بازگشت

و من كلام له في التوحيد


قال بعض العلماء اعلم ان التوحيد يطلق علي معان أحدهما.

وذلك لما دخل علي بن الحسين عليه السلام مسجد المدينة فرأي قوما يختصمون، قال عليه السلام لهم: فيما تختصمون؟ قالوا: في التوحيد قال عليه السلام: اعرضوا عن مقالتكم، قال بعض القوم: إن الله يعرف بخلق سماواته وارضه، وهو في كل مكان.

قال علي بن الحسين عليه السلام: قولوا: نور لا ظلام فيه، وحياة لا موت فيه، وصمد لا مدخل فيه، ثم قال عليه السلام: من كأن ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، كان نعته لا يشبه نعت شيء فهو ذاك [1] .

وفي رواية اخري لما كان عليه السلام في مسجد رسول الله صلي الله عليه وآله ذات يوم اذ سمع قوماً يشبهون الله بخلقه، ففزع لذلك وارتاع له ونهض حتي اتي قبر رسول الله صلي الله عليه وآله فوقف عنده، ورفع صوته



[ صفحه 17]



يناجي ربه فقال:

إلهي بدك قدرتك، والتقدير علي غير ما به وصفوك وإني بريء يا إلهي من الذين بالتشبيه طلبوك، ليس كمثلك شيء الهي ولن يدركوك وظاهر ما بهم من نعمك دليلهم عليك لو عرفوك وفي خلقك يا إلهي مندوحة [2] أن يتناولوك بل سووك بخلقك ومن ثم لم يعرفوك واتخذوا بعض اياتك رباً فبذلك وصفوك، تعاليت عما به المشبهون نعتوك [3] .



[ صفحه 18]




پاورقي

[1] بحار الانوار ج2 ص 312 للمجلسي وجامع الاخبار ص 8.

نفي التشريك في الالهية اي استحقاق العبادة، وهي اقصي غاية التذلل والخضوع ولذا لا يستعمل الا في التذلل لله تعالي لأنه هو المولي لاعظم النعم بل جميعها فهو المنتهي لاقصي الخضوع وغايته، والمخالف في ذلك مشركوا العرب واضرابهم فانهم بعد علمهم بان صانع العالم واحد كانوا يشركون الاصنام في عبادته ثانيها نفي التشريك في صانيعة العالم والمخالف في ذلك الثنوية واضرابهم ثالثها ما يشمل المعنيين المتقدمين وتنزيهه عما لا يليق بذاته وصفاته تعالي من النقص والعجز والجهل والتركيب واحتياج والمكان وغير ذلك من الصفات السلبية وتوصيفه بالصفات الثبوتية الكمالية رابعها ما تشمل تلك المعاني وتنزيهه عما يوجب النقص في افعاله ايضا من الظلم وترك اللطف وغيرها وبالجملة بكل ما يتعلق به سبحانه تعالي ذاتا وصفاتاً وافعالاً اثباتاً ونفياً.

[2] مندوحة الفسحة والوسعة.

[3] بحار الانوار ج2 ص 146 والارشاد ص 240 للمفيد.