بازگشت

في طلب الرزق


و هو مما انفردنا به وجدناه في البحار نقلا عن الكتاب العتيق المراد به مجمع الدعوات للتلعكبري كما قيل بهذه الصورة ( دعاء الرزق) عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما

اللهم سالت عبادك قرضا مما تفضلت به عليهم، و ضمنت لهم منه خلفا، و وعدتهم عليه وعدا حسنا، فبخلوا عنك،



[ صفحه 56]



فكيف بمن هو دونك اذا سئلهم؟! فالويل لمن كانت حاجته اليهم.

فاعوذ بك يا سيدي ان تكلني الي احد منهم، فانهم لو يملكون خزائن رحمتك لامسكوا خشية الانفاق بما وصفتهم «و كان الانسان قتورا».

اللهم اقذف في قلوب عبادك محبتي، و ضمن السموات و الارض رزقي، و الق الرعب في قلوب اعدائك مني، و آنسني برحمتك، و اتمم علي نعمتك، و اجعلها موصولة بكرامتك اياي، و اوزعني شكرك، و اوجب لي المزيد من لدنك، و لا تنسني، و لا تجعلني من الغافلين، احببني و حببني، و حبب الي ما تحب من القول و العمل حتي ادخل فيه بلذة، و اخرج منه بنشاط، و ادعوك فيه بنظرك مني اليه لادرك به ما عندك من فضلك الذي مننت به علي اوليائك، و انال به طاعتك، انك قريب مجيب.

رب انك عودتني عافيتك، و غذوتني بنعمتك،



[ صفحه 57]



و تغمدتني برحمتك، نغدو و نروح بفضل ابتدائك لا اعرف غيرها، و رضيت مني بما اسديت الي ان احمدك بها شكرا مني عليها، فضعف شكري لقلة جهدي، فامنن علي بحمدك كما ابتداتني بنعمتك، فبها تتم الصالحات، فلا تنزع مني ما عودتني من رحمتك و اكون (فأكون ظ) من القانطين، فانه لا يقنط من رحمتك الا الضالون.

رب انك قلت: «و في السماء رزقكم و ما توعدون» و قولك الحق، و اتبعت ذلك منك باليمين لاكون من الموقنين فقلت: «فو رب السماء و الارض انه لحق مثل ما انكم تنطقون» فعلمت ذلك علم من لم ينتفع بعلمه حين اصبحت و امسيت و انا مهتم بعد ضمانك لي، و حلفك لي عليه هما انساني ذكرك في نهاري، و نفي عني النوم في ليلي، فصار الفقر ممثلا بين عيني، و ملا قلبي.

اقول: من اين؟ و الي اين؟ و كيف احتال؟



[ صفحه 58]



و من لي؟ و ما اصنع؟ و من اين اطلب؟ و اين اذهب؟ و من يعود علي؟

اخاف شماتة الاعداء، و اكره حزن الاصدقاء، فقد استحوذ الشيطان علي ان لم تداركني منك برحمة تلقي بها في نفسي الغني، و اقوي بها علي امر الاخرة و الدنيا، فارضني يا مولاي بوعدك كي او في بعهدك، و اوسع علي من رزقك، و اجعلني من العاملين بطاعتك، حتي القاك سيدي و انا من المتقين.

اللهم اغفر لي و انت خير الغافرين، و ارحمني و انت خير الراحمين، و اعف عني و انت خير العافين، و ارزقني و انت خير الرازقين، و افضل علي و انت خير المفضلين، و توفني مسلما و الحقني بالصالحين، و لا تخزني يوم القيمة، يوم يبعثون، يوم لا ينفع مال و لا بنون، يا ولي المومنين.

اللهم انه لا علم لي بموضع رزقي، و انما اطلبه بخطرات تخطر علي قلبي، فاجول في طلبه في البلدان، و انا مما احاول و اطالب



[ صفحه 59]



كالحيران لا ادري في سهل، او في جبل، او في ارض، او في سماء، او في بحر، او في بر، و علي يدي من هو، و من قبل من، و قد علمت ان علم ذلك كله عندك، و ان اسبابه بيدك، و انت الذي تقسمه بلطفك، و تسببه برحمتك.

فاجعل رزقك لي واسعا، و مطلبه سهلا، و ماخذه قريبا، و لا تعنني بطلب ما لم تقدر لي فيه رزقا، فانك غني عن عذابي، و انا الي رحمتك فقير، فجد علي بفضلك يا مولاي، انك ذوفضل عظيم.