بازگشت

في المناجاة لله عز و جل


كما في الصحيفة الثالثة و هو من الأحد و عشرين الساقعه من صحيفة الكاملة قال علي ما وجدته في نسخة اخري من ادعية



[ صفحه 155]



الصحيفة الكاملة السجادية بغير رواية المطهري المذكور في سند الصحيفة الكاملة المشهور و قد نقل ذلك من خط الشيخ المفيد انتهي.

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد رجوت ممن البسني بين الاحياء ثوب عافيته، ان لا يعريني منه بين الاموات، و قد عرفت جود رافته.

الهي ان كنت غير مستاهل لما ارجو من رحمتك، فانت اهل ان تعود علي المذنبين بفضل سعتك.

الهي ان كان ذنبي قد اخافني، فان حسن ظني بك قد اجارني.

الهي كاني بنفسي قائمه بين يديك، و قد اظلها حسن توكلي عليك، فصنعت بي ما يشبهك و تغمدتني بعفوك.

الهي ما اشوقني الي لقائك، و اعظم رجائي لجزائك و انت الكريم الذي لا يخيب لديك امل الاملين، و لا يبطل عندك شوق الشائقين.

الهي ان كان قد دنا اجلي و لم يقربني منك عملي، فقد جعلت



[ صفحه 156]



الاعتراف بالذنب وسائل عللي، فان عفوت فمن اولي منك بذلك؟!

و ان عذبت فمن اعدل منك في الحكم هنالك؟!

الهي ان جرت علي نفسي في النظر لها و بقي لها نظرك، فلها الويل ان لم تسلم به!

الهي انك لم تزل برا بي ايام حياتي، فلا تقطع برك عني بعد مماتي، لقد رجوت ممن تولاني في حياتي باحسانه، ان يشفعه عند موتي بغفرانه.

الهي كيف ايئس من حسن نظرك بعد مماتي و انت لم تولني من نفسك الا الجميل في حياتي؟!

الهي ان ذنوبي قد اخافتني، و محبتي لك قد اجارتني، فتول من امري ما انت اهله، وعد بفضلك علي عبد قد غمره جهله.

الهي ان كنت غير مستوجب لمعروفك، فكن انت اهلا للتفضل علي، فالكريم ليس يقع معروفه عند مستوجبيه، يا من لا تخفي عليه خافية اغفر لي ما قد خفي علي الناس من عملي.

الهي سترت



[ صفحه 157]



علي ذنوبا انا الي سترها يوم القيمة احوج، و قد احسنت بي في الدنيا اذ لم تظهرها لعصابة من المسلمين، فلا تفضحني بها (في خ) ذلك اليوم علي رؤس العالمين.

الهي جودك بسط املي، و شكرك قبل عملي، فسرني بلقائك عند اقتراب اجلي.

الهي ليس اعتذاري اليك اعتذار من يستغني عن قبول عذره فاقبل يا الهي عذري، يا خير من اعتذر اليه المسيئون.

الهي انك لو اردت اهانتي لم تهدني، و لو اردت فضيحتي لم تعافني، فمتعني بما له هديتني، و ادم لي ما به سترتني.

الهي ما اظنك تردني في حاجة افنيت عمري في طلبها منك!

الهي ما وصفت من بلاء ابليته، و احسان اوليته، فكل ذلك بنا قد فعلته، و عفوك تمام احسانك ان انت اتممته.

الهي لولا ما قرفت (ما اقترفت ظ) من الذنوب ما خفت عقابك، و لولا ما اعرف من كرمك ما رجوت ثوابك،



[ صفحه 158]



و انت اولي الاكرمين بتحقيق امل الاملين، و ارحم من استرحم في تجاوزك عن المذنبين.

الهي نفسي تمنيني بانك تغفرلي، فاكرم بها امنيه بشرت بعفوك، فصدق بكرمك مبشرات تمنيها، وهب لي بجودك مدمرات تجنيها.

