بازگشت

فاما حق أمك


أن تعلم انها حملتك حيث لا يحمل احد أحداً، واطعمتك من ثمرة قلبها ما لم يطعم احد أحداً، وانها وقتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها، وجميع جوارحها مستبشرة فرحة، محتملة لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمها، حتي دفعتها عنك يد القدرة، واخرجتك إلي الارض، فرضيت ان تشبع وتجوع هي، وتكسوك وتعري، وترويك وتظمي، وتظلك



[ صفحه 146]



وتضحي وتنعمك ببؤسها، وتلذذك بالنوم بارقها، وكان بطنها لك وعاءاً، وحجرها لك حواءاً، وثديها لك سقاءاً ونفسها لك وقاءاً، تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك، فتشكرها علي قدر ذلك، ولا تقدير عليه إلا بعون الله وتوفيقه.

(وفي رواية: واما حق امك فان تعلم انها حملتك حيث لا يحمل احد أحداً، واعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد احداً، ووقتك بجميع جوارحها، ولم تبال أن تجوع وتطعمك وتعطش وتسقيك، وتعرو وتكسوك، وتظلك وتضحي، وتهجر النوم لاجلك، ووقتك الحر والبرد لتكون لها، فانك لا تطيق شكرها الا بعون الله وتوفيقه).