بازگشت

استجابة دعائه


1 ج: عن ثابت البناني [1] قال: كنت حاجا وجماعة عباد البصرة مثل أيوب السجستاني [2] وصالح المري [3] وعتبة الغلام [4] وحبيب الفارسي [5] ومالك بن



[ صفحه 51]



دينار [6] فلما أن دخلنا مكة رأينا الماء ضيقا، وقد اشتد بالناس العطش لقلة الغيث ففزع إلينا أهل مكة والحجاج يسألونا أن نستسقي لهم، فأتينا الكعبة وطفنا بها ثم سألنا الله خاضعين متضرعين بها، فمنعنا الاجابة، فبينما نحن كذلك إذا نحن بفتي قد أقبل قد أكربته أحزانه، وأقلقته أشجانه، فطاف بالكعبة أشواطا، ثم أقبل علينا فقال: يا مالك بن دينار، ويا ثبات البناني، ويا أيوب السجستاني، ويا صالح المري، ويا عتبة الغلام، ويا حبيب الفارسي، وياسعد، وياعمر، ويا صالح الاعمي ويارابعة، ويا سعدانة، وياجعفر بن سليمان، فقلنا: لبيك وسعديك يافتي فقال: أما فيكم أحد يحبه الرحمان؟ فقلنا: يا فتي علينا الدعاء وعليه الاجابة، فقال: ابعدوا من الكعبة، فلو كان فيكم أحد يحبه الرحمان لاجابه، ثم أتي الكعبة فخر ساجدا فسمعته يقول في سجوده: سيدي بحبك لي إلا سقيتهم الغيث، قال: فما استتم الكلام حتي أتاهم الغيث كأفواه القرب، فقلت يا فتي: من أين علمت أنه يحبك؟ قال: لو لم يحبني لم يستزرني، فلما استزارني علمت أنه يحبني فسألته بحبه لي فأجابني ثم ولي عنا وأنشأ يقول:



من عرف الرب فلم تغنه

معرفة الرب فذاك الشقي



ما ضر في الطاعة ما ناله

في طاعة الله وماذا لقي



ما يصنع العبد بغيرالتقي

والعز كل العز للمتقي



فقلت: يا أهل مكة من هذا الفتي؟ قالوا: علي بن الحسين عليهما السلام ابن علي



[ صفحه 52]



ابن أبي طالب عليهما السلام [7] .

بيان: الشجن محركة الهم والحزن.

2 قب [8] : المنهال بن عمرو في خبر قال: حججت فلقيت علي بن الحسين عليهما السلام فقال: ما فعل حرملة بن كاهل؟ قلت: تركته حيا بالكوفة، فرفع يديه ثم قال عليه السلام: اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر النار، فتوجهت نحو المختار، فإذا بقوم يركضون ويقولون البشارة أيها الامير، قد اخذ حرملة وقد كان تواري عنه فأمر بقطع يديه ورجليه وحرقه بالنار [9] .

واصيب بالحسين عليه السلام وعليه دين بضعة وسبعون ألف دينار، فاهتم علي بن الحسين عليهما السلام بدين أبيه حتي امتنع من الطعام والشراب والنوم في أكثر أيامه ولياليه، فأتاه آت في المنام فقال: لاتهتم بدين أبيك فقد قضاه الله عنه بمال بجنس [10] فقال عليه السلام: ماأعرف في أموال أبي مالا يقال له مال بجنس، فلما كان من الليلة الثانية رأي مثل ذلك، فسأل عنه أهله فقالت: امرأة من أهله كان لابيك عبد رومي يقال له: بجنس استنبط له عينا بذي خشب، فسأل عن ذلك فاخبر به فما مضت بعد ذلك إلا أيام قلائل حتي أرسل الوليد بن عتبة بن أبي سفيان إلي علي بن الحسين عليهما السلام يقول له: إنه قد ذكرت لي عين لابيك بذي خشب تعرف ببجنس، فاذا أحببت بيعها



[ صفحه 53]



ابتعتها منك، قال له علي بن الحسين عليهما السلام: خذها بدين الحسين وذكره له قال: قد أخذتها، فاستثني فيها سقي ليلة السبت لسكينة.