يا انيس كل غريب، آنس في القبر غربتي، و يا ثاني كل وحيد، ارحم في القبر وحدتي.

الهي كيف تقر لي نفسي بانك تعذبني؟! و قد رجوت ان تكون في لطفك تتولي حسن عملي بقبول احسانك، و سييء عملي برافة غفرانك؟!

الهي القتني الحسنات بين جودك و كرمك، و القتني السيئات بين عفوك و مغفرتك، و قد رجوت ان لا يضيع بين ذين و ذين مسييء او محسن.

الهي اذا شهد لي الايمان بمغفرتك (بتوحيدك خ ل) و انطلق لساني بتمجيدك (بتحميدك خ ل) و دلني القرآن علي فواضل جودك، فكيف لا يبتهج رجائي بحسن موعدك؟!

الهي تتابع احسانك الي يدلني



[ صفحه 159]



علي حسن نظرك، فكيف يشقي امروء حسن له منك النظر؟!

الهي ان نظرت الي بالهلكة عيون سخطتك، فما نام (نامت ظ) عن استنقاذي منها عيون رافتك.

الهي ان عرضني ذنبي لعقابك، فقد ادناني رجائي من ثوابك.

الهي ان غفرت فبفضلك، و ان عذبت فبعدلك، فيا من لا يرجي الا فضله، و لا يخشي الا عدله، امنن علينا بفضلك، و لا تستقص علينا بعدلك.

الهي خلقت لي جسما و جعلت لي فيه آلات اطيعك بها، و اعصيك بها، و ارضيك بها، و جعلت لي من نفسي داعية الي الشهوات، و اسكنتني دارا قد ملئت من الافات، ثم قلت: انزجر عبدي. فبك اعتصم فاعصمني، و بك احترز من الذنب فاحفظني، استوفقك لما يدنيني منك، و اعوذبك مما يصرفني عنك.

الهي ادعوك دعاء ملح لا يمل دعاء مولاه، و اتضرع ضراعة من اقر علي نفسه



[ صفحه 160]



بالحجة في دعواه.

الهي لو عرفت اعتذارا من الذنب في التنصل ابلغ من الاعتراف به اتيته، و لو عرفت مجتليا لحاجتي منك الطف من الاستخذاء [1] لك فعلته، فهب لي ذنبي بالاعتراف، و لا تسود وجهي في طلبتي عند الانصراف.

الهي كاني بنفسي قد اضطجعت في حفرتها، و انصرف عنها المشيعون من جيرتها، و بكي كل غريب عليها لغربتها، و جاد بالدموع عليها المشفقون من عشيرتها، و ناداها من شفير القبر ذوو مودتها، و رحمها المعادي لها في الحياة عند صرعتها، و لم يخف علي الناظرين فاقتها، و لا علي من رآها قد توسدت في الثري عجز حيلتها.

فقلت: ملائكتي فريد قد نايء عنه الاقربون، و وحيد قد جفاه الاهلون، نزل بي قريبا، و اصبح في اللحد غريبا، و قد كان لي في دار



[ صفحه 161]



الدنيا داعيا، و لنظري له في هذا البيت الجديد راجيا. فتحسن هنالك ضيافتي، و تكون ارحم بي من اهلي و قرابتي، يا عالم السر و النجوي، و يا كاشف الضر و البلوي، كيف نظرك لي بين سكان الثري؟ و كيف صنيعك بي في دار الوحشة و البلي؟

رب قد كنت لطيفا بي في ايام حياة الدنيا، يا افضل المنعمين في الائه، و انعم المفضلين في نعمائه، كثرت اياديك فعجزت عن احصائها، و ضقت ذرعا في شكري لك بجزائها، فلك الحمد علي ما ابليت، و الشكر علي ما اوليت، يا خير من دعاه داع، و افضل من رجاه راج، بذمة الاسلام اتوسل اليك، و بحرمة القرآن اعتمد عليك، فاعرف لها (اللهم ظ) ذمتي التي رجوت بها قضاء حاجتي.

