بازگشت

في الصلاة علي النبي


علي ما وجد في نسخة الصحيفة التي قد كانت برواية الشيخ الفقيه المعروف بابن شاذان من اكابر قدماة الصحابنا و من المعاصرين للشيخ المفيد و اعلم انه قال ابن شاذان المذكور في اوائل تلك الصحيفة هكذا و دعاء المتوكل يعني ابن هرون راوي الصحيفة الكاملة في الدفتر علي نحو ما وجد في صحيفة زيد و صحيفة الصادق (ع) سوي الصلوة علي النبي صلي الله عليه و آله

اللهم صل علي محمد عبدك و رسولك، و مفتاح باب جنتك، و الناهض باعباء مواثيق عهدك الي عبادك، و ذريعة



[ صفحه 44]



المومنين الي رضوانك، و المستقل بما حملته من الاشارة بآياتك، و الذي لم يستطع الا موافقة علمك، و قبول الرسالة اذ تقدم له قبولها في ام الكتاب عندك، و كيف يستطيع رد ما نفذت به مشيئتك من يتقلب في قبضتك و ناصيته بيدك؟!

اللهم كما اخترت محمدا علي علم لامرك، و جعلته شهيدا علي خلقك، و مبلغا عنك حجج آياتك، و اعلام شواهد بيناتك، فاسمع من اذنت له في الاستماع من الحق الذي صحت عنه رسالته، و بصر من لم تجعل علي بصره غشاوة القلوب فنكل عن ان يري الحق في احسن



[ صفحه 45]



صورته، و اوصل باذنك الهدي الي القلوب التي لم تقلفها بطبعك، و كان حجتك علي من علمته بالمعاندة لك، و الخلاف علي رسلك، و بلغ مجهود الصبر في اظهار حقك، و آثر الجد علي التقصير و الريب في امرك ابتغاء الوسيلة عندك، و الزلفة لديك و طول الخلود في رحمتك، و حتي قلت له «فتول عنهم فما انت بملوم».

فبلغه غاية الوصلة و زده كما وصل بيننا و بين معرفتك.

اللهم و كما قمعت به الكفر علي جزائه و جدعت انف النفاق بحجة نبوته، و قطعت قرائن الضلال بنور هدايته، و جعلته بمنك علي المشركين ثاقبا و لنبوة



[ صفحه 46]



المرسلين خاتما، و علي الكتب الاولي مهيمنا، و بكل مبتعث قبله من الرسل مومنا، و لمن بلغ عنك شاهدا، و لمن ادبر عنك مجاهدا، و لك الي قيام الساعة حامدا، و للمومنين في عرصة القيامة قائدا، و بين الحق و الباطل فارقا، و بحقك في عبادك ناطقا، و لمن تقدمه من الانبياء مصدقا، فصل عليه صلوة ترفعه بها علي درجات النبيين، تنضر بها وجهه في موقف الساعة يوم الدين.

اللهم و كما جعلته بامرك صادعا، و لشمل منتشر الهدي جامعا و لعدد المشركين قاطعا، و لحمي الحق ان يستباح مانعا، و لما نجم من قرن الضلال قاصفا



[ صفحه 47]



و لما نبع من الباطل بسيف الحق دامغا و لما ائتمنته عليه من الرسالة مبلغا، و للمستجيبين له المتعلقين بعروته بشيرا، و للمتخلفين عن ضوء نهار حقه نذيرا و سراجا منيرا، و لمن استصبح بذكاء زلله مستنيرا. و فرضت علينا تعزيزه و توقيره و مهابته، و امرتنا ان لا نرفع الاصوات علي صوته، و ان تكون كلها مخفوضه دون هيبته، فلا يجهر بها عليه عند مناجاته، و نلقي باخمدها عند محاورته، و نكف من غرب الالسن لدي مسئلته، اعظاما منك لحرمة نبوته، و اجلالا لقدرة رسالته، و تمكينا في اثناء الصدور لمحبته، و توكيدا بين حواشي القلوب



[ صفحه 48]



لمودته، فارفعه بسلامنا الي حيث قدرت في سابق علمك ان تبلغه اياه بصلاتنا عليه.

اللهم وهب له من رياض جنتك، و الدرج المتخذة لاهل ولايتك ما تقصر عنه مسئلة السائلين من عبادك، كرامة تنزله شرف ذروتها، و بلغه قصوي مكنة غايتها، و تهطل سحائب النعيم بمزن ودقه و طوائف المزيد و الرضوان من فوقها، و تجري اليه جداول فضلك فيها، و تشرفه بالوسيلة علي نازليها.

اللهم اجعله اجزل من احرز نصيبا من رحمتك، و انضر من اشرق وجهه بسجال عطيتك، و اقرب الانبياء زلفه يوم المقعد عندك،



[ صفحه 49]



و اوفرهم حظا من رضوانك، و اكثرهم صفوف امة في جناتك.

اللهم و ابلغ به من تشريف منزلته، و اعلاء رتبته، و خاصة خالصته، و مكنة زلفته، و جزيل مثوبته، و الزيادة في كرامته، و شكر قديم سابقته، و رفع درجته، و اعطائه الوسيلة التي استثناها علي امته ما انت اهله في كرمك و فيض فضلك و جزيل مواهبك، و ما محمد اهله فيك فيما بلغ في رضاك، و تحري من حقك، و تولي من المحاماة عن دينك، و الذب عن حدود نهيك، فقد دعا الي اثبات الخلق و الامر لك، و صبر علي الاذي فيك، و لم يشر بالربوبية، الا اليك، منا منك عليه لا منا منه



[ صفحه 50]



عليك، و بما انعمت به عليه من فضلك و مكنت في قلبه من معرفتك، و دللته عليه من اعلام قدرتك و اصطفيته من تبليغ رسالتك.

