بازگشت

و من دعاء له في المناجات وكلام له فيه موعظة وتحذير


عن طاوس اليماني قال: مررت بالحجر، فاذا أنا بشخص راكع وساجد. فتأملته فاذا هو علي بن الحسين عليهما السلام. فقلت بانفس رجل صالح من أهل بيت النبوة والله لأغتنم دعائه. فجعلت أرقبه حتي فرغ من صلاته ورفع باطن كفيه إلي السماء



[ صفحه 31]



وجعل يقول: سيدي سيدي هذه يداي قد مددتهما اليك بالذنوب مملوءة. وعيناي بالرجاء ممدودة. وحق لمن دعاك بالندم تذللا. ان تجيبه بالكرم تفضلا. سيدي امن اهل الشقاق خلقتني فاطيل بكائي أم من أهل السعادة خلقتني فابشر رجائي. سيدي الضرب المقامع خلقت اعضائي. أم لشرب الحميم خلقت امعائي. سيدي لو ان عبداً استطاع الهرب من مولاه لكنت اولالهاربين منك. لكني اعلم اني لا افوتك. سيدي لو أن عذابي بما يزيد في ملكك لسألتك الصبر عليه. غيرأني أعلم انه لا يزيد في ملكك طاعة المطيعين. ولا ينقص منه معصية العاصين. سيدي ما أنا وما خطري هب لي بفضلك. وجللني بسترك. واعف عن توبيخي بكرم وجهك. إلهي وسيدي ارحمني وانا مصروعا علي الفراش تقلبني أيدي أحبتي وارحمني مطروحا علي المغتسل يغسلني صالح جيرتي. وارحمني محمولاً قد تناول الاقرباء اطراف جنازتي، وارحم في ذلك البيت المظلم، وحشتي وغربتي ووحدتي.

(قال طاوس: فبكيت [1] حتي علا نحيبي فالتفت إلي



[ صفحه 32]



فقال: ما يبكيك يا يماني؟ أو ليس هذا مقام المذنبين؟ فقلت حبيبي حقيق علي الله ان لا يردك وجدك محمد صلي الله عليه وآله قال: بينما نحن كذلك إذ اقبل نفر من اصحابه فالتفت اليهم فقال: معاشر اصحابي اوصيكم بالاخرة، ولست اوصيكم بالدنيا. فانكم بها مستوصون. وعليها حريصون، وبها مستمسكون، معاشر اصحابي ان الدنيا دار ممر، والاخرة دار مقر، فخذوا من ممركم لمقركم، ولا تهتكوا استاركم عند من لا يخفي عليه اسراركم واخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل ان تخرج منها ابدانكم، أما رأيتم وسمعتم ما استدرج به من كان قبلكم من الامم السالفة، والقرون الماضية، الم تروا كيف فضح مستورهم، وأمطر مواطر الهوان عليهم، بتبديل سرورهم بعد خفض عيشهم ولين رفاهيتهم صاروا حصايد النقم، ومدارج المثلات [2] ، اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم [3] .



[ صفحه 33]




پاورقي

[1] هو ابو عبد الرحمن الهمداني اليماني احد اعلام التابعين سمع ابا هريرة وابن عباس وروي عنه مجاهد وعمر بن دينار توفي سنة 106 وعده الشيخ في رجاله من اصحاب الامام السجاد (عليه السلام).

[2] المثله بفتح وضم العقوبة والتنكيل جمع مثلات.

[3] الامالي للصدوق ص 132 والبحار ج17 ص 319 للمجلسي.