بازگشت

في المناجاة ايضا


كما وجدناه في كتاب محمد الطبيب المشار اليه آنفا في هامش النسخة التي عثرنا عليها علي اول المناجاة الأنجيلية الكبري المتقدمة ثم وجدناه في الصحيفة الرابعة منقولا عن المولي محمد باقر السبزواري في الباب الثاني عشر من كتاب مفاتيح النجاة ثم وجدناه في البحار نقلا عن بعض الكتب و لكن في عباراته ما يوهن الجزم بكونه من الامام عليه السلام و يقوي كونه من تأليف من لا يحسن العربية و قد نبهنا علي جملة منها في الهامش و اصلحنا البعض و هو هذا

بسم الله الرحمن الرحيم

الهي اسالك ان تعصمني حتي لا اعصيك، فاني قد



[ صفحه 229]



بهت و تحيرت من كثره الذنوب مع العصيان، و من كثرة كرمك مع الاحسان، و قد اكلت [1] لساني كثرة ذنوبي، و اذهبت عني ماء وجهي، فباي وجه القاك و قد اخلقت [2] الذنوب وجهي؟! فباي لسان ادعوك و قد اخرست [3] المعاصي لساني؟!

و كيف ادعوك و انا العاصي؟! و كيف لا ادعوك و انت الكريم؟! و كيف افرح و انا العاصي؟! و كيف احزن و انت الكريم؟! و كيف ادعوك و انا انا؟! و كيف لا ادعوك و انت انت؟! و كيف افرح و قد عصيتك؟! و كيف احزن و قد عرفتك؟!

و انا استحيي ان ادعوك و انا مصر علي الذنوب، و كيف بعبد لا يدعو سيده؟! و اين



[ صفحه 230]



مفره (و أين خ) و ملجاؤه ان يطرده؟!

الهي، بمن استغيث ان لم تقلني عثرتي؟! و من يرحمني ان لم ترحمني؟! و من يدركني ان لم تدركني؟! و اين الفرار اذا ضاقت لديك امنيتي؟

الهي، بقيت بين خوف و رجاء، خوفك يميتني، و رجاوك يحييني.

الهي، الذنوب صفاتنا، و العفو صفاتك.

الهي، الشيبة نور من انوارك، فمحال ان تحرق نورك بنارك.

الهي، الجنة دار الابرار، و لكن ممرها علي النار، فياليتها اذا حرمت الجنة (فياليتني اذا حرمت الجنة خ ل) لم ادخل النار.

الهي، و كيف ادعوك و اتمني الجنة مع افعالي القبيحة؟! و كيف لا ادعوك و لا اتمني الجنة مع افعالك الحسنة الجميلة؟!

الهي، انا الذي ادعوك و ان عصيتك، و لا ينسي قلبي ذكرك.

الهي، انا الذي ارجوك و ان عصيتك، و لا ينقطع رجائي من رحمتك.

الهي، انا الذي اذا طال عمري زادت ذنوبي، و طالت مصيبتي بكثرة



[ صفحه 231]



ذنوبي، و طال رجائي بكثرة عفوك يا مولاي.

الهي، ذنوبي عظيمة، و لكن عفوك اعظم من ذنوبي.

الهي، بعفوك العظيم اغفر لي ذنوبي العظيمة، فانه لا يغفر الذنوب العظيمة الا الرب العظيم.

الهي، انا الذي اعاهدك فانقض عهدي، و اترك عزمي حين تعرض شهوتي، فاصبح بطالا و امسي لا هيا، و تكتب ما قدمت يومي و ليلتي.

الهي، ذنوبي لا تضرك و عفوك اياي [4] لا ينقصك، فاغفر لي مالا يضرك، و اعطني ما لا ينقصك.

الهي، ان احرقتني لا ينفعك (لا يسرك خ ل) و ان غفرت لي (عفوت عني خ ل) لا يضرك، فافعل بي ما لا يضرك و لا تفعل بي ما لا يسرك.

الهي، لولا ان العفو من صفاتك لما عصاك اهل معرفتك.

الهي، لولا انك بالعفو تجود لما عصيتك و الي (و لا الي خ ل)



[ صفحه 232]



الذنب اعود.

الهي، لولا ان العفو احب الاشياء لديك لما عصاك احب الخلق اليك. [5] .

الهي، رجائي منك غفران، و ظني فيك احسان، اقلني عثرتي ربي فقد كان الذي كان، فيامن له رفق بمن يعاديه، فكيف بمن يتولاه و يناجيه؟!

و يا من كلما نودي اجاب، و يا من بجلاله ينشي السحاب، انت الذي قلت: «من الذي دعاني فلم البه»؟ «و من الذي سالني فلم اعطه»؟ «و من الذي [6] اقام ببابي فلم اجبه»؟

و انت الذي قلت: «انا الجواد و مني الجود، و انا الكريم و مني الكرم، و من كرمي في العاصين ان اكلاهم في مضاجعهم كانهم لم يعصوني، و اتولي حفظهم كانهم لم يذنبوني». [7] .

الهي، من الذي يفعل الذنوب؟ و من الذي يغفر الذنوب؟



[ صفحه 233]



فانا (و أنا خ ل) فعال للذنوب (الذنوبخ ل)، و انت غفار الذنوب.

