بازگشت

في المناجاة


علي ما رواه العالم المحقق و لانا محمد باقر السبزواري في الباب الثاني عشر من كتاب مفاتيح النجاة

الهي اسئلك ان تعصمني حتي لا اعصيك، فاني قد بهت و تحيرت من كثرة الذنوب مع العصيان، و من كثرة كرمك مع الاحسان، و قد اكلت لساني كثرة ذنوبي، و اذهبت عني ماء وجهي، فباي وجه القاك و قد اخلق الذنوب وجهي؟! فباي لسان ادعوك و قد اخرس المعاصي لساني؟!

و كيف ادعوك و انا العاصي؟! و كيف لا ادعوك و انت الكريم؟! و كيف افرح و انا العاصي؟! و كيف احزن و انت الكريم؟! و كيف



[ صفحه 11]



ادعوك و انا انا؟! و كيف لا ادعوك و انت انت؟! و كيف افرح و قد عصيتك؟! و كيف احزن و قد عرفتك؟!

و انا استحيي ان ادعوك و انا مصر علي الذنوب، و كيف بعبد لا يدعو سيده؟! و اين مفره و ملجاه ان يطرده؟!

الهي، بمن استغيث ان لم تقلني عثرتي؟! و من يرحمني ان لم ترحمني؟! و من يدركني ؟! و اين الفرار اذا ضاقت لديك امنيتي؟

الهي، بقيت بين خوف و رجاء، خوفك يميتني، و رجائك يحييني.

الهي، الذنوب صفاتنا، و العفو صفاتك.

الهي، الشيبته نور من انوارك، فمحال ان تحرق نورك بنارك.

الهي، الجنة دار الابرار، و لكن ممرها علي النار، فياليتني اذا حرمت الجنة لم ادخل النار.

الهي، و كيف ادعوك و اتمني الجنة مع افعالي القبيحة؟! و كيف لا ادعوك و لا اتمني الجنة مع افعالك الحسنة الجميلة؟!

الهي، انا الذي ادعوك و ان عصيتك، و لا ينسي قلبي ذكرك.

الهي، انا الذي ارجوك و ان عصيتك، و لا ينقطع



[ صفحه 12]



رجائي من رحمتك.

الهي، انا الذي اذا طال عمري زادت ذنوبي، و طالت مصيبتي بكثرة ذنوبي، و طال رجائي بكثرة عفوك يا مولاي.

الهي، ذنوبي عظيمة، و لكن عفوك اعظم من ذنوبي.

الهي، بعفوك العظيم اغفر لي ذنوبي العظيمة، فانه لا يغفر الذنوب العظيمة الا الرب العظيم.

الهي، انا الذي اعاهدك فانقض عهدي، و اترك عظمي حين تعريض شهوتي، فاصبح بطالا و امسي لا هيا، و تكتب ما قدمت يومي و ليلتي.

الهي، ذنوبي لا تضرك و عفوك اياي لا ينقصك، فاغفر لي مالا ينقصك.

الهي، ان احرقتني لا يسرك و ان عفوت عني لا يضرك، و لا تفعل بي ما لا يسرك.

الهي، لولا ان العفو من صفاتك لما عصاك اهل معرفتك.

الهي، لولا ان نك بالعفو تجود لما عصيتك و الي الذنب اعود.

الهي، لولا ان العفو احب الاشياء اليك لما عصاك احب الخلق اليك.

الهي، رجائي منك



[ صفحه 13]



غفران، و ذنبي فيك احسان، اقلني عثرتي ربي فقد كان الذي كان، فيامن له رفق بمن يعاديه، فكيف بمن يتولاه و يناجيه؟!

و يا من كلما نودي اجاب، و يا من بجلاله ينشيء السحاب، انت الذي قلت: «من الذي دعاني فلم البه»؟ «و من الذي سئلني فلم اعطه»؟ «و من الذي اقام ببابي فلم اجبه»؟

و انت الذي قلت: «انا الجواد و مني الجود، و انا الكريم و مني الكرم، و من كرمي في العاصين ان اكلأهم في مضاجعهم كانهم لم يعصوني، و اتولي حفظهم كانهم لم يذنبوني».

الهي، من الذي يفعل الذنوب؟ و من الذي يغفر الذنوب؟ و انا فعال الذنوب، و انت غفار للذنوب.

