بازگشت

في المناجاة ايضا


كما في الصحيفة الرابعة قال علي ما في اخر الندبة المعروفة التي نقلها الشيخ ابراهيم الكفعمي في البلد الأمين و نحن نوردها بتمامها تبركا و تأسيا بشيخنا الحر العاملي قدس سره حيث اورد الندبة الاخري له عليه السلام التي اولها اه و انفساه في اخر الصحيفة الثانية



[ صفحه 260]



و هي من نسخ هذه الندبة و ذكر العلامة سندها في اجازته لبني زهره هكذا و من ذلك الندبة لمولانا زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام رواها الحسن بن الدربي عن نجم الدين عبد الله بن جعفر الدرويستي عن ضياء الدين ابي الرضا فضل الله بن علي الحسيني بقاشان عن ابي جعفر محمد بن علي بن الحسين (الحسن خ ل) المقري النيسابوري عن الحاكم ابي القاسم عبد الله بن عبد الله الحسكاني عن ابي القاسم عليبن محمد العمري عن ابي جعفر محمد بن بابويه عن ابي محمد القاسم بن محمد الاسترابادي عن عبد الملك بن ابراهيم و علي ابن محمد بن سنان عن ابي يحيي بن عبد الله بن زيد المقري عن سفيان بن عينيه عن الزهري قال سمعت مولانا زين العابدين عليه السلام يحاسب نفسه و يناجي ربه (و هو يقول)

يا نفس حتام الي الحياه سكونك، و الي الدنيا و عمارتها ركونك، اما اعتبرت بمن مضي من اسلافك، و من وارته الارض من الافك [1] و من فجعت به من اخوانك، و نقلت الي دار البلي من اقرانك:



فهم في بطون الارض بعد ظهورها

محاسنهم فيها بوال دواثر



خلت دورهم منهم و اقوت [2] عراصهم

و ساقتهم نحو المنايا المقادر





[ صفحه 261]



و خلوا عن الدنيا و ما جمعوا لها

و ضمتهم تحت التراب الحفائر



كم اخترمت ايدي المنون من قرون بعد قرون، و كم غيرت الارض ببلاها، و غيبت في ثراها ممن عاشرت من صنوف الناس، و شيعتهم الي الارماس:



و انت علي الدنيا مكب منافر

لخطابها فيها حريص مكاثر



علي خطر تمسي و تصبح لاهيا

اتدري بماذا لو عقلت تخاطر



و ان امرء يسعي لدنياه جاهدا

و يذهل عن اخراه لا شك خاسر



فحتام علي الدنيا اقبالك، و بشهوتها اشتغالك، و قد و خطك [3] القتير و وافاك النذير، و انت عما يراد بك ساه و بلذه يومك لاه



و في ذكر هول الموت و القبر و البلي

عن اللهو و اللذات للمرء زاجر



ابعد اقتراب الاربعين تربص

و شيب القذال [4] منذ ذلك ذاعر



كانك معني [5] بما هو ضائر

لنفسك عمدا او عن الرشد جائر



انظري الي الامم الماضيه و القرون الفانيه، و الملوك العاتيه كيف انتسفتهم [6] الايام، فافناهم الحمام فامتحت من الدنيا آثارهم، و بقيت فيها اخبارهم:



[ صفحه 262]



و اضحوا رميما في التراب و اقفرت

مجالس منهم عظلت و مقاصر



و حلوا بدار لا تزاور بينهم

و اني لسكان القبور التزاور



فما ان تري الا جثي [7] قد ثووابها

مسنمه تسفي عليها الاعاصر



كم عاينت من ذي عز و سلطان، و جنود و اعوان، تمكن من دنياه و نال منها مناه، فبني الحصون و الدساكر و جمع الاعلاق و الذخائر:



فما صرفت كف المنيه اذ اتت

مبادره تهوي اليه الذخائر



و لا دفعت عنه الحصون التي بني

و حفت بها انهارها و الدساكر



و لا قارعت عنه المنيه خيله

و لا طمعت في الذب عنه العساكر



اتاه من امر الله ما لا يرد، و نزل به من قضائه ما لا يصد، فتعالي الملك الجبار، المتكبر القهار، قاصم الجبارين، و مبير المتكبرين:



مليك عزيز لا يرد قضاوه

عليم حكيم نافذ الامر قاهر



عنا كل ذي عز لعزه وجهه

فكل عزيز للمهيمن صاغر





لقد خشعت و استسلمت و تضاءلت

لعزه ذي العرش الملوك الجبابر





[ صفحه 263]



فالبدار البدار و الحذار الحذار من الدنيا و مكائدها، و ما نصبت لك من مصائدها، و تجلي لك من زينتها، و استشرف لك من فتنها:



و في دون ما عاينت من فجعاتها

الي رفضها داع و بالزهد آمر



فجد و لا تغفل فعيشك زائل

و انت الي دار المنيه صائر



و لا تطلب الدنيا فان طلابها

و ان نلت منها غبه لك ضائر



فهل يحرص عليها لبيب؟ او يسر بلذتها اريب؟ و هو علي ثقه من فنائها، و غير طامع في بقائها، ام كيف تنام عين من يخشي البيات؟ او تسكن نفس من يتوقع الممات:



الا لا و لكنا نغر نفوسنا

و تشغلنا اللذات عما نحاذر



و كيف يلذ العيش من هو موقن

بموقف عدل حين تبلي السرائر



كانا نري ان لا نشور و اننا

سدي ما لنا بعد الفناء مصائر



و ما عسي ان ينال طالب الدنيا من لذتها، و يتمتع به من بهجتها، مع فنون مصائبها، و اصناف عجائبها، و كثره تعبه في طلابها، و تكادحه في اكتسابها، و تكابده من اسقامها و اوصابها.



و ما اربتي في كل يوم و ليلة

يروح علينا صرفها و يباكر





تعاوره آفاتها و همومها

و كم ما عسي يبقي لها المتعاور



فلا هو مغبوط بدنياه آمن

و لا هو عن تطلابها النفس قاصر



كم غرت من مخلد اليها، و صرعت من مكب عليها، فلم تنعشه من صرعته، و لم تقله من عثرته، و لم تداوه من سقمه، و لم تشفه من المه:



[ صفحه 264]



بلي اوردته بعد عز و منعة

موارد سوء ما لهن مصادر



فلما راي ان لا نجاة و انه

هو الموت لا ينجيه منه الموازر



تندم لو يغنيه طول ندامة

عليه و ابكته الذنوب الكبائر



بكي علي ما اسلف من خطاياه، و تحسر علي ما خلف من دنياه، حيث لا ينفعه الاستعبار، و لا ينتجيه الاعتذار، من هول المنيه، و نزول البليه:



احاطت به آفاته و همومه

و ابلس لما اعجزته المعاذر



فليس له من كربه الموت فارج

و ليس له مما يحاذر ناصر



و قد جشات خوف المنية نفسه

ترددها دون اللهاة الحناجر



هنالك خف عنه عواده، و اسلمه اهله و اولاده، و ارتفعت الرنه و العويل، و يئسوا من برء العليل، غمضوا بايديهم عينيه، و مدوا عند خروج نفسه يديه و رجليه:



فكم موجع يبكي عليه تفجعا

و مستنجد صبرا و ما هو صابر





و مسترجع داع له الله مخلصا

يعدد منه خير ما هو ذاكر



و كم شامت مستبشر بوفاته

و عما قليل كالذي صار صائر



شقت شق (كذا) جيوبها نساوه، و لطمت و لطم (كذا) خدودها اماوه، و اعول لفقده جيرانه و توجع لرزيته اخوانه، ثم اقبلوا علي جهازه،



[ صفحه 265]



و تشمروا لا برازه:



فظل احب القوم كان لقربه

يحث علي تجهيزه و يبادر



و شمر من قد احضروه لغسله

و وجه لما فاظ [8] للقبر حافر



و كفن في ثوبين فاجتمعت له

مشيعه اخوانه و العشائر



فلو رايت الاصغر من اولاده، و قد غلب الحزن علي فواده، فغشي من الجزع عليه، و قد خضبت الدموع خديه، ثم افاق و هو يندب اباه، و يقول بشجو: و اويلاه:



لا بصرت من قبح المنيه منظرا

يهال لمرآه و يرتاع ناظر



اكابر اولاد يهيج اكتئابهم

اذا ما تناساه البنون الاصاغر



ورنه نسوان عليه جوازع

مدامعها فوق الخدود غزائر



ثم اخرج من سعه قصره الي ضيق قبره، فحثوا بايديهم التراب، و اكثروا التلدد [9] و الانتحاب، و وقفوا ساعه عليه، و قد يئسوا من النظر اليه:



فولوا عليه معولين و كلهم

لمثل الذي لا قي اخوه محاذر



كشاء رتاع آمنات بدا لها

بمدية باد للذراعين حاسر





فراعت (فريعت خ ل) و لم ترتع قليلا و اجفلت

فلما انتحي منها الذي هو جازر





[ صفحه 266]



عادت الي مرعاها، و نسيت ما في اختها دهاها افبافعال البهائم اقتدينا و علي عادتها جرينا، عد الي ذكر المنقول الي الثري و المدفوع الي هول ما تري:



هوي مصرعا في لحده و توزعت

مواريثه ارحامه و الاوامر «و الأواصر ظ»



و انجوا علي امواله يخصومة

فما حامد منهم عليها و شاكر



فيا عامر الدنيا و يا ساعيا لها

و يا آمنا من ان تدور الدوائر



كيف امنت هذه الحاله، و انت صائر اليها لا محاله؟! ام كيف تتهنا بحياتك و هي مطيتك الي مماتك؟! ام كيف تسيغ طعامك و انت منتظر حمامك؟!



و لم تتزود للرحيل و قد دنا

و انت علي حال و شيكا مسافر



فياويح نفسي كم اسوف توبتي

و عمري فان و الردي لي ناظر



و كل الذي اسلفت في الصحف مثبت

يجازي عليه عادل الحكم قاهر



فكم ترقع بدينك دنياك، و تركب في ذلك هواك، اني لاراك ضعيف اليقين، يا راقع الدنيا بالدين افبهذا امرك الرحمن؟ ام علي هذا دلك القرآن؟



تخرب ما يبقي و تعمر فانيا

و لا ذاك موفور و لا ذاك عامر





[ صفحه 267]



و هل لك ان وافاك حتفك بغتة

و لم تكتسب خيرا لدي الله عاذر



اترضي بان تفني الحياة و تنقضي

و دينك منقوص و مالك وافر



فبك الهنا نستجير، يا عليم يا خبير، من نومل لفكاك رقابنا غيرك؟ و من نرجو لغفران ذنوبنا سواك؟ و انت المتفضل المنان القائم الديان، العائد علينا بالاحسان بعد الاسائة منا و العصيان، يا ذا العزة و السلطان، و القوة و البرهان، اجرنا من عذابك الاليم، و اجعلنا من سكان دار النعيم، برحمتك يا ارحم الراحمين.

(اقول) اورد ابن شهراشوب في المناقب شيئا يسيرا من هذه الندبة بهذه الصفة قال و كفاك من زهده الصحيفة الكاملة و الندب المروية عنه عليه السلام (فمنها) ما روي الزهري يا نفس حتام الي الحياة سكونك و الي الدنيا و عمارتها ركوبك اما اعتبرت يمن مضي من اسلافك و من وارته الارض من ألافك و من فجعت به من اخوانك (شعر) فهم في بطون الارض بعد ظهورها الي قوله و ضمتهم تحت التراب الحفائر.



[ صفحه 268]




پاورقي

[1] الألاف بالضم و تشديد اللام جمع آلف مثل كفار و كافر «منه».

[2] اي خلت «منه».

[3] و خطه الشيب اي خالطه و القتير الشيب «منه».

[4] القذال مؤخر الراس و هو معقد العذار من الفرس «منه».

[5] اي مهتم «منه».

[6] اي اقتلصتهم «منه».

[7] الجثي بضم الجيم و كسرها جمع جثوة بفتح الجيم و كسرها و هي التراب المجتمع و في حديث عامر رايت قبور الشهداء حتي اي اتربة مجموعة و في خبر آخر فاذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة من تراب «منه».

[8] فاظ اي مات «منه».

[9] التلدد الالتفات يمينا و شمالا من الحيرة «منه».