الهي، بئس ما فعلت من كثرة الذنوب و العصيان، و نعم ما فعلت من الكرم و الاحسان.

الهي، انت الذي اغرقتني بالجود و الكرم و العطايا، و انا الذي اغرقت نفسي بالذنوب و الجهالة و الخطايا، و انت (فأنت خ ل) مشهور بالاحسان، و انا مشهور بالعصيان.

الهي، ضاق صدري و لست ادري باي علاج اداوي ذنبي؟ فكم اتوب منها؟ و كم اعود اليها؟ و كم انوح عليها ليلي و نهاري؟ فحتي متي يكون و قد افنيت بها عمري؟!

الهي، طال حزني، و دق عظمي، و بلي جسمي (جسدي خ ل) و بقيت الذنوب علي ظهري، فاليك اشكو سيدي فقري و فاقتي، و ضعفي و قلة حيلتي.

الهي، ينام كل ذي عين، و يستريح الي وطنه، و انا وجل القلب و عيناي تنتظران رحمة ربي، فادعوك



[ صفحه 234]



يا رب فاستجب دعائي، و اقض حاجتي، و اسرع باجابتي.

الهي، انتظر عفوك كما ينتظره المذنبون، و لست ايئس من رحمتك التي يتوقعها المحسنون.

الهي، اتحرق بالنار وجهي، و كان لك مصليا؟!

الهي، اتحرق بالنار عيني، و كانت من خوفك باكية؟!

الهي، اتحرق بالنار لساني، و كان للقرآن تاليا؟!

الهي، اتحرق بالنار قلبي، و كان لك محبا؟!

الهي، اتحرق بالنار جسمي، و كان لك خاشعا؟!

الهي، اتحرق بالنار اركاني، و كانت لك ركعا سجدا؟!

الهي، امرت بالمعروف و انت اولي به من المامورين، و امرت بصلة السؤال و انت خير المسئولين.

الهي، ان عذبتني فعبد خلقته لما اردته فعذبته، و ان انجيتني فعبد وجدته مسيئا فانجيته.

الهي، لا سبيل لي الي الاحتراس من الذنب الا بعصمتك، و لا وصول لي الي عمل الخير الا بمشيتك، فكيف لي



[ صفحه 235]



بالاحتراس ما لم تدركني فيه عصمتك؟!

الهي، سترت علي في الدنيا ذنوبا و لم تظهرها، فلا تفضحني بها يوم القيامه علي رؤس العالمين.

الهي، جودك بسط املي، و شكرك قبل عملي، فسرني بلقائك عند اقتراب اجلي.

الهي، اذا شهد لي الايمان بتوحيدك، و نطق لساني بتحميدك، و دلني القرآن علي فواضل جودك، فكيف ينقطع رجائي بموعودك؟! (بموعدك خ ل)

الهي، انا الذي قتلت نفسي بسيف العصيان، حتي استوجبت منك القطيعة و الحرمان، فالامان الامان، هل بقي لي عندك وجه الاحسان؟

الهي، عصاك آدم فغفرت له، [8] و عصاك خلق من ذريته، فيامن عفا عن الوالد معصيته، اعف عن الولد العصاة لك من ذريته.

الهي، خلقت جنتك لمن اطاعك، و وعدت فيها ما لا يخطر



[ صفحه 236]



بالقلوب، و نظرت الي عملي، فرايته ضعيفا يا مولاي، و حاسبت نفسي، فلم اجد ان اقوم بشكر ما انعمت علي، و خلقت نارا لمن عصاك، و وعدت فيها انكالا و جحيما و عذابا، و قد خفت يا مولاي ان اكون مستوجبا لها لكبير جراتي، و عظيم جرمي، و قديم اساءتي، فلا يتعاظمك ذنب تغفره لي، و لا لمن هو اعظم جرما مني لصغر خطري في ملكك مع يقيني بك، و توكلي و رجائي لديك.

الهي، جعلت لي عدوا يدخل قلبي، و يحل محل الراي و الفكرة مني، و اين الفرار اذا لم يكن منك عون عليه؟!

الهي، ان الشيطان فاجر خبيث، كثير المكر، شديد الخصومة، قديم العداوة، كيف ينجو من يكون معه في دار و هو المحتال؟! الا اني اجد كيده ضعيفا، فاياك نعبد و اياك نستعين، و اياك نستحفظ، و لا حول و لا قوة الا بالله، يا كريم يا كريم يا كريم.



[ صفحه 237]




پاورقي

[1] الذي وجدناه في جميع النسخ كلت بغير همزة (منه).

[2] الذي وجدناه في جميع النسخ اخلق (منه).

[3] الذي وجدناه في جميع النسخ اخرس (منه).

[4] كذا في جميع النسخ و ليس يصح بل الصواب عفوك عني (منه).

[5] لعله يشير الي ماجاه من نسبة المعصية الي بعض الأنبياء عليهم السلام (منه).

[6] في نسخة من الذي في الجميع (منه).

[7] كذا في جميع النسخ و ليس يصح و الصواب لم يذنبوا الي (منه).

[8] الذي وجدناه في النسخ كلها فغفرته (منه).