بازگشت

احوال أولاده وأزواجه


ونورد فيه تفاصيل ما ورد في زيد بن علي المقتول وما ورد في أمثاله وأضرابه ممن انتسب إلي أهل هذا البيت من غير المعصومين عليهم السلام مجملا.

1 قب: أبناؤه اثنا عشر من امهات الاولاد إلا اثنين محمد الباقر، وعبدالله الباهر امهما ام عبدالله بنت الحسن بن علي، وأبوالحسين زيد الشهيد بالكوفة وعمر توأم، والحسين الاصغر، وعبدالرحمن وسليمان توأم، والحسن والحسين وعبيدالله توأم، ومحمد الاصغر فرد، وعلي وهو أصغر ولده، وخديجة فرد، ويقال: لم تكن له بنت، ويقال: ولدت له فاطمة، وعلية، وام كلثوم.

أعقب منهم: محمد الباقر، وعبدالله الباهر، وزيد بن علي، وعمر بن علي، وعلي بن علي، والحسين الاصغر [1] .

2 كشف: قيل: كان له تسعة أولاد ذكور، ولم يكن له انثي، وقال ابن الخشاب في كتاب مواليد أهل البيت عليهم السلام: ولد له ثمان بنين ولم يكن له انثي اسماء ولده: محمد الباقر، وزيد الشهيد بالكوفة، وعبدالله، وعبيدالله، والحسن والحسين، وعلي، وعمر [2] .

3 د: قيل: كان له من الاولاد عشر رجال وأربع نسوة، في الدر: ولد علي بن الحسين عليه السلام خمسة عشر ولدا: مولانا محمد الباقر عليه السلام امه ام الحسن بنت الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وعبدالله، والحسن والحسين، وامهم ام ولد، وزيد وعمر، لام ولد، والحسين الاصغر وعبدالرحمن وسليمان



[ صفحه 156]



لام ولد، وعلي وكان أصغر ولده، وخديجة امهما ام ولد، ومحمد الاصغر امه ام ولد، وفاطمة، وعلية، وام كلثوم امهن ام ولد.

والعقب من ولد زين العابدين عليه السلام في ستة رجال: مولانا الباقر، وعبدالله الارقط وعمر، وعلي، والحسين الاصغر، وزيد.

والعقب من ولد عبدالله [3] : من محمد الارقط [4] ومنه: من إسماعيل [5] .



[ صفحه 157]



ابن محمد في رجلين محمد [6] بن إسماعيل، والحسين بن إسماعيل.

والعقب من ولد عمر [7] بن علي: من علي ابن عمر وفيه العدد، ومحمد ابن عمر.

ومن علي بن عمر: في الحسن بن علي بن عمر الاشرف، والقاسم [8] ابن علي، وعمر بن علي، ومحمد بن علي.

ومن محمد بن عمر أخي علي بن عمر من رجلين: من أبي عبدالله الحسين بالكوفة والقاسم بن محمد بطبرستان، وعمر وجعفر لهما عقب بخراسان.

والعقب من ولد زيد بن علي عليهما السلام من ثلاثة نفر: الحسين [9] .



[ صفحه 158]



وعيسي [10] ومحمد [11] ومن الحسين بن زيد:..



[ صفحه 159]



في يحيي [12] بن الحسين، وفيه البيت وعلي [13] بن الحسين..



[ صفحه 160]



والحسين [14] بن الحسين، والقاسم بن الحسين، ومحمد بن الحسين، وإسحاق بن الحسين، وعبدالله.

ومن ولد محمد بن زيد بن علي بن الحسين في رجل واحد، وهو جعفر [15] بن محمد ومنه في ثلاثة: محمد، وأحمد [16] والقاسم.



[ صفحه 161]



والعقب من ولد الحسين [17] بن علي بن الحسين في خمسة رجال: عبيدالله [18] .



[ صفحه 162]



وعبدالله [19] وعلي [20] وسليمان، والحسن [21] .

ومن ولد عبيدالله بن الحسين في خمسة رجال منهم علي [22] بن عبيدالله ومحمد [23] وجعفر [24] وحمزة [25] ويحيي.



[ صفحه 163]



ومن ولد عبدالله بن الحسين: في جعفر [26] وحده ومنه في محمد العقيقي أعقب وإسماعيل المنقذي أعقب، وأحمد المنقذي أعقب.

ومن ولد علي بن الحسين الاصغر في عيسي [27] بن علي أعقب، وأحمد بن علي أعقب وهو المعروف بحقينة [28] وموسي بن علي ويعرف بحمصة أعقب ومحمد بن علي بعض ولده بطبرستان.

وفي تذكرة الخواص لابن الجوزي [29] قال ابن سعد في الطبقات: [30] ولد لزين العابدين أولاد: الحسن درج، والحسين الاكبر درج، ومحمد الباقر فهو أبوجعفر الفقية، والنسل له، وسنذكره، وعبدالله وامهم ام عبدالله بنت الحسن بن علي عليهم السلام، وعمر وزيد المقتول بالكوفة، وعلي، وخديجة، وامهم ام ولد، وحسين الاصغر، وام علي وتسمي علية وامهما ام ولد، وكلثوم، وسليمان، ومليكة لام ولد أيضا، والقاسم وام الحسن، وام البنين، وفاطمة، لامهات أولاد شتي وقيل: وعبيدالله.

4 ب: ابن عيسي، عن البزنطي قال: سألت الرضا عليه السلام عن الرجل يتزوج المرأة ويتزوج ام ولد أبيها فقال: لابأس بذلك، فقلت له: قد بلغنا عن أبيك أن علي بن الحسين تزوج ابنة للحسن عليه السلام وام ولد للحسن، ولكن رجلا



[ صفحه 164]



سألني أن أسألك عنها، فقال: ليس هو هكذا إنما تزوج علي بن الحسين ابنة للحسن وام ولد لعلي بن الحسين المقتول عندكم، فكتب بذلك إلي عبدالملك بن مروان ليعاب بن علي بن الحسين عليهما السلام فلما قرأ الكتاب قال: إن علي بن الحسين ليضع نفسه.

وإن الله تبارك وتعالي ليرفعه [31] .

5 كا: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبدالله بن بكير، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام قال: مر رجل من أهل البصرة شيباني يقال له عبدالملك بن حرملة علي علي بن الحسين عليهما السلام فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: ألك اخت؟ قال: نعم، قال: فتزوجنيها؟ قال: نعم، قال: فمضي الرجل وتبعه رجل من أصحاب علي بن الحسين عليهما السلام حتي انتهي إلي منزله، فسأل عنه، فقيل له: فلان بن فلان وهو سيد قومه.

ثم رجع إلي علي بن الحسين عليه السلام فقال له: يا أبا الحسن سألت عن صهرك هذا الشيباني فزعموا أنه سيد قومه، فقال له علي بن الحسين عليه السلام: إني لابرئك يا فلان عما أري وعما أسمع، أما علمت أن الله عزوجل رفع بالاسلام الخسيسة وأتم به الناقصة، وأكرم به اللؤم، فلالؤم علي مسلم إنما اللؤم لؤم الجاهلية [32] .

6 كا: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن أبي عبدالله عبدالرحمان بن محمد، عن يزيد بن حاتم، قال: كان لعبدالملك بن مروان عين بالمدينة يكتب إليه بأخبارما يحدث فيها، وإن علي بن الحسين عليه السلام أعتق جارية له ثم تزوجها، فكتب العين إلي عبدالملك.

فكتب عبدالملك إلي علي بن الحسين عليه السلام: أما بعد فقد بلغني تزويجك مولاتك، وقد علمت أنه كان في أكفائك من قريش مت تمجد به في الصهر، وتستنجبه في الولد، فلا لنفسك نظرت ولا علي ولدك أبقيت والسلام.



[ صفحه 165]



فكتب إليه علي بن الحسين عليهما السلام: (أما بعد فقد بلغني كتابك تعنفني بتزويجي مولاتي وتزعم أنه قد كان في نساء قريش من أتمجد به في الصهر، وأستنجبه في الولد وإنه ليس فوق رسول الله صلي الله عليه وآله مرتقي في مجد ولا مستزاد في كرم.

وإنما كانت ملك يميني خرجت مني أراد الله عزوجل مني بأمر التمست به ثوابه، ثم ارتجعتها علي سنتة ومن كان زكيا في دين الله فليس يخل به شئ من أمره، وقد رفع الله بالاسلام الخسيسة، وتمم به النقيصة، وأذهب اللؤم، فلا لؤم علي امرئ مسلم إنما اللؤم لؤم الجاهلية والسلام) فلما قرأ الكتاب رمي به إلي ابنه سليمان فقرأه، فقال: يا أميرالمؤمنين لشد ما فخر عليك علي بن الحسين! فقال: يا بني لاتقل ذلك فإنها ألسن بني هاشم التي تفلق الصخر، وتغرف من بحر، إن علي بن الحسين عليه السلام يا بني يرتفع من حيث يتضع الناس [33] .

7 قب: مرسلا مثله [34] .

ثم قال: وفي العقد إنه قال زين العابدين عليه السلام: وهذا رسول الله تزوج أمته وامرأة عبده، فقال عبدالملك: إن علي بن الحسين يشرف من حيث يتضع الناس [35] وذكر أنه كان عبدالملك يقول: إنه قد تزوج بامه وذلك أنه كانت ربته، فكان يسميها امي.

8 ين: النضر، عن ابن رئاب، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن علي بن الحسين عليه السلام رأي امرأة في بعض مشاهد مكة فأجبته فخطبها إلي نفسها وتزوجها فكانت عنده، وكان له صديق من الانصار فاغتم لتزويجه بتلك المرأة فسأل عنها فاخبر أنها من آل ذي الجدين من بني شيبان، في بيت علي من قومها فأقبل علي علي بن الحسين، فقال: جعلني الله فداك ما زال تزويجك هذه المرأة



[ صفحه 166]



في نفسي وقلت: تزوج علي بن الحسين امرأة مجهولة ويقول الناس أيضا، فلم أزل أسأل عنها حتي عرفتها ووجدتها في بيت قومها شيبانية، فقال له علي بن الحسين عليه السلام: قد كنت أحسبك أحسن رأيا مما أري إن الله أتي بالاسلام فرفع به الخسيسة، وأتم به الناقصة، وكرم به من اللؤم، فلا لؤم علي المسلم، إنما اللؤم لؤم الجاهلية [36] .

9 يج: روي أبوبصير، عن أبي جعفر قال: كان فيما أوصي به إلي علي بن الحسين عليهما السلام أنه قال: يا بني إذا أنا مت فلا يلي غسلي غيرك، فإن الامام لايغسله إلا إمام بعده، واعلم أن عبدالله أخاك سيدعو الناس إلي نفسه، فامنعه فإن أبي فإن عمره قصير، وقال الباقر عليه السلام: فلما مضي أبي ادعي عبدالله الامامة فلم انازعه، فلم يلبث إلا شهورا يسيرة حتي قضي نحبه [37] .

10 شا: ولد علي بن الحسين عليه السلام خمسة عشر ولدا: محمد المكني أبا جعفر الباقر عليه السلام، وامه ام عبدالله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، وزيد، وعمر امهما ام ولد، وعبدالله، والحسن، والحسين، امهم ام ولد، والحسين الاصغر وعبدالرحمان، وسليمان، لام ولد، وعلي وكان أصغر ولد علي بن الحسين عليه السلام وخديجة امهما ام ولد، ومحمد الاصغر امه ام ولد، وفاطمة وعلية وام كلثوم وامهن ام ولد [38] .

وكان عبدالله بن علي بن الحسين أخو أبي جعفرعليه السلام يلي صدقات رسول الله صلي الله عليه وآله وصدقات أميرالمؤمنين عليه السلام، وكان فاضلا فقيها، وروي عن آبائه عن رسول الله صلي الله عليه وآله أخبارا كثيرة، وحدث الناس عنه، وحملوا عنه الآثار [39] .



[ صفحه 167]



وكان عمر بن علي بن الحسين فاضلا جليلا وولي صدقات النبي صلي الله عليه وآله و صدقات أميرالمؤمنين عليه السلام، وكان ورعا سخيا، وقد روي داود بن القاسم، عن الحسين بن زيد قال: رأيت عمي عمر بن علي بن الحسين يشترط علي من ابتاع صدقات علي عليه السلام أن يثلم في الحايط كذا وكذا ثلمة، ولا يمنع من دخله أن يأكل منه.

حدثني الشريف أبومحمد، قال: حدثني جدي، قال حدثنا أبوالحسن بكار ابن أحمد الازدي، عن الحسن بن الحسين العرني، عن عبدالله بن جرير القطان قال: سمعت عمر بن علي بن الحسين عليه السلام يقول: المفرط في حبنا كالمفرط في بغضنا لنا حق بقرابتنا من جدنا رسول الله صلي الله عليه وآله، وحق جعله الله لنا، فمن تركه ترك عظيما، أنزلونا بالمنزل الذي أنزلنا الله به، ولا تقولوا فينا ما ليس فينا إن يعذبنا الله فبذنوبنا، وإن يرحمنا الله فبرحمته وفضله [40] .

وكان الحسين بن علي بن الحسين عليهما السلام فاضلا ورعا، وروي حديثا كثيرا عن أبيه علي بن الحسين عليهما السلام، وعمته فاطمة بنت الحسين، وأخيه أبي جعفرعليه السلام وروي أحمد بن عيسي، عن أبيه قال: كنت أري الحسين بن علي بن الحسين عليهم السلام يدعو فكنت أقول: لا يضع يده حتي يستجاب له في الخلق جميعا.

وروي حرب الطحان، عن سعيد صاحب الحسن بن صالح، قال: إني لم أر أحدا أخوف من الحسن بن صالح حتي قدمت المدينة فرأيت الحسين بن علي بن الحسين فلم أر أشد خوفا منه، كأنما ادخل النار ثم اخرج منها، لشدة خوفه.

وروي يحيي بن سليمان بن الحسين، عن عمه إبراهيم بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي بن الحسين، قال: كان إبراهيم بن هشام المخزومي واليا علي المدينة، وكان يجمعنا يوم الجمعة قريبا من المنبر، ثم يقع في علي عليه السلام ويشتمه، قال: فحضرت يوما وقد امتلا ذلك المكان، فلصقت بالمنبر فأغفيت فرأيت القبر قد انفرج وخرج منه رجل عليه ثياب بياض، فقال لي: يا أبا عبدالله ألا يحزنك



[ صفحه 168]



ما يقول هذا؟ قلت: بلي والله، قال: افتح عينيك فانظرما يصنع الله به فاذا هو قد ذكر عليا فرمي من فوق المنبر فمات لعنه الله [41] .

11 شي: عن المفضل بن عمر قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام، عن قول الله (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته) فقال: هذه نزلت فينا خاصة إنه ليس رجل من ولد فاطمة يموت، ولا يخرج من الدنيا حتي يقر للامام وبإمامته كما أقر ولد يعقوب ليوسف حين قالوا: [42] (تالله لقد آثرك الله علينا) [43] .

12 لي: ابن موسي، عن علي بن الحسين العلوي العباسي، عن الحسن ابن علي الناصر، عن أحمد بن رشد، عن عمه أبي معمر سعيد بن خيثم، عن أخيه معمر قال: كنت جالسا عند الصادق جعفر بن محمد عليه السلام فجاء زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام فأخذ بعضادتي الباب، فقال له الصادق عليه السلام: يا عم اعيذك بالله أن تكون المصلوب بالكناسة، فقالت له ام زيد: والله ما يحملك علي هذا القول غير الحسد لابني فقال: يا ليته حساد ياليته حسدا ياليته حسدا ثلاثلا ثم قال: حدثني أبي، عن جدي عليهما السلام أنه يخرج من ولده رجل يقال له: زيد يقتل بالكوفة ويصلب بالكناسة يخرج من قبره نبشا تفتح لروحه أبواب السماء يتبهج به أهل السماوات يجعل روحه في حوصلة طير خضر يسرح في الجنة حيث يشاء [44] .

13 ن: الدقاق عن علي بن الحسين مثله [45] .

14 ن [46] لي: الحسين بن عبدالله بن سعيد، عن الجلودي، عن الاشعث



[ صفحه 169]



ابن محمد الضبي، عن شعيب بن عمرو، عن أبيه، عن جابر الجعفي قال: دخلت علي أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام وعنده زيد أخوه عليه السلام فدخل عليه معروف بن خر بوذ المكي فقال أبوجعفر عليه السلام: يا معروف أنشدني من طرائف ما عندك، فأنشده:



لعمرك ما إن أبو مالك

بوان ولا بضعيف قواه



ولا بألد لدي قوله

يعادي الحكيم إذا ما نهاه



ولكنه سيد بارع

كريم الطبايع حلو نثاه [47] .



إذا سدته سدت مطواعة

ومهما وكلت إليه كفاه



قال: فوضع محمد بن علي عليه السلام يده علي كتفي زيد عليه السلام فقال: هذه صفتك يا أباالحسين [48] .

بيان: الالد الخضم المعاند الذي لا يميل إلي الحق، والنثا مقصورا ما أخبرت به عن الرجل من حسن أوسئ، وقوله سدت مطواعة أي إذا صرت له سيدا وجدته في غاية الاطاعة، والتاء للمبالغة.

15 لي: النقاش، عن أحمد الهمداني، عن المنذر بن محمد، عن أحمد بن رشد، عن عمه سعيد بن خيثم، عن أبي حمزة الثمالي قال: حججت فأتيت علي بن الحسين عليه السلام فقال لي: يا أبا حمزة ألا احدثك عن رؤيا رأيتها؟ رأيت كأني ادخلت الجنة، فأتيت بحوراء لم أر أحسن منها، فبينا أنا متكئ علي أريكتي إذ سمعت قائلا يقول: يا علي بن الحسين ليهنئك زيد، يا علي بن الحسين ليهنئك زيد فيهنئك زيد قال أبوحمزة: ثم حججت بعده فأتيت علي بن الحسين عليه السلام فقرعت الباب ففتح لي ودخلت، فاذا هو حامل زيدا علي يده، أو قال: حامل غلاما علي يده



[ صفحه 170]



فقال لي: يا أبا حمزة [49] (هذه تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا) [50] .

16 لي: أحمد بن محمد بن رزمة القزويني، عن أحمد بن عيسي العلوي عن عبدالله بن يحيي، عن عباد بن يعقوب، عن علي بن هاشم بن البريد، عن محمد ابن عبدالله بن أبي رافع، عن عون بن عبدالله قال: كنت مع محمد بن علي ابن الحنفية في فناء داره فمر به زيد بن الحسن، فرفع طرفه إليه ثم قال: ليقتلن من ولد الحسين رجل يقال له زيد بن علي، وليصلبن بالعراق من نظر إلي عورته فلم ينصره أكبه الله علي وجهه في النار [51] .

17 لي: ابن إدريس، عن أبيه، عن أبن أبي الخطاب، عن ابن علوان عن عمرو بن خالد، عن أبي الجارود قال: إني لجالس عند أبي جعفر محمدبن علي الباقر عليه السلام إذا أقبل زيد بن علي عليه السلام فلما نظر إليه أبوجعفر عليه السلام وهو مقبل قال: هذا سيد من أهل بيته، والطالب بأوتارهم، لقد أنجبت ام ولدتك يا زيد [52] .

18 لي: أبي، عن الحميري، عن ابن هاشم، عن ابن أبي عمير، عن ابن سيابة قال: دفع إلي أبوعبدالله الصادق جعفر بن محمد عليه السلام ألف دينار وأمرني أن أقسمها في عيال من أصيب مع زيد بن علي عليه السلام فقسمتها فأصاب عبدالله بن الزبير أخا فضيل الرسان أربعة دنانير [53] .

19 ن [54] لي: الفامي، عن محمد الحميري، عن أبيه، عن ابن أبي الخطاب عن ابن علوان، عن عمرو بن ثابت، عن داود بن عبدالجبار، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله للحسين: يا حسين يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يتخطي هو وأصحابه يوم القيامة



[ صفحه 171]



رقاب الناس غرا محجلين يدخلون الجنة بلا حساب [55] .

بيان: [قال:] الجزري وفي الحديث غر محجلون، من آثار الوضوء الغر جمع الاغر من الغرة بياض الوجه، والمحجل هو الذي يرتفع البياض في قوائمه إلي موضع القيد، ويجاوز الارساغ ولا يجاوز الركبتين، استعار عليه السلام أثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين للانسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس ويديه ورجليه [56] .

20 ن [57] لي: ابن الوليد، عن الصفار، عن البرقي، عن أبيه، عن ابن شمون، عن عبدالله بن سنان، عن الفضيل قال: انتهيت إلي زيد بن علي عليه السلام صبيحة خرج بالكوفة فسمعته يقول: من يعينني منكم علي قتال أنباط أهل الشام فوالذي بعث محمدا بالحق بشيرا لا يعينني منكم علي قتالهم أحد إلا أخذت بيده يوم القيامة فأدخلته الجنة باذن الله قال: فلما قتل اكتريت راحلة وتوجهت نحو المدينة، فدخلت علي الصادق جعفر بن محمد عليه السلام فقلت في نفسي: لا أخبرته بقتل زيد بن علي فيجزع عليه، فلما دخلت قال لي: يا فضيل ما فعل عمي زيد؟ قال: فخنقتني العبرة، فقال لي: قتلوه؟ قلت: اي والله قتلوه، قال: فصلبوه؟ قلت: إي والله صلبوه، فأقبل يبكي ودموعه تنحدر علي ديباجتي خده كأنها الجمان ثم قال: يا فضيل شهدت مع عمي قتال أهل الشام؟ قلت: نعم، قال: فكم قتلت منهم؟ قلت: ستة، قال: فلعلك شاك في دمائهم؟ قال، فقلت: لو كنت شاكا ما قتلتهم قال: فسمعته وهو يقول: أشركني الله في تلك الدماءمضي والله زيد عمي وأصحابه شهداء، مثل ما مضي عليه علي بن أبي طالب وأصحابه [58] .



[ صفحه 172]



ايضاح: الانباط: جبل ينزلون بالبطائح بين العراقين وأكثرهم عجم استعربوا ويقال لاهل الشام: الانباط لتشبههم بهم في عدم كونهم من فصحاء العرب، وقد يقال: نبطي لمن كان حاذقا في جباية الخراج وعمارة الارضين، ذكره الجزري [59] ثم قال: ومنه حديث ابن [أبي] أوفي: كنا نسلف أنباطا من أنباط الشام انتهي، والجمان كغراب اللؤلؤ أو هنوات أشكال اللؤلؤمن فضة ذكره الفيروز آبادي [60] .

21 سر: أبو عبدالله السياري، عن رجل من أصحابه قال: ذكر بين يدي أبي عبدالله عليه السلام من خرج من آل محمد فقال عليه السلام: لا أزال وشيعتي بخير ما خرج الخارجي من آل محمد، ولوددت أن الخارجي من آل محمد خرج، وعلي نفقة عياله [61] .

22 لي: الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمزة ابن حمران قال: دخلت إلي الصادق جعفر بن محمد عليه السلام فقال لي: يا حمزة من أين أقبلت؟ قلت: من الكوفة، قال: فبكي عليه السلام حتي بلت دموعه لحيته فقلت له: يا ابن رسول الله ما لك أكثرت البكاء؟ فقال: ذكرت عمي زيدا عليه السلام وما صنع به فبكيت، فقلت له: وما الذي ذكرت منه؟ فقال، ذكرت مقتله وقد أصاب جبينه سهم فجاءه ابنه يحيي فانكب عليه، وقال له: ابشريا أبتاه فانك ترد علي رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، قال: أجل يا بني ثم دعا بحداد فنزع السهم من جبينه، فكانت نفسه معه، فجي به إلي ساقية تجري عند بستان زائدة، فحفر له فيها ودفن وأجري عليه الماء، وكان معهم غلام سندي لبعضهم، فذهب إلي يوسف بن عمر من الغد فأخبره بدفنهم إياه فأخرجه يوسف بن عمر فصلبه في الكناسة أربع سنين ثم أمر به فأحرق بالنار وذري في الرياح، فلعن الله قاتله وخاذله، وإلي الله جل اسمه أشكو ما نزل بنا أهل بيت نبيه بعد موته، وبه نستعين



[ صفحه 173]



علي عدونا وهو خير مستعان [62] .

23 ما: الغضائري، عن الصدوق مثله [63] .

24 لي: الطالقاني، عن أحمد الهمداني، عن المنذر بن محمد، عن جعفر ابن سليمان، عن أبيه، عن عمرو بن خالد قال: قال زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام: في كل زمان رجل منا أهل البيت يحتج الله به علي خلقه وحجة زماننا ابن أخي جعفر بن محمد لايضل من تبعه ولا يهتدي من خالفه [64] .

25 لي: أبي، عن محمد بن علي، عن عبدالله بن الحسن المؤدب، عن أحمد الاصبهاني، عن الثقفي، عن أبي هراسة الشيباني، عن جعفر بن زياد الاحمر، عن زيد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام أنه قرأ (وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغنا أشد هما ويستخرجا كنزهما) [65] ثم قال زيد: حفظهما الله بصلاح أبيهما فمن أولي بحسن الحفظ منا، رسول الله جدنا، وابنته امنا، وسيدة نسائه جدتنا وأول من آمن به وصلي معه أبونا [66] .

26 كتاب مقتضب الاثر في النص علي الاثني عشر لابن عياش، عن عبدالصمد ابن علي، عن أحمد بن موسي، عن داود الرقي قال: دخلت علي جعفر بن محمد عليهما السلام فقال: ما الذي أبطأبك عنا يا داود؟ فقلت: حاجة عرضت لي بالكوفة هي التي أبطأت بي عنك جعلت فداك، فقال لي: ماذا رأيت بها؟ قلت: رأيت عمك زيدا علي فرس ذنوب قد تقلد مصحفا وقد حف به فقهاء الكوفة، وهو يقول: يا أهل الكوفة إني العلم بينكم وبين الله تعالي، قد عرفت ما في كتاب الله من ناسخه ومنسوخه، فقال أبوعبدالله: يا سماعة بن مهران أئتني بتلك الصحيفة فأتاه بصحيفة



[ صفحه 174]



بيضاء فدفعها إلي وقال لي: اقرأ هذه بما اخرج إلينا أهل البيت، يرثه كابر عن كابر من لدن رسول الله صلي الله عليه وآله فقرأتها فإذا فيها سطران، السطر الاول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، والسطر الثاني (إن عدة الشهور عندالله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم) [67] علي بن أبي طالب والحسن بن علي، والحسين بن علي، وعلي بن الحسين، محمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسي بن جعفر، وعلي بن موسي، ومحمد بن علي وعلي بن محمد، الحسن بن علي، والخلف منهم الحجة لله، ثم قال لي: يا داود أتدري أين كان ومتي كان مكتوبا؟ قلت: يا ابن رسول الله، الله أعلم ورسوله وأنتم قال: قبل أن يخلق آدم بألفي عام، فأين يتاه بزيد ويذهب به إن أشد الناس لنا عداوة وحسدا الاقرب إلينا فالاقرب [68] .

27 ن: المكتب، عن محمد بن يحيي الصولي، عن محمد بن يزيد النحوي عن ابن أبي عبدون، عن أبيه قال: لما حمل زيد بن موسي بن جعفر إلي المأمون وقد كان خرج بالبصرة وأحرق دور ولد العباس، وهب المأمون جرمه لاخيه علي ابن موسي الرضا عليه السلام وقال له: ياأبا الحسن لئن خرج أخوك وفعل ما فعل، لقد خرج قبله زيد بن علي فقتل، ولو لامكانك مني لقتلته، فليس ما أتاه بصغير، فقال الرضا عليه السلام: يا أميرالمؤمنين لاتقس أخي زيدا إلي زيد بن علي عليه السلام فانه كان من علماء آل محمد، غضب لله عزوجل فجاهد أعداءه حتي قتل في سبيله، ولقد حدثني أبي موسي بن جعفر عليه السلام أنه سمع أباه جعفر بن محمد يقول: رحم الله عمي زيدا إنه دعا إلي الرضا من آل محمد، ولو ظفر لوفي بما دعا إليه، وقد استشارني في خروجه، فقلت له: يا عم إن رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشأنك.

فلما ولي قال جعفر بن محمد: ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه، فقال المأمون: يا أبا الحسن أليس قد جاء فيمن ادعي الامامة بغير حقها ماجاء؟! فقال الرضا عليه السلام



[ صفحه 175]



إن زيد بن علي عليه السلام لم يدع ما ليس له بحق، وإنه كان أتقي لله من ذاك إنه قال: أدعوكم إلي الرضا من آل محمد، وإنما جاء ما جاء فيمن يدعي أن الله نص عليه، ثم يدعو إلي غير دين الله، ويضل عن سبيله بغير علم، وكان زيد والله ممن خوطب بهذه الاية [69] (وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتبيكم) [70] .

28 ن: القطان، عن السكري، عن الجوهري، عن ابن عمارة، عن أبيه، عن عمرو بن خالد، عن عبدالله بن سيابة قال: خرجنا ونحن سبعة نفر فأتينا المدينة، فدخلنا علي أبي عبدالله عليه السلام فقال: أعندكم خبر عمي زيد؟ فقلنا: قد خرج أو هو خارج، قال: فإن أتاكم خبر فأخبروني، فمكثنا أياما فأتي رسول بسام الصيرفي بكتاب فيه: أما بعد فان زيدا خرج يوم الاربعاء غرة صفر، فمكث الاربعاء والخميس، وقتل يوم الجمعة، وقتل معه فلان وفلان، فدخلنا علي الصادق عليه السلام ودفعنا إليه الكتاب، فقرأ وبكي، ثم قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، عندالله أحتسب عمي إنه كان نعم العم، إن عمي كان رجلا لدنيانا وآخرتنا مضي والله عمي شهيدا كشهداء استشهدوا مع رسول الله وعلي والحسن والحسين صلوات الله عليهم [71] .

بيان: قال الجزري: [72] الاحتساب من الحسب كالاعتداد من العدد إنما قيل لمن ينوي بعمله وجه الله احتسبه لان له حينئذ أن يعتد عمله، فجعل في حال مباشرة الفعل كأنه معتد به، ومنه الحديث: من مات له ولد فاحتسبه أي احتسب الاجر بصبره علي مصيبته.

29 ن: تميم القرشي، عن أحمد بن علي الانصاري، عن الهروي، قال:



[ صفحه 176]



سمعت الرضا عليه السلام يحدث عن أبيه أن إسماعيل قال للصادق عليه السلام: يا أبتاه ما تقول في المذنب منا ومن غيرنا؟ فقال عليه السلام: [73] (ليس بأمانيكم ولاأماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجزبه) [74] .

تفسير: قال البيضاوي: [75] أي ليس ما وعدالله من الثواب ينال بأمانيكم أيها المسلمون ولابأماني أهل الكتاب، وإنما ينال بالايمان والعمل الصالح، وقيل: ليس الايمان بالتمني، ولكن ما وقر في القلب، وصدقه العمل. روي أن المسلمين وأهل الكتاب افتخروا فقال أهل الكتاب: نبينا قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم، ونحن أولي بالله منكم، فقال المسلمون: نحن أولي منكم نبينا خاتم النبيين وكتابنا يقضي علي الكتب المتقدمة فنزلت، وقيل: الخطاب مع المشركين ويدل عليه تقدم ذكره، أي ليس الامر بأماني المشركين، وهو قولهم لاجنة ولانار، وقولهم إن كان الامر كما يزعم هؤلاء لنكونن خيرا منهم وأحسن حالا (ولا أماني أهل الكتاب) وهو قولهم (لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصاري) وقولهم (لن تمسنا النار إلا أياما معدودة) ثم قرر ذلك بقوله: (من يعمل سوءا يجزبه) عاجلا وآجلا.

30 ن: الدقاق، عن الاسدي، عن صالح بن أبي حماد، عن الحسن ابن الجهم، قال: كنت عند الرضا عليه السلام وعنده زيد بن موسي أخوه وهو يقول: يا زيد اتق الله فانا بلغنا ما بلغنا بالتقوي، فمن لم يتق ولم يراقبه فليس منا ولسنا منه، يا زيد إياك أن تعين علي من به تصول من شيعتنا، فيذهب نورك، يا زيد إن شيعتنا إنما أبغضهم الناس وعادوهم، واستحلوا دماءهم وأموالهم، لمحبتهم لنا واعتقادهم لولايتنا، فان [أنت] أسأت إليهم ظلمت نفسك، وأبطلت حقك، قال الحسن ابن الجهم: ثم التفت عليه السلام إلي فقال لي: يا ابن الجهم من خالف دين الله فابرأ



[ صفحه 177]



منه كائنا من كان، من أي قبيلة كان، ومن عادي الله فلانوا كائنا من كان من أي قبيلة كان، فقلت له: يا ابن رسول الله ومن الذي يعادي الله؟ قال: من يعصيه [76] .

31 ن: جعفر بن نعيم الشاذاني، عن أحمد بن إدريس، عن إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن محمد الهمداني قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: من أحب عاصيا فهو عاص، ومن أحب مطيعا فهو مطيع، ومن أعان ظالما فهو ظالم، ومن خذل عادلا فهو خاذل، إنه ليس بين الله وبين أحد قرابة، ولا ينال أحد ولاية الله إلا بالطاعة، ولقد قال رسول الله صلي الله عليه وآله لبني عبدالمطلب: أئتوي بأعمالم لابأنسابكم وأحسابكم قال الله تبارك وتعالي: (فاذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ، فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ، ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم [77] خالدون) [78] .

32 ن: الوراق، عن سعد، عن الحسين بن أبي قتادة، عن محمد بن سنان قال: قال أبوالحسن الرضا عليه السلام: إنا أهل بيت وجب حقنا برسول الله صلي الله عليه وآله، فمن أخذ برسول الله صلي الله عليه وآله حقا ولم يعط الناس من نفسه مثله فلا حق له [79] .

بيان: أي من طلب للناس أن يرعوا حقه بسبب انتسابه بالرسول صلي الله عليه وآله فيجب عليه أن يراعي للناس ما يجب من حقوقهم، وإلا يفعل فلا يجب رعاية حقه.

33 ن: البيهقي، عن الصولي، عن محمد بن موسي بن نصر الرازي قال: سمعت أبي يقول: قال رجل للرضا عليه السلام: والله ما علي وجه الارض أشرف منك أبا، فقال: التقوي شرفتهم، وطاعة الله أخطتهم، فقال له آخر: أنت والله خيرالناس



[ صفحه 178]



فقال له: لاتحلف يا هذا! خير مني من كان أتقي لله عزوجل، وأطوع له، والله ما نسخت هذه الآية [80] آية: (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عندالله أتقيكم) [81] .

34 ما: محمد بن عمران، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن عبدالله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، عن عبدالملك بن عمر، قال: سمعت أبازط يقول: لاتسبوا عليا ولا أهل هذا البيت، فإن جبارا لنا من بلنجر [82] قدم الكوفة بعد قتل هشام بن عبد الملك زيد بن علي عليه السلام فقال: ألا ترون إلي هذا الفاسق ابن الفاسق كيف قتله الله تعالي؟! قال: فرماه الله بقرحتين في عينيه فطمس الله بها بصره، فاحذروا أن تتعرضوا لاهل هذا البيت إلا بخير [83] .

35 ع: ماجيلويه، عن علي، عن أبيه، عن يحيي بن عمران الهمداني وابن بزيع، عن يونس بن عبدالرحمن، عن العيص بن القاسم قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: اتقوا الله وانظروا لانفسكم فان أحق من نظر لها أنتم، لو كان لاحدكم نفسان فقدم إحداهما وجرب بها استقبل التوبة بالاخري كان، ولكنها نفس واحدة إذا ذهبت فقد والله ذهبت التوبة، إن أتاكم منا آت يدعوكم إلي الرضا منا فنحن نستهشدكم أنا لانرضي، إنه لايطيعنا اليوم وهو وحده، فكيف يطيعنا إذا ارتفعت الرايات والاعلام [84] .

36 مع: أبي، عن سعد، عن ابن عيسي، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي سعيد المكاري قال: كنا عند أبي عبدالله عليه السلام فذكر زيد ومن



[ صفحه 179]



خرج معه، فهم بعض أصحاب المجلس يتناوله فانتهره أبو عبدالله عليه السلام قال: مهلا ليس لكم أن تدخلوا فيما بيننا إلا بسبيل خير، إنه لم تمت منا إلا وتدركه السعادة قبل أن تخرج نفسه ولو بفواق ناقة، قال: قلت: وما فواق ناقة؟ قال: حلابها [85] .

37 مع: أبي، عن سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن حمزة ومحمد ابني حمران، عن أبيهما، عن أبي عبدالله عليه السلام قال الترتر حمران ثم قال: يا حمران مد المطمر بينك و بين العالم قلت: يا سيدي وما المطمر؟ فقال: أنتم تسمونه خيط البنافمن خالفكم علي هذا الامر فهو زنديق فقال حمران: وإن كان علويا فاطميا؟! فقال أبوعبدالله عليه السلام: وإن كان محمديا علويا فاطميا [86] .

بيان: التر بالضم الخيط يمد علي البناء والمطمر الزيج الذي يكون مع البنائين ذكرهما الجوهري [87] .

38 مع: ابن المتوكل، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله ابن سنان قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ليس بينكم وبين من خالفكم إلا المطمر قلت وأي شئ المطمر؟ قال: الذي تسمونه التر، فمن خالفكم وجازه فابرؤا منه وإن كان علويا فاطميا [88] .

39 ج: وقيل للصادق عليه السلام: ما يزال يخرج رجل منكم أهل البيت فيقتل ويقتل معه بشر كثير، فأطرق طويلا ثم قال: إن فيهم الكذابين وفي غيرهم المكذبين [89] .



[ صفحه 180]



40 ج: وروي عنه صلوات الله عليه قال: ليس منا أحد إلا وله عدو من أهل بيته، فقيل له: بنو الحسن لا يعرفون لمن الحق؟! قال: بلي، ولكن يمنعم الحسد [90] .

41 ج: عن أبي بصير قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن هذه الآية (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينامن عبادنا) [91] قال: أي شئ تقول؟ قال: أقول إنها خاص لولد فاطمة، فقال عليه السلام: أما من سل سيفه ودعا الناس إلي نفسه [إلي الضلال] من ولد فاطمة وغيرهم، فليس بداخل في هذه الآية قلت: من يدخل فيها؟ قال: الظالم لنفسه الذي لايدعو الناس إلي ضلال ولاهدي، والمقتصد مناأهل البيت العارف حق الامام، والسابق بالخيرات الامام [92] .

42 ج: علي بن الحكم، عن أبان قال: أخبرني الاحول أبوجعفرمحمد بن النعمان الملقب بمؤمن الطاق أن زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام بعث إليه وهو مختف قال: فأتيته، فقال لي: يا أبا جعفر ما تقول إن طرقك طارق منا أتخرج معه؟ قال قلت له: إن كان أبوك وأخوك خرجت معه قال: فقال لي: فأنا اريد أن أخرج اجاهد هؤلاء القوم فاخرج معي، قال: قلت: لا أفعل جعلت فداك، قال: فقال لي: أترغب بنفسك عني؟ قال: فقلت له: إنما هي نفس واحدة فان كان لله عزوجل في الارض معك حجة فالمتخلف عنك ناج، والخارج معك هالك، وإن لم يكن لله معك حجة فالمتخلف عنك والخارج معك سواء، قال: فقال لي: يا أبا جعفر كنت أجلس مع أبي علي الخوان فيلقمني اللقمة السمينة، ويبرد لي اللقمة الحارة حتي تبرد من شفقته علي، ولم يشفق علي من حر النار، إذ أخبرك بالدين ولم يخبرني به؟ قال: فقلت له: من شفقته عليك من حر النار لم يخبرك، خاف عليك ألا تقبله فتدخل النار، وأخبرني فان قبلته نجوت وإن لم أقبل لم يبال أن أدخل النار، ثم



[ صفحه 181]



قلت له: جعلت فداك أنتم أفضل أم الانبياء؟ قال: بل الانبياء، قلت: يقول يعقوب ليوسف (لاتقصص رؤياك علي إخوتك فيكيدوا لك كيدا) [93] ثم لم يخبرهم حتي لايكيدونه ولكن كتمهم، وكذا أبوك كتمك لانه خاف عليك، قال: فقال: أما والله لئن قلت ذاك لقد حدثني صاحبك بالمدينة أني اقتل واصلب بالكناسة وأن عنده لصحيفة فيها قتلي وصلبي، فحججت فحدثت أبا عبدالله عليه السلام بمقالة زيد وما قلت له، فقال لي: أخذته من بين يديه، ومن خلفه، وعن يمينه، وعن يساره، ومن فوق رأسه، ومن تحت قدميه، ولم تترك له مسلكا يسلكه [94] .

43 ختص: روي عن أبي معمر قال: جاء كثير النوا فبايع زيد بن علي ثم رجع فاستقال فأقاله ثم قال:



للحرب أقوام لها خلقوا

وللتجارة والسلطان أقوام



خير البرية من أمسي تجارته

تقوي الاله وضرب يجتلي الهام [95] .



روي عن أحمد بن عيسي بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قلت لابي نعيم الفضل بن دكين، كان زهير بن معاوية يحرس خشبة زيد بن علي؟ قال: نعم، وكان فيه شر من ذلك، وكان جده الرحيل فيمن قتل الحسين صلوات الله عليه، وكان زهير يختلف إلي قائده وقائده يحرس الخشبة وهو زهير بن معاوية بن خديج بن الرحيل [96] .

44 ب: ابن عيسي، عن البزنطي قال: ذكر عند الرضا عليه السلام بعض أهل



[ صفحه 182]



بيته، فقلت له: الجاحد منكم ومن غيركم واحد؟ فقال: لا كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: لمحسننا حسنتان ولمسيئنا ذنبان [97] .

45 ض: بالاسناد إلي الصدوق، عن أبيه، عن سعيد، عن البرقي، عن الحسن بن عطا، عن عبدالسلام، عن عمار أبي اليقظان قالم: كان عند أبي عبدالله صلوات الله عليه جماعة وفيهم رجل يقال له: أبان بن نعمان، فقال: أيكم له علم بعمي زيد بن علي، فقال: أنا أصلحك الله قال: وما علمك به؟ قال: كنا عنده ليلة فقال: هل لكم في مسجد سهلة؟ فخر جنامعه إليه اجتهادا أو كما قال: فقال أبوعبدالله صلوات الله عليه: كان بيت إبراهيم صلوات الله عليه الذي خرج منه إلي العمالقة، وكان بيت إدريس عليه السلام الذي كان يخيط فيه، وفيه صخرة خضراء فيها صورة وجوه النبيين وفيه مناخ الراكب يعني الخضر عليه السلام، ثم قال: لو أن عمي أتاه حين خرج فصلي فيه واستجار بالله لاجارة عشرين سنة، وما أتاه مكروب قط فصلي فيه ما بين العشائين ودعا الله إلا فرج الله عنه.

46 ثو: أبي، عن محمد العطار، عن الاشعري، عن عبدالله بن محمد، عن علي ابن زياد، عن محمد الحلبي قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: إن آل أبي سفيان قتلوا الحسين ابن علي صلوات عليه فنزع الله ملكهم، وقتل هشام زيد بن علي فنزع الله ملكه وقتل الوليد يحيي بن زيد رحمه الله فنزع الله [98] .

47 غط: جماعة، عن البزوفي، عن أحمد بن إدريس، عن ابن عيسي عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن هشام بن أحمر، عن سالمة مولاة أبي عبدالله قال: كنت عند أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام حين حضرته الوفاة، واغمي عليه فلما أفاق قال: أعطوا الحسن بن علي بن علي بن الحسين وهو الافطس سبعين دينارا، وأعط فلانا كذا وفلانا كذا، فقلت: أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك؟ قال: تريدين أن لاأكون من الذين قال الله عزوجل:



[ صفحه 183]



(والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) [99] نعم يا سالمة إن الله خلق الجنة فطيبها وطيب ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة ألفي عام، ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم [100] .

48 حه: قال صفي الدين محمد بن سعد الموسوي: رأيت في بعض الكتب القديمة الحديثية حدثنا ابن عقدة، عن حسن بن عبدالرحمان، عن حسين بن علي الازدي، عن أبيه، عن الوليدبن عبدالرحمان، عن الثمالي قال: كنت أزور علي بن الحسين في كل سنة مرة في وقت الحج فأتيته سنة من ذاك، وإذا علي فخذيه صبي، فقعدت إليه، وجاء الصبي فوقع علي عتبة الباب فانشج، فوثب إليه علي بن الحسين عليه السلام مهرو لا فجعل ينشف دمه بثوبه ويقول له: يا بني اعيذك بالله أن تكون المصلوب في الكناسة قلت: بأبي أنت وامي أي كناسة؟ قال: كناسة الكوفة قلت: جعلت فداك ويكون ذلك؟ قال: إي والذي بعث محمدا بالحق إن عشت بعدي لترين هذا الغلام في ناحية من نواحي الكوفة مقتولا مدفونا منبوشا مسلوبا مسحوبا مصلوبا في الكناسة، ثم ينزل فيحرق ويدق ويذري في البر، قلت: جلعت فداك وما اسم هذا الغلام؟ قال: هذا ابني زيد.

ثم دمعت عيناه، ثم قال: ألا احدثك بحدث ابني هذا، بينا أنا ليلة ساجد وراكع إذ ذهب بي النوم من بعض حالاتي، فرأيت كأني في الجنة وكأن رسول الله صلي الله عليه وآله وعليا وفاطمة، والحسن، والحسين قد زوجوني جارية من حور العين فواقعتها فاغتسلت عند سدرة المنتهي ووليت وهاتف بي يهتف ليهنئك زيد ليهنئك زيد ليهنئك زيد فاستيقظت فأصبت جنابة فقمت فتطهرت للصلاة وصليت صلاة الفجر فدق الباب وقيل لي: علي الباب رجل يطلبك فخرجت فإذا أنا برجل معه جارية ملفوف، كمها علي يده، مخمرة بخمار، فقلت: ما حاجتك؟ فقال: أرددت علي ابن الحسين عليه السلام قلت: أنا علي بن الحسين! فقال: أنا رسول المختار ابن



[ صفحه 184]



أبي عبيد الثقفي يقرئك السلام ويقول: وقعت هذه الجارية في ناحيتنا فاشتريتها بستمائة دينار وهذه ستمائة دينار فاستعن بها علي دهرك، ودفع إلي كتابا فأدخلت الرجل والجارية، وكتبت له جواب كتابه وتثبت الرجل، ثم قلت للجارية: ما اسمك؟ قالت: حوراء فهيؤهالي وبت بها عروسا، فعلقت بهذا الغلام فسميته زيدا وهو هذا، ستري ما قلت لك.

قال أبوحمزة: فوالله ما لبثت إلا برهة حتي رأيت زيدا بالكوفة في دار معاوية بن إسحاق فأتيته فسلمت عليه، ثم قلت: جعلت فداك ما أقدمك هذا البلد؟ قال: الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكنت أختلف إليه، فجئت إليه ليلة النصف من شعبان فسلمت عليه، وكان ينتقل في دور بارق وبني هلال، فلما جلست عنده قال: يا أبا حمزة! تقوم حتي نزور قبر أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام؟ قلت: نعم جلت فداك ثم ساق أبو حمزة الحديث حتي قال: أتينا الذكوات البيض، فقال: هذا قبر أميرالمؤمنين علي بن أبيطالب عليه السلام ثم رجعنا، فكان من أمره ما كان، فوالله لقد رأيته مقتولا مدفونا منبوشا مسلوبا مسحوبا مصلوبا قد احرق ودق في الهواوين وذري في العريض [101] من أسفل العاقول [102] .

بيان: سحبه كمنعه جره علي وجه الارض.

50 يج: روي أن وليد بن صبيح قال: كنا عند أبي عبدالله في ليلة إذ طرق الباب طارق فقال للجارية: انظري من هذا؟ فخرجت ثم خلت فقالت: هذا عمك عبدالله بن علي فقال: أدخليه، وقال لنا: ادخلوا البيت، فدخلنا بيتا فسمعنا منه حسا ظننا أن الداخل بعض نسائه، فلصق بعضنا ببعض، فلما دخل أقبل علي أبي عبدالله



[ صفحه 185]



فلم يدع شيئا من القبيح إلا قاله في أبي عبدالله، ثم خرج وخرجنا، فأقبل يحدثنا من الموضع الذي قطع كلامه، فقال بعضنا: لقد استقبلك هذا بشئ ما ظننا أن أحدا يستقبل به أحدا، حتي لقدهم بعضنا أن يخرج إليه فيوقع به، فقال: مه لاتدخلوا فيما بيننا.

فلما مضي من الليل ما مضي، طرق الباب طارق فقال للجارية: انظري من هذا؟ فخرجت ثم عادت فقالت: هذا عمك عبدالله بن علي قال لنا: عودوا إلي مواضعكم، ثم أذن له فدخل بشهيق ونحيب وبكاء وهو يقول: يا ابن أخي اغفر لي غفر الله لك، اصفح عني صفح الله عنك، فقال: غفر الله لك يا عم، ما الذي أحوجك إلي هذا؟ قال: إني لما أويت إلي فراشي أتاني رجلان أسودان فشدا وثاقي ثم قال أحدهما للآخر: انطلق به إلي النار، فانطلق بي فمررت برسول الله فقلت: يا رسول الله لاأعود، فأمره فخلي عني، وإني لاجد ألم الوثاق، فقال أبوعبدالله عليه السلام: أوص قال: بم اوصي مالي مال، وإن لي عيالا كثيرا، وعلي دين فقال أبوعبدالله عليه السلام: دينك علي وعيالك إلي عيالي فأوصي، فما خرجنا من المدينة حتي مات، فضم أبو عبدالله عليه السلام عياله إليه، وقضي دينه، وزوج ابنه ابنته [103] .

