بازگشت

في المناجاة


علي ما في اخر الندبه المعروفة التي نقلها الشيخ ابرهيم الكفعمي في البلد الامين و نحن نوردها بتمامها تبركا و تاسيا بشيخنا الحر العاملي قدس سره حيثا و رد الندبة الاخري له عليه السلام اولها اه وا نفساه في اخر الصحيفة الثانية و هي من نسخ هذه الندبة و ذكر العلامة سندها في اجازته لبني زهرة هكذا و من ذلك الندبة لمولانا زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام رواها الحسن بن الدر بي عن نجم الدين عبد الله جعفر الدوريستي عن ضياء الدين ابي الرضا فضل الله بن علي الحسيني بقا شان عن ابي جعفر محمد بن علي بن الحسين المقري النيسابوري عن الحاكم ابي القاسم عبد الله بن عبد الله الحسكاني عن ابي القاسم علي بن محمد العمري عن ابي جعفر محمد بن بابويه عن ابي محمد



[ صفحه 30]



القسم بن محمد الاسترابادي عن عبد الملك بن ابرهيم و علي بن محمد بن سنان عن ابي يحيي بن عبد الله بن يزيد المقري عن سفيان بن عيينه عن الزهري قال سمعت مولانا زين العابدين عليه السلام يحاسب نفسه و يناجي ربه و هو يقول



يا نفس حتام الي الحيوة سكونك

و الي الدنيا و عمارتها ركونك



اما اعتبرت ممن مضي من اسلافك

و من وارته الارض من الافك



و من فجعت به من اخوانك

و نقلت الي دار البلي من اقرانك



شعر



فهم في بطون الارض بعد ظهورها

محاسنهم فيها بوال دواثر



خلت دورهم منهم و اقوت عراصهم

و ساقتهم نحو المنايا المقادر



و خلوا عن الدنيا و ما جمعوا لها

و ضمتهم تحت التراب الحفاير





[ صفحه 31]



نثر



كم اخترمت ايدي المنون

من قرون بعد قرون



و كم غيرت الارض ببلاهما

و غيبت في ثراها



ممن عاشرت من صنوف الناس

و شيعتهم الي الارماس



شعر



و انت علي الدنيا مكب منافر

لخطابها فيها حريص مكاثر



علي خطر تمسي و تصبح لاهيا

اتدري بماذا لو عقلت تخاطر



و ان امرء يسعي لدنياه جاهدا

و يذهل عن اخراه لا شك خاسر



فحتام الي الدنيا اقبالك

و بشهوتها اشتغالك



و قد و خطك القتير

و وافاك النذير



و انت عما يراد بك ساه

و بلذة يومك لاه



شعر



و في ذكر هول الموت و القبر و البلي

عن اللهو و اللذات للمرء زاجر





ابعد اقتراب الاربعين تربص

و شيب القذال منذ ذلك ذاعر



كانك معني بما هو ضائر

لنفسك عمدا او عن الرشد جائر



نثر

انظري الي الامم الماضية و القرون الفانية



[ صفحه 32]



و الملوك العاتية كيف انتسفتهم الايام فافناهم الحمام فامتحت من الدنيا آثارهم

و بقيت فيها اخبارهم:

شعر



و اضحوا رميما في التراب و اقفرت

مجالس منهم عظلت و مقاصر



و حلوا بدار لا تزاور بينهم

و اني لسكان القبور التزاور



فما ان تري الا جثي قد ثووابها

مسنمة تسفي عليها الاعاصر



نثر

كم عاينت من ذي عز و سلطان، و جنود و اعوان، تمكن من دنياه و نال منها مناه، فبني الحصون و الدساكر و جمع الاعلاق و الذخائر:

شعر



فما صرفت كف المنية اذ اتت

مبادرة تهوي اليه الذخاير



و لا دفعت عنه الحصون التي بني

و حفت بها انهارها و الدساكر



و لا قارعت عنه المنية خيله

و لا طمعت في الذب عنه العساكر



نثر

اتاه من امر الله ما لا يرد، و نزل به من قضائه ما لا يصده، فتعالي الملك الجبار، المتكبر



[ صفحه 33]



القهار، قاصم الجبارين، و مبير المتكبرين:

شعر



مليك عزيز لا يرد قضاوه

عليم حكيم نافذ الامر قاهر



عنا كل ذي عز لعزة وجهه

فكل عزيز للمهيمن صاغر



لقد خشعت و استسلمت و تضاءلت

لعزة ذي العرش الملوك الجبابر



نثر

فالبدار البدار و الحذار الحذار من الدنيا و مكائدها، و ما نصبت لك من مصائدها، و تجلي لك من زينتها، و استشرف لك من فتنها:

شعر



و في دون ما عاينت من فجعاتها

الي رفضها داع و بالزهد آمر



فجد و لا تغفل فعيشك زائل

و انت الي دار المنية صائر



نثر

فهل يحرث عليها لبيب؟ او يسر بلذتها اديب؟ و هو علي ثقة من فنائها، و غير طامع في بقائها، ام كيف تنام عين من يخشي البيات؟ او تسكن نفس من يتوقع الممات:

شعر



الا لا و لكنا نغر نفوسنا

و تشغلنا اللذات عما نحاذر



و كيف يلذ العيش من هو موقن

بموقف عدل حين تبلي السرائر





[ صفحه 34]



كانا نري ان لا نشور و انا

سدي ما لنا بعد الفناء مصائر



نثر

و ما عسي ان ينال طالب الدنيا من لذتها، و يتمتع به من بهجتها، مع فنون مصائبها، و اصناف عجائبها، و كثرة تعبه في طلابها، و تكادحه في اكتسابها، و تكابده من اسقامها و اوصابها.

