بازگشت

كتابه إلي بعض أصحابه المعروف برسالة الحقوق وفيها خمسون حقا


طبعت هذه الرسالة القيمة مرات عديدة مستقلة في ضمن بعض الكتب بدون شرح وقد تكرر الرسالة مع الشرح الوافي يناسب لشخصية الامام الخالدة (ع) في مجلد ضخم كبير بقلم احد الفضلاء باسم (شرح رسالة الحقوق) ويقول احد الادباء في تعريفها: وها نحن نقرها اليوم ـ في القرن العشرين ـ فنجدها وكانها بنت الساعة في تفكيرها وتسلسلها، وتنظيمها لحقوق كل فرد مع ربه ونفسه، ومع غيره من بني الأنسان بل نجد في بعض الحقوق ما لم تعمل به الي اليوم اكبر دول الحضارة والتقدم في العالم.

أعلم ـ رحمك الله ـ ان لله عز وجل عليك حقوقا محيطة



[ صفحه 131]



بك في كل حركة تحركتها، أو سكنة سكنتها، أو حال حلتها، أو منزلة نزلتها، أو جارحة قلبتها، أو آلة تصرفت بها، بعضها أكبر من بعض، وأكبر حقوق الله عليك ما أوجبه لنفسه تبارك وتعالي من حقه الذي هو أصل الحقوق ومنه تتفرع، ثم ما أوجبه عليك لنفسك من قرنك الي قدمك علي اختلاف جوارحك فجعل لبصرك عليك حقا، ولسمعك عليك حقا، وللسانك عليك حقا، وليدك عليك حقا، ولرجلك عليك حقا، ولبطنك عليك حقا، ولفرجك عليك حقا، فهذه ا لجوارح السبع التي بها تكون الأفعال، ثم جعل عز وجل لأفعالك عليك حقوقا، فجعل لصلاتك عليك حقا، ولصومك عليك حقا، ولصدقتك عليك حقا، ولهديك عليك حقا، ولافعالك عليك حقا، ثم تخرج الحقوق منك إلي غيرك من ذوي الحقوق الواجبة



[ صفحه 132]



عليك، وأوجبها عليك حق أئمتك، ثم حقوق رعيتك، ثم حقوق رحمك، فهذه حقوق تنشعب منها حقوق، فحقوق أئمتك ثلاثة أوجبها عليك، حق سائسك بالسلطان، ثم سائسك في بالعلم، ثم حق سائسك بالملك، وكل سائس امام، وحقوق رعيتك ثلاثة أوجبها عليك، حق رعيتك بالسلطان، ثم حق رعيتك بالعلم فان الجاهل رعية العالم، وحق رعيتك بالملك من الأزواج وما ملكت الايمان، وحقوق رحمك كثيرة متصلة بقدر اتصال الرحم في القرابة، فاوجبها عليك حق امك، ثم حق أبيك، ثم حق ولدك، ثم حق أخيك، ثم الأقرب فالأقرب، والأولي فالأولي، ثم حق مولاك المنعم عليك، ثم حق مولاك الجارية نعمته عليك، ثم حق ذي المعروف لديك، ثم حق مؤذنك بالصلوة، ثم حق أمامك في صلاتك، ثم حق جليسك، ثم حق جارك، ثم حق صاحبك، ثم حق شريكك، ثم حق مالك، ثم حق غريمك الذي تطالبه، ثم غريمك الذي يطالبك، ثم خليطك، ثم حق خصمك، المدعي عليك، ثم حق خصمك الذي تدعي عليه، ثم حق مستشيرك، ثم المشير عليك، ثم مستنصحك، ثم الناصح لك، ثم حق من هو أكبر منك، ثم من هو أصغر منك، ثم حق سائلك، ثم حق من سألته، ثم



[ صفحه 133]



حق من جري لك علي يديه مسائة بقول أو فعل، أو مسرة بقول أو فعل عن تعمد منه أو غير تعمد، ثم حق أهل ملتك عامة، ثم حق أهل الذمة ثم الحقوق الجارية بقدر علل الأحوال؛ وتصرف الاسباب، فطوبي لمن أعانه الله علي قضاء ما أوجبه عليه من حقوقه، ووفقه وسدده.