51 يج: روي عن الحسن بن راشد قال: ذكرت زيد بن علي فتنقصته عند أبي عبدالله فقال: لاتفعل! رحم الله عمي، أتي أبي فقال: إني اريد الخروج علي هذا الطاغية، فقال: لاتفعل، فاني أخاف أن تكون المقتول المصلوب علي ظهر الكوفة، أما علمت يا زيد أنه لايخرج أحد من ولد فاطمة علي أحد من السلاطين قبل خروج السفياني إلا قتل، ثم قال: ألا يا حسن إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها علي النار، وفيهم نزلت (ثم أورثنا الكتاب الذين اصفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) فإن الظالم لنفسه الذي لايعرف الامام، والمقتصد العارف بحق الامام، والسابق بالخيرات هو الامام ثم قال: يا حسن إنا أهل بيت لايخرج أحدنا من الدنيا حتي يقر لكل ذي



[ صفحه 186]



فضل بفضله [104] .

52 شا: كان زيد بن علي بن الحسين عليه السلام عين أخوته بعد أبي جعفر عليه السلام، وأفضلهم وكان عابدا ورعا فقيها سخيا شجاعا، وظهر بالسيف يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويطلب بثارات الحسين عليه السلام.

أخبرني الشريف أبومحمد الحسن بن محمد، عن جده، عن الحسن بن يحيي، عن الحسن بن الحسين، عن يحيي بن مساور، عن أبي الجارود زياد بن المنذر قال: قدمت المدينة، فجعلت كلما سألت عن زيد بن علي قيل لي: ذاك حليف القرآن، وروي هشيم قال: سألت خالد بن صفوان، عن زيد بن علي وكان يحدثنا عنه فقلت: أين لقيته؟ قال: بالرصافة فقلت: أي رجل كان؟ قال: كان ما علمت يبكي من خشية الله حتي يختلط دموعه بمخاطه.

واعتقد كثير من الشيعة فيه الامامة، وكان سبب اعتقادهم ذلك فيه، خروجه بالسيف يدعو إلي الرضا من آل بيت محمد، فظنوه يريد بذلك نفسه، ولم يكن يريدها به، لمعرفته باستحقاق أخيه الامامة من قبله، ووصيته عند وفاته إلي أبي عبدالله عليه السلام.

وكان سبب خروج أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنه بعد الذي ذكرناه من غرضه في الطلب بدم الحسين عليه السلام أنه دخل علي هشام بن عبدالملك، وقد جمع له هشام أهل الشام وأمر أن يتضايقوا في المجلس حتي لايتمكن من الوصول إلي قربه، فقال له زيد: إنه ليس من عبادالله أحد فوق أن يوصي بتقوي الله، لا من عباده أحد دون أن يوصي بتقوي الله وأنا اوصيك بتقوي الله يا أميرالمؤمنين فاتقه، فقال له هشام: أنت المؤهل نفسك للخلافة، الراجلي لها؟ وما أنت وذاك لا ام لك وإنما أنت من أمة، فقال له زيد: إني لا أعلم أحدا أعظم منزلة عندالله من نبي بعثه وهو ابن أمة، فلو كان ذلك يقصر عن منتهي غاية لم يبعث، وهو إسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام، فالنبوة أعظم منزلة عندالله أم الخلافة يا هشام؟ وبعد فما يقصر



[ صفحه 187]



برجل أبوه رسول الله صلي الله عليه وآله وهو ابن علي بن أبي طالب عليه السلام؟ فوثب هشام من مجلسه ودعا قهرمانه وقال: لايبيتن هذا في عسكري، فخرج زيد وهو يقول: إنه لم يكره قوم قط حر السيف إلا ذلوا، فلما وصل إلي الكوفة اجتمع إليه أهلها، فلم يزالوا به حتي بايعوه علي الحرب، ثم نقضوا بيعته وأسلموه، فقتل عليه السلام وصلب بينهم أربع سنين لاينكر أحد منهم، ولايغير ذلك بيد ولابلسان.

ولما قتل بلغ ذلك من أبي عبدالله الصادق عليه السلام كل مبلغ، وحزن له حزنا عظيما، حتي بان عليه، وفرق من ماله في عيال من اصيب معه من أصحابه ألف دينار، وروي ذلك أبوخالد الواسطي قال: سلم إلي أبوعبدالله ألف دينار وأمرني أن اقسمها في عيال من اصيب مع زيد. فأصاب عيال عبدالله بن الزبير أخي فضيل الرسان منها أربعة دنانير، وكان مقتله يوم الاثنين لليلتين خلتا من صفر سنة عشرين ومائة، وكان سنه يوم قتل اثنين وأربعين سنة [105] .

53 عم [106] شا: وجدت بخط أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الاصفهاني في أصل كتابه المعروف بمقاتل الطالبيين [107] أخبرني عمر بن عبدالله، عن عمر بن شبة، عن الفضل بن عبدالرحمان الهاشمي وابن داجة، قال أبوزيد: وحدثني عبدالرحمان بن عمرو بن جبلة، عن الحسن بن أيوب مولي بني نمير، عن عبدالاعلي ابن أعين قال: وحدثني إبراهيم بن محمد بن أبي الكرام الجعفري، عن أبيه قال: وحدثني محمد بن يحيي، عن عبدالله بن يحيي قال: وحدثني عيسي بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، وقد دخل حديث بعضهم في حديث الآخرين: أن جماعة من بني هاشم اجتمعوا بالابواء [108] وفيهم إبراهيم بن محمد بن علي



[ صفحه 188]



ابن عبدالله بن عباس، وأبوجعفر المنصور، وصالح بن علي، وعبدالله بن الحسن وابناه محمد وإبراهيم، ومحمد بن عبدالله بن عمرو بن عثمان.

فقال صالح بن علي: قد علمتم أنكم الذين تمد الناس إليهم أعينهم، وقد جمعكم الله في هذا الموضع، فاعقدوا بيعة لرجل منكم، تعطونه إياها من أنفسكم وتواثقوا علي ذلك، حتي يفتح الله وهو خيرالفاتحين.

فحمدالله عبدالله بن الحسن وأثني عليه ثم قال: قد علمتم أن ابني هذا هو المهدي فهلم لنبايعه. وقال أبوجعفر: لاي شي ء تخدعون أنفسكم، والله لقد علمتم ما الناس إلي أحد أصور [109] أعنأقا، ولا أسرع إجابة منهم إلي هذا الفتي، يريد به محمد بن عبدالله، قالوا: قد والله صدقت، إن هذا الذي نعلم، فبايعوا محمد جميعا، ومسحوا علي يده.

قال عيسي: وجاء رسول عبدالله بن حسن إلي أبي: أن ائتنا، فانا مجتمعون لامر، وأرسل بذلك إلي جعفر بن محمد عليهما السلام.

وقال غير عيسي: إن عبدالله بن الحسن قال لمن حضر: لاتريدوا جعفر فإنا نخاف أن يفسد عليكم أمركم.

قال عيسي بن عبدالله بن محمد: فأرسلني أبي انظر ما اجتمعوا له؟ فجئتهم ومحمد بن عبدالله يصلي علي طنفسة رحل مثنية فقلت لهم: أرسلني أبي إليكم أسألكم لاي شئ اجتمعتم؟ فقال عبدالله: اجتمعنا لنبايع المهدي محمد بن عبدالله. قال: وجاء جعفر بن محمد عليهما السلام، فأوسع له عبدالله بن الحسن إلي جنبه فتكلم بمثل كلامه.

فقال جعفر عليه السلام: لاتفعلوا فإن هذا الامر لم يأت بعد، إن كنت تري يعني عبدالله أن ابنك هذا هو المهدي فليس به، ولا هذا أوانه، وإن كنت إنما تريد



[ صفحه 189]



أن تخرجه غضبا لله وليأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، فإنا والله لاندعك وأنت شيخنا ونبايع ابنك في هذا الامر.

فغضب عبدالله بن الحسن، وقال: لقد علمت خلاف ما تقول، والله ما اطلعك علي غيبه، ولكن يحملك علي هذا الحسد لابني.

فقال: والله ماذاك يحملني، ولكن هذا وإخوته وأبناؤهم دونكم، وضرب بيده علي ظهر أبي العباس، ثم ضرب بيده علي كتف عبدالله بن الحسن، وقال: إنها والله ما هي إليك ولا إلي ابنيك، ولكنها لهم، وإن ابنيك لمقتولان. ثم نهض فتوكأ علي يد عبدالعزيز بن عمران الزهري فقال: أرأيت صاحب الرداء الاصفر يعني أباجعفر؟ فقال له: نعم قال: قال: إنا والله نجده يقتله، قال له عبدالعزيز: أيقتل محمدا؟ قال: نعم، فقلت في نفسي: حسده ورب الكعبة، ثم قال: والله ما خرجت من الدنيا حتي رأيته قتلهما.

قال: فلما قال جعفر عليه السلام ذلك ونهض القوم وافترقوا، تبعه عبدالصمد و أبوجعفر فقالا: يا أبا عبدالله أتقول هذا؟ قال: نعم أقوله والله وأعلمه.

قال أبوالفرج [110] وحدثني علي بن العباس المقانعي قال: أخبرنا بكار بن أحمد قال: حدثنا حسن بن حسين، عن عنبسة بن نجاد العابد قال: كان جعفر بن محمد عليهما السلام إذا رأي محمد بن عبدالله بن الحسن تغرغرت عيناه ثم يقول: بنفسي هو إن الناس ليقولون فيه، وإنه لمقتول، ليس هو في كتاب علي عليه السلام من خلفاء هذه الامة [111] .

54 قب: أبومالك الاحمسي قال زيد بن علي لصاحب الطاق: إنك تزعم أن في آل محمد إماما مفترض الطاعة معروفا بعينه؟ قال: نعم، وكان أبوك أحدهم قال: ويحك فما كان يمنعه من أن يقول لي، فوالله لقد كان يؤتي بالطعام الحار فيقعدني علي فخذه، ويتناول المضغة فيبردها، ثم يلقمنيها، أفتراه أنه كان يشفق



[ صفحه 190]



علي من حر الطعام ولا يشفق علي من حر النار!؟ فيقول لي: إذا أنامت فاسمع وأطع لاخيك محمد الباقر ابني فإنه الحجة عليك، ولا يدعني أموت موتة جاهلية؟ فقال: كره أن يقول لك فتكفر فيجب من الله عليك الوعيد، ولا يكون له فيك شفاعة، فتركك مرجئا لله فيك المشيئة وله فيك الشفاعة، ثم قال: أنتم أفضل أم الانبياء؟ قال: بل الانبياء قال: يقول يعقوب ليوسف: (لاتقصص رؤياك علي إخوتك فيكيدوا لك كيدا) [112] .

لم لم يخبرهم حتي كانوا لايكيدونه؟ ولكن كتمهم، وكذا أبوك كتمك لانه خاف منك علي محمد عليه السلام إن هو أخبرك بوضعه من قلبه، وبما خصه الله به فتكيد له كيدا كما خاف يعقوب علي يوسف من إخوته، فبلغ الصادق عليه السلام مقاله فقال: والله ما خالف غيره [113] .

وسأل زيدي الشيخ المفيد وأراد الفتنة فقال: بأي شئ استجزت إنكار إمامة زيد؟ فقال: إنك قد ظننت علي ظنا باطلا، وقولي في زيد لايخالفني فيه أحد من الزيدية، فقال: وما مذهبك فيه؟ قال: اثبت من إمامته ما تثبته الزيدية، وأنفي عنه من ذلك ما تنفيه، وأقول: كان إماما في العلم والزهد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنفي عنه الامامة الموجبة لصاحبهاالعصمة، والنص، والمعجز، فهذا ما لايخالفني عليه أحد [114] .

55 شي: عن موسي بن بكر، عن بعض رجاله أن زيد بن علي دخل علي أبي جعفر عليه السلام، ومعه كتب من أهل الكوفة، يدعونه فيها إلي أنفسهم، ويخبرونه باجتماعهم، ويأمرونه بالخروج إليهم فقال أبوجعفر عليه السلام: إن الله تبارك وتعالي أحل حلالا وحرم حراما، وضرب أمالا، وسن سننا، ولم يجعل الامام العالم بأمره في شبهة مما فرض الله من الطاعة، أن يسبقه بأمر قبل محله، أو يجاهد قبل حلوله



[ صفحه 191]



وقد قال الله في الصيد: (لاتقتلوا الصيد وأنتم حرم) [115] فقتل الصيد أعظم أم قتل النفس الحرام؟، وجعل لكل محلا قال: (وإذا حللتم فاصطادوا) [116] وقال: (لاتحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام) [117] فجعل الشهور عدة معلومة، وجعل منها أربعة حرما وقال: (فسيحوا في الارض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله) [118] .

56 شي: عن داود البرقي قال: سأل أبا عبدالله عليه السلام رجل وأنا حاضر عن قول الله: (عسي الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا علي ما أسروا في أنفسهم نادمين) [119] فقال: أذن في هلاك بني امية بعد إحراق زيد، سبعة أيام [120] .

57 سر: من كتاب أبي القاسم ابن قولويه قال: روي بعض أصحابنا قال: كنت عند علي بن الحسين عليه السلام فكان إذا صلي الفجر لم يتكلم حتي تطلع الشمس فجاؤه يوم ولد فيه زيد فبشروه به بعد صلاة الفجر قال: فالتفت إلي أصحابه وقال: أي شئ ترون أن اسمي هذا المولود؟ قال: فقال كل رجل منهم سمه كذا سمه كذا قال: فقال: يا غلام علي بالمصحف، قال: فجاؤا بالمصحف فوضعه علي حجره قال: ثم فتحه فظنر إلي أول حرف في الورقة وإذا فيه (وفضل الله المجاهدين علي القاعدين أجرا عظيما) [121] قال: ثم طبقه ثم فتحه فنظر فإذا في أول الورقة



[ صفحه 192]



(إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التورية والانجيل والقرآن ومن أوفي بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم) [122] ثم قال: هو والله زيد هو والله زيد فسمي زيدا [123] .

وعن حذيفة بن اليمان قال: نظر رسول الله صلي الله عليه وآله إلي زيد بن حارثة فقال: المقتول في الله، والمصلوب في امتي، والمظلوم من أهل بيتي سمي هذا، وأشار بيده إلي زيد بن حارثة فقال: ادن مني يا زيد، زادك اسمك عندي حبا فأنت سمي الحبيب من أهل بيتي [124] .

58 كشف [125] قب: بلغ الصادق عليه السلام قول الحكيم بن العباس الكلبي:



صلبنا لكم زيدا علي جذع نخلة

ولم أر مهديا علي الجذع يصلب



وقستم بعثمان عليا سفاهة

وعثمان خير من علي وأطيب



فرفع الصادق عليه السلام يديه إلي السماء وهما يرعشان، فقال: اللهم إن كان عبدك كاذا فسلط عليه كلبك، فبعثه بنو امية إلي الكوفة فبينما هو يدور في سككها إذا افترسه الاسد، واتصل خبره بجعفر. فخر لله ساجدا ثم قال: الحمدلله الذي أنجزنا ما وعدنا [126] .

59 كشف: من كتاب الدلائل للحميري، عن جابر قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لايخرج علي هشام أحد إلا قتله، فقلنا لزيد هذه المقالة فقال: إني شهدت هشاما ورسول الله صلي الله عليه وآله يسب عنده، فلم ينكر ذلك ولم يغيره فوالله لو لم يكن إلا أنا وآخر لخرجت عليه [127] .



[ صفحه 193]



60 كش: محمد بن مسعود، عن عبدالله بن محمد الطيالسي، عن الوشاء، عن أبي خداش، عن علي بن إسماعيل، عن أبي خالد، وحدثني محمد بن مسعود عن علي ابن محمد، عن الاشعري، عن ابن الريان، عن الحسن بن راشد، عن علي بن إسماعيل، عن أبي خالد، عن زرارة قال: قال لي زيد بن علي عليه السلام وأنا عند أبي عبدالله عليه السلام: ما تقول يافتي في رجل من آل محمد استنصرك؟ فقلت: إن كان مفروض الطاعة نصرته، وإن كان غير مفروض الطاعة فلي أن أفعل، ولي أن لا أفعل، فلما خرج قال أبوعبدالله عليه السلام: أخذته والله من بين يديه ومن خلفه. وما تركت له مخرجا [128] .

61 ج [129] قب: عن زرارة مثله [130] .

