بازگشت

و من كلام له في ادبار الدنيا وإقبال الآخرة


قال: ان الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وأن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ألا وكونوا من الزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة ألا أن الزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة ألا أن الزاهدين في الدنيا اتخذوا الأرض بساطاً والتراب فراشا والماء طيباً، وقرضوا من الدنيا تقريضا ألا ومن اشتاق إلي الجنة سلا من الشهوات، ومن أشفق من النار رجع من المحرمات ومن زهد الدنيا، هانت عليه المصائب

الا ان لله عبادا كمن رأي أهل الجنة في الجنة مخلدين، وكمن راي أهل النار في النار معذبين، شرورهم مأمومة، وقلوبنهم محزونة، أنفسهم عفيفة، وحوائجهم خفيفة، صبروا أياماً قليلة، فصاروا بعقبي راحة طويلة، أما الليل فصافون أقدامهم



[ صفحه 28]



تجري دموعهم علي خدودهم، يجأرون إلي ربهم، يسعون في فكاك رقابهم، وأما النهار فحكماء علماء، بررة أتقياء، كأنهم القداح قد براهم الخوف، وينظراليهم الناظر، فيقول مرضي وما بالقوم من مرض أم خولطوا فقد خالط القوم أمر عظيم من ذكر العذاب وما فيها [1] .


پاورقي

[1] اصول الكافي ص 432 للكليني ومعالم العبر للشيخ النوري.