بازگشت

في كتب و رسائل الامام الرابع زين العابدين






[ صفحه 126]



فيما رغبوا، فما لبثوا أن لحقوا، فاذا كانت الدنيا تبلغ من مثلك هذا المبلغ من كبر سنك، ورسوخ عقلك، وحضور أجلك، فكيف يسلم الحدث في سنه الجاهل في علمه المأفون في رأيه، المدخول في عقله، إنا لله وانا اليه راجعون، علي من المعول به، وعند من المستعتب؟. ونشكوا إلي الله بثنا، وما نري فيك، ونحتسب عند الله مصيبتنا بك، فانظر كيف شكرك لمن غذاك بنعمه صغيراً وكبيراً، وكيف أعظامك لمن جعلك بدينه في الناس جميلا، وكيف صيانتك لكسوة من جعلك بكسوته في الناس ستيراً، وكيف قربك أو بعدك ممن أراك أن تكون منه قريبا ذليلا، مالك لا تنتبه من نعستك، ولا تستقيل من عثرتك فتتول، والله ما قمت لله مقاماً واحداً أحييت به دينا، أوامت له به باطلا، فهذا شكرك من استحملك ما أخوفني أن تكون كمن قال الله في كتابه [1] : (اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً). أستحملك كتابه، واستودعك علمه فاضعتها فنحمد الله الذي عافانا مما أبتلاك به والسلام [2] .



[ صفحه 127]



(كتابه عليه السلام)

(إلي عبد الملك بن مروان جوابا)

وذلك أن أم زين العابدين عليه السلام زوجها [3] بعد أبيه بزيد مولي أبيه واعتق جارية وتزوجها، فكتب اليه عبد الملك بن مروان يعيره بذلك.

فكتب اليه زين العابدين عليه السلام:



[ صفحه 128]



لقد كان في رسول الله صلي الله عليه وآله أسوة حسنة، وقد أعتق رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلم صفية بنت حي بن أخطب وتزوجها، وأعتق زيد بن حارثة وزوجه بنت عمته زينب بنت جحش [4] .

(كتابه عليه السلام)

(إلي عبد الملك بن مروان أيضا)

بسم الله الرحمن الرحيم، إلي عبد الملك بن مروان من علي بن الحسين عليه السلام أما بعد: فانك كتبت في يوم كذا وشهر كذا إلي الحجاج (ابن يوسف الثقفي) في حقنا لبني عبد المطلب بما هو كيت وكيت، وقد شكر الله لك ذلك.

ثم طوي الكتاب وختمه وارسل به مع غلام له [5] .



[ صفحه 129]



(كتابه عليه السلام)

(إلي عبد الملك بن مروان أيضا جوابا)

أخبر عبد الملك أن علي بن الحسين عليه السلام تزوج مولاة له بعد ان أعتقها فكتب اليه انك علمت ان في اكفائك من قريش من تمجد به في ألصهر وتستنجبه في الولد، فلا لنفسك نظرت ولا علي ولدك أبقيت.

فكتب اليه السجاد عليه السلام:

اما بعد فقد بلغني من كتابك تعنفني فيه بتزويجي مولاتي، وتزعم انه كان من قريش من اتمجد به في الصهر، واستنجبه في الولد، وانه ليس فوق رسول الله صلّي الله عليه وآله مرتقي في مجد، ولا مستزاد في كرم فكانت هذه الجارية ملك يميني، خرجت مني ارادة الله عز وعلا بامر التمس فيه ثوابه ثم ارتجعتها علي سنة رسول الله صلي الله عليه وآله، ومن كان زكيا في دين الله فليس يحل به



[ صفحه 130]



شيئا من امره، وقد رفع الله بالأسلام الخسيسة [6] وتمم به النقيصة واذهب اللؤم فلا لؤم علي امرء مسلم انما اللؤم لؤم الجاهلية والسلام.

فلما وقف عبد الملك علي الكتاب رمي به الي ولده سليمان وبعد ان قرأه قال يا أمير المؤمنين لشد ما فخر عليك علي بن الحسين عليه السلام فقال: يا بني لا تقل ذلك فانه السن بني هاشم التي تفخر الصخر، وتغرف من بحران علي بن الحسين عليه السلام من حيث يتضع الناس [7] .


پاورقي

[1] سورة مريم آية 95.

[2] بحار الانوار ج17 ص 213 ط ايران وتحف العقول لابن شعبه ص 66 والامام زين العابدين ص 159 للمقرم ط نجف.

[3] لما صدرت الطبعة الاولي من الكتاب ثارت جماعة من فضلاء اهل العلم وغيرهم ـ مع عدم علمهم بالحديث والتاريخ ـ حول هذه الكلمة. وما دروا ان امه عليه السلام ماتت في نفاسها فسلمه ابوه الامام الحسين (ع) الي ام ولد له وكان (ع) يدعوها بالام والعبارة تقصد هذا كما يذكر المؤرخون وكما جاء في عيون اخبار الرضا (ع) ص 27 ط ايران عن ابي الحسن الرضا (ع) انه قال للنوشجاني ان ام علي بن الحسين ماتت في نفاسها به فكفله بعض امهات ولد ابيه فسماها الناس امه، وانما هي مولاته وزعموا زوج امه، ومعاذ الله ذلك وانما زوج هذه انتهي والسبب في اقدام الامام علي زواجها يذكره الصدوق في نفس المصدر المتقدم فراجع.

[4] وفيات الاعيان ج3 ص 33 لابن خلكان نقلا عن المعارف لابن قتيبة والبحار ج6 عن كتاب التهذيب للطوسي باختلاف.

[5] الفصول المهمة ص 184 ط نجف للمالكي ونور الابصار ص 140 للشبلنجي وكان كتاب عبد الملك بن مروان الي الحجاج بن يوسف الثقفي: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الملك بن مروان الي الحجاج بن يوسف اما بعد فانظر في دماء بني عبد المطلب فاجتنبها، فاني رأيت الي آل ابي سفيان ولما ولعوا فيها لم يلبثوا الا قليلا والسلام.

[6] الخسيسة الرذالة والنقص.

[7] الكافي علي هامش مرآة العقول ج3 ص 448 ط ايران والامام زين العابدين (عليه السلام) ص 371 ط نجف للمقرم والمناقب لابن شهر اشوب ص 124 ط بمبئي باختلاف.