بازگشت

في المناجاة لله عز و جل


علي ما وجدته في نسخة اخري من ادعية الصحيفة الكاملة السجادية بغير رواية المطهري المذكور في سند الصحيفة الكاملة المشهور و قد نقل



[ صفحه 31]



ذلك من خط الشيخ المفيد

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد رجوت ممن البسني بين الاحياء ثوب عافيته، ان لا يعريني منه بين الاموات، و قد عرفت جود رافته.

الهي ان كنت غير مستاهل لما ارجو من رحمتك، فانت اهل ان تعود علي المذنبين بفضل سعتك.

الهي ان كان ذنبي قد اخافني، فان حسن ظني بك قد اجارني.

الهي كاني بنفسي قائمة بين يديك، و قد اظلها حسن توكلي عليك، فصنعت بي ما يشبهك و تغمدتني بعفوك.

الهي ما اشوقني الي لقائك، و اعظم رجائي لجزائك و انت الكريم الذي لا يخيب لديك امل الاملين، و لا يبطل عندك شوق الشائقين.



[ صفحه 32]



الهي ان كان قد دنا اجلي و لم يقربني منك عملي، فقد جعلت الاعتراف بالذنب وسائل عللي، فان عفوت فمن اولي منك بذلك؟!

و ان عذبت فمن اعدل منك في الحكم هنالك؟!

الهي ان جرت علي نفسي في النظر لها و بقي لها نظرك، فلها الويل ان لم تسلم به!

الهي انك لم تزل برا بي ايام حياتي، فلا تقطع برك عني بعد مماتي، لقد رجوت ممن تولاني في حياتي باحسانه، ان يشفعه عند موتي بغفرانه.

الهي كيف ايئس من حسن نظرك بعد مماتي و انت لم تولني من نفسك الا الجميل في حيوتي؟!

الهي ان ذنوبي قد اخافني، و محبتي لك قد اجارتني، فتول من امري ما انت اهله، وعد



[ صفحه 33]



بفضلك علي عبد قد غمره جهله.

الهي ان كنت غير مستوجب لمعروفك، فكن انت اهلا للتفضل علي، فالكريم ليس يقع معروفه عند مستوجبيه، يا من لا تخفي عليه خافية اغفر لي ما قد خفي علي الناس من عملي.

الهي سترت علي ذنوبا انا الي سترها يوم القيمة احوج، و قد احسنت بي في الدنيا اذ لم تظهرها لعصابة من المسلمين، فلا تفضحني بها ذلك اليوم علي رؤس العالمين.

الهي جودك بسط املي، و شكرك قبل عملي، فسرني بلقائك عند اقتراب اجلي.

الهي ليس اعتذاري اليك اعتذار من يستغني عن قبول عذره فاقبل يا الهي عذري، يا خير من اعتذر اليه المسيئون.

الهي انك لو



[ صفحه 34]



اردت اهانتي لم تهدني، و لو اردت فضيحتي لم تعافني، فمتعني بما له هديتني، و ادم لي ما به سترتني.

الهي ما اظنك تردني في حاجة افنيت عمري في طلبها منك!

الهي ما وصفت من بلاء ابليته، و احسان اوليته، فكل ذلك بنا قد فعلته، و عفوك تمام احسانك ان انت اتممته.

الهي لولا ما قرفت من الذنوب ما خفت عقابك، و لولا ما اعرف من كرمك ما رجوت ثوابك، و انت اولي الاكرمين بتحقيق امل الاملين، و ارحم من استرحم في تجاوزك عن المذنبين.

الهي نفسي تمنيني بانك تغفرلي، فاكرم بها امنيته بشرت بعفوك، فصدق بكرمك مبشرات تمنيها، وهب لي بجودك مدمرات تنجيها.

يا انيس



[ صفحه 35]



كل غريب، آنس في القبر غربتي، و يا ثاني كل وحيد، ارحم في القبر وحدتي.

الهي كيف تقر لي نفسي بانك تعذبني؟! و قد رجوت ان تكون في لطفك تتولي حسن عملي بقبول احسانك، و سييء عملي برافة غفرانك؟!

الهي القتني الحسنات بين جودك و كرمك، و القتني السيئات بين عفوك و مغفرتك، و قد رجوت الا يضيع بين ذين و ذين مسييء او محسن.

الهي اذا شهد لي الايمان بمغفرتك و انطلق لساني بتمجيدك و دلني القرآن علي فواضل جودك، فكيف لا يبتهج رجائي بحسن موعدك؟!

الهي تتابع احسانك الي يدلني علي حسن نظرك، فكيف يشقي امرو حسن له منك النظر؟!

الهي ان نظرت الي



[ صفحه 36]



بالهلكة عيون سخطتك، فما نام عن استنقاذي منها عيون رأفتك.

الهي ان عرضني ذنبي لعقابك، فقد ادناني رجائي من ثوابك.

الهي ان غفرت فبفضلك، و ان عذبت فبعدلك، فيا من لا يرجي الا فضله، و لا يخشي الا عدله، امنن علينا بفضلك، و لا تستقص علينا بعدلك.

الهي خلقت لي جسما و جعلت لي فيه آلات اطيعك بها، و اعصيك بها، و ارضيك بها، و جعلت لي من نفسي داعيه الي الشهوات، و اسكنتني دارا قد ملئت من الافات، ثم قلت: انزجر عبدي. فبك اعتصم فاعصمني، و بك احترز من الذنب فاحفظني، استوفقك لما يدنيني منك، و اعوذبك مما يصرفني عنك.

الهي



[ صفحه 37]



ادعوك دعاء ملح لا يمل دعاء مولاه، و اتضرع ضراعة من اقر علي نفسه بالحجة في دعواه.

الهي لو عرفت اعتذارا من الذنب في التفضل ابلغ من الاعتراف به اتيته، و لو عرفت مجتليا لحاجتي منك الطف من الاستخذاء لك فعلته، فهب لي ذنبي بالاعتراف، و لا تسود وجهي في طلبتي عند الانصراف.

الهي كاني بنفسي قد اضطجعت في حفرتها، و انصرف عنها المشيعون من جيرتها، و بكي كل غريب عليها لغربتها، و جاد بالدموع عليها المشفقون من عشيرتها، و ناداها من شفير القبر ذوا مودتها، و رحمها المعادي لها في الحيوة عند صرعتها، و لم يخف علي الناظرين فاقتها، و لا علي من رآها قد توسد



[ صفحه 38]



في الثري عجز حيلتها.

فقلت: ملائكتي فريد قد ناي عنه الاقربون، و وحيد قد جفاه الاهلون، نزل بي قريبا، و اصبح في اللحد غريبا، و قد كان لي في دار الدنيا داعيا، و لنظري له في هذا البيت الجديد راجيا. فتحسن هنالك ضيافتي، و تكون ارحم بي من اهلي و قرابتي، يا عالم السر و النجوي، و يا كاشف الضر و البلوي، كيف نظرك لي بين سكان الثري؟ و كيف صنيعك بي في دار الوحشه و البلي؟

رب قