من علمه مجة علم.

57ـ [63] وقال عليه السلام: ان الجسد اذا لم يمرض اشر [64] ولا خير في جسد ياشر.

(وقال رجل له ما أشد بغض قريش لأبيك).



[ صفحه 190]



58ـ [65] فقال عليه السلام: لأنه أورد أولهم النار، والزم آخرهم العار، (قال: ثم جري ذكر المعاصي) فقال: عجبت لمن يحتمي الطعام لمضرته، ولا يحتمي الذنب لمعرته.

(ورأي عليلا قد بريء)

59ـ [66] فقال عليه السلام: يهنؤك الطهور من الذنوب ان الله قد ذكرك فاذكره واقالك فاشكره.

أقول: وقد روي هذا الحديث عن عمه الامام المجتبي الحسن عليه السلام باختلاف، لما دخل علي عليل فقال (عليه السلام) له: ان الله تعالي قد نالك فاشكره، وذكرك فاذكره.

60ـ [67] وقال عليه السلام: رب مغرور مفتون يصبح لاهيا ضاحكا، يأكل ويشرب وهو لا يدري لعله قد سبقت له من الله سخطة يصلي بها نار جنهم.

61ـ [68] وقال عليه السلام: ما من شيء أحب إلي بعد



[ صفحه 191]



معرفته من عفة بطن وفرج، وما من شيء أحب إلي الله من أن يسئل.

62ـ [69] وقال عليه السلام: لابنه محمد عليه السلام: أفعل الخير إلي كل من طلبه منك، فان كان له أهل فقد أصبت موضعه، وان لم يكن بأهل كنت أنت أهله، وان شتمك رجل عن يمينك ثم تحول إلي يسارك واعتذر اليك فاقبل عذره.

63ـ [70] وقال عليه السلام: مجالسة الصالحين داعية إلي الصلاح، وأدب العلماء زيادة في العقل وولاية ولاة الأمر تمام العزة، واستثمار [71] المال تمام المرؤة، وارشاد المستشير قضاء لحق النعمة، وكف الأذي من كمال العقل، وفيه راحة للبدن عاجلا وآجلا.



[ صفحه 192]



64ـ [72] وقال عليه السلام: من قال لا إله إلا الله فلن يلج ملكوت السماء حتي يتم قوله بعمل صالح، ولا دين لمن دان الله بطاعته ­ ثم قال ­: وكل القوم الهاهم التكاثر حتي زرتم المقابر.

65ـ [73] وقال عليه السلام: أظهر اليأس من الناس، فان ذلك من الغنا، وأقل طلب الحوائج اليهم، فان ذلك فقر حاضر، وأياك وما يعتذر منه، وصل صلاة مودع وان استطعت أن تكون اليوم خيراً من أمس، وغداً خيراً من اليوم فافعل.

(وقيل له ان الحسن بالبصري قال ليس العجب ممن هلك كيف هلك وانما العجب ممن نجا كيف نجا).

66ـ [74] فقال عليه السلام: أنا أقول ليس العجب ممن نجا كيف نجا، انما العجب ممن هلك كيف هلك مع سعة رحمة الله.

ونظر عليه السلام الي سائل يبكي



[ صفحه 193]



67ـ [75] فقال عليه السلام: لو أن الدنيا كانت في كف هذا ثم سقطت منه، ما كان ينبغي له أن يبكي عليها.

(وسئل لم أوتم النبي صلي الله عليه وآله من أبويه؟)

68ـ [76] فقال عليه السلام: لئلا يوجب عليه حق المخلوق.

أقول: وروي هذا الحديث عن الامام الصادق عليه السلام باختلاف: سئل عنه لم اوتم النبي صلي الله عليه وآله عن ابويه فقال: لئلا يكون المخلوق أمر عليه [77] .

69ـ [78] وقال عليه السلام: لابنه: أياك ومعاداة للرجال، فانه ان يعدمك مكر حليم، أو مفاجاة لئيم.

70ـ وقال عليه السلام: من رمي الناس بما فيهم رموه بما ليس فيه ومن لم يعرف دائه أفسد دوائه.

أقول وقريب من الجملة الاولي هذه الجملة لامير المؤمنين عليه السلام



[ صفحه 194]



حيث قال: كما في نهج البلاغة من اسرع بما يكرهون قالوا فيه ما لا تعلمون.

71ـ [79] وقال عليه السلام: أن أحبكم إلي الله أحسنكم عملا، وأن اعظمكم عند الله عملاً أعظمكم فيما عند الله رغبة، وأن انجاكم من عذاب الله أشدكم خشية لله، وأن أقربكم من الله أوسعكم خلقاً، وان أرضاكم عند الله اسعاكم علي عياله وان أكرمكم علي الله أتقاكم لله.

72ـ [80] وقال عليه السلام: أن أسرع الخير ثواباً البر، وأسرع الشر عقاباً البغي، وكفي بالمرء عيبا أن ينظر في عيوب غيره، ويعمي عن عيوب نفسه، أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه، أو ينهي الناس عما لا يستطيع تركه.

73ـ [81] وقال عليه السلام: لو يعلم الناس ما في طلب العلم لطلبوه ولو بسفك المهج [82] وخوض اللجج، أن الله تبارك وتعالي



[ صفحه 195]



أوحي إلي دانيال: ان أمقت عبيدي إلي الجاهل المستخف باهل العلم، التارك للاقتداء بهم، وأن أحب عبيدي إلي التقي الطالب للثواب الجزيل اللازم للعلماء، التابع للحكماء القابل.

(وقيل له كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟).

74ـ [83] فقال عليه السلام، أصبحت وأنا مطلوبا بثمان: الله تعالي يطلبني بالفرائض، والنبي صلي الله عليه وآله بالسنة، والعيال بالقوت، والنفس بالشهوة، والشيطان بالمعصية، والحافظان بصدق العمل والملك الموت بالروح، والقبر بالجسد فانا بين هذه الخصال مظلوم.

(وعن محمد بن حوب قال أوصي علي بن الحسين ولده أبا جعفر محمد)

75ـ [84] فقال عليه السلام: يا بني اصبر للنوائب، ولا تتعرض للحتوف، ولا تعط نفسك ما ضره عليك أكثر من نفعه.

أقول وفي رواية أخري: بدل الجملة الاخيرة هذه العبارة ولا تجب أخاك الي الامر الذي مضرته عليك أكثر من منفعتك له [85] .



[ صفحه 196]



76ـ [86] وقال عليه السلام: متفقة في الدين أشد علي الشيطان من عبادة الف عابد.

77ـ [87] وقال عليه السلام: لا يوصف الله بمحكم وجيه، عظم ربنا عن الصفة وكيف يوصف من لا يحد، وهو يدرك الأبصار، وهو اللطيف الخبير.

(وعن أبي جعفر عليه السلام قال كان علي بن الحسين عليهما السلام)

78ـ [88] يقول لولا آية في كتاب الله لحدثتكم بما يكون إلي يوم القيامة، فقلت له أية آية في كتاب الله لحدثتكم بما يكون إلي يوم القيامة، فقلت له أية آية؟ قال قول الله: (يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب).

79ـ [89] وقال عليه السلام: ثلاثة لا ينظر الله اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم: المدخل فينا ليس منا، والمخرج منا من هو منا، والقائل لهما في الاسلام نصيباً ­ يعني هذين الصنمين ­.



[ صفحه 197]



80ـ [90] وقال عليه السلام: بئس القوم قوم ختلوا الدنيا بالدين وبئس القوم قوم عملوا باعمال يبطلون بها الدنيا.

81ـ [91] وقال عليه السلام: كلكم سيصير حديثاً، فمن استطاع أن يكون حديثا حسناً فليفعل.

وهذا المعني نظمه ابن دريد في المقصورة:



وانما المرء حديث بعده

فكن حديثا حسناً لمن وعي [92] .



(وعن ابي مالك قلت لعلي بن الحسين عليه السلام اخبرني بجميع شرائع الدين)

82ـ [93] فقال عليه السلام: قول الحق، والحكم بالعدل، والوفاء بالعهد.



[ صفحه 198]



83ـ [94] وقال عليه السلام: ان أفضل الأعمال ما عمل بالسنة وان قل.

84ـ [95] وقال عليه السلام: القول الحسن يثري المال، وينمي الرزق، وينسي في الأجل، ويحبب إلي الأهل، ويدخل الجنة.

85ـ [96] وقال عليه السلام: اذا نصح العبد لله في سره اطلعه الله علي مساويء عمله، فتشاغل بذنوبه عن معايب الناس.

86ـ [97] وقال عليه السلام: لو اجتمع أهل السماء والأرض أن يصفوا الله بعظمته لم يقدروا.

87ـ [98] وقال عليه السلام: عبادة الاحرار لا تكون إلا شكر لله لا خوفاً ولا رغبة.

88ـ [99] وقال عليه السلام: ما بهت البهائم فلم تبهم عن أربعة:



[ صفحه 199]



معرفنها بالرب تبارك وتعالي، ومعرفتها بالموت ومعرفتها بالانثي من الذكر، ومعرفتها بالمرعي الخصب [100] .