وكان زين العابدين عليه السلام يدعو في كل يوم أن يريه الله قاتل أبيه مقتولا، فلما قتل المختار قتلة الحسين صلوات الله وسلامه عليه بعث برأس عبيدالله بن زياد ورأس عمر بن سعد مع رسول من قبله إلي زين العابدين، وقال لرسوله: إنه يصلي من الليل، وإذا أصبح وصلي صلاة الغداة هجع، ثم يقوم فيستاك ويؤتي بغدائه، فاذا أتيت بابه فاسأل عنه فاذا قيل لك: إن المائدة وضعت بين يديه فاستأذن عليه وضع الرأسين علي مائدته، وقل

له: المختار يقرأ عليك السلام ويقول لك: يا ابن رسول الله قد بلغك الله ثأرك، ففعل الرسول ذلك، فلما رأي زين العابدين عليه السلام الرأسين علي مائدته، خر ساجدا وقال: الحمدلله الذي أجاب دعوتي وبلغني ثاري من قتلة أبي، ودعا للمختار وجزاه خيرا.

2 كشف: من كتاب الدلائل للحميري، عن المنهال بن عمرو قال: حججت فدخلت علي علي بن الحسين، فقال لي: يا منهال ما فعل حرملة بن كاهل الاسدي؟ قلت: تركته حيا بالكوفة، قال: فرفع يديه ثم قال: اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر النار، قال: فانصرفت إلي الكوفة وقد خرج بها المختار بن أبي عبيد وكان لي صديقا، فركبت لاسلم عليه، فوجدته قد دعا بدابته فركب وركبت معه حتي أتي الكناسة فوقف وقوف منتظر لشئ وقد كان وجه في طلب حرملة بن كاهل فاحضر فقال: الحمدلله الذي مكنني منك، ثم دعا بالجزار فقال: اقطعوا يديه فقطعتا، ثم قال: اقطعوا رجليه، فقطعتا، ثم قال: النار النار فاتي بطن قصب ثم جعل فيها، ثم ألهبت فيه النار حتي احترق، فقلت: سبحان الله سبحان الله فالتفت إلي المختار، فقال: مم سبحت؟ فقلت له: دخلت علي علي بن الحسين فسألني عن حرملة فأخبرت أني تركته بالكوفة حيا، فرفع يديه وقال: اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر النار، فقال المختار: الله الله أسمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول هذا؟ فقلت: الله الله لقد سمعته يقول هذا، فنزل المختار وصلي



[ صفحه 54]



ركعتين ثم أطال ثم سجد وأطال، ثم رفع رأسه وذهب، ومضيت معه حتي انتهي إلي باب داري فقلت له: إن رأيت أن تكرمني بأن تنزل وتتغدي عندي، فقال: يا منهال تخبرني أن علي بن الحسين دعا الله بثلاث دعوات فأجابه الله فيها علي يدي ثم تسألني الاكل عندك، هذا يوم صوم شكرا لله علي ما وفقني له [11] .

بيان: قد مر في باب أحوال المختار نقلا من مجالس الشيخ انه عليه السلام قال مرتين: اللهم أذقه حر الحديد، ثم قال اللهم أذقه حر النار، فأشار بالمرتين إلي قطع اليد ثم الرجل فتتم ثلاث دعوات، وعلي ماهنا يمكن أن تكون الثلاث لتضمن الدعائين القتل أيضا.


پاورقي

[1] ثابت البناني: من التابعين وقد ترجمه أبونعيم في حلية الاولياء ج 2 من ص 318 إلي ص 333 فقال: ومنهم المتعبد الناحل، المتهجد الذابل، أبومحمد ثابت بن أسلم البناني، وذكر انه أسند عن غير واحد من الصحابة منهم، ابن عمر، وابن الزبير، وشداد وانس.

وأكثر الرواية عنه، وروي عنه جماعة من التابعين منهم: عطاء بن أبي رباح، وداود ابن أبي هند، وعلي بن زيد بن جدعان، والاعمش وغيرهم.