شعر



و ما اربتي في كل يوم و ليلة

يروح علينا صرفها و يباكر



تعاوره آفاتها و همومها

و كم ما عسي يبقي لها المتعاور



فلا هو مغبوط بدنياه آمن

و لا هو عن تطلابها النفس قاصر



نثر

كم غرت من مخلد اليها، و صرعت من مكب عليها، فلم تنعشه من صرعته، و لم تقله من عثرته، و لم تداوه من سقمه، و لم تشفه من المه:

شعر



بلي اوردته بعد عز و منعة

موارد سوء ما لهن مصادر



فلما راي ان لا نجاة و انه

هو الموت لا ينجيه منه الموازر





[ صفحه 35]



تندم لو يغنيه طول ندامة

عليه و ابكته الذنوب الكبائر



نثر

بكي علي ما اسلف من خطاياه، و تحسر علي ما خلف من دنياه، حيث لا ينفعه الاستعبار، و لا ينجيه الاعتذار، من هول المنية، و نزول البلية:

شعر



احاطت به آفاته و همومه

و ابلس لما اعجزته المعاذر



فليس له من كربة الموت فارج

و ليس له مما يحاذر ناصر



و قد جشات خوف المنية نفسه

ترددها دون اللهاة الحناجر



نثر

هنالك خف عنه عواده، و اسلمه اهله و اولاده، و ارتفعت الزنة و العويل، و يئسوا من برء العليل، غضوا بايديهم عينيه، و مدوا عند خروج نفسه يديه و رجليه:

شعر



فكم موجع يبكي عليه تفجعا

و مستنجد صبرا و ما هو صابر



و مسترجع داع له الله مخلص

يعدد منه خير ما هو ذاكر



و كم شامت مستبشر بوفاته

و عما قليل كالذي صار صائر





[ صفحه 36]



نثر

شق جيوبها نساؤه، و نطم خدودها اماؤه، و اعول لفقده جيرانه و توجع لرزيته اخوانه، ثم اقبلوا علي جهازه، و تشمروا لا برازه:

شعر



فظل احب القوم كان لقربه

يحث علي تجهيزه و يبادر



و شمر من قد احضروه لغسله

و وجه لما فاظ للقبر حافر



و كفن في ثوبين فاجتمعت له

مشيعة اخوانه و العشائر



نثر

فلو رايت الاصغر من اولاده، و قد غلب الحزن علي فواده، فغشي من الجزع عليه، و قد خضبت الدموع خديه، ثم افاق و هو يندب اباه، و يقول بشجو: و اويلاه:

شعر



لا بصرت من قبح المنية منظرا

يهال لمرآة و يرتاع ناظر



اكابر اولاد يهيج اكتيابهم

اذا ما تناساه البنون الاصاغر



ورنة نسوان عليه جوازع

مدامعها فوق الخدود غزائر



نثر

ثم اخرج من سعة قصره الي ضيق قبره، فحثوا بايديهم التراب، و اكثروا التلدد



[ صفحه 37]



و الانتحاب، و وقفوا ساعه عليه، و قد يئسوا من النظر اليه:

شعر



فولوا عليه معولين و كلهم

لمثل الذي لا قي اخوه محاذر



كشاء رتاع آمنات بدا لها

بمدية باد للزراعين حاسر



فراعت و لم ترتع قليلا و اجفلت

فلما انتحي منها الذي هو جاذر



نثر

عادت الي مرعاها، و نسيت ما في اختها دهاها افبافعال البهائم اقتدينا و علي عادتها جرينا، عد الي ذكر المنقول الي الثري و المدفوع الي هول ما تري:

شعر



هوي مصرعا في لحده و توزعت

مواريثه ارحامه و الاوامر



و انحوا علي امواله بخصومة

فما حامد منهم عليها و شاكر



فيا عامر الدنيا و يا ساعيا لها

و يا آمنا من ان تدور الدوائر



نثر

كيف امنت هذه الحالة، و انت صائر اليها لا محالة؟! ام كيف تتهنا بحيوتك و هي مطيتك الي مماتك؟! ام كيف تسيغ طعامك و انت منتظر حمامك؟!

شعر



و لم تتزود للرحيل و قد دني

و انت علي حال و شيكا مسافر





[ صفحه 38]



فياويح نفسي كم اسوف توبتي

و عمري فان و الردي لي ناظر



و كل الذي اسلفت في الصحف مثبت

يجازي عليه عادل الحكم قاهر



نثر

فكم ترقع بدينك دنياك، و تركب في ذلك هواك، اني لاراك ضعيف اليقين، يا راقع الدنيا بالدين ابهذا امرك الرحمن؟ ام علي هذا دلك القرآن؟

شعر



تخرب ما يبقي و تعمر فانيا

و لا ذاك موفور و لا ذاك عامر



و هل لك ان وافاك حتفك بغتة

و لم تكتسب خيرا لدي الله عاذر



اترضي بان تفني الحيوة و تنقضي

و دينك منقوص و مالك وافر



نثر

فبك الهنا نستجير، يا عليم يا خبير، من نومل لفكاك رقابنا غيرك؟ و من نرجو لغفران ذنوبنا سواك؟ و انت المتفضل المنان القائم الديان، العائد علينا بالاحسان بعد الاساءة منا و العصيان، يا ذا العزة و السلطان، و القوة و البرهان، و اجرنا من عذابك الاليم، و اجعلنا من سكان دار النعيم، برحمتك يا ارحم الراحمين.



[ صفحه 39]