89ـ [101] وقال عليه السلام: اني لأكره أن أعبد الله ولا غرض لي إلا ثوابه، فاكون كالعبد الطمع المطيع ان طمع عمل، وإلا لم يعمل، وأكره أن أعبده إلا لخوف عقابه، فاكون كالعبد السوء ان لم يخف لم يعمل، وقيل فلم تعبده، قال: لما هو أهله باياديه علي وانعامه.

90ـ [102] وقال عليه السلام: ان لسان ابن آدم يشرف علي جميع



[ صفحه 200]



جوارحه كل صباح، فيقول لكيف أصبحتم؟ فيقولون بخير أن تركتنا ويقولون الله الله فينا ويناشدونه ويقولون انما نثاب ونعاقب بك [103] .

اقول وقريب من هذه الرواية ما ورد عن النبي صلي الله عليه وآله كما في تيسير الوصول لابن الديبع ج4 ص 275: انه قال: اذا اصبح ابن آدم كانت الاعضاء كلها تكفر اللسان وتقول: اتق الله فينا فانما نحن بك ان استقمت استقمنا، وأن اعوججت اعوججنا.

91ـ [104] وقال عليه السلام: ضمنت علي ربي أن لا يسألني أحد من غير حاجة إلا اضطرته المسأله يوماً إلي أن يسأل من حاجة.

92ـ [105] وقال عليه السلام: انما النوبة العمل، والرجوع عن الأمر، وليست التوبة بالكلام.

93ـ [106] وقال عليه السلام: من كتم علماً احد، أو أخذ



[ صفحه 201]



عليه اجراً رفداً صفدا، لا ينفعه أبداً.

(وعن محمد بن بشير عن علي بن الحسين عليهما السلام انه)

94ـ [107] قال: من استمع حرفاً من كتاب الله تعالي من غير قرائة كتب الله له به حسنة، ومحي عنه سيئة، ورفع له درجة، ومن قرأ نظراً من غير صوت كتب له الله بكل حرف حسنة، ومحي عنه سيئة، ورفع له درجة ومن تعلم منه حرفاً ظاهرا كتب الله له عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات، قال لا أقول بكل آية، ولكن بكل حرف باء وتاء أو شبهها، قال ومن قرأ حرفاً وهو جالس في صلاته كتب الله له خمسين حسنة، ومحي عنه خمسين سيئة، ورفع له خمسين درجة، ومن قرأ حرفاً وهو قائم في صلاته كتب الله له ماءة حسنة، ومحي عنه ماءة سيئه، ورفع له ماءة درجة مستجابة، ومن ختمه كانت له دعوة مؤخرة أو معجلة (قال: قلت جعلت فداك اذا ختمه كله) قال: ختمه كله.

95ـ [108] وقال عليه السلام: ويل أمه فاسقاً من لا يزال مماريا، ويل أمه فاجراً، من لا يزال مخاصما، ويل أمه اثما،



[ صفحه 202]



من كثر كلامه في غير ذات الله.

96ـ [109] وقال عليه ا لسلام: الحسود لا ينال شرفاً، والحقود يموت كمداً، واللئيم يأكل ماله الأعداء، والذي خبث لا يخرج إلا نكدا.

97ـ [110] وقال عليه السلام: يكتفي اللبيب بوحي الحديث وينبو البيان عن قلب الجاهل، ولا ينتفع بالقول وان كان بليغاً مع سوء الاستماع، وحسن المنطق.

98ـ [111] وقال عليه السلام: أسعد الناس من جمع إلي حزمه عزماً في طاعة الله.

99ـ [112] وقال عليه السلام: أخذ الناس ثلاثا عن ثلاثة: أخذوا الصبر عن أيوب» والشكر عن نوح، والحسد من بني يعقوب.

100ـ [113] وقال عليه السلام: العقل دليل الهوي، والهوي



[ صفحه 203]



مركب المعاصي، والفقه [114] وعاء العمل، والدنيا سوق الآخرة والنفس تاجره، والليل والنهار رأس المال، والمكتسب الخسران هذا هو والله التجارة التي لا تبور، والبضاعة التي لا تخسر.

101ـ [115] وقال عليه السلام: الورع نظام العبادة، فاذا انقطع ذهبت الديانة، كما اذا انقطع السلك أتبعه النظام.

102ـ [116] وقال عليه السلام: الفكر مرآة تري المؤمن سيئاته فيقلع عنها وحسناته فيكثر منها، فلا تقع مقرعة التقريع عليه، ولا تنظر عين العواقب شزراً اليه.

(وسئل عن العصبية)

103ـ [117] فقال عليه السلام: العصبية التي يأثم صاحبها أن يري الرجل شرار قومه خيراً من شرار خيار قوم آخرين وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه، ولكن من العصبية أن يعين قومه علي الظلم.



[ صفحه 204]



104ـ [118] وقال عليه السلام: من أطعم مؤمن من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقي مؤمنا من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم، ومن كسي مؤمنا من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم، ومن كسي مؤمنا ثوبا كساه الله من الثباب الخضر، ولا يزال في ضمان الله عز وجل ما دام عليه منه سلك.

105ـ [119] وقال عليه السلام: أربع من كن فيه كمل اسلامه، ومحصت عنه ذنوبه، ولقي ربه عز وجل وهو عنه راض، من وفي ربه عز وجل بما يجعل علي نفسه للناس وصدق لسانه مع الناس، واستحي من كل قبيح عند الله وعند الناس، وحسن خلقه مع أهله.

(وسئل ما بال المتهجدين في الليل من أحسن الناس وجها؟)

106ـ [120] فقال عليه السلام: لأنهم خلوا بالله فكساهم الله من نوره.

(وعن زراة قال دخلت علي علي بن الحسين عليهما السلام)

107ـ [121] فقال عليه السلام: يا زرارة الناس في زماننا علي



[ صفحه 213]



آدم وحوا عليهما السلام حين قال الله عز وجل لهما (كلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) فاخذا ما لا حاجة بهما اليه، فدخل ذلك علي ذريتهما إلي يوم القيامة، فلذلك ان اكثر ما يطلب ابن آدم ما لا حاجة به اليه، ثم الحسد وهي معصية ابن آدم حين حسد اخاه فقتله فتشعب من ذلك حب النساء وحب الدنيا وحب الرياسة وحب الراحة وحب الكلام وحب العلو والثروة، فصرن بسبع خصال، فاجتمعن كلهن في الدنيا فقالت الانبياء والعلماء بعد معرفة ذلك حب الدنيا رأس كل خطيئة، والدنيا دنيا آن دنيا بلاغ ودنيا ملعونة.

132ـ [122] وقال عليه السلام: لا يقول رجل في رجل من الخير ما لا يعلم إلا أوشك أن يقول فبه من الشر ما لا يعلم، ولا يصطحب اثنان علي غير طاعة الا أوشكا ان يفترقا علي طاعة الله.

(وعن ثابت بن دينار قال قال: سألت علي بن الحسين عليهما السلام عن الله جل جلاله هل يوصف بمكان؟)

133ـ [123] فقال عليه: تعالي الله عن ذلك، قلت: فلم أسري



[ صفحه 214]



بنبيه محمد صلي الله عليه وآله السماء؟ قال ليريه ملكوت السماء والارض وما فيها من عجائب صنعه، ويدايع خلقه. قلت فقول الله عز وجل: (ثم دني فتدلي فكان قاب قوسين أو أدني) قال ذاك رسول الله صلي الله عليه وآله دنا من حجب النور، فرأي ملكوت السماوات ثم تدلي صلي الله عليه وآله فنظر من تحته إلي ملكوت الأرض حتي ظن انه في القرب من الأرض حتي ظن انه في القرب من الأرض كقاب قوسين أو أدني.

(وقيل له انت من أبر الناس فلا نراك توأكل مع أمك في صحفه [124] .

134ـ [125] فقال عليه السلام: أخاف أن تسير يدي إلي ما قد سبقت عينها اليه فاكون قد عققها.

(وان رجلا سأل عن يوم القيامة)

135ـ [126] فقال عليه السلام: اذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين وجمع ما خلق في صعيد واحد ثم نزلت ملائكة السماء



[ صفحه 215]



الدنيا وأحاطت بهم صفاً، ثم ضرب حولهم سرادق من نار، ثم نزلت ملائكة السماء الثانية وأحاطوا بالسرادق ثم ضرب حولهم سرادق من نار حتي نزلت ملائكة السماء الثالثة فاحاطوا بالسرادق ثم ضرب حولهم سرادق من نار حتي عد ملائكة سبع سماوات وسبع سرادقات.

فصعق الرجل، فلما أفاق قال يا ابن رسول الله اين علي وشيعته قال علي كثبان المسك [127] يؤتون بالطعام والشراب، قال لا يحزنهم ذلك.