62 كش: حمدويه، عن اليقطيني، عن يونس، عن إسماعيل بن عبد الخالق، قال: قيل لمؤمن الطاق: ما الذي جري بينك وبين زيد بن علي في محضر أبي عبدالله عليه السلام؟ قال: قال زيد بن علي: يا محمد بن علي بلغني أنك تزعم أن في آل محمد إماما مفترض الطاعة؟ قال: قلت: نعم، وكان أبوك علي بن الحسين أحدهم فقال: وكيف وقد كان يوتي بلقمة وهي حارة فيبردها بيده ثم يلقمنيها أفتري إنه كان يشفق علي من حر اللقمة، ولا يشفق علي من حر النار؟ قال: قلت له: كره أن يخبرك فتكفر، ولا يكون له فيك الشفاعة، ولا فيك المشيئة، فقال أبوعبدالله عليه السلام: أخذته من بين يديه، ومن خلفه، فما تركت له مخرجا [131] .

63 كشف: قال الصادق عليه السلام لابي ولاد الكاهلي: رأيت عمي زيدا؟ قال: نعم رأيته مصلوبا، ورأيت الناس بين شامت حنق، وبين محزون محترق، فقال:



[ صفحه 194]



أما الباكي فمعه في الجنة، وأما الشامت فشريك في دمه [132] .

64 كش: محمد بن مسعود، عن أبي عدالله الشاذاني، عن الفضل، عن أبيه، عن أبي يعقوب المقري وكان من كبار الزيدية، عن عمرو بن خالد وكان من رؤساء الزيدية، عن أبي الجارود وكان رأس الزيدية قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام جالسا إذ أقبل زيدبن علي فلما نظر إليه أبوجعفر عليه السلام قال: هذا سيد أهل بيتي، والطالب بأوتارهم [133] .

65 كش: حمدويه، عن أيوب، عن حنان بن سدير قال: كنت جالسا عند الحسن بن الحسين، فجاء سعيد بن منصور وكان من رؤساء الزيدية فقال: ما تري في النبيذ؟ فإن زيدا كان يشربه عندنا قال: مااصدق علي زيد أنه شرب مسكرا قال: بلي قد يشربه قال: فإن كان فعل، فإن زيدا ليس بنبي ولا وصي نبي إنما هو رجل من آل محمد يخطئ ويصيب [134] .

66 كش: إبراهيم بن محمد بن العباس، عن أحمد بن إدريس، عن الاشعري عن ابن عيسي، عن ابن أبي عمير، عن عبدالرحمان بن سيابة قال: دفع إلي أبوعبدالله عليه السلام دنانير وأمرني أن اقسمها في عيالات من اصيب مع عمه زيد فقسمتها، فأصاب عيال عبدالله بن الزبير الرسان أربعة دنانير [135] .

67 كش: محمد بن مسعود قال: كتب إلي الشاذاني حدثنا الفضل، عن علي بن الحكيم وغيره، عن أبي الصباح قال: جاءني سدير فقال لي: إن زيدا تبرأ منك، قال: فأخذت علي ثيابي، قال: وكان أبوالصباح رجلا ضاريا قال: فأتيته فدخلت عليه، وسلمت عليه، فقلت له: يا أبا الحسن بلغني أنك قلت: الائمة أربعة، ثلاثة مضوا، والرابع وهو القائم؟ قال زيد: هكذا قلت قال: فقلت لزيد: هل تذك قولك لي بالمدينة في حياة أبي جعفر عليه السلام وأنت تقول: إن الله تعالي



[ صفحه 195]



قضي في كتابه أنه من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا، وإنما الائمة ولاة الدم، وأهل الباب، فهذا أبوجعفر الامام، فان حدث به حدث، فان فينا خلفا؟ وقال: وكان يسمع مني خطب أميرالمؤمنين عليه السلام وأنا أقول: فلا تعلموهم فهم أعلم منكم، فقال لي: أما تذكر هذا القول، فقلت: فان منكم من هو كذلك، ثم قال: ثم خرجت من عنده فتهيأت وهيأت راحلة، ومضيت إلي أبي عبدالله عليه السلام ودخلت عليه، وقصصت عليه ما جري بيني وبين زيد، فقال: أرأيت لو أن الله تعالي ابتلي زيدا فخرج منا سيفان آخران، بأي شئ تعرف أي السيوف سيف الحق والله ما هو كمال قال، ولئن خرج ليقتلن، قال: فرجعت، فانتهيت إلي القادسية فاستقبلني الخبر بقتله رحمه الله [136] .

علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن علي بن الحكم باسناده هذا الحديث بعينه [137] .

بيان: قال الجزري فيه [138] إن قيسا ضراء الله: هو بالكسر جمع ضرو، وهو من السباع ماضري بالصيد ولهج به، أي أنهم شجعان، تشبيها بالسباع الضارية في شجاعتها، يقال: ضري بالشئ يضري ضري وضراوة [فهو ضار إذا اعتاده ومنه الحديث إن للاسلام ضراوة] [139] أي عادة ولهجا به لايبصر عنه انتهي.

قوله: ثلاثة مضوا، لعله لم يعد علي بن الحسين عليه السلام منهم، لعدم خروجه مستقلا بالسيف، أو يكون المراد الائمة بعد أميرالمؤمنين عليه السلام.

قوله: والرابع هوالقائم، ليس القائم في بعض النسخ، وإن لم يكن فهو المراد وإلزام الكناني عليه باعتبار أنه أقر بامامة الباقر عليه السلام، وهو ينافي الحصر الذي ادعاه، ثم أراد زيد أن يلزم عليه القول بامامته بما قال له الكناني سابقا إما تواضعا



[ صفحه 196]



أو مطايبة أو مدافعة، فأجاب بأنه كان مرادي أن فيكم من هو كذلك، بل يمكن أن يكون غرضه في ذلك الوقت أن يعلم زيد أنه ليس في تلك المرتبة لانه يحتاج إلي التعلم.

وحاصل كلامه عليه السلام أن محض الخروج بالسيف من كل من انتسب إلي هذا البيت، ليس دليلا علي حقيته، وأنه القائم، بل لابد لذلك من علامات ودلالات ومعجزات، ولو كان كذلك: فاذا فرض أنه خرج في هذا الزمان رجلان أيضا من أهل هذا البيت بالسيف، معارضين له، فكيف يعرف أيهم علي الحق فظهر أن الخروج بالسيف فقط، ليس علامة للحقية، ولزوم الغلبة ووجوب متابعة الناس له، وكونه المهدي والقائم، وفرض السيفين لكثرة الاشتباه فيكون أتم في الدلالة علي المراد.

68 كش: القتيبي، عن الفضل، عن أبيه، عن عدة من أصحابنا، عن سليمان بن خالد قال: قال لي أبوعبدالله عليه السلام: رحم الله عمي زيدا، ما قدر أن يسير بكتاب الله ساعة من نهار، ثم قال: يا سليمان بن خالد ما كان عدوكم عندكم؟ قلنا: كفار، قال: إن الله عزوجل يقول: (حتي إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منا بعد وإما فداء) [140] فجعل المن بعد الاثخان، أسرتم قوما ثم خليتم سبيلهم، قبل الاثخان، فمنتم قبل الاثخان، وإنما جعل الله المن بعد الاثخان حتي خرجوا عليكم من وجه آخر فقاتلوكم [141] .

69 كش: محمد بن الحسن وعثمان بن حامد، عن محمد بن يزداد، عن محمد ابن الحسين، عن ابن فضال، عن مروان بن مسلم، عن عمار الساباطي قال: كان سليمان بن خالد خرج مع زيد بن علي حين خرج، قال: فقال له رجل ونحن وقوف في ناحية وزيد واقف في ناحية: ما تقول في زيد هو خير أم جعفر؟ قال: سليمان: قلت: والله ليوم من جعفر خير من زيد أيام الدنيا، قال: فحرك رأسه



[ صفحه 197]



وأتي زيدا وقص عليه القصة، قال: فمضيت نحوه فانتهيت إلي زيد وهو يقول: جعفر إمامنا في الحلال والحرام [142] .

70 كش: محمد بن مسعود قال: كتب إلي أبوعبدالله يذكر عن الفض عن محمد بن جمهور، عن يونس، عن ابن رئاب، عن أبي خالد القماط قال: قال لي رجل من الزيدية أيام زيد: ما منعك أن تخرج مع زيد؟ قال: قلت له: إن كان أحد في الارض مفروض الطاعة، فالخارج قبله هالك، وإن كان ليس في الارض مفروض الطاعة، فالخارج والجالس موسع لهما فلم يرد علي شئ، قال: فمضيت من فوري إلي أبي عبدالله عليه السلام فأخبرته بما قال لي الزيدي وبما قلت له، وكان متكئا فجلس، ثم قال: أخذته من بين يديه، ومن خلفه، وعن يمينه، وعن شماله، ومن فوقه، ومن تحته، ثم لم تجعل له مخرجا [143] .

71 كش: ابن قتيبة، عن الفضل، عن أبيه، عن محمد بن جمهور، عن بكار ابن أبي بكر الحضرمي قال: دخل أبوبكر وعلقمة علي زيد بن علي، وكان علقمة أكبر من أبي، فجلس أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره، وكان بلغهما أنه قال: ليس الامام منا من أرخي عليه ستره، إنما الامام من شهر سيفه، فقال له أبوبكر وكان أجرأهما: يا أبا الحسين أخبرني عن علي بن أبي طالب عليه السلام أكان إماما وهو مرخ عليه ستره، أو لم يكن إماما حتي خرج وشهر سيفه؟ قال: وكان زيد يبصر الكلام، قال: فسكت فلم يجبه، فرد عليه الكلام ثلاث مرات، كل ذلك لايجيبه بشئ، فقال له أبوبكر: إن كان علي بن أبي طالب إماما، فقد يجوز أن يكون بعده إمام مرخ عليه ستره وإن كان علي بن أبي طالب عليه السلام لم يكن إماما وهو مرخ عليه ستره، فأنت ما جاء بك ههنا؟ قال: فطلب أبي علقمة أن يكف عنه فكف عنه.

قال: وكتب إلي الشاذاني أبوعبدالله يذكر عن الفضل، عن أبيه مثله [144] .



[ صفحه 198]



73 قب: مرسلا مثله [145] .

72 نص: محمد بن جعفر التميمي، عن محمد بن القاسم بن زكريا، عن هشام ابن يونس، عن القاسم بن خليفة، عن يحيي بن زيد قال: سألت أبي عليه السلام عن الائمة؟ فقال: الائمة اثنا عشر: أربعة من الماضين، وثمانية من الباقين، قلت: فسمهم ويا أبه، قال: أما الماضين، فعلي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومن الباقين أخي الباقر، وبعده جعفر الصادق ابنه، وبعده موسي ابنه، وبعده علي ابنه، وبعد محمد ابنه، وبعده إلي ابنه، وبعده الحسن ابنه، وبعده المهدي ابنه، فقلت له، يا أبه ألست منهم؟ قال: لا ولكني من العترة، قلت: فمن أين عرفت أساميهم؟ قال: عهد معهود عنده إلينا رسول الله صلي الله عليه وآله.

فان قال قائل: فزيد بن علي عليه السلام إذا سمع هذه الاحاديث من الثقات المعصومين وآمن بها واعتقدها فلم خرج بالسيف وادعي الامامة لنفسه وأظهر الخلاف علي جعفر بن محمد؟ وهو بالمحل الشريف الجليل، معروف بالستر والصلاح مشهور عند الخاص والعام بالعلم والزهد وهذا ما لا يفعله إلا معاند جاحد وحاشا زيدا أن يكون بهذا المحل؟

فأقول في ذلك والله التوفيق: إن زيد بن علي عليه السلام خرج علي سبيل الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر، لا علي سبيل المخالفة لابن أخيه جعفر بن محمد عليه السلام وإنما وقع الخلاف من جهة الناس، وذلك أن زيد بن علي عليه السلام لما خرج ولم يخرج جعفر بن عليهما السلام توهم قوم من الشيعة أن امتناع جعفر كان للمخالفة، وإنما كان لضرب من التدبير، فلما رأي الذين صاروا للزيدية سلفا ذلك، قالوا: ليس الامام من جلس في بيته، وأغلق بابه، وأرخي ستره، وإنما الامام من خرج بسيفه، يأمر بالمعروف، وينهي عن المنكر، فهذان سبب وقوع الخلاف بين الشيعة وأما جعفر وزيد عليهما السلام فما كان بينهما خلاف، والدليل علي صحة قولنا قول زيد



[ صفحه 199]



ابن علي عليه السلام: من أراد الجهاد فالي ومن أراد العلم فالي ابن أخي جعفر، ولو ادعي الامامة لنفسه، لم ينف كمال العلم عن نفسه، إذ الامام أعلم من الرعية ومن مشهور قول جعفر بن محمد عليه السلام: رحم الله عمي زيدا لو ظفر لوفي، إنما دعا إلي الرضا من آل محمد وأنا الرضي.

وتصديق ذلك ما حدثنا به علي بن الحسين، عن عامر بن عيسي بن عامر السيرافي بمكة في ذي الحجة سنة إحدي وثمانين وثلاثمائة، قال: حدثني أبومحمد الحسن بن محمد بن يحيي بن الحسن بن جعفر بن عبيدالله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن محمد بن مطهر، عن أبيه، عن عميربن المتوكل بن هارون البجلي، عن أبيه المتوكل بن هارون قال: لقيت يحيي بن زيد بعد قتل أبيه وهو متوجه إلي خراسان، فما رأيت مثله رجلا في عقله وفضله فسألته عن أبيه، فقال: إنه قتل وصلب بالكناسة، ثم بكي وبكيت حتي غشي عليه، فلما سكن قلتل له: يا ابن رسول الله وما الذي أخرجه إلي قتال هذا الطاغي وقد علم من أهل الكوفة ما علم؟ فقال: نعم لقد سألته عن ذلك، فقال: سمعت أبي عليه السلام يحدث عن أبيه الحسين بن علي عليه السلام قال: وضع رسول الله صلي الله عليه وآله يده علي صلبي فقال: يا حسين يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يقتل شهيدا، فاذا كان يوم القيامة يتخطي هو وأصحابه رقاب الناس، ويدخل الجنة، فأحببت أن أكون كما وصفني رسول الله صلي الله عليه وآله، ثم قال: رحم الله أبي زيدا، كان والله أحد المتعبدين، قائم ليله صائم نهاره، يجاهد في سبيل الله عزوجل حق جهاده.

فقلت: يا ابن رسول الله هكذا يكون الامام بهذه الصفة؟ فقال: يا عبدالله إن أبي لم يكن بامام، ولكن من سادات الكرام، وزهادهم، وكان من المجاهدين في سبيل الله، قلت: يا ابن رسول الله أما إن أباك قد ادعي الامامة، وخرج مجاهدا في سبيل الله، وقد جاء عن رسول الله صلي الله عليه وآله فيمن ادعي الامامة كاذبا فقال: مه يا عبدالله إن أبي عليه السلام كان أعقل من أن يدعي ما ليس له بحق وإنما قال: أدعوكم إلي الرضا من آل محمد، عني بذلك عمي جعفرا قلت: فهو اليوم صاحب



[ صفحه 200]



الامر؟ قال: نعم هو أفقه بني هاشم.

ثم قال: يا عبدالله إني اخبرك عن أبي عليه السلام وزهده وعبادته، إنه كان عليه السلام يصلي في نهاره ماشاء الله، فاذا جن الليل عليه نام نومة خفيفة ثم يقوم فيصلي في جوف الليل ما شاءالله، ثم يقوم قائما علي قدميه يدعو الله تبارك وتعالي ويتضرع له ويبكي بدموع جارية، حتي يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر سجد سجدة ثم يقوم يصلي الغداة إذا وضح الفجر، فإذا فرغ من صلاته قعد في التعقيب إلي أن يتعالي النهار، ثم يقوم في حاجته ساعة، فاذا قرب الزوال قعد في مصلاه فسبح الله ومجده إلي وقت الصلاة، فاذا حان وقت الصلاة قام فصلي الاولي وجلس هنيئة وصلي العصر وقعد في تعقيبه ساعة، ثم سجد سجدة، فاذا غابت الشمس صلي العشاء والعتمة قلت: كان يصوم دهره؟ قال: لا ولكنه كان يصوم في السنة ثلاثة أشهر ويصوم في الشهر ثلاثة أيام قلت: وكان يفتي الناس في معالم دينهم؟ قال: ما أذكر ذلك عنه، ثم أخرج إلي صحيفة كاملة أدعية علي بن الحسين عليه السلام [146] .

