بازگشت

و من كلام له في اختلاف المذاهب بعد النبي


قال عليه السلام: قد انتحلت طوائف من هذه الأمة بعد مفارقتها



[ صفحه 61]



ائمة الدين، وشجرة النبوة، اخلاص الديانة، واخذوا أنفسهم في مخايل الرهبانية، وتعالوا في العلوم، ووصفوا الاسلام بأحسن صفاتهم، وتحلوا باحسن السنة، حتي إذا طال عليهم الأمد، وبعدت عليهم الشقة، وامتحنوا بمحن الصادقين، رجعوا علي أعقابهم ناكصين عن سبيل الهدي، وعلم النجاة، يتفسحون تحت اوراق البزل ولا يحرزوا السبق الرزايا وان جرت ولا يبلغ الغايات إلا سبوقها وذهب آخرون إلي التقصير في امرنا، واحتجوا بمتشابه القرآن فتأولوا بآرائهم، اتهموا بمأثور الخبر مما استحسنوا، يقتحمون في اعمال الشبهات ودياجير الظلمات، بعير قبس نور من الكتاب، ولا اثرة علم من مظان العلم بتحذير مثبطين، زعموا انهم علي الرشد من غيهم، والي من يفزع خلف هذه الأمه، قد درست أعلام الملة والدين الأمة بالفرقة والاختلاف يكفر بعضهم بعضا والله تعالي يقول: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جائتهم البينات) فمن الموثوق به علي ابلاغ الحجة، وتأويل الحكمة، إلا اهل الكتاب، وابناء أئمة الهدي ومصابيح الدجي، الذين احتج الله بهم علي عباده، ولم يدع الخلق سدي من غير حجة، هل تعرفوهم أو تحدونهم الا من فروع الشجرة المباركة، وبقايا صفوة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم



[ صفحه 62]



تطهيراً، ويراهم من الآفات واقترن مودتهم بالكتاب:



هم العروة الوثقي وهم معدن التقي

وخـير جـبال العالمـين وثيـقها [1] .



أقول: من أخبار نبي الاسلام صلي الله عليه وآله الغيبية الذي نطق به هذا الكلام رواه جميع علماء السنة والشيعة: (ستفترق امتي علي ثلاث وسبعين فرقة وان منهم فرقة ناجية) وان الامام في هذه الكلمات يشرح الاختلاف وما كان له من اثار سيئة ونتائج وخيمة وبين ان الطريق الوحيد للتخلص منه هو الاخذ بتعاليم اهل البيت عليهم السلام والتمسك بحبالهم (واهل البيت ادري بما في البيت) وكما أمر النبي الاعظم صلي الله عليه وآله وجدهم المعظم بالاقتداء بهم واقترنهم بالكتاب الكريم في ذلك الحديث المشهور المتواتر.


پاورقي

[1] ناسخ التواريخ المجلد الاول من احواله (عليه السلام).