136ـ [128] وقال عليه السلام: التارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كنابذ كتاب الله وراء ظهره، الا أن يتقي تقاه، فقيل وما تقاته؟ قال: يخاف جباراً عنيداً ان يفرط عليه أو أن يطغي.

137ـ [129] وقال عليه السلام: من أحبنا لله، نفعه حبنا ولو كان في جبل الديلم، ومن أحبنا لغير ذلك فان الله يفعل ما يشاء



[ صفحه 216]



ان حبنا أهل البيت يساقط عن العباد الذنوب كما يساقط الريح الورق من الشجر.

138ـ [130] وقال عليه السلام: ان المؤمن اذا حم حمي واحدة تناثرت الذنوب منه كورق الشجر، فان صار علي فراشه فانينه تسبيحه، وصياحه تهليل، وتقلبه علي فراشه كمن يضرب بسيفه في سبيل الله، فان أقبل يعبد الله بين اخوانه مغفوراً له، فطوبي له ان مات، وويل له ان عاد، والعافية أحب الينا.

139­ [131] وقال عليه السلام: من ختم القرآن بمكة لم يمت حتي يري رسول الله صلي الله عليه وآله ويري منزلته في الجنة، وتستيحه بمكة، يعمل خراج العراقيين ينفق في سبيل، ومن صلي بمكة سبعين عاماً فقرء بكل ركعة قل هو الله أحد وانا أنزلناه وآية الكرسي لم يمت إلا شهيداً، والطاعم بمكة كالصائم في ما سواه، والصائم تعد صيام سنة فيما سواها، والماشي بمكة كالصائم لله عز وجل.

140ـ [132] وقال عليه السلام: ليس الخوف من بكاء وان جرت



[ صفحه 217]



دموعه ما لم يكن له ورع يحجزه عن معاصي الله، وانما ذلك خوف كاذب.

141ـ [133] وقال عليه السلام: لا يفخر أحد علي أحد فانكم عبيد والمولي واحد.

142ـ [134] وقال عليه السلام: ان الدعاء والبلاء يترافقان الي يوم القيامة ان الدعاء ليرد البلاء وقد ابرهم ابرما [135] .

(وعن أبي الحسن عليه السلام [136] قال كان علي بن الحسين عليهما السلام).

143ـ [137] يقول: الدعاء يدفع البلاء النازل وما لم ينزل.

(ولقي الامام رجل فسبه)

144ـ [138] فقال عليه السلام: يا هذا ان بيني وبين جهنم عقبة ان انا جزتها فلا ابالي بما قلت، وان لم اجزها فانا اكثر مما تقول.

فاستحي الرجل وانكب علي قدميه وقال: اشهد انك ابن



[ صفحه 218]



رسول الله صلي الله عليه وآله.

(وكان الامام يطوف بالبيت وكان عبد الملك انذاك يطوف ولم يلتفت اليه، فقال عبد الملك من هذا الذي يطوف بين ايدينا، ولا يلتفت الينا فقيل له علي بن الحسين فقال له يا علي اني لست قاتل ابيك فما يمنعك من المسير الي).

145 ـ [139] فقال عليه السلام: ان قاتل ابي افسد بما فعله دنياه عليه وافسد ابي عليه اخرته، فان احببت ان تكون كهو فكن.

(وسئل عنه عليه السلام عن أفضل الاعمال)

146ـ [140] فقال عليه السلام: ان تقنع بالقوت وتلزم السكوت، وتصبر علي الاذية وتندم علي الخطيئة.

(وقال الزهري ان بعض اصحابه عليه السلام شكي اليه دينا، وقد عجز عن وفائه فاخذ عليه السلام يبكي فسأله الرجل عن بكائه).

147ـ [141] قال عليه السلام: وهل البكاء الا للمحن الكبار، وأي



[ صفحه 219]



محنة اكبر من ان يري الانساهن اخاه المؤمن في حاجة لا يتمكن علي قضائها وفي فاقة لا يطيق دفعها.

148ـ [142] وقال عليه السلام لخادمه: اذا اعطيت سائل فمره ان يدعو بالخير فان دعائه لا يرد.

149ـ [143] وقال عليه السلام: من قضي لاخيه حاجة فبحاجة الله بديء، وقضي الله له بها مائة حاجة في احديهن الجنة.

150ـ [144] وكان يقول عليه السلام: اللهم اني اعوذ بك ان تحسن في لوامع العيون علانيتي، وتقبح في خفيات العيون سريرتي، اللهم كما اسأت واحسنت الي، فاذا عدت فعد علي.

(ومر عليه السلام علي الحسن البصري وهو يعظ الناس بمني)

151ـ [145] فقال عليه السلام: يا هذا اسألك عن الحال التي أنت



[ صفحه 220]



عليها مقيم، اترضاها لنفسك فبما بينك وبين الله تعالي اذا نزل بك الموت قال: لا فقال عليه السلام: افتحدث نفسك بالتحول والانتقال من الحال التي لا ترضاها لنفسك الي الحال التي ترضاها.

فاطرق الحسن البصري مليا، ثم قال: اني اقول ذلك بلا حقيقة، فقال عليه السلام افترجو نبيا بعد محمد صلي الله عليه وآله تكون لك معه سابقة قال: لا فقال عليه السلام افترجو داراً غير الدار التي انت أنت فيها ترد اليها فتعمل، قال لا فقال عليه السلام: ارأيت احداً به مسكة عقل رضي لنفسه من نفسه بهذا، انك علي حال لا ترضاها، ولا تحدث نفسك بالانتقال الي حال ترضاها علي حقيقة ولا تجروا نبيا بعد محمد صلي الله عليه وآله ولا دار غير الدار التي انت فيها فترد اليها وتعمل فيها، وانت تعظ الناس، ثم انصرف عليه السلام عنه فسأ ل الحسن البصري، قيل انه علي بن الحسين عليه السلام.

فقال: هو من أهل بيت علم، وارتفع عن الوعظ.

152ـ [146] وقال عليه السلام: من اهتم بمواقيت الصلوة لم تستكمل له لذة الدنيا.

153ـ [147] وقال عليه السلام: لينفق الرجل بالقصد، وبلغة الكفاف



[ صفحه 221]



ويقدم الفضل منه لاخوته فان ذلك ابقي النعمة، واقرب إلي المزيد الي الله تعالي، وانفع في العافية.

154ـ [148] وقال عليه السلام: من المنجيات القصد في الغني والفقر.

155ـ [149] وقال ع ليه السلام: أحب السبيل الي الله جرعتان: جرعة غيض يردها بحلم وجرعة مصيبة يردها بصير.

156ـ [150] وقال عليه السلام: اني احب ان أقدم علي ربي تعالي، وعملي مستوي.

157ـ [151] وقال عليه السلام: الدعاء بعد ما ينزل البلاء لا ينتفع به.

158ـ [152] وقال عليه السلام: لو مات مؤمن ما بين المشرق والمغرب لما استوحشت بعد ان يكون القرآن معي.

(وقال قاسم بن عوف: كنت أأتي علي بن الحسين عليه السلام مرة ومحمد بن الحنفية مرة فلقيني علي بن الحسين عليهما السلام)



[ صفحه 222]



159ـ [153] فقال لي: اياك ان تاتي اهل العراق فتخبرهم ما استودعناك علما، فانا والله ما فعلنا ذلك واياك ان تترأس بنا فيضعك الله، واياك ان تستأكل بنا فيزيدك الله فقراً.

واعلم انك تكون ذنباً في الخير خير لك من ان تكون رأساً في الشر.

واعلم ان من يحدث عنا بحديث سألناه يوماً فان حدث صدقا كتبه الله صديق، وأن حدث كذبا، كتبه الله كذاباً.

واياك ان تشد راحلة ترحلها فانما هيهنا تطلب العلم حتي يمضي لكم بعد موتي سبع حجج.

ثم يبعث الله لكم غلاما من ولد فاطمة عليها السلام تنبث الحكمة في صدره، كما ينبث الطل الزرع.

قال ولما مضي علي بن الحسين عليهما السلام حسبنا الايام والجمع والشهور والسنين فما زاد يوما ولا نقص، حتي تكلم محمد بن علي بن الحسين باقر العلم عليه السلام.

(وسمع عليه السلام ناعية في بيته، وعنده جماعة فنهض إلي منزله، ثم رجع الي مجلسه، فقيل له امن حدث كانت الناعية



[ صفحه 223]



قال نعم فعزوه وتعجبوا من صبره.

160ـ [154] فقال عليه السلام: أنا أهل بيت نطيع الله فيما نحب، ونحمد فيما نكره.

161ـ [155] وكان يقول عليه السلام:



عتبت علي الدنيا وقلت إلي متي

اكـابد بـؤساً همه ليس ينجلي



اكل كريـم من علي نجاره [156]

يروح علـيه المـاء غير محلل



فقالت نعم يا بن الحسين رميتكم

بسهمي عناداً منذ طلقني علي [157] .