الهي لو طبقت ذنوبي الارض و السماء، و خرقت النجوم فبلغت اسافل الثري، ما ردني الياس عن توقع غفرانك، و لا صرفني



[ صفحه 162]



القنوط عن انتظار رضوانك، احب الي لنفسي [2] و اعودها علي عاقبة في رمسي ما يرشدها (ترشدها ظ) بهدايتك اليه، و يدلها (و تدلها ظ) بحسن نظرك، (عليه ظ) فاستعملها بذلك مني اذ كنت ارحم بها من نفسي يا رحمن.

الهي قد علمت ما استوجب بعملي منك، و لكن رجائي يابي ان يصرفني عنك، فهب لي ما ظننت، و حقق ظني فيما رجوت.

الهي دعوتك بالدعاء الذي علمتني، فلا تحرمني جزاءك الذي عرفتني، فمن النعمة ان هديتني لدعائك، و من تمامها ان توجب لي به محمود جزائك.

الهي و عزتك و جلالك لقد احببتك محبة استقرت حلاوتها في قلبي، و ما تنعقد ضمائر محبيك علي انك تبغض محبيك.

الهي ليس تشبه مسئلتي مسائل السائلين، لان السائل اذا منع امتنع عن السؤال،



[ صفحه 163]



و انا لا غني بي عما سئلتك علي كل حال.

الهي لا تغضب علي فلست اقوم لغضبك، اللنار خلقتني فاطيل بكائي؟ ام للشقاء خلقتني؟ فليتك لم تخلقني.

الهي اللنار ربتني امي؟ فليتها لم تربني، ام للشقاء ولدتني؟ فليتها لم تلدني، ليت امي كانت عاقرا بي و لم تعالج حملي، انتشرت عبراتي حين ذكرت خطيئاتي، و ما لي لا ابكي و لا ادري الي ما يكون اليه مصيري؟! و ما الذي يهجم عليه عند البلوغ مسيري؟! و اري نفسي تخاتلني و ايامي تخادعني، و قد خفقت عند راسي اجنحة الموت و رمقتني من قريب اعين الفوت فما عذري و قد حشا مسامعي رافع الصوت؟!

ايها المناجي ربه بانواع الكلام، و الطالب مسكنا في دار السلام، و المسوف بالتوبة عاما بعد عام، ما اراك منصفا لنفسك من بين الانام، لو دافعت يومك يا غافلا بالصيام، و اقتصرت علي القليل



[ صفحه 164]



من لعق الطعام، لكنت احري بان تنال شرف المقام.

ايتها النفس اقتربي من الصالحين، و اقتبسي من سمت هدي الخاشعين، و اختلطي ليلك و نهارك مع المتقين، لعلك ان تسكني في رياض الخلد مع المتقين، و تشبهي بنفوس قد اقرح السهر رقة جفونها، و همعت زوافر الدموع مستدرات عيونها، و دامت في الخلوات ضجة حنينها، فانها نفوس باعت زينة الدنيا، و آثرت فضل الاخرة علي الاولي، اولئك وفد الكرامة يوم يخسر فيه المبطلون، و يحشر الي ربهم بالحباء و السرور المتقون.

(اقول) حكي الفاضل المعاصر النوري (قده) في حاشية الصحيفة الرابعة عن الكفعمي في كتابه جنة الامان المعروف بالمصباح انه بعد نقل المناجاة الكبيرة لمولانا اميرالمؤمنين عليه السلام قال ثم اقبل اميرالمؤمنين عليه السلام علي نفسه يعاتبها و يقول ايها المناجي ربه الي اخرها مع اختلاف قليل في بعض الفقرات (انتهي).



[ صفحه 165]




پاورقي

[1] استخذبت خضعت و قد يهمز (صحاح).

[2] كذا في النسخة و لعل الصواب احب الامور الي نفسي او نحو ذلك و بالجملة العبارة مغشوشه من قوله احب الي قوله مني فلتراجع (منه).