74 نص: أبوعلي أحمد بن سليمان، عن أبي علي بن همام، عن الحسن ابن محمد بن جمهور العمي، عن أبيه، عن حماد بن عيسي، عن محمد بن مسلم قال: دخلت علي زيد بن علي عليه السلام فقلت: إن قوما يزعمون أنك صاحب هذا الامر قال: لا ولكني من العترة قلت: فمن يلي هذا الامر بعدكم؟ قال: سبعة من الخلفاء والمهدي منهم. قال ابن مسلم: ثم دخلت علي الباقر محمد بن علي عليه السلام فأخبرته بذلك، فقال: صدق أخي زيد صدق أخي زيد، سيلي هذا الامر بعدي سبعة من الاوصياء والمهدي منهم ثم بكي عليه السلام وقال: كأني به وقد صلب في الكناسة يا ابن مسلم، حدثني، أبي، عن أبيه الحسين قال: وضع رسول الله صلي الله عليه وآله يده علي كتفي، وقال: يا حسين يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يقتل مظلوما إذا كان يوم القيامة حشر وأصحابه إلي الجنة [147] .



[ صفحه 201]



75 نص: الحسين بن علي، عن هارون بن موسي، عن أحمد بن علي بن إبراهيم العلوي المعروف بالجواني، عن أبيه علي بن ابراهيم، عن عبدالله بن محمد المديني، عن عمارة بن زيد الانصاري، عن عبدالله بن العلا قال: قلت لزيد بن علي عليه السلام ما تقول في الشيخين؟ قال: ألعنهما قلت: فأنت صاحب الامر؟ قال: لا ولكني من العترة قلت: فإلي من تأمرنا؟ قال: عليك بصاحب الشعر وأشار إلي الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام [148] .

76 ما: أحمد بن عبدون، عن علي بن محمد بن الزبير، عن علي بن فضال عن العباس بن عامر، عن أحمد بن رزق، عن مهزم بن أبي بردة الاسدي قال: دخلت المدينة حدثان صلب زيد رضي الله عنه قال: فخدلت علي أبي عبدالله عليه السلام فساعة رآني قال: يا مهزم ما فعل زيد؟ قال: قلت: صلب قال: أين؟ قال: قلت: في كناسة بني أسد قال: أنت رأيته مصلوبا في كناسة بني أسد؟ قال: قلت نعم، قال: فبكي حتي بكت النساء خلف الستور، ثم قال: أما والله لقد بقي لهم عنده طلبة ما أخذوها منه بعد، قال: فجعلت افكر وأقول: أي شئ طلبتهم بعد القتل والصلب؟ قال: فودعته وانصرفت، حتي انتهيت إلي الكناسة فإذا أنا بجماعة، فأشرفت عليهم فإذا زيد قد أنزلوه من خشبته، يريدون أن يحرقوه قال: قلت: هذا الطلبة التي قال لي [149] .

77 نص علي بن الحسين بن محمد، عن هارون بن موسي، عن محمد بن مخزوم مولي بني هاشم، قال أبومحمد: وحدثنا عمر بن الفضل المطيري عن محمد بن الحسن الفرغاني، عن عبدالله بن محمد البلوي، قال أبومحمد: وحدثنا عبيدالله بن الفضل الطائي عن عبدالله بن محمد البلوي، عن إبراهيم بن عبدالله بن العلا، عن محمد بن بكير قال: دخلت علي زيد بن علي عليه السلام وعنده صالح بن بشر فسلمت عليه، وهو يريد الخروج إلي العراق، فقلت له: يا ابن رسول الله حدثني بشئ سمعته عن أبيك عليه السلام فقال: نعم



[ صفحه 202]



حدثني أبي عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: من أنعم الله عليه بنعمة فليحمدالله، ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله، ومن أحزنه أمر فليقل: لا حول ولا قوة إلا بالله.

فقلت: زدني يا ابن رسول الله، قال: نعم حدثني أبي عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: أربعة أنا لهم الشفيع يوم القيامة، المكرم لذريتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في امورهم عند اضطرارهم إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه.

قال: فقلت: زدني يا ابن رسول الله من فضل ما أنعم الله عزوجل عليكم قال: نعم حدثني أبي عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: من أحبنا أهل البيت في الله حشر معنا، وأدخلناه معنا الجنة، يا ابن بكير من تمسك بنا فهو معنا في الدرجات العلي، يا ابن بكي إن الله تبارك وتعالي اصطفي محمدا صلي الله عليه وآله و اختارنا له ذرية فلو لانا لم يخلق الله تعالي الدنيا والآخرة، يا ابن بكير بنا عرف الله، وبنا عبدالله، ونحن السبيل إلي الله، ومنا المصطفي والمرتضي، ومنا يكون المهدي قائم هذه الامة.

قلت: يا بن رسول الله هل عهد إليكم رسول الله صلي الله عليه وآله متي يقوم قائمكم؟ قال: يا ابن بكير إنك لن تلحقه، وإن هذا الامر تليه ستة من الاوصياء بعد هذا ثم يجعل الله خروج قائمنا، فيملاها قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما، فقلت: يا ابن رسول الله ألست صاحب هذا الامر؟ فقال: أنا من العترة، فعدت فعاد إلي فقلت: هذا الذي تقول، عنك أو عن رسول الله صلي الله عليه وآله؟ فقال: لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير، لا ولكن عهد عهده إلينا رسول الله صلي الله عليه وآله، ثم أنشأ يقول:



نحن سادات قريش وقوام الحق فينا

نحن الانوار التي من قبل كون الخلق كنا



نحن منا المصطفي المختار والمهدي منا

فبنا قد عرف الله وبالحق أقمنا



سوف يصلاه سعير من تولي اليوم عنا





[ صفحه 203]



قال علي بن الحسين! وحدثنا بهذا الحديث محمد بن الحسين البزوفري عن الكليني، عن محمد بن يحيي، عن سلمة بن الخطاب، عن الطيالسي، عن ابن عميرة وصالح ابن عقبة جميعا عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن صالح قال: كنت عند زيد بن علي عليه السلام فدخل إليه محمد بن بكير وذكر الحديث [150] .

78 مصبا: في أول يوم من صفر سنة إحدي وعشرين ومائة كان مقتل زيد بن علي عليه السلام [151] .

79 كا: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن الجارود، عن موسي بن بكر بن داب، عمن حدثه عن أبي جعفر عليه السلام أن زيد بن علي ابن الحسبن دخل علي أبي جعفر محمد بن علي ومعه كتب من أهل الكوفة يدعونه فيها إلي أنفسهم ويخبرونه باجتماعهم، ويأمرونه بالخروج، فقال له أبوجعفر عليه السلام هذه الكتب ابتداء منهم أو جواب ما كتبت به إليهم ودعوتهم إليه؟ فقال: بل ابتداء من القوم، لمعرفتهم بحقنا وبقرابتنا من رسول الله صلي الله عليه وآله، ولما يجدون في كتاب الله عزوجل من وجوب مودتنا وفرض طاعتنا، ولما نحن فيه من الضيق و الضنك والبلاء، فقال له أبوجعفر عليه السلام: إن الطاعة مفروضة من الله عزوجل وسنة أمضاها في الاولين، وكذلك يجريها في الآخرين، والطاعة لواحد منا والمودة للجميع، وأمر الله يجري لاوليائه بحكم موصول، وقضاء مفصول، وحتم مقضي، وقدر مقدور، وأجل مسمي لوقت معلوم (فلا يستخفنك الذين لايوقنون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا) فلا تعجل فان الله لايجعل لعجلة العباد، ولا تسبقن الله فتعجزك ابلية فتصرعك.

قال: فغضب زيد عند ذلك ثم قال: ليس الامام منا من جلس في بيته، و أرخي ستره، وثبط عن الجهاد، ولكن الامام منا من منع حوزته، وجاهد في سبيل الله



[ صفحه 204]



حق جهاده، ودفع عن رعيته، وذب عن حريمه، قال أبوجعفر عليه السلام: هل تعرف يا أخي من نفسك شيئا مما نسبتها إليه فتجئ عليه بشاهد من كتاب الله، أو حجة من رسول الله صلي الله عليه وآله أو تضرب به مثلا فان الله عزوجل أحل حلالا وحرام حراما، وفرض فرائض وضرب أمثالا وسن سننا، ولم يجعل الامام القائم بأمره في شبهة فيما فرض له من الطاعة، أن يسبقه بأمر قبل محله، أو يجاهد فيه قبل حلوله، وقد قال الله عزوجل في الصيد: (لاتقتلوا الصيد وأنتم حرم) أفقتل الصيد أعظم أم قتل النفس التي حرم الله؟ وجعل لكل شئ محلا وقال عزوجل (وإذا حللتم فصطادوا) وقال عزوجل (ولا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام) فجعل الشهور عدة معلومة فجعل فيها أربعة حرما وقال: (فسيحوا في الارض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله) ثم قال تبارك وتعالي (فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) فجعل لذلك محلا وقال: (ولا تعزموا عقدة النكاح حتي يبلغ الكتاب اجله) فجعل لكل شئ محلا ولكل أجلا كتابا.

فان كنت علي بينة من ربك، ويقين من أمرك، وتبيان من شأنك فشأنك وإلا فلا ترو من أمرا أنت منه في شك وشبهة، ولا تتعاط زوال ملك لم ينقض اكله، ولم ينقطع مداه، ولم يبلغ الكتاب أجله، فلو قد بلغ مداه وانقطع اكله، وبلغ الكتاب أجله لانقطع الفصل وتتابع النظام، ولاعقب الله في التابع والمتبوع الذل والصغار، أعوذ بالله من إمام ضل عن وقته، فكان التابع فيه أعلم من المتبوع، أتريد يا أخي أن تحيي ملة قوم قد كفروا بآيات الله، وعصوا رسوله واتبعوا أهواءهم بغير هدي من الله، وادعوا الخلافة بلا برهان من الله، ولا عهد من رسوله، اعيذك بالله يا أخي أن تكون غدا المصلوب بالكناسة، ثم ارفضت عيناه وسالت دموعه، ثم قال: الله بيننا وبين من هتك سترنا وجحدنا حقنا وأفشي سرنا، ونسبنا إلي غير جدنا، وقال فينا ما لم نقله في أنفسنا. [152] .



[ صفحه 205]



80 كا: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رجل ذكره، عن سليمان بن خالد قال: قال لي أبو عبدالله عليه السلام: كيف صنعتم بعمي زيد؟ قلت: إنهم كانوا يحرسونه، فلما شف الناس، أخذنا خشبته فدفناه في جرف علي شاطئ الفرات، فلما أصبحوا جالت الخيل يطلبونه، فوجدوه فأحرقوه، فقال: أفلا أو قرتموه حديدا، وألقيتموه في الفرات، صلي الله عليه ولعن الله قاتله [153] .

81 كا: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن علي الوشاء عمن ذكره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله عز ذكره أذن في هلاك بني امية بعد إحراقهم زيدا بسبعة أيام [154] .

82 كا: علي بن إبراهيم، عن أبي هشام الجعفري قال: سألت الرضا عليه السلام عن المصلوب فقال: أما علمت أن جدي عليه السلام صلي علي عمه [155] .

تذنيب: أقول: سنورد الاخبار الدالة علي أحوال كل من خرج من أولاد الائمة عليهم السلام، عند ذكر أحوالهم لاسيما في أبواب أحوال الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام، وسيأتي في باب معجزات الصادق عليه السلام بعض أخبار زيد وغيره وسنورد الاخبار في أحوالهم مجملا في كتاب الخمس وأوردنا بعض ما يتعلق بهم في أبواب أحوال فاطمة صلوات الله عليها، وقد مر بعض الاخبار عن زيد في أبواب النصوص.

ثم اعلم أن الاخبار اختلفت وتعارضت في أحوال زيد واضرابه كما عرفت لكن الاخبار الدالة علي جلالة زيد ومدحه، وعدم كونه مدعيا لغير الحق أكثر وقد حكم أكثر الاصحاب بعلو شأنه، فالمناسب حسن الظن به، وعدم القدح فيه بل عدم التعرض لامثاله من أولاد المعصومين عليهم السلام إلا من ثبت من قبل الائمة عليهم السلام الحكم بكفرهم، ولزوم التبري عنهم.

وسيأتي القول في الابواب الآتية فيهم مفصلا إن شاء الله تعالي.



[ صفحه 206]



83 فر: [156] جعفر بن أحمد معنعنا عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: أيها الناس إن الله بعث في كل زمان خيرة، ومن كل خيرة منتجبا حبوة منه، قال: الله أعلم حيث يجعل رسالته، فلم يزل الله يتناسخ خيرته حتي أخرج محمدا صلي الله عليه وآله من أفضل تربة وأطهر عترة اخرجت للناس، فلما قبض محمدا صلي الله عليه وآله افتخرت قريش علي سائر الانبياء بأن محمدا صلي الله عليه وآله كان قرشيا ودانت العجم للعرب بأن محمدا صلي الله عليه وآله كان عربيا، حتي ظهرت الكلمة وتمت النعمة فاتقوا الله عبادالله، وأجيبوا إلي الحق وكونوا أعوانا لمن دعاكم إليهم، ولاتأخذوا سنة بني إسرائيل، كذبوا أنبياءهم، وقتلوا أهل بيت نبيهم.

ثم أنا اذكر كم أيها السامعون لدعوته، المتفهمون مقالتنا، بالله العظيم الذي لم يذكر المذكرون بمثله، إذا ذكرتموه وجلت قلوبكم، واقشعرت لذلك جلودكم، ألستم تعلمون أنا ولد نبيكم المظلومون المقهورون فلا سهم وفينا، ولا تراث أعطينا، وما زالت بيوتنا تهدم، وحرمنا تنتهك، وقائلنا يعرف، يولد مولودنا في الخوف، وينشؤ ناشئنا بالقهر، ويموت ميتنا بالذل.

ويحكم إن الله قد فرض عليكم جهاد أهل البغي والعدوان من امتكم علي بغيهم، وفرض نصرة أوليائه الداعين إلي الله وإلي كتابه، قال: (فلينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) [157] ويحكم إنا قوم غضبنا لله ربنا، ونقمنا الجور المعمول به في أهل ملتنا، ووضعنا من توارث الامامة والخلافة ويحكم بالهواء ونقض العهد وصلي الصلاة لغير وقتها، وأخذ الزكاة من غير وجهها، ودفعها إلي غير أهلها، ونسك المناسك بغير هديها، وأزال الافياء والاخماس والغنائم، ومنعها الفقراء والمساكين وابن السبيل، وعطل الحدود وأخذ بها الجزيل، وحكم بالرشا والشفاعات والمنازل وقرب الفاسقين، ومثل بالصالحين، واستعمل الخيانة، وخون أهل الامانة، وسلط المجوس، وجهز الجيوش، وخلد في المحابس، وجلد المبين!



[ صفحه 207]



وقتل الوالد، وأمر بالمنكر، ونهي عن المعروف، بغير مأخوذ عن كتاب الله، ولاسنة نبيه، ثم يزعم زاعمكم أن الله استخلفه، يحكم بخلافه، ويصد عن سبيله، وينتهك محارمه، ويقتل من دعا إلي أمره، فمن أشر عندالله منزلة ممن افتري علي الله كذبا، أوصد عن سبيله، أو بغاه عوجا، ومن أعظم عندالله أجرا ممن أطاعه، وآذن بأمره، وجاهد في سبيله، وسارع في الجهاد، ومن أحقر عندالله منزلة ممن يزعم أن بغير ذلك يمن عليه، ثم يترك ذلك استخفافا بحقه وتهاونا في أمرالله، وإيثارا للدنيا (ومن أحسن قولا ممن دعا إلي الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) [158] .

84 كا: العدة عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن أبي داود، عن عبدالله بن أبان قال: دخلنا علي أبي عبدالله عليه السلام فسألنا أفيكم أحد عنده علم عمي زيد بن علي؟ فقال رجل من القوم: أنا عندي علم من علم عمك، كنا عنده ذات ليلة في دار معاوية بن إسحاق الانصاري، اذ قال: انطلقوا بنا نصلي في مسجد السهلة فقال أبوعبدالله عليه السلام: وفعل؟ فقال: لا، جاءه أمر فشغله عن الذهاب، فقال: أما والله، لو عاذ الله به حولا لاعاذه أما علمت أنه موضع بيت إدريس النبي الذي كان يخيط فيه، ومنه سار إبراهيم إلي اليمن بالعمالقة، ومنه سار داود إلي جالوت وإن فيه لصخرة خضراء فيها مثال كل نبي، ومن تحت تلك الصخرة أخذت طينة كل نبي، وإنه لمناخ الراكب، قيل: ومن الراكب؟ قال: الخضر عليه السلام [159] .

