بازگشت

علي حرملة بن كاهلة


و لم يذكره غيرنا للعلة التي ذكرناها في سابقه و ذكرناه للعلة السابقة ايضا رواه الشيخ في الامالي باسناده عن المنهال بن عمرو، قال: دخلت علي علي بن الحسين عليهماالسلام منصرفي من الكوفة، فقال لي: يا منهال! ما صنع حرملة بن كاهلة الاسدي؟ فقلت: تركته حيا بالكوفة. قال: فرفع يديه جميعا، ثم قال عليه السلام:

(اللهم اذقه حر الحديد، اللهم اذقه حر النار).

قال فقدمت الكوفة، و قد ظهر المختار بن عبيدة الثقفي، و كان لي صديقا، قال فكنت في منزلي اياما حتي انقطع الناس عني، و ركبت اليه، فلقيته خارجا من داره، فقال: يا منهال، لم تاتنا في ولايتنا هذه، و لم تهنناها، و لم تشركنا فيها؟ فاعلمته اني كنت بمكة، و اني قد جئت الان، و سايرته و نحن نتحدث حتي اتي الكناس، فوقف كانه



[ صفحه 490]



ينتظر شيئا، و قد كان اخبر بمكان حرملة بن كاهلة، فوجه في طلبه، فلم يلبث ان جاء قوم يركضون، و قوم يشتدون، حتي قالوا: ايها الامير البشارة، قد اخذ حرملة بن كاهلة. فما لبثنا ان جيي ء به، فلما نظر اليه المختار، قال لحرملة: الحمد لله الذي مكنني منك، ثم قال: الجزار الجزار. فاتي بجزار، فقال له: اقطع يديه. فقطعتا، ثم قال النار النار. فاتي بنار و قصب، فالقي عليه فاشعل فيه النار، فقلت: سبحان الله! فقال لي: يا منهال ان التسبيح لحسن ففيم سبحت؟ فقلت: ايها الامير، دخلت في سفرتي هذه منصرفي من مكة علي علي بن الحسين عليهماالسلام، فقال لي: يا منهال ما فعل حرملة بن كاهلة الاسدي. فقلت: تركته حيا بالكوفة، فرفع يديه جميعا، فقال: (اللهم اذقه حر الحديد، اللهم اذقه حر الحديد، اللهم اذقه حر النار).

فقال لي المختار: اسمعت علي بن الحسين عليهماالسلام يقول هذا؟ فقلت: و الله لقد سمعته قال: فنزل عن دابته، و صلي ركعتين، فاطال السجود، ثم قام فركب و قد احترق حرملة، و ركبت معه، و سرنا فحاذيت داري، فقلت: ايها الامير، ان رايت ان تشرفني و تكرمني و تنزل عندي و تحرم بطعامي. فقال: يا منهال، تعلمني ان علي بن الحسين دعا باربع دعوات فاجابه الله علي يدي، ثم تامرني ان آكل؟! هذا يوم صوم شكرا لله عز و جل علي ما فعلته بتوفيقه.