162ـ [158] وقال عليه السلام: موت الفجأة تخفيف علي المؤمن



[ صفحه 224]



واسف علي الكافر ان المؤمن ليعرف غاسله وحامله، فان كان له عند ربه خير ناشد حملته وان كان غير ذلك ناشدهم ان يقصروا به.

(ولقي الحسن البصري الامام السجاد عليه السلام)

163ـ [159] فقال عليه السلام له: يا حسن اطع من احسن اليك، وان لم تطعه فلا تعص له أمراً، وان عصيته فلا تأكل له رزقا، وان عصيته واكلت رزقه وسكنت داره فاعد له جوابا، وليكن صوابا.

164ـ [160] وقال عليه السلام: من لزم الصمت هابته العيون، وحسنت فيه الظنون.

165ـ [161] وقال عليه السلام: العالم بالظلم، والمعين له، والراضي به شركاء ثلاثة.

(وعن ابي حمزة الثمالي قال رأيت علي بن الحسين عليهما السلام وقد سقط رداءه عن منكبه فلم يسوه حتي فرغ من صلواته



[ صفحه 225]



فقلت له في ذلك)

166ـ [162] فقال عليه السلام: ويحك اتدري بين يدي من كنت ان العبد لا تقبل منه صلوة الا ما اقبل فيها. فقلت جعلت فداك اذن هلكنا.

فقال عليه السلام: كلا ان الله يتم ذلك بالنوافل.

167ـ [163] قال عليه السلام: المرء يفسد الصداقة البعيدة، ويحل العقدة الوثيقة واقل ما فيه ان تكون به المغالبة، والمغالبة من امتن اسباب القطيعة.

(ورأي الزهري علي بن الحسين عليهما السلام في ليلة باردة ممطرة وعلي ظهره دقيق يريد ان يتدق به علي الفقراء وقال يا بن رسول الله ما هذا).

168ـ [164] وقال عليه السلام: اريد سفراً عدد له زاداً احمله إلي موضع حريز.

قال فهذا غلامي يحمله عنك فابي، فقال انا احمله عنك فاني أرفعك عن حمله.



[ صفحه 226]



قال عليه السلام: لكني لا ارفع نفسي عما ينجيني في سفري ويحسن ورودي علي ما ارد عليه، أسئلك بحق الله لما مضيت بحاجتك وتركني.

فلما كان بعد ايام قال: يا بن رسول الله صلي الله عليه وآله لست اري لذلك السفر الذي ذكرته اثراً.

قال عليه السلام: بلي يا زهري ليس ما ظننت، ولكنه الموت وله استعد، انما الاستعداد للموت تجنب الحرام، وبذل الندي في الخير.

169ـ [165] قال عليه السلام: من وصف ببذل نفسه لطلابه لم يكن سخيا وانما السخي من يبتدي بحقوق الله في اهل طاعته، وتنازعه نفسه الي حب الشكر له اذا كان يقينه بثواب الله تاماً.

(وعن الثمالي انه سمع علي بن الحسين عليه السلام)

170ـ [166] يقول لمولاه: لا يعبر علي بابي سائل الا أطعمتموه فان اليوم يوم الجمعة قلت له: ليس كل من يسئل مستحقاً.

فقال عليه السلام: اخاف ان يكون بعض من يسئلنا محقا فلا تطعمه ونرده فنزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب.



[ صفحه 227]



171ـ [167] وقال عليه السلام: اذا اراد الله بعبد خيراً اخذ فيه بعقول الرجال حتي ينفذ امره فيهم ثم يرد اليهم عقولهم، الا تري الي الرجل يقول فعلت كذا وكذا وليس معي عقلي.

(ومر عليه السلام علي رجل يدعو الله ان يرزقه الصبر)

172ـ [168] فقال عليه السلام: لا تقل هذا وسل الله العافية والشكر علي العافية فان الشكر علي العافية، خير من الصبر علي البلاء.

173ـ [169] وقال عليه السلام: البلاء والفقر اسرع الي محبينا من ركض البراذين، ومن السيل الي صمرة وهو منتهاه، ومن قطر السماء إلي الارض ولولا ان تكونوا كذلك لعلمنا انكم لستم منا، بنا يجبر يتيمكم وبنا يقضي دينكم وتغفر ذنوبكم.

174ـ [170] وقال عليه السلام: من زار اخاه في الله طلبا لانجاز موعد الله شيعه سبعون الف ملك، وهتف به هاتف من خلف الا طبت، وطابت لك الجنة، فاذا صافحه غمرته الرحمة.

(وسمع عليه السلام رجلا يقول اللهم اغنني من خلقك)



[ صفحه 228]



175ـ [171] فقال عليه السلام له: لا تقل هذا فان الناس بالناس ولكن قل اللهم اغني عن شرار خلقك.

176ـ [172] وقال عليه السلام: كفي بالمرء عيبا ان يبصر من الناس ما يعمي عليه من نفسه، او يؤذي جليسه بما لا يعنيه.

(وقال له رجل اني احبك في الله حبا شديد فنكس عليه السلام رأسه)

177ـ [173] ثم قال عليه السلام: اللهم اني اعوذ بك ان احب فيك وانت لي مبغض، وقال لذلك الرجل: احبك للذي تحبني فيه.

178ـ [174] وقال عليه السلام: طوبي لمن طاب خلقه، وطهرت سجيته، وصلحت سريرته، وحسنت علانيته، وانفق الفضل من ماله، وامسك الفضل من قوله وانصف الناس من نفسه.

179ـ [175] وقال عليه السلام: من اطعم مؤمناً حتي يشبعه لم يدر أحد من خلق الله ما له من الاجر في الآخرة لا ملك مقرب



[ صفحه 229]



ولا نبي مرسل الا الله رب العالمين، ثم قال من موجبات المغفرة اطعام المؤمن السغبان، ثم تلا قوله تعالي (او اطعام في يوم ذي مسبغة يتيماً ذا مقربة او مسكينا ذا متربة)

180ـ [176] وقال عليه السلام: من سره ان يمد الله في عمره، وان يبسط له في رزقه فليصل رحمه، فان الرحم لها لسان يوم القيمة يقول: يا رب صل من وصلني، واقطع من قطعني فالرجل ليري بسبيل خير اذ اتته الرحمة التي قطعها فتهوي به الي اسفل قعر في النار.

181ـ [177] وقال عليه السلام: لا تحلفوا الا تحلفوا الا بالله، ومن حلف بالله فليرض ومن حلف بالله فلم يرض فليس من الله.

182ـ [178] وقال عليه السلام: من كفل لنا يتيماً قطعته عنا محنتنا باستتارنا فواساه من علومنا التي سقطت اليه حتي ارشده وهداه قال الله تعالي: ايها العبد الكريم المواسي انا اولي بالكرم منك اجعلوا له يا ملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه الف الف قصر وضموا اليه ما يليق بها من سائر النعم.



[ صفحه 230]



(وقيل له عليه السلام أي الاعمال أفضل)

183ـ [179] فقال عليه السلام: الحال المرتحل، فقيل له وما ذاك قال هو فتح القرآن، وختمه، فانه كلما جاء باوله ارتحل باخره، ولقد قال رسول الله صلي الله عليه وآله من اعطاه الله القرآن فرأي ان رجلا اعطي افضل بما اعطاه الله فقد صغر عظيماً وعظم صغيراً.

184ـ [180] وقال عليه السلام: أحق الناس بالاجتهاد والورع والعمل بما عند الله ويرضاه الانبياء واتباعهم.

185ـ [181] وقال عليه السلام: ليس لك أن تقعد مع من شئت لان الله تعالي يقول: (واذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم حتي يخوضوا في حديث غيره، واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكري مع القوم الظالمين) [182] وليس لك أن تتكلم بما شئت لان الله يقول [183] : (ولا تقف ما ليس لك به علم) وقال رسول الله صلي الله عليه وآله: رحم الله عبداً قال



[ صفحه 231]



خيراً فغنم أو صمت فسلم، وليس لك ان تسمع ما شئت لأن الله يقول: (ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا).

186ـ [184] وقال عليه السلام: اذا تكلفت عناء الناس كنت اغواهم

187ـ [185] وقال عليه السلام: من قضي لاخيه حاجة قضي الله له مائة حاجة، ومن نفس عن أخيه كربة نفس الله عنه كربة يوم القيامة بالغاً ما بلغت، ومن اعانه علي ظالم له اعانة الله علي اجازة الصراط عند دحض الاقدام، ومن سعي له في حاجة حتي قضاها له، فسر بقضائها كان كادخال السرور علي رسول الله صلي الله عليه وآله، ومن سقاه من ظما سقاه الله من الرحيق المختوم ومن اطعمه من جوع اطعمه الله من ثمار الجنة، ومن كساه من عري كساه الله من استبرق وحرير، ومن كساه من غير عري لم يزل في ضمان الله ما دام علي المكسي من الثوب سلك، ومن كفاه بما اهمه اخدمه الله الولدان ومن حمله علي راحلة بعثه الله يوم القيمة علي ناقة من نوق الجنة يباهي به الملائكة، ومن كفنه عند موته كساه الله يوم ولدته امه الي يوم يموت،



[ صفحه 232]



ومن زوجه زوجة يأنس بها، ويسكن اليها انسه الله في قبره بصورة أحب اهله، ومن عاده في مرضه حفته الملائكة تدعوا له حتي ينصرف، وتقول: طبت وطابت لك الجنة، والله لقضاء حاجته أحب الي الله من صيام شهرين متتابعين باعتكافهما في الشهر الحرام.