اللهم و مهما تواري عنا من حجب الغيوب عندك، و توليت طي علمه عن عبادك، و كان في خزائن امرك، و لم تنزله في تاويل لديه في كتابك، و خانتنا الصفات، و كلت الالسن دون عبارته، فلم تهتدي القلوب الي منازلك فيه من فضل عطاء تؤتيه، و ذخيرة كرامة توصلها اليه، و تهطل سماوها عليه.

فاعط محمدا من ذلك حتي يرضي، وزده من ثوابك بعد الرضا ما لا تبلغه



[ صفحه 51]



مسئلة السائلين، و تقصر عنه المني و حتي لا يبقي غاية غبطة الا اوفيت به عليها، و لا ارتفاع درجة الا حللت به اليها و جعلته مخلدا في اعلي علوها.

اللهم و كما كثرت ذرء امته، و عدد المستجيبين لرسالته، و المعترفين لحجته، حتي استفاض دينه، و علت كلمته فقد امت به لسان الباطل، حتي كلت حجته، و دمغت به الكفر فاضحي ماموما قد هشمت في راسه بيضته و جدعت به انف الباطل، فاستخفي لقبح حليته، و طال به الاسلام، و انبجست ينابيع حكمته، فاحو المثوبة له علي حسب ما ابلي في حقك و تقدم فيه من النصيحة لخلقك.

اللهم



[ صفحه 52]



و اجعله خطيب وفد المؤمنين اليك، و المكسو حلل الامان اذا وقف بين يديك، و الناطق اذ اخرست الالسن في الثناء عليك.

اللهم و ابسط لسانه في الشفاعة لامته، و ار اهل الموقف من النبيين و اتباعهم تمكن منزلته، و اوهل ابصار اهل المعروف العلي بشاع نور درجته، وقفه في المقام المحمود الذي وعدته، و اغفر ما احدث المحدثون بعده في امته، مما كان اجتهادهم فيه تحريا لمرضاتك و مرضاته، و ما لم يكن تاليبا علي دينك و نقضا لشريعته، و احفظ من قبل بالتسليم و الرضا دعوته، و اجعلنا ممن تكثر به وارديه، و لايذاد عن حوضه



[ صفحه 53]



اذا ورده، و اسقنا منه كاسا رويا لا نظما بعده.

اللهم انه قد سبقنا بتقديمك اياه، و تاخيرنا عن رؤيته و ان كان لم يسبقنا بآياته و علاماته، و ما حج به عقولنا من برهان رسالاته، فامنا به غير شكاك، و لا ذي خواطر حالت بيننا و بين الاعتراف بحجته و قد عظم تلهفنا علي الذين اخرجوه من بلده، و كانوا مع الذي كايده و جحده، و تمنينا ان لو شهدنا مشهدا من مشاهده، فنرد ايدي الذين حاربوه الي صدورهم، و نضرب صفحات خدودهم و لبات نحورهم.

اللهم فاذ قد فاتتنا نصرته، و ضرب وجوه المنكرين بحجته



[ صفحه 54]



و قصرت بنا عن دهره، و لم تخرجنا في مدة من نصره و عززه و آواه و وقره، و خرج من بيته مهاجرا معه، فصانه بنفسه عن المشركين و منعه لا عن لحمة و لا نسبة، فاجعلنا من اسعد اتباعه، و اولاهم يوم القيامة لمحبته و رافته، و اقرهم عيونا في المقام المحمود برؤيته و اعرفهم مقاما بعد السابقين الاولين في ثلته، و اوجه من ضممته من التابعين لهم بالاحسان الي زمرته، و اشدهم في الدنيا اعتقادا لمحبته.

اللهم احضره ذكرنا عند طلبته اليك في امته، و اخطرنا بباله ليدخل في عدة من ترحمه بشفاعته، و اره من



[ صفحه 55]



اشرف صلواتنا و سبحات نورها المتلألأة بين يديه، ما تعرفه به اسمائنا عند كل درجة نرقي به اليها، و يكون وسيلة لديه، و خاصة به، و قربة منه، و يشكرنا علي حسب ما مننت به علينا من الصلوة عليه.

اللهم و ان كان علمك قد سبق بشقوتي، و كنت عندك من المعذبين لخطيئتي، فبلغ محمدا ما حوته لطائف مسئلتي، وزده من عندك حتي يرضي.

و ان رحمتني كما عرفتني به توحيدك، و استنفذتني من هوة الكفر الي نجاة الايمان، فشهادتي له بالبلاغ عندك، و الاحتجاج لك علي من انكرك، و خفض الجناح لمن استجاب لك دعاءه



[ صفحه 56]



اليك و خلع كل معبود دونك.

اللهم و صل علي محمد صلواتك علي الانبياء و اهل بيوتات المرسلين، و اجمع به شملهم في غربة يوم القيمة، و انطقهم بالتساؤل لدي انعدام الأفواه عن النطق بين يديك، و صل بمحمد ارحامهم و احللهم اشرف المقام بين يديه و درجات المنزل المحمود، و نضر وجه محمد باستنقاذك اياهم من شر ذلك اليوم العصيب.