بازگشت

و من وصية له وصي بها ابنه محمد بن علي الباقر


ناسخ التواريخ المجلد الاول من احواله (عليه السلام).

وذلك لما مرض علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام في مرضه الذي توفي فيه، فجمع أولاده محمداً عليه السلام، وعبدالله وعمر، وزيد، والحسين، وأوصي الي ابنه محمد بن علي الباقر عليه السلام وكناه الباقر وجعل امرهم اليه وكان فيما وعظه في وصيته ان قال: ـ



[ صفحه 63]



يا بني ان العقل رائد الروح، والعلم رائد العقل، والعقل ترجمان العلم، واعلم ان العلم ابقي، واللسان اكثر هذراً، واعلم يا بني ان اصلاح الدنيا بخذافيرها في كلمتين: بهما اصلاح شان المعايش، ملء مكيال ثلثاه فطنة وثلثاه تغافل لان الانسان لا يتغافل إلا عن شيء قد عرفه ففطن له [1] .

اعلم ان الساعات تذهب عمرك، وانك لا تنال نعمة الا بفراق اخري، فاياك والامل الطويل، فكم من مؤمل املا لا يبلغه، ولجامع مال لا يأكله، ومانع ما سوف يتركه، ولعله من باطل جمعه، ومن حق منعه، اصابه حراماً، وورثه احتمل اصره، وباء بوزره.

(ذلك هو الخسران المبين) [2] .


پاورقي

[1] قال الجاحظ: لم يجعل (عليه السلام) لغير الفطنة نصيباً من الخير، ولا حظاً من الصلاح لان الانسان لا يتغافل عن شيء الا وقد عرفه وفطن قال الطائي: ليس الغبي بسيد في قومه، لكن سيد قومه المتغابي.

[2] كفاية الاثر ص 319 للخزازالقمي.