85 كا: محمد بن يحيي، عن عمرو بن عثمان، عن حسين بن بكر، عن عبدالرحمان بن سعيد الخزاز، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال: بالكوفة مسجد يقال له: مسجد السهلة، لو أن عمي زيدا أتاه فصلي فيه، واستجار الله لاجاره عشرين سنة [160] .



[ صفحه 208]



86 فر: القاسم بن عبيد، عن أحمد بن وشيك، عن سعيد بن جبير قال: قلت لمحمد بن خالد: كيف زيد بن علي في قلوب أهل العراق؟ فقال: لا أحد ثك عن أهل العراق، ولكن احدثك عن رجل يقال له: النازلي، بالمدينة قال: صحبت زيدا ما بين مكة والمدينة، وكان يصلي الفريضة ثم يصلي ما بين الصلاة إلي الصلاة، ويصلي الليل كله، ويكثر التسبيح، ويردد (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد) [161] فصلي بنا ليلة، ثم ردد هذه الآية إلي قريب من نصف الليل، فانتبهت وهو رافع يده إلي السمآه ويقول: إلهي عذاب الدنيا أيسر من عذاب الآخرة، ثم انتحب فقمت إليه، وقلت: يا ابن رسول الله لقد جزعت في ليلتك هذه جزعا ما كنت أعرفه؟ قال: ويحك يا نازلي إني رأيت الليلة وأنا في سجودي إذ رفع لي زمرة من الناس عليهم ثياب مارأته الابصار، حتي أحاطوا بي وأنا ساجد، فقال كبيرهم الذي يسمعون منه: أهو ذلك؟ قالوا: نعم، قال: ابشر يا زيد فانك مقتول في الله، ومصلوب ومحروق بالنار، ولا تمسك النار بعدها أبدا، فانتبهت وأنا فزع، والله يا نازلي لوددت أني احرقت بالنار ثم احرقت بالنار وأن الله أصلح لهذه الامة أمرها [162] .

87 كف: في أول يوم من صفر كان مقتل زيد عليه السلام [163] .

أقول: روي أبوالفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبين [164] بإسناده إلي زياد ابن المنذر قال: اشتري المختار بن أبي عبيد جارية بثلاثين ألفا فقال لها: أدبري فأدبرت ثم قال لها: أقبلي فأقبلت، ثم قال: ما أري أحدا أحق بها من علي بن الحسين عليه السلام فبعث بها إليه، وهي ام زيد بن علي عليه السلام.

وبإسناده عن خصيب الوابشي قال: كنت إذا رأيت زيد بن علي رأيت



[ صفحه 209]



أسارير [165] النور في وجهه [166] .

وبإسناده عن أبي الجارود قال: قدمت المدينة فجعلت كلما سألت عن زيد ابن علي قيل لي: ذاك حليف القرآن [167] .

وباسناده عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله للحسين: يخرج رجل من صلبك يقال له زيد يتخطي هو وأصحابه يوم القيامة رقاب الناس غرا محجلين، يدخلون الجنة بغير حساب [168] .

وباسناده، عن عبدالملك بن أبي سليمان قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: يقتل رجل من أهل بيتي فيصلب لاتري الجنة عين رأت عورته [169] .

وبإسناده عن عبدالله بن محمد ابن الحنفية قال: مر زيد بن علي بن الحسين علي محمد ابن الحنفية فرق له وأجلسه، وقال: اعيذك بالله يا ابن أخي أن تكون زيدا المصلوب بالعراق لا ينظر أحد إلي عورته ولا ينظره إلا كان في أسفل درك من جهنم [170] .

وباسناده عن خالد مولي آل الزبير قال: كنا عن علي بن الحسين عليه السلام فدعا ابنا له يقال له: زيد، فكبا لوجهه وجعل يمسح الدم عن وجهه، ويقول: اعيذك بالله أن تكون زيدا المصلوب بالكناسة، من نظر إلي عورته متعمدا أصلي الله وجهه النار [171] .

وبإسناده، عن يونس بن جناب قال: جئت مع أبي جعفر عليه السلام إلي الكتاب فدعا زيدا فاعتقه، وألزق بطنه ببطنه، وقال: اعيذك بالله أن تكون صليب الكناسة [172] .


پاورقي

[1] المناقب ج 3 ص 311.

[2] كشف الغمة ج 2 ص 274.

[3] عبدالله هو المعروف بالباهر لقب بذلك لجماله، قالوا: ما جلس مجلسا الا بهرجماله وحسنه من حضر، قال الشيخ المفيد في الارشاد ص 285 كان يلي صدقات النبي صلي الله عليه وآله وصدقات أميرالمؤمنين عليه السلام وكان فاضلا فقيها روي عن آبائه عن رسول الله أخبارا كثيرة وحدت الناس، وحملوا عنه الاثار.

وذكر أبونصر البخاري في سر السلسلة العلوية ص 50 أن امه ام أخيه الامام محمد الباقر وهي ام عبدالله بنت الحسن السبط عليه السلام توفي وهو ابن سبع وخمسين سنة، لاحظ عمدة الطالب ص 252 طبع النجف ومشجر العميدي ص 110.

[4] محمد هو المعروف بالارقط قال أبونصر البخاري في سر السلسلة العلوية ص 50: ومن يطعن في الارقط فلا يطعن من حيث النسب والعقب، وانما يطعنون لشئ جري بينه وبين الامام الصادق عليه السلام يقال: بصق في وجه الصادق عليه السلام فدعا عليه الصادق عليه السلام فصار أرقط الوجه به نمس كريه المنظر، وأما نسبه فلا يطعن فيه اه.

قال العمري: كان محمد محدثا من أهل المدينة أقطعه السفاح عين سعيد بن خالد، وانما لقب بالارقط لانه كان مجدورا، اه وذكرأبوالفرج انه كان رسول الصادق عليه السلام إلي الهاشميين حين دعوه لحضور مؤتمرهم بالابواء لبيعة محمد النفس الزكية.

وأظن قويا انه من الوهم تلقيب أبيه عبدالله بالارقط كما في المتن وجمهرة ابن حزم ص 53 ومقاتل الطالبيين ص 207 خاصة بعد ملاحظة ان عبدالله كان يعرف بالباهر لجماله كما سق وهو ينافي انه ارقط، ويؤكد ذلك ما ذكره أبونصر البخاري والشيخ العمري النسابة في ترجمة محمد المترجم له فلاحظ.

[5] امه ام سلمة بنت الامام محمد الباقر خرج مع أبي السرايا ذكره ابن عنبة في العمدة ص 252 والعميدي في مشجره ص 110.

[6] ذكره أبونصر البخاري في كتابه ص 51 وقال: امه وام أخيه الحسن زينب بنت عبدالله الاعرج وكان محمد بن اسماعيل أحد الشجعان، خرج محمد بن محمد بن زيد ابن علي بالكوفة ومعه محمد بن اسماعيل بن محمد بن عبدالله فوجهه إلي المدائن ونواحيها فتوجه إلي أحمد بن عمر في ألف من الخراسانية، فليقيه ابن الارقط محمد بن اسماعيل بن محمد بساباط فهزمه وقتل أكثر رجاله، اه وذكر نحو ذلك أبوالفرج الاصبهاني في مقاتله ص 536 وقال واستولي محمد بن اسماعيل علي البلاد، وذكر ان الذي أرسله هو ابوالسرايا.

[7] سيأتي عن الارشاد بعض ترجمته تحت الرقم 10.

[8] يكني أبا علي، كان شاعرا واختفي ببغداد، وهو لام ولد، أشخصه الرشيد من الحجاز ومات في الحبس، كذا في حواشي المشجر الكشاف ص 113.

والقاسم هذا هو والد محمد القائم بالطالقان أيام المعتصم، واعتقد به طائفة من الجارودية انه حي لم يمت ولا قتل ولا يموت حتي يملا الارض عدلا كما ملئت جورا.

(الفصل لابن حزم الظاهري ج 4 ص 127).

[9] الحسين بن زيد، يلقب بذي الدمعة، وذي العبرة لبكائه، ذكر أبوالفرج في مقاتله ص 388 عن يحيي بن الحسين بن زيد قال قالت امي لابي ما أكثر بكاءك؟ فقال: وهل ترك السهمان والنار سرورا يمنعني من البكاء، يعني السهمين اللذين قتل بهما أبوه زيد وأخوه يحيي ولد الحسين بالشام، وامه ام ولد، ويكني أبا عبدالله، مات أبوه وهو صغير فرباه الامام الصادق عليه السلام وعلمه، عده الشيخ الطوسي في رجاله 168 من أصحاب الامام الصادق عليه السلام، شهد الحرب مع محمد وابراهيم ابني عبدالله المحض، ثم تواري قال أبوالفرج: وكان مقيما في منزل جعفر بن محمد، وكان جعفر رباه ونشأ في حجره منذ قتل أبوه، وأخذ عنه علما كثيرا.

ونحوه في المجدي للعمري وسر السلسلة للبخاري، عمي في آ خر عمره..

مات سنة 135 وقيل 140 وهو الصحيح.

ووصفه صاحب غاية الاختصار ص 121 بقوله: كان سيدا جليلا شيخ أهله وكريم قومه، وكان من رجال بني هاشم لسانا وبيانا وعلما وزهدا وفضلا واحاطة بالنسب وأيام الناس اه ذكر في المنتقلة والعمدة والمشجر الكشاف وغيرها.

[10] امه ام ولد نوبية ولد في المحرم سنة 109، ليلة عيد الميلاد في دير للنصاري حيث كان أبوزيد أشخص إلي هشام بن عبدالملك، وكانت ام عيسي معه فضربها المخاض في الطريق فنزل ديرا للنصاري فولدت له تلك الليلة (عيسي) سماه باسم المسيح، شهد عيسي الحرب مع محمد النفس الزكية وكان علي ميمنته أو علي شرطه كما في الكافي وبعده لحق بابراهيم بن عبدالله بالبصرة فشهد الحرب معه وكان علي ميمنته وكان وصيه وحامل رايته.

ولما قتل ابراهيم بباخمري انصرف عيسي إلي الكوفة فعرضت له لبوة معها اشبالها فجعلت تحمل علي الناس فأخذ عيسي سيفه وترسه ثم نزل اليها فقتلها، فقال له مولي له: أيتمت أشبالها يا سيدي، فصحك وقال: نعم أنا ميتم الاشبال، فكان أصحابه بعد ذلك اذا ذكروه كنوا عنه وقالوا: قال مؤتم الاشبال كذا، وفعل مؤتم الاشبال كذا فيخفي أمره اختفي ايام المنصور والمهدي والهادي وفي أيامه مات بالكوفة سنة 169 وله ستون سنة قالوا: وكان عيسي أفضل من بقي من أهله دينا وعلما وورعا وزهدا وتقشفا وأشدهم بصيرة في أمره ومذهبه مع علم كثير ورواية للحديث وطلب له، وكان شاعرا وقد ذكرت بعض شعره في (معجم شعراء الطالبيين).

[11] يكني أبا جعفر وقيل أبوعبدالله وهو أصغر ولد أبيه، امه ام ولد سندية وكان في غاية الفضل ونهاية النبل، وقصته مع محمد بن هشام المرواني تشهد علي غاية نبله وسمو نفسه ورفعة شأنه، وذلك حين طلب المنصور محمد بن هشام وجد في طلبه حتي اذا حج في بعض السنين أحس به في المسجد الحرام فوكل الربيع بغلق الابواب الا بابا واحدا وأن لا يخرج منه الا من عرفه، فأحس المرواني بالشرو تحير، فلمحه محمد بن زيد المترجم له وهو لا يعرفه فقال له أراك متحيرا فمن أنت؟ قال ولي الامان؟ فأمنه فعرفه المرواني بنفسه وقال له: من أنت؟ فقال أنا محمد بن زيد، فأسقط في يد المرواني وقال: عندالله أحتسب نفسي اذن، فقال له محمد بن زيد: لا بأس عليك فانك لست بقاتل زيد ولا في قتلك درك بثاره، الان خلاصك أولي مني باسلامك.

ثم احتال في خلاصه حتي أخرجه معه من الجامع وخلي سبيله، والقصة طريفة مذكورة في عمدة الطالب ص 299 وغيرها.

وترجمه الخطيب البغدادي وقال: ورد بغداد أيام المهدي وحدث بها.

وذكر ان محمد بن عبدالله بن الحسن المثني النفس الزكية أوصي فقال: ان حدث بي حدث فالامر إلي أخي ابراهيم بن عبدالله، فان اصيب ابراهيم بن عبدالله فالامر إلي عيسي بن زيد بن علي ومحمد بن زيد بن علي قال الحسن بن محمد بن يحيي العلوي قال جدي: وكان محمد بن زيد من رجالات بني هاشم لسانا وبيانا.

[12] عده الشيخ الطوسي في رجاله ص 264 من أصحاب وقال: واقفي اه.

وقال أبوالغنائم محمد بن علي بن محمد العمري: امه حسينية وتوفي ببغداد سنة 220 وصلي عليه المأمون وكانت له نباهة، وسئل الشيخ أبوالحسن من كانت امه يحيي بن الحسين فقال خديجة بنت الامام الباقر عليه السلام، يكني أبا الحسين، وترجمه الخطيب في تاريخه ج 14 ص 189 وقال: سكن بغداد وحدث عن أبيه، كما ذكر انه توفي يوم الاربعاء لاربع خلون من شهر ربيع الاخر من سنة 37 أي بعد المأتين ودفن في مقابر قريش وصلي عليه عبدالله بن هارون ودخل قبره اه.

وفي النفس من تاريخ الوفاة شئ وذلك ان عبدالله بن هارون المأمون مات بطرسوس سنة 218 فكيف يكون صلي ببغداد علي من مات سنة 220 أو 237 فلاحظ.

[13] كان ببغداد وقتل بالاهواز ذكره في المنتقلة والعمدة والمشجر الكشاف ووصفه العميدي في كتابه بالشبيه، مع أن الذهبي في المشتبه ص 403 نص علي أن الشبيه لقب محمد بن علي المترجم له ابن الحسين بن زيد بن علي وأنه الشبيه الصغير، أما الكبير فهو القاسم بن محمد بن جعفر الصادق، وأن اللقب لهما ولاولادهما.

[14] هو المعروف بالقعدد قال أبوالفرج في المقاتل: ص 698 حدثني حكيم بن يحيي قال: كان الحسين بن الحسين بن زيد شيخ بني هاشم وذاقعددهم، وكانت الاموال تحمل اليه من الافاق، قال: فاجتمعنا يوما عند جدك أبي الحسن محمد بن أحمد الاصبهاني وجماعة من الطالبيين، فيهم الحسين بن الحسين بن زيد بن علي، ومحمد بن علي بن حمزة العلوي العباسي، وأبوهاشم داود بن القاسم الجعفري، فقال جدك للحسين: يا أبا عبدالله أنت أقعد ولد رسول الله كلهم، وأبوهاشم أقعد ولد جعفر، وأنتما شيخا آل رسول الله صلي الله عليه وآله وجعل يدعولهما بالبقاء قال: فنفس محمد بن علي بن حمزة ذلك عليهما فقال له: يا أبا الحسن وما ينفعهما من القعدد في هذا الزمان ولو طلبا عليه من أهل العصر باقة بقل ما أعطياها.

(تنبيه) ورد في المقاتل المطبوعة (الحسن) والصواب (الحسين).

[15] يلقب بالشاعر، امه عنادة كما في انساب مصعب ص 71 وقيل سهادة بنت خلف المخزومي كما في مشجر العميدي ص 79 قال أبوالحسن العمري: وكان جعفر شاعرا أديبا ولاه أخو محمد أيام أبي السرايا واسط.

وقال أبوطالب المروزي: أما محمد بن زيد فعقبه الصحيح من رجل واحد وهو جعفر الرئيس الشاعر، خرج بخراسان وقتل بمرو، وقبره بها في سكة ساسان وذكر العميدي ان قبره وقبر أخيه محمد الملقب بالمعتز بالله في مكان واحد.

[16] كان من أصحاب الامام الرضا عليه السلام مقربا عنده للغاية ولاجله كتب الكتاب المسمي بالفقه الرضوي فيما يروي صاحب رياض العلماء واليه ينتهي نسب السيد عليخان المدني الشيرازي صاحب شرح الصحيفة وأنوار الربيع والسلافة والدرجات الرفيعة والطراز وغيرها من المؤلفات الممتعة.

ويعرف المترجم له بالسكين وهو لقبه وبه يعرف ولده قال لعمري: من ولده بنو سكين بالبصرة لهم موضع وحشمة ولخاتمة المحدثين العلامة النوري قدس سره في خاتمة المستدرك ج 3 ص 336 إلي ص 361 بحث طويل عن الفقه الرضوي وصحته واعتباره مع استعراض لاقوال المنكرين وحججهم، وفيه من النقض والابرام ما يطول بذكره المقام.