189ـ [186] وقال عليه السلام: ما من شيء احب إلي الله من أن يسئل.

190ـ [187] وقال عليه السلام: اني اكره للرجل ان يعافي في الدنيا فلا يصيبه شيء من المصائب.

191ـ [188] وقال عليه السلام: لينفق الرجل بالقصد، وبلغه الكفاف ويقدم الفضل منه لاخوته، فان ذلك ابقي للنعمة، وأقرب الي المزيد من الله تعالي، وانفع في العاقبة.

192ـ [189] وقال عليه السلام: عن المنجيات القصد في



[ صفحه 233]



الغني والفقر.

193ـ [190] وقال عليه السلام: ما يوضع في ميزان امرء يوم القيمة افضل من حسن الخلق.

194ـ [191] وقال عليه السلام: وددت اني اتديت خصلتين في الشيعة لنا ببعض ساعدي، وهما النزق [192] وقلة الكتمان.

195ـ [193] وقال عليه السلام: اذا التاجران صدقا وبرا بورك لهما واذا كذبا وخانا لم يبارك لهما.

196ـ [194] وقال عليه السلام: اياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا لله.

197ـ [195] وقال عليه السلام: ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم، من جحد اماماً من الله، أو ادعي اماماً من غير الله، أو زعم ان لفلان وفلان نصيبا في الاسلام.



[ صفحه 234]



198ـ [196] وقال عليه السلام لرجل: ايما أحب اليك صديق كلما رأك أعطاك بدرة دنانير، أو صديق كلما رأك نصرك لمصيدة من مصايد الشيطان، وعرفك ما تبطل به كيدهم، وتخرق شبكتهم وتقطع حبائلهم.

فقال: بل صديق كلما رأني علمني كيف اخزي الشيطان عن نفسي فادفع عني بلاءه.

قال عليه السلام فايهما أحب اليك استنقاذك أسيراً مسكيناً من ايدي الكافرين، أو أستنقاذك أسيراً مسكيناً من أيدي الناصبين فقال يا بن رسول الله سل الله ان يوفقني للصواب في الجواب فقال عليه السلام اللهم وفقه، فقال بل استنقاذي المسكين الاسير من ايدي الناصبين فانه توفير الجنة عليه، وانقاذه من النار وذلك توفير الروح عليه في الدنيا، ودفع الظلم عنه فيها، والله يعوض هذا المظلوم باضعاف ما لحقه من الظلم، وينتقم من الظالم بما هو عادل بحكمه، فقال عليه السلام: وفقت لله ابوك اخذته من جوف صدري لم تخرم ما قاله رسول الله صلي الله عليه وآله حرفاً.



[ صفحه 235]



199ـ [197] وقال عليه السلام: ان الله أخفي أربعة في أربعة، اخفي رضاه في طاعته، فلا تستصغرن شيئاً من طاعته فربما وافق رضاه، وأنت لا تعلم، واخفي سخطه في معصيته فلا تستصغرن شيئاً من معصيته فربما وافق سخطه وانت لا تعلم، واخفي اجابته في دعوته فلا تستصغرن شيئاً من دعائه فربما وافق اجابته وانت لا تعلم، واخفي وليه في عباده فلا تستصغرن عبداً من عبيد الله فربما يكون وليه وأنت لا تعلم.

(وقال له رجل اني مبتلي بالنساء فازني يوما واصوم يوما فيكون ذا كفارة لذا)

200ـ [198] فقال عليه السلام: ليس شيء أحب الي الله من أن يطاع، ولا تزني ولا تصوم.

201ـ [199] وقال عليه السلام: يحشر الناس يوم القيامة أعري ما يكون وأجوع ما يكون واعطش ما يكون فمن كسي مؤمنا في الدنيا كساه الله من حلل الجنة، ومن أطعم مؤمنا في دار الدنيا



[ صفحه 236]



اطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقي مؤمنا في دار الدنيا شربة سقاء الله من الرحيق المختوم.

202ـ [200] وقال عليه السلام: لابنه يا بني ان الله لم يرضك الي فاوصاك لي، ورضيني لك، فلم يوصني بك.

(وسئل منه عليه السلام ما هذا الاثر الذي نراه في ظهر أبيك فبكي طويلا)

203ـ [201] فقال عليه السلام: هذا اثرها مما كان يحمل قوتا علي ظهره إلي منازل الفقراء والارامل واليتامي والمساكين، وانه



[ صفحه 237]



كان ينقل لهم طعاما في جراب وينقله الي دورهم طول ليلته، وكانت نفقته سراً لا جهراً، لان صدقة السر تطفيء غضب الرب.

(وعن ابي حازم قال رجل لزين العابدين عليه السلام تعرف الصلوة فحملت عليه)

204ـ [202] فقال عليه السلام: مهلا يا ابا حازم فان العلماء هم الحلماء الرحماء، ثم واجه السائل فقال عليه السلام: نعم اعرفها فسئله عن افعالها وتروكها وفرايضها ونوافلها، حتي بلغ قوله: ما افتتاحها. قال التكبير، قال ما برهانها قال القرائة قال ما خشوعها قال النظر الي موضع السجود قال ما تحريمها قال قال التكبير قال ما تحليلها قال التسليم، قال ما جوهرها قال التسبيح قال ما شعارها قال التعقيب قال ما تمامها قال الصلوة علي محمد وآله محمد، قال ما سيب قبولها قال ولا يتنا والبرائة من اعدائنا. قال ما تركت لأحد حجة ثم نهض يقول: (الله اعلم حيث يجعل رسالته).

(وعن القاسم بن عبد الرحمن الانصاري قال سمعت



[ صفحه 238]



أبا جعفر عليه السلام يقول: ان رجلا جاء الي علي بن الحسين عليهما السلام فقال اخبرني عن قول الله عز وجل: (والذين في أموالهم حق معلوم) ما هذا الحق المعلوم؟

205ـ [203] فقال علي بن الحسين عليه السلام: الحق المعلوم الشيء يخرجه الرجل من ماله ليس من الزكوة ولا من الصدقتين المفروضتين قال واذا لم يكن من الزكوة ولا من الصدقة، فما هو قال الشيء يخرجه الرجل من ماله ان شاء اكثر، وان شاء أقل علي قدر ما يملك. فقال الرجل فما يصنع به فقال عليه السلام: يصل به رحما ويقوي ضعيفا ز ويحمل به كلا [204] ويصل به اخا له في الله أو لنائبه تنوبه.

فقال الرجل: الله اعلم حيث يجعل رسالته.

206ـ [205] وقال عليه السلام: النجدة الاقدام علي الكريهة، والصبر عند النائبة، والذب عن الاخوان



[ صفحه 239]



207ـ [206] وقال عليه السلام: استتمام المعروف، افضل من ابتدائه.

208ـ [207] وقال عليه السلام: غريبتان كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها فانه لا حكيم إلا ذو عسرة وتجربة.

209ـ [208] وقال عليه السلام: اذا نصح العبد لله تعالي في سره اطلعه الله تعالي علي مساوي عمله فتشاغل بذنوبه عن معايب الناس وكان اذا توضأ اصفر وجهه فيقول اهله ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء.

210ـ [209] فيقول عليه السلام: اتدرون بين يدي من أريد ان اقوم.

211ـ [210] وقال عليه السلام: كيف يكون صاحبكم من اذا فتحتم كيسه فاخذتم فيه حاجتكم فلم ينشرح لذلك.



[ صفحه 240]



(وشكي اليه الجعفي جابر بن يزيد من جور بني أمية واتباعهم: انهم قد قتلونا، ولعنوا مولانا أمير المؤمنين عليه السلام علي المنابر والمنارات والاسواق والطرقات حتي انهم يجتمعوا في مسجد رسول الله صلي الله عليه وآله فيلعنون عليا علانية ولا ينكر أحد ذلك، فاذا قام أحد ينكره اخذوه وقالوا هذا رافضي ابو ترابي وجاؤا به إلي أميرهم ويقولون هذا ذكر ابا تراب ثم بعدئذ قتلوه، فلما سمع الامام عليه السلام ذلك حتي نظر الي السماء.

212ـ [211] فقال عليه السلام: سبحانك سيدي ما أحلمك، واعظم شأنك في حلمك وأعلي سلطانك، يا رب قد مهلت عبادك في بلادك حتي ظنوا انك مهلتهم ابداً، وهذا كله بعينك لا يغالب قضاؤك، ولا يرد المحتوم من تدبيرك كيف شئت وأنت اعلم به منا.

