بازگشت

و أما حق الجليس


فان تلين له كتفك، وتطيب له جانبك، وتنصفه في

فيما رغبوا، فما لبثوا أن لحقوا، فاذا كانت الدنيا تبلغ من مثلك هذا المبلغ من كبر سنك، ورسوخ عقلك، وحضور أجلك، فكيف يسلم الحدث في سنه الجاهل في علمه المأفون في رأيه، المدخول في عقله، إنا لله وانا اليه راجعون، علي من المعول به، وعند من المستعتب؟. ونشكوا إلي الله بثنا، وما نري فيك، ونحتسب عند الله مصيبتنا بك، فانظر كيف شكرك لمن غذاك بنعمه صغيراً وكبيراً، وكيف أعظامك لمن جعلك بدينه في الناس جميلا، وكيف صيانتك لكسوة من جعلك بكسوته في الناس ستيراً، وكيف قربك أو بعدك ممن أراك أن تكون منه قريبا ذليلا، مالك لا تنتبه من نعستك، ولا تستقيل من عثرتك فتتول، والله ما قمت لله مقاماً واحداً أحييت به دينا، أوامت له به باطلا، فهذا شكرك من استحملك ما أخوفني أن تكون كمن قال الله في كتابه [1] : (اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً). أستحملك كتابه، واستودعك علمه فاضعتها فنحمد الله الذي عافانا مما أبتلاك به والسلام [2] .



[ صفحه 151]



مجاراة اللفظ ولا تغرق في نزع [3] اللحظ اذا لحظت، وتقصد في اللفظ إلي افهامه اذا لفظت، وان كنت الجليس اليه كنت في القيام عنه بالخيار، وان كان الجالس اليك كان بالخيار، ولا تقوم الا باذنه، ولا قوة الا بالله.

(وفي رواية: ولا تقوم إلا باذنه، ومن يجلس اليك يجوز له القيام عنك بغير اذنك وتنسي زلاته، وتحفظ خيراته ولا تسمعه إلا خيرا).


پاورقي

[1] سورة مريم آية 95.

[2] بحار الانوار ج17 ص 213 ط ايران وتحف العقول لابن شعبه ص 66 والامام زين العابدين ص 159 للمقرم ط نجف.

[3] نزع اللخط رميه.