الهي، بئسما فعلت من كثرة الذنوب و العصيان، و نعم ما فعلت من الكرم و الاحسان.

الهي، انت الذي اغرقتني بالجود و الكرم و العطايا، و انا الذي اغرقت نفسي بالذنوب و الجهالة و الخطايا، فانت مشهور بالاحسان، و انا مشهور بالعصيان.



[ صفحه 14]



الهي، ضاق صدري و لست ادري باي علاج اداوي ذنبي؟ و كم اتوب و ابيت منها؟ و كم اعود اليها؟ و كم انوح عليها ليلي و نهاري؟ فحتي متي يكون و قد افنيت بها عمري؟!

الهي، طال حزني، و دق عظمي، و بلي جسدي و بقيت الذنوب علي ظهري، فاليك اشكو سيدي فقري و فاقتي، و ضعفي و قلة حيلتي.

الهي، ينام كل ذي عين، و يستريح الي وطنه، و انا وجل القلب و عيناي تنتظران رحمة ربي، فادعوك يا رب فاستجب دعائي، و اقض حاجتي، و اسرع باجابتي.

الهي، انتظر عفوك كما ينتظر المذنبون، و لست ايئس من رحمتك التي يتوقعها المحسنون.

الهي، اتحرق بالنار عيني، و كانت من خوفك باكية؟!

الهي، اتحرق بالنار لساني، و كان للقرآن تاليا؟!

اتحرق بالنار قلبي، و كان لك محبا؟!

الهي، اتحرق بالنار جسمي، و كان لك خاشعا؟!

الهي، اتحرق بالنار اركاني، و كانت لك ركعا سجدا؟!

الهي، امرت بالمعروف و انت اولي به من المامورين، و امرت بصلة السؤال و انت خير المسئولين.



[ صفحه 15]



الهي، ان عذبتني فعبد خلقته لما اردته فعذبته، و ان انجيتني فعبد وجدته مسيئا فانجيته.

الهي، لا سبيل الي الاحتراس من الذنب الا بعصمتك، و لا وصول لي الي عمل الخير الا بمشيتك، فكيف لي بالاحتراس ما لم تدركني فيه عصمتك؟!

الهي، سترت علي في الدنيا ذنوبا و لم تظهرها، فلا تفضحني بها يوم القيمة علي رؤس العالمين.

الهي، جودك بسط املي، و شكرك قبل عملي، فسرني بلقائك عند اقتراب اجلي.

الهي، اذا شهد لي الايمان بتوحيدك، و نطق لساني بتحميدك، و دلني القرآن علي فواضل جودك، فكيف ينقطع رجائي بموعدك؟!

الهي، انا الذي قتلت نفسي بسيف العصيان، حتي استوجبت منك القطيعة و الحرمان، فالامان الامان، هل بقي لي عندك وجه الاحسان؟

الهي، عصاك آدم فغفرت له، و عصاك خلق من ذريته، فيامن عفا عن الوالد معصيته، اعف عن الولد العصاة لك من ذريته.

الهي، خلقت جنتك



[ صفحه 16]



لمن اطاعك، و وعدت فيها ما لا يخطر بالقلوب، و نظرت عملي، فرايته ضعيفا يا مولاي، و حاسبت نفسي، فلم اجد ان اقوم بشكر ما انعمت علي، و خلقت نارا لمن عصاك، و وعدت فيها انكالا و جحيما و عذابا، و قد خفت يا مولاي ان اكون مستوجبا لها لكبير جرءتي، و عظيم جرمي، و قديم اسائتي، فلا يتعاظمك ذنب تغفره لي، و لا لمن هو اعظم جرما مني لصغر خطري في ملكك مع يقيني بك، و توكلي و رجائي لديك.

الهي، جعلت لي عدوا يدخل قلبي، و يحل محل الراي و الفكرة مني، و اين الفرار اذا لم يكن منك عون عليه؟!

الهي، ان الشيطان فاجر خبيث، كثير المكر، شديد الخصومة، قديم العداوة، كيف ينجو من يكون معه في دار و هو المحتال؟! الا اني اجد كيده ضعيفا، فاياك نعبد و اياك نستعين، و اياك نستحفظ، و لا حول و لا قوة الا بالله، يا كريم يا كريم يا كريم.



[ صفحه 17]