213ـ [212] وقال عليه السلام: اذا قدرت علي عدوك فاجعل العفو شكراً للقدرة عليه فان العفو عن قدرة فضل من الكرم.



[ صفحه 241]



214ـ [213] وقال عليه السلام: العفو زكاة الظفر، وأولي الناس بالعفو اقدرهم للعقوبة.

(وقيل له ما الموت)

215ـ [214] فقال عليه السلام: للمؤمن كنزع ثياب وسخة، وسخط قملة، وفك قيود، واغلال ثقيلة، والاستبدال بافخر الثياب، واطيبها روائح، وأوطي المراكب، وأنس المنازل، وللكافر كخلع ثياب فاخرة والنقل عن منازل انيسة والاستبدال باوسخ الثياب واثخنها [215] وأوحش المنازل واعظم العذاب.

(وعن الزهري قال: سمعت علي بن الحسين (عليه السلام)

216ـ [216] يقول: من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه علي الدنيا حسرات، والله ما الدنيا وما الآخر، ثم تلا قوله تعالي: (اذا وقعت الواقعة) ـ يعني القيامة ـ (ليس لوقعتها كاذبة خافضة) خفضت والله أعداء الله إلي النار (ورافعة) رفعت والله أولياء الله



[ صفحه 242]



الي الجنة.

ثم أقبل علي رجل من جلسائه فقال له: اتق الله وأجمل في الطلب ولا تطلب ما لم يخلق، فان من طلب ما لم يخلق تقطعت نفسه حسرات، ولم ينل فاطلب، ثم قال: كيف ينال ما لا يخلق؟

فقال الرجل: فكيف يطلب ما لم يخلق؟

فقال عليه السلام: من طلب الغني والاموال في الدنيا، فانما يطلب ذلك للراحة، والراحة لم تخلق في الدنيا، ولا لأهل الدنيا، انما خلقت الراحة في الجنة ولأهل الجنة والتعب والنصب خلقا في الدنيا ولأهل الدنيا، وما أعطي أحد منها حقه إلا اعطي من الحرص مثلها، ومن اصاب من الدنيا كان فيها أشد فقراً، لانه يفتقر إلي الناس في حفظ أمواله، ويفتقر الي كل آلة من آلات الدنيا، فليس في غني الدنيا راحة، ولكن الشيطان يوسوس الي ابن آدم، ان له في جميع ذلك المال راحة، وانما يسوقه الي التعب في الدنيا للدنيا.

ثم قال عليه السلام: كلا ما تعب اولياء الله في الدنيا للدنيا، بل تعيوا في الدنيا للاخرة، الا ومن اهتم لرزقه كتب عليه الخطيئة، كذلك قال المسيح للحواريين: انما الدنيا قنطرة فاعبروها



[ صفحه 243]



ولا تعمروها. (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبنيان).

217ـ [217] وقال عليه السلام: من كان عنده فضل ثوب فعلم ان بحضرته مؤمن يحتاج اليه، فلم يدفعه اليه اكبه الله علي منخريه في النار.

218ـ [218] وقال عليه السلام: ما من عبد مؤمن تنزل به بلية فيصبر ثلاثا لا يشكو إلي أحد كشف الله عنه.

219ـ [219] وقال عليه السلام: الانسان اذا لبس الثوب اللين طغا، ومن أحب حلاوة الايمان فليلبس الصوف.

220ـ [220] وقال عليه السلام: طالب العلم اذا خرج من منزله لم يضع رجليه علي رطب ولا يابس من الارض الا سبحت له إلي الارضين السابعة.

221ـ [221] وقال عليه السلام: قضاء حاجة الاخوان احب الي الله تعالي من صيام شهرين متتابعين، واعتكافهما في المسجد الحرام.



[ صفحه 244]



222ـ [222] وقال عليه السلام: معطي الصدقة اذا قبل يده عندما يدفع الصدقة الي الفقير وقعت في يد الله قبل ان تقع في يد السائل.

223ـ [223] وقال عليه ا لسلام: من عاد مؤمنا في مرضه حفته الملائكة ودعت له حتي ينصرف تقول له طبت وطابت له الجنة.

224ـ [224] وقال عليه السلام: ما اختلج عرق ولا صدع مؤمن قط الا بذنبه، وما يعفو الله عنه اكثر.

225ـ [225] وقال عليه السلام: ما دخل قلب امرء شيء من الكبر الا نقص من عقله مثل ما دخله.

226ـ [226] وقال عليه السلام: ليس شيء في الدنيا اعون من الاحسان الي الاخوان.

227ـ [227] وقال عليه السلام: اعرف المودة من قلب اخيك، بما



[ صفحه 245]



من قلبك.

228ـ [228] وقال عليه السلام: من رضي بالقليل من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل.

229ـ [229] وقال عليه السلام: جيران الله الذين يتزاورون في الله، ويتجالسون في الله ويبذلون مالهم في الله تعالي.

230ـ [230] وقال عليه السلام: اياكم وصحبة العاصيين، ومعونة الظالمين.

231ـ [231] وقال عليه السلام: الرزق الحلال قوت المصطفين.

232ـ [232] وقال عليه السلام: للمسرف ثلاث علامات يأكل ما ليس له، ويلبس ما ليس له ويشتري ما ليس له.

233ـ [233] وقال عليه السلام: من عبد الله فوق عبادته اتاه الله فوق كفايته وامانيه.



[ صفحه 246]



234ـ [234] وقال عليه السلام: لم أر مثل التقدم في الدعاء فان العبد ليس تحضره الاجابة، في كل وقت.

(وعن ابراهيم بن محمد قال سمعت من السجاد عليه السلام ليلة من الليالي هذه المناجات)

235ـ [235] يقول: الهنا وسيدنا ومولانا، لو بكينا حتي تسقط اشفارنا، وانتحبنا حتي تنقطع اصواتنا، وقمنا حتي يتبس اقدامنا، وركعنا حتي تنخلع اوصالنا وسجدنا حتي تقفا احداقنا، واكلنا تراب الارض طول اعمارنا، وذكرناك حتي تكل السنتنا ما استوجبنا بذلك نحو سيئة من سيئاتنا.



[ صفحه 247]




پاورقي

[1] الوافي ج1 ص 81 ط ايران للفيض والامام زين العابدين ص 31 ط نجف للمقرم.

الصمد فعيل بمعني مفعول من صمد اليه اذا قصده، وهو السيد الذي يصمد المقصود اليه في الحوائج فهو عبارة عن وجوب الوجود والاستغناء المطلق، واحتياج كل شيء في جميع اموره اليه اي الذي يكون عنده ما يحتاج اليه كل شيء ويكون رفع حاجة الكل اليه، ولم يفقد في ذاته شيئاً مما يحتاج اليه الكل واليه يتوجه كل شيء بالعبادة والخضوع وهو المستحق لذلك كما في مرأة العقول للعلامة المجلسي ره.

[2] بحار الانوار 17 ص 216 ط ايران للمجلسي.

قال النبي الاعظم (ص) عجبا كل العجب للمختال الفخور انما خلق من نطفة ثم يعود الي جيفة، وهو بين ذلك لا يدري ما يفعل به كما في مرآة العقول ص 315 ج2 وقال علي عليه السلام: ابن ادم اوله اوله نطفة مذرة ـ الخبيثة الفاسدة ـ وآخره جيفة قذره، وهو في بينهما يحمل العذرة، كما في الكشكول ط قم ج2 ص 377 للبهائي وقال الجواد (عليه السلام): عجبا للمختال الفخور، انما خلق من نطفة ثم يعود جيفة وهو فيما بين ذلك لا يدري ما يصنع كما في اصول الكافي بهامش مرآة العقول ج2 ص 315 ط ايران للمجلسي والامام زين العابدين ص 208 وقد نظمها بعض الشعراء كما في غرر الخصائص ص 45 للوطواط:



عجبت من معجب بصورته

وكان مـن قبـل نطفة قذرة



وفي غد بعد حسن صورته

يصير في الارض جيفة قذرة



وهـو علي عـجبه ونخوته

ما بـيـن هذين يحمل العذرة.

[3] حلية الاولياء ج3 ص 134 ط مصر لابي نعيم وتذكرة الخواص ص 332 لابن الجوزي وصفوة الصفوة ج2 ص 53.

[4] انوار البهية ص 53 للقمي ط ايران.

[5] معاني الاخبار للصدوق ص 78 باب 136 وناسخ التواريخ ج3 ص 70 من احواله (عليه السلام) ط ايران.

[6] البحار ج17.

[7] حلية الاولياء ج3 ص 134 لابي نعيم وصفوة الصفوة ج2 ص 53.

[8] البحار ج17 ص 159 وحلية الاولياء ج3 ص 135.

[9] ارشاد القلوب ج1 ص 18 ط ايران للديلمي.

[10] اصول الكافي ص 448.

[11] مشكاة الانوار ص 333 لابي الفضل الطبرسي.

[12] البحار ج17 للمجلسي.

[13] مشكاة الانوار ص 222 ط نجف.

[14] جامع الاخبار لمحمد بن محمد الشعيري.