[2] ايوب السختياني: من التابعين قال أبونعيم في حلية الاولياء وقد ترجمه في ج 3 من ص 3 إلي ص 14 ومنهم فتي الفتيان، سيد العباد والرهبان، المنور باليقين والايمان، السختياني أيوب بن كيسان كان فقيها محجاجا، وناسكا حجاجا، عن الخلق آيسا، وبالحق آنسا.

أسند أيوب عن أنس بن مالك، وعمرو بن سلمة الجرمي، ومن قدماء التابعين، عن أبي عثمان النهدي، وأبي رجاء العطاردي، وأبي العالية، والحسن، وابن سيرين وأبي قلابة.

وذكره الاردبيلي في جامع الرواة ج 1 ص 111 فقال: أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني العنزي البصري كنيته أبوبكر مولي عمار بن ياسر، وكان عمار مولي فهو مولي مولي وكان يحلق شعره في كل سنة مرة، فاذا طال فرق مات بالطاعون بالبصرة سنة 131.

[3] صالح المري: هو ابن بشير وصفه أبونعيم في الحلية ج 6 ص 165 بقوله: القاري الدري، والواعظ التقي، أبوبشر صالح بن بشير المري، صاحب قراءة وشجن ومخافة وحزن، يحرك الاخيار، ويفرك الاشرار.

أسند عن الحسن، وثابت، وقتادة، وبكر بن عبدالله المزني، ومنصور بن زاذان وجعفر بن زيد، ويزيد الرقاشي، وميمون بن سياه، وأبان بن أبي عياش، ومحمد بن زياد، وهشام بن حسان، والجريري، وقيس بن سعد، وخليد بن حسان في آخرين.

[4] عتبة الغلام: هو الحر الهمام، المجلومن الظلام، المكلوء بالشهادة والكلام قال عبيدالله بن محمد: عتبة الغلام هو عتبة بن أبان بن صمعة، مات قبل أبيه.

وسئل رباح القيسي عن سبب تسمية عتبة بالغلام فقال: كان نصفا من الرجال، ولكنا كنا نسميه الغلام لانه كان في العبادة غلام رهان.

استشهد وقتل في قرية الحباب في غزو الروم.

ترجمه مفصلا أبونعيم في الحلية ج 6 من ص 226 إلي 238.

[5] حبيب الفارسي: قال أبونعيم في الحليلة ج 6 ص 149: أبومحمد الفارسي من ساكني البصرة، كان صاحب المكرمات، مجاب الدعوات وكان سبب اقباله علي الاجلة وا؟ تقاله عن العاجلة، حضوره مجلس الحسن بن أبي الحسن فوقعت موعظته من قلبه..

وتصدق بأربعين ألفا في أربع دفعات.

[6] مالك بن دينار أبويحيي وصفه أبونعيم في الحليلة بقوله: العارف النظار، الخائف الجبار..

كان لشهوات الدنيا تاركا، وللنفس عند غلبتها مالكا.

وقد اطال في ذكره ج 2 من ص 357 إلي ص 389.

[7] الاحتجاج ص 172 طبع النجف.

[8] قد سقط من نسخة الكمباني رمز قب، راجع مناقب آل أبي طالب طبعة قم ج 4 ص 143 و 144 (ب).

[9] خبر المنهال بن عمرو الاسدي، ذكره كثير من المؤرخين بالفاظ متقاربة، منهم أبومخنف في أخذ الثار، والشيخ الطوسي في أماليه، وابن شهر آشوب في المناقب، وابن نما في ذوب النضار، وغيرهم وقد مر في ج 45 باب 49.

[10] كذا في النسخة والمصدر، والظاهر أنه تصحيف (ماء بجيس) قال الفيروزآبادي: (ماء بجس: منبجس، وبجسة موضع أو عين باليمامة، والبجيس: الغريزة، وقال: ذو خشب محركة موضع باليمن، فتحرر (ب).

[11] كشف الغمة ج 2 ص 312.