[17] يكني أبا عبدالله، امه ام ولد اسمها سعادة، لقب بالاصغر لان له أخا أكبر منه اسمه الحسين لم يعقب، كان المترجم له عفيفا محدثا فاضلا كما في العمدة وزهرة المقول والمشجر الكشاف.

ووصفه صاحب غاية الاختصار بقوله: كان زاهدا عابدا ورعا محدثا، ولده نقباء الاطراف أجلاء عظماء مقبولون مطاعون، روي الحديث عن أبيه و عمته فاطمة بنت الحسين عليه السلام وعن أخيه الامام أبي جعفر محمد بن علي الباقر وعن غيرهم.

وكتب الناس عنه الحديث، وكان أشبه الناس بأبيه في التأله والتعبد اه.

عده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الائمة السجاد والباقر والصادق عليهم السلام وصفه ابن حزم في الجمهرة بأنه أعرج توفي سنة 157 وله سبع وخمسون سنة كذا ودفن بالبقيع، فعلي هذا تكون ولادته سنة 100 من الهجرة وهذا لايصح لان وفاة الامام السجاد عليه السلام قبل المائة بسنين قطعا، وقد حققت ذلك في هامش (منتقلة الطالبين).

[18] هو المعروف بالاعرج لنقص كان في احدي رجليه يكني أبا علي، امه ام خالد بنت حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوام، تخلف عبيدالله عن بيعة محمد النفس الزكية، فحلف محمد ان رآه قتله، فلما جيئ به غمض محمد عينيه لئلا يراه وقد كره قتله مخافة أن يحنث، وفد عبيدالله علي السفاح فأقطعه ضيعة بالمدائن تغل كل سنة ثمانين ألف دينار وورد خراسان علي أبي مسلم صاحب الدعوة فأجري له أرزاقا كثيرة وعظمه أهل حراسان فثقل علي أبي مسلم مكانه فجفاه وقال له أن نيسابور لاتحتملك.

وفي غاية الاختصار ص 151 أن أبا مسلم كان دعاه إلي البيعة قبل بني العباس فأبي ذلك وحين ألح عليه وتنافرا في ذلك فتراجع عبيدالله إلي خلفه فسقط فتضعضعت رجله وعرج، فلما أفضي الامر إلي بني العباس أفطعوه هذه الضيعة (البندشير) البندنجين وغيرها.

مات عبيدالله في ضيعته بذي أمان في حياة أبيه وهو ابن سبع وثلاثين سنة كما قاله أبونصر البخاري، أو ابن ست وأربعين سنة كما قاله العمري.

[19] امه ام أخويه علي وعبيدالله ام خالد بنت حمزة بن مصعب الزبيري، قال ابن مهنافيه: زاهد ورع من ذوي الاقتدار، عقبة بمكة والمدينة وبغداد وواسط وخراسان ومصر وغير ذلك، ومات في سنة 141 في حياة أبيه.

ذكر في المنتقله والعمدة وسر السلسلة العلوية وجمهرة ابن حزم والمجدي وغيرها.

[20] امه ام أخويه عبدالله وعبيدالله، ذكره ابن عنبة وأبونصر البخاري وقال فيه: وكان علي بن الحسين الاصغر ابن علي من رجال بني هاشم لسانا وبيانا وفضلا، وقال ابن مهنا فيه: ابن الزبيرية أحد رجال بني هاشم فضلا.

[21] يكني أبا محمد، امه وام أخيه سليمان عبدة داود بن أمامة بن سهل بن حنيف الانصاري، قال أبونصر في كتابه ص 74 نزل مكة وقال العمري: كان مدنيا مات بأرض الروم، وكان محدثا.

وفي نسب قريش ص 72 لمصعب الزبيري ان الحسن ومحمد لام ولد.

ويحيي وسليمان امهما عبدة بنت داود بن أبي امامة به سهل بن حنيف الانصاري.

[22] هو أبوالحسن المحدث، ويعرف بالصالح قال أبونصر في كتابه ص 71: امه ام ولد وكان من أهل الفضل والزهد، وكان هو وزوجته ام سلمة بنت عبدالله بن الحسين بن علي يقال لهما: الزوج الصالح، وكان علي بن عبيدالله مستجاب الدعوة، وذكر أبونصر وابن عنبة ان محمد بن ابراهيم طباطبا القائم بالكوفة كان قد أوصي اليه، فان لم يقبل فلاحد ابنيه محمد وعبيدالله، فلم يقبل وصيته ولا أذن لابنيه في الخروج.

[23] امه ام ولد، وكان وصي أبيه، وكان كريما جوادا، توفي وهو ابن اثنتين و ثلاثين سنة كما في العمدة ص 319 ومشجر العميدي ص 131.

[24] قال القاسم الرسي بن ابراهيم طباطبا: جعفر بن عبيدالله امام من أئمة آل محمد صلي الله عليه وآله، قال أبو نصر البخاري: وكانت لجعفر شيعة يسمونه (الحجة) كان يشبه في بلاغته وبراعته بزيد بن علي، وزيد بن علي بعلي بن أبي طالب عليه السلام وكان من سادات بني هاشم فضلا وورعا ونسكا وحلما وشرفا، كان يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر والشيعة يعني شيعته يسمونه حجة الله في أرضه.

[25] وصفه ابن عنبة في العمدة ص 319 بمختلس الوصية، ولم يذكر لنا سبب ذلك.

[26] قال العمري في المجدي في حقه..

وكان كثير الفضل جم المحاسن، امه زبيرية، يلقب صحصحا.

وقال أبونصر البخاري: وكان جعفر بن عبدالله بن الحسين من أهل الخير، وذكره ابن عنبة في العمدة ولقبه صحصحا وورد ذكره مكررا في (منتقلة الطالبيين).

[27] هوالمعروف بغضارة ذكره العميدي في مشجره ص 136 وورد ذكره في المنتقلة والعمدة وغيرهما مكررا.

[28] ذكر أبونصر البخاري في سر السلسلة ص 73 ان امه ام أخويه محمد وعيسي نوفلية، وذكره الطباطبائي في المنتقلة وابن عنبة في العمدة والعميدي في مشجره وغيرهم.

[29] تذكرة الخواص ص 187.

[30] طبقات ابن سعد ج 5 ص 211 بتفاوت في اللفظ فراجع.

[31] قرب الاسناد ص 217.

[32] الكافي ج 5 ص 344.

[33] نفس المصدر ج 5 ص 344 وفيه (عن أبي عبدالله عن عبدالرحمان).

[34] المناقب ج 3 ص 300.

[35] العقد الفريد ج 6 ص 128.

[36] كتاب الزهد للحسين بن سعيد الاهوازي باب التواضع والكبر (مخطوط).

[37] الخرائج والجرائح ص 195.

[38] الارشاد ص 278.

[39] نفس المصدر ص 285.

[40] نفس المصدر ص 285.

[41] المصدر السابق ص 287.

[42] سورة النساء، الاية: 159.

[43] تفسير العياشي ج 1 ص 283 وأخرجه السيد البحراني في تفسيره البرهان ج 1 ص 426 والفيض الكاشاني في تفسيره الصافي ج 1 ص 411.

[44] أمالي الصدوق ص 40.

[45] عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 1 ص 250.

[46] نفس المصدر ج 1 ص 251.

[47] بتقديم النون علي المثلثة، وقد صحف في المصدر وهكذا النسخة الكمباني تارة (ثناه) وأخري (نشاه) وهكذا فيما يأتي من بيان المصنف قدس سره، والصحيح ما في الصلب راجع القاموس المحيط ج 4 ص 393.

(ب).

[48] أمالي الصدوق ص 40.

[49] سورة يوسف، الاية: 100.

[50] أمالي الصدوق ص 335.

[51] أمالي الصدوق ص 335.

[52] أمالي الصدوق ص 335.

[53] أمالي الصدوق ص 336.

[54] عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 1 ص 249.

فلما كان في الرابعة قال: يا هذا ان رسول الله صلي الله عليه وآله حكم في مثلك بثلاثة أحكام فاختر أيهن شئت، قال: وماهن يا أمير المؤمنين؟ قال: ضربة بالسيف في عنقك بالغة ما بلغت، أودهداه من جبل مشدود اليدين والرجلين، أو احراق بالنار فقال: يا أمير المؤمنين أيهن أشد علي؟ قال: الاحراق بالنار، قال: فاني قد اخترتها يا أمير المؤمنين قال: فخذ أهبتك فقال: نعم.

فقام فصلي ركعتين ثم جلس في تشهده فقال: اللهم اني قد أتيت من الذنب ما قد علمته واني تخوفت من ذلك فجئت إلي وصي رسولك وابن عم نبيك فسألته أن يطهرني فخيرني بين ثلاثة أصناف من العذاب، اللهم فاني قد اخترت أشدها اللهم فاني أسألك أن تجعل ذلك كفارة لذنوبي، وأن لا تحرقني بنارك في آخرتي.

ثم قام وهو باك حتي جلس في الحفرة التي حفرها له أمير المؤمنين " ع " وهو يري النار يتأجج حوله.

قال: فبكي أميرالمؤمنين عليه السلام وبكي أصحابه جميعا، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: قم يا هذا فقد أبكيت ملائكة السماء وملائكة الارض، فان الله قد تاب عليك فقم ولا تعادون شيئا مما قد فعلت.

[55] نفس المصدر ج 1 ص 330.

[56] النهاية لابن الاثير ج 4 ص 48 طبع بولاق.

[57] عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 1 ص 252.

[58] أمالي الصدوق ص 349.

[59] النهاية لابن الاثير ج 4 ص 122.

[60] القاموس ج 4 ص 210.

[61] مستطرفات السرائر فيما استطرفه من كتاب السياري.

[62] أمالي الصدوق ص 392.

[63] أمالي الطوسي ص 277.

[64] أمالي الصدوق ص 542.

[65] سورة الكهف، الاية: 82.

[66] أمالي الصدوق ص 631.

[67] سورة التوبة، الاية: 36.

[68] مقتضب الاثر ص 34 طبع النجف سنة 1346 ه.

[69] سورة الحج، الاية: 78.

[70] عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 1 ص 248.

[71] نفس المصدر ج 1 ص 252.

[72] النهاية لابن الاثير ج 1 ص 225.

[73] سورة النساء، الاية: 123.

[74] عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 2 ص 234.

[75] تفسير البيضاوي ص 207 طبع ايران سنة 1282 ه.

[76] عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 2 ص 235.

[77] سورة المؤمنون، الاية: 101.

[78] عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 235.

[79] نفس المصدر ج 2 ص 236.

[80] سورة الحجرات، الاية 13.

[81] عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 236.

[82] بلنجر: فتحتين وسكون النون وفتح الجيم وراء مدينة ببلاد الخزر خلف الباب والابواب (مراصد الاطلاع).

[83] أمالي الطوسي ص 35 وفيه (ابا رجا) بدل (ابا الزط).

[84] علل الشرائع ص 577 طبع النجف.

[85] معاني الاخبار ص 392 طبع ايران سنة 1379.

[86] معاني الاخبار ص 213.

[87] صحاح الجوهري ج 1 ص 291 (التر) وج 1 ص 354 (المطمر) طبع بولاق سنة 1282 ه.

[88] معاني الاخبار ص 213.

[89] احتجاج الطبرسي ص 204.

[90] احتجاج الطبرسي ص 204.

[91] سورة فاطر، الاية: 32.

[92] الاحتجاج ص 204.

[93] سورة يوسف، الاية: 5.

[94] الاحتجاج ص 204.

[95] الاختصاص ص 127.

[96] نفس المصدر ص 128، وفيه أحمد بن عيسي، عن عبدالله بن محمد الخ والصواب كما في المتن، فان الراوي هو أحمد بن عيسي المبارك بن عبدالله بن محمد بن عمر الاطراف ابن علي بن أبي طالب عليه السلام، وأحمد هذا ذكره أبوالفرج في مقاتله ص 715 طبع مصر.

[97] قرب الاسناد ص 210 طبع النجف.

[98] ثواب الاعمال وعقابها ص 198 طبع بغداد سنة 1962 م.

[99] سورة الرعد، الاية: 21.

[100] غيبة الشيخ الطوسي ص 128.

[101] العريض: بفتح أوله وكسر ثانيه وآخره ضاد. قنة منقادة بطرف البئر، بئر بني غاضرة (المراصد).

[102] فرحة الغري ص 51 المطبوع ملحقا بمكارم الاخلاق سنة 1305، وعاقولاء: اسم الكوفة في التورية.

[103] الخرائج والجرائح ص 232.

[104] الخرائج والجرائح ص 196.

[105] ارشاد المفيد ص 286.

[106] اعلام الوري ص 271.

[107] مقاتل الطالبيين من ص 205 إلي 208.

[108] الابواء بالفتح ثم السكون وفتح الواو وألف ممدودة قرية من أعمال الفرع من المدينة بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلا، وقيل جبل عن يمين آره ويمين المصعد إلي مكة من المدينة مراصد الاطلاع ج 1 ص 19.

[109] أصور بمعني (أميل) كما في مكان آخر من مقاتل الطالبيين ص 257 وفي الارشاد (أطول).

[110] مقاتل الطالبيين ص 208.

[111] الارشاد ص 294.

[112] سورة يوسف، الاية: 5.

[113] المناقب ج 1 ص 223.

[114] المناقب ج 1 ص 223.

[115] سورة المائدة، الاية: 95.

[116] سورة المائدة، الاية: 2.

[117] نفس الاية السابقة.

[118] تفسير العياشي ج 1 ص 29 في سورة التوبة الاية 2. وأخرجه البحراني في البرهان ج 1 ص 432.

[119] سورة المائدة الاية: 52.

[120] تفسير العياشي ج 1 ص 325 وأخرجه البحراني في البرهان ج 1 ص 478 والفيض في الصافي ج 1 ص 448 والحر العاملي في اثبات الهداة ج 5 ص 426.

[121] سورة النساء، الاية: 95.

[122] سورة التوبة، الاية: 111.

[123] مستطرفات السرائر فيما استطرفه من رواية أبي القاسم ابن قولويه.

[124] مستطرفات السرائر فيما استطرفه من رواية أبي القاسم ابن قولويه.

[125] كشف الغمة ج 2 ص 440.

[126] المناقب ج 3 ص 360.

[127] كشف الغمة ج 2 ص 350.

[128] رجال الكشي ص 101.

[129] الاحتجاج ص 240.

[130] المناقب ج 1 ص 223.

[131] رجال الكشي ص 123 ذيل حديث.

[132] كشف الغمة ج 2 ص 442.

[133] رجال الكشي ص 151.

[134] رجال الكشي ص 151.

[135] رجال الكشي ص 217.

[136] رجال الكشي ص 224.

[137] رجال الكشي ص 225.

[138] النهاية لابن الاثير ج 3 ص 18.

[139] زيادة من الاصل سقطت من المتن.

[140] سورة محمد صلي الله عليه وآله الاية: 4.

[141] رجال الكشي ص 230.

[142] رجال الكشي ص 231.

[143] نفس المصدر ص 259.

[144] المصدر السابق ص 261.

[145] المناقب ج 1 ص 223.

[146] كفاية الاثر للخزاز ص 327 طبع ايران سنة 1305.

[147] كفاية الاثر للخزاز ص 327 طبع ايران سنة 1305.

[148] نفس المصدر السابق ص 328.

[149] أمالي ابن الشيخ ص 64.

[150] كفاية الاثر للخزاز ص 326.

[151] مصباح المتهجد للشيخ الطوسي في أعمال شهر صفر ص 551.

[152] الكافي: ج 1 ص 356.

[153] نفس المصدر ج 8 ص 161.

[154] نفس المصدر ج 8 ص 161.

[155] المصدر السابق ج 3 ص 215.

[156] تفسير فرات بن ابراهيم ص 42 طبع النجف.

[157] سورة الحج، الاية: 40.

[158] سورة فصلت، الاية: 33.

[159] الكافي ج 3 ص 494.

[160] الكافي ج 3 ص 495 وهو صدر حديث.

[161] سورة ق، الاية: 19.

[162] تفسير فرات بن ابراهيم ص 166.

[163] مصباح الكفعمي ص 510.

[164] مقاتل الطالبين ص 127.

[165] أسارير: جمع أسرار وهي جمع سر وسر وهو الخط في الكف أو الجبهة والاسارير أيضا محاسن الوجه.

[166] مقاتل الطالبيين ص 127.

[167] مقاتل الطالبيين ص 130.

[168] مقاتل الطالبيين ص 130.

[169] مقاتل الطالبيين ص 130.

[170] نفس المصدر السابق ص 131.

[171] نفس المصدر السابق ص 131.

[172] نفس المصدر السابق ص 131.