[15] كشف الغمة للأربلي.

[16] منتهي الآمال ج 2 للقمي ط طهران.

[17] مشكوة الانوار لابي الفضل الطبرسي.

[18] الامالي للصدوق.

[19] كتاب الغايات لابن الرازي ط في طهران اخيراً.

[20] ارشاد القلوب ج1 ص 112 ط ايران للديلمي.

[21] البحار ج 17 ص 154.

[22] البحار ج 17.

[23] البحار ج 17.

[24] البحار ج 17.

[25] الكنف بالتحريل الجانبة والناصبة والا كتاب الجوانب والنواحي ومنه الخبر فاضلكم اخاسئكم اخلاقا الموطؤن الا كنافا وفي الدعاء اللهم اجعلني في كنفك اي في حرزك (مجمع البحرين للطريحي).

[26] البحار ج17.

[27] البحار ج17.

[28] نزهة الناظر ص 32 للحلواني.

[29] البحار ج17 ص 60.

[30] في الحديث ان الله حرم الجنة علي كل فحاش بذي البذي علي السفيه من قولهم بذا علي القوم يبذو بذا بالفتح والمد سفه عليهم وافحش في منطقه وان كان صادقا فيه ولعلهما في الحديث واحد مفسر بالاخر كما في (مجمع البحرين).

[31] البحار ج17 للمجلسي.

[32] البحار ج17.

[33] البحار ج17.

[34] البحار ج17.

[35] البحار ج 17.

[36] مشكاة الانوار للطبرسي ص 210.

[37] مشكاة الانوار ص 210 ط نجف.

[38] الخصال لآبن بابويه الصدوق ج1 ص159 ط ايران والغايات لابن الرازي ص 96 ط طهران وتفسير البرهان للسيد البحراني ج2 ص 752 ط طهران.

[39] جامع الاخبار لمحمد بن محمد الشعيري.

[40] راجع فقه اللغة للثعالبي تجد كثيراً من الأمثلة.

[41] الفصول المهمة لابن الصباغ ص 77 والاتحاف ص 50 للشبزواري ط مصر ومطالب السؤال لابن طلحة. وحلية الاولياء ج3 ص 184 ط مصر لابن نعيم وصفوة الصفوة ج2 ص 57.

[42] البحار ج17 ص 160 نقلا عن الاختصاص للمفيد طبع اخيراً.

[43] وقد اخذ من هذه الجملة ابو بكر بن عياش الخياط الاسدي من علمان الحديث في القرن الثاني حيث قال: مسكين محب الدنيا يسقط منه درهم فيظل نهاره يقول: انا لله وانا اليه راجعون وينقض عمره ودينه ولا يحزن عليهما. انظر هدية الاحباب للقمي.

[44] البحار ج17 ص 16.

[45] نفس المصدر والجلد والصفحة.

[46] نفس المصدر.

[47] نفس المصدر ج 17 ص 153.

[48] نفس المصدر.

[49] بحار الانوار ج 17 ص 154.

[50] نفس المصدر.

[51] نفس المصدر.

[52] نفس المصدر.

[53] نفس المصدر.

[54] نفس المصدر.

[55] استدراج الله العبد كلما جدد خطيئة جدد سبحانه له نعمة وانساه الاستغفار قاله في القاموس وذكر الالوسي في روح المعاني ج9 ص 129 عند قوله تعالي: (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) معناه فتح النعيم عليهم فيانسون بلذات الدنيا وما اعطوا فيها فينسون الموت ويتمادون في الطغيان فياخذهم سبحانه علي حين غفلة وغرة. وفي اصول الكافي في باب الاستدراج وحديث في هذا المعني المجلسي.

[56] مشكلات العلوم ص 25 ط ايران للنراقي.

[57] البحار ج17 قال المجلسي: يريد ان السيئة بواحدة والحسنة بعشرة.

[58] نور الابصار ص 143 ط مصر للشبلنجي والكافي ص 495 والبحار ج17 ص 153.

[59] البحار ج17 ص 153.

[60] البحار ج 17 ص 155.

[61] البحار ج 17 والكافي للكليني.

[62] البحار ج17 ص 159 وحلية الاولياء ج3 ص 134 باختلاف.

[63] حلية الاولياء ج3 ص 134 لابي نعيم.

[64] اشر: اي بطر ومرح.

[65] البحار ج 17 ص 160.

[66] بحار الانوار ج 17.

[67] البحار ج 17.

[68] نفس المصدر والجلد.

[69] البحار ج 17.

[70] البحار ج 17.

[71] وفي بعض النسخ واستنماء. واستثمار المال اي استنمائه بالتجارة والمكاسب دليل تمام الانسانية وموجب له ايضاً لانه لا يحتاج إلي غيره ويتمكن من أن يأتي، بما يليق به كما في (مرأة العقول للمجلسي).

[72] البحار ج 17.

[73] البحار ج 17.

[74] غرر الفوائد ودرر القلائد المسمي بالامالي ج2 ص 162 ط مصر للشريف المرتضي.

[75] البحار ج17 ص 160.

[76] البحار ج17.

[77] تفسير مقتنيات الدرر للسيد مير علي المفسر ج 12 ط طهران.

[78] البحار ج17.

[79] البحار ج17.

[80] ارشاد القلوب ج1 ص 168 للديلمي.

[81] اصول الكافي ص 24.

[82] المهجة: دم القلب خاصة، والجمع مهج، واللجج جمع اللجة وهي معظم الماء.

[83] جامع الاخبار لمحمد بن محمد الشعيري.

[84] الفصول المهمة ص 188 لابن الصباغ المالكي.

[85] حلية الاولياء ج3 ص 138 والبيان والتبيين ج2 ص 59 ط ثاني للجاحظ.

[86] البحار ج1 ص 90 وبصائر الدرجات للصفار.

[87] البحار ج2 وتفسير العياشي.

[88] البحار ج7 وتفسير العياشي.

[89] اثبات الوصية ص 147 للمسعودي.

[90] تاريخ اليعقوبي ج3 ص 37.

[91] تاريخ اليعقوبي ج3 ص 37 ط نجف.

[92] يقول: النحوي في تخميسه للمقصورة ص 52 ط بغداد:



يقضي الفتي نحبا ويحوي لحده

ويذكر الناس جميعا عهده



ينـشر كـل ذمـه او حـمده

وانما المرء حـديث بعده



.

[93] روضة الكافي ص 30 للكليني.

[94] اصول الكافي ص 30 للكليني.

[95] امالي الصدوق ص 3 مجلس 1 ط ايران.

[96] اسعاف الراغبين ص 220 بهامش نور الابصار ط مصر لابن صبان والفصول المهمة للمالكي.

[97] اصول الكافي للكليني.

[98] اسعاف الراغبين ص 220 لابن صبان.

[99] الخصال ص 126 للصدوق ط ايران والكافي للكليني.

[100] قال الصدوق في من لا يحضره الفقيه ج2 ص 188 ط4 بعد هذا الحديث: واما الخبر الذي روي عن الصادق عليه السلام انه قال: لو عرفت البهائم من الموت ما تعرفون ما اكلتم منها سميناً قط، فليس بخلاف هذا الخبر لانها تعرف الموت لكنها لا تعرف منه ما تعرفون.

[101] تفسير المنسوب للامام العسكري ص 32 ط ايران ومصباح الفلاح ج231 ط طهران للكلبايكاني، ومجموعة ورام وناسخ التواريخ.

[102] اصول الكافي بهامش مراة العقول ج2 ص 125 ط ايران والخصاب ج1 ص 6 وعقاب الاعمال ص 23 كلاهما للصدوق طبعتا ايران.

[103] هذا من باب الاستعارة والمجاز: الا ان الجوارح لا لسان لها فتتكلم وتقول الجواب وسماه بعض العلماء الكلام بلسان الحال.

[104] من لا يحضره الفقيه للصدوق والوافي للفيض الكاشاني.

[105] كشف الغمة في معرفة الائمة (عليهم السلام) للاربلي.

[106] حلية الاولياء لابي نعيم الاصبهاني ج3 ص 140 ط مصر.

[107] تفسير الصافي للفيض الكاشاني.

[108] روضة الكافي للكليني.

[109] معالم العبر للنوري.

[110] معالم العبر للنوري.

[111] البحار ج17 ص 423 وناسخ التواريخ.

[112] عيون اخبار الرضا (ع) للصدوق.

[113] ارشاد القلوب ج1 ص 71 للديلمي.

[114] العفة خ ل.

[115] مجموعة ورام ص 298 ط ايران.

[116] ناسخ التواريخ.

[117] اصول الكافي ص 520 وجامع السعادات ج1 ص 370 للنراقي ط نجف.

[118] الأمالي ص 4 للشيخ المفيد ط نجف.

[119] الخصال ص 223 ج1 للصدوق ط ايران.

[120] عيون اخبار الرضا (ع) للصدوق ص 6 ط ايران.

[121] الخصال للصدوق ص 355 ط ايران.

[122] عيون الاخبار لابن قتيبة الدينوري.

[123] الأمالي للصدوق ص 591 ط قم وبالبحار ج2 ص 52 للمجلسي.

[124] الصحفة قصعه كبيرة منبسط تشبع الخمسة.

[125] الكامل للمبرد ج1 ص 116 ط مصر، والمستطرف في كل فن مستظرف ج2 ط مصر للابشهي باختلاف.

[126] البحار ج2 ص 143 عن بشارة المصطفي لشيعته المرتضي للطبري الامامي.

[127] كثبان جمع كثيب وهو الرمل المستطيل المحدودب.

[128] اعيان الشيعة ج3 ص 394 ط دمشق للامين العاملي وحلية الاولياء ج3 ص 140 ط مصر لابي نعيم الاصبهاني.

[129] بشارة المصطفي ص 3 للطبري ط نجف.

[130] ناسخ التواريخ ص 150 ج2 من أحواله (عليه السلام).

[131] من لا يحضره الفقيه للصدوق وناسخ التواريخ ص 271. ج2 من احواله (عليه السلام).

[132] سفينة البحار للقمي ط نجف.

[133] الكشكول ج2 ص 552 للبهائي ط قم.

[134] مصباح الشيعة للقراجه داغي مخطوط.

[135] اي نزل ولا مناص عنه.

[136] هو الامام الكاظم عليه السلام.

[137] مصباح الشيعة للقراجه داغي.

[138] تذكرة الخواص لابن الجوزي.

[139] الصحيفة الخامسة السجادية ص 492 للعاملي نقلا عن ثاقب المناقب.

[140] كشكول البهائي ج2 ص 367 ط قم.

[141] امالي الصدوق ص 371 مجلس 69 وروضة الواعظين ج1 ص 168 للفتال النسابوري الشهيد.

[142] الامام زين العابدين ص 337 للمقرم عن لئالي الاخبار ص 274 باب 6.

[143] لئالي الاخبار ص 241 للتوسركاني ط ايران.

[144] صفوة الصفوة ص 53 ج2 وحلية الاولياء ج3 ص 134 ط مصر لابي نعيم.

[145] الاحتجاج ص 171 ج3 ط نجف للطبرسي والامام زين العابدين ص 310 ط نجف للمقرم.

[146] الوافي ج1 ص 67 للكاشاني ط ايران.

[147] نفس المصدر.

[148] نفس المصدر.

[149] الكافي بهامش مراة العقول ج2 ص 10 ط ايران.

[150] الكافي بهامش مراة العقول ج2 ص 100.

[151] نفس المصدر.

[152] نفس المصدر.

[153] رجال الكشي ص 82 ط بمبيء وص 111 ط نجف والامام زين العابدين (عليه السلام) ص 172 للمقرم.

[154] حلية الاولياء لابي نعيم الاصبهاني ج3 ص 138 ط مصر.

[155] بطل العلقمي ج3 ص 364 ط نجف نقلا عن الكشكول للبهائي.

[156] النجار: الاصل والحب.

[157] تمثلت الدنيا بصورة جميلة وجاءت الي الحسين بن علي عليه السلام يوم الطف وقالت تزوجني ارد عنك هذا الجمع قال (ع): اعزبي ويحك اما علمت ان مطلقات الاباء لا تحل للابناء. انظر البطل العلقمي ج3 ص 364 للمظفري.

[158] الكافي للكليني والمحتضر لحسن بن سليمان ط نجف ودحض البدعة نقلا عنهما ص 39 ط نجف للسنقري.

[159] كشكول البهائي ص 139 ط قم.

[160] الكشكول ص 493 ج2.

[161] الاثني عشرية للعاملي.

[162] الكشكول للشيخ البهائي.

[163] ذخائر التحف عن اخبار السلف.

[164] علل الشرائع للصدوق.

[165] زهر الربيع ج2 ص 63 ط نجف للجزائري.

[166] ضياء المؤمنين ص 97 ط نجف للشبر.

[167] مشكاة الانوار للطبرسي.

[168] مشكاة الانوار.

[169] مشكاة الانوار.

[170] مشكاة الانوار.

[171] تحف العقول للحراني ص 67 ط ايران.

[172] اصول الكافي بهامش مراة العقول ج3 ص 438.

[173] تحف العقول ص 67.

[174] الوافي ج3 ص 88.

[175] الوافي ج3 ص 130.

[176] اصول الكافي بهامش مراة العقول ج3 ص 156.

[177] البحار ج34 ص 13.

[178] لئالي الاخبار ص 314.

[179] الكافي علي هامش المراة ج2 ص 530.

[180] مستدرك الوسائل ج ص 14 للنوري.

[181] البحار ج1 ص 101 للمجلسي.

[182] سورة الانعام الاية 68.

[183] سورة الاسراء الاية.

[184] نزهة الناظر ص 32 طبع نجف للحسين بن محمد الحلواني.

[185] ثواب الاعمال للصدوق ص 81 ط ايران.

[186] تحف العقول ص 67 لابن شعبة ط ايران.

[187] الوافي ج1 للفيض الكاشاني.

[188] الكافي بهامش مرآة العقول ج2 ص 100 طبع ايران.

[189] نفس المصدر.

[190] نفس المصدر.

[191] الخصال ج1 ص 24 للصدوق.

[192] النزق: الخفة في كل الامور، العجلة في جهل.

[193] الخصال للصدوق.

[194] نفس المصدر.

[195] تفسير البرهان ج1 ص 181 للبحراني.

[196] تفسير الامام الحسن العسكري (عليه السلام) والبحار ج1 ص 73 نقلا عنه.

[197] الخصال ج1 للصدوق ط ايران.

[198] الكافي بهامش مرآة العقول ج3 ص 518.

[199] مشكاة الانوار في غرر الاخبار لابي الفضل الطبرسي ط نجف.

[200] قال شيخنا البهائي (ره) في الكشكول ج2 ص 353 ط قم في شرح الكلمة: فاعرف وفقك الله الفرق بين هاتين المرتبتين، وميز عقلك بين المنزلتين، ثم عد الي بديهة عقلك الشاهدة لك بوجوب شكر المنعم عليك، وانظر هل تري احد من البشر اكثر نعمة عليك من ابيك وامك واولي منهما بشكرك وبرك، فقابل ذلك بالاجلال والتعظيم والطاعة، ولانقياد لهما ما داماحيين، وبالاستغفار لهما، واداء ما عليهما من الحقوق وتعاهد زيارتهما والترحم عليهما ان كانا ميتين، كما تحب ان تفعل اولادك بك حال حياتك وبعد مماتك.

[201] المنتخب للشيخ الطريحي (ره).

[202] بهجة الانوار في تاريخ الائمة الاطهار عليهم السلام لليزدي عن المناقب.

[203] فروع الكافي ص 14 للكليني واسلام ومستمدان للبروجردي ص 143 ط قم.

[204] الكل: الثقل.

[205] مشكاة الانوار للطبرسي ص 143 ط نجف.

[206] نفس المصدر.

[207] الامالي للشيخ الطوسي ص 16 ط ايران.

[208] الطبقات الكبري ج1 ص 27 للشعراني.

[209] نفس المصدر ج1 ص 27.

[210] نفس المصدر ص 27 ج1.

[211] الزام الناصب ص 13 ط ايران للبارجيني نقلا عن ج7 البحار والصحيفة الخامسة السجادية جمع السيد الامين ره ص 485 ط دمشق والمناقب لابن شهر اشوب.

[212] لئالي الاخبار للنوسركاني.

[213] لئالي الاخبار للتوسركاني.

[214] حق اليقين ج2 ص 56 ط صيد للشبر والاعتقادات ص 110 ط قم للصدوق.

[215] في غير واحد من المصادر واخشنها.

[216] الخصال للصدوق ص 331 ج1 ووالبحار ج 17.

[217] المحاسن للبرقي وعقاب الاعمال للصدوق.

[218] الكافي بهامش مراة العقول ج2 ص 100 ط ايران.

[219] لئالي الاخبار للتوسركاني.

[220] المصدر نفسه.

[221] المصدر نفسه.

[222] المصدر نفسه.

[223] المصدر نفسه.

[224] الامالي للمفيد ص 21 ط نجف.

[225] (لواقح الانوار للشعراني ط نجف.

[226] لواقح الانوار للشعراني ص 28 والامام زين العابدين (عليه السلام) ص 228 للمقرم.

[227] لواقح الانوار للشعراني ص 28.

[228] الفصول المهمة لابن صباغ ص 283.

[229] حلية الاولياء ج3 ص 140 لابي نعيم.

[230] الوسائل ج2 ص 548 للحر العاملي ط ايران.

[231] البحار للمجلسي ج25 ص 5 ط ايران.

[232] من لا يحضره الفقيه ص 270 للصدوق.

[233] مصادقة الاخوان للصدوق ص 32.

[234] بحار الانوار وناسخ التواريخ ج2.

[235] ناسخ التواريخ ج1 ص 144 من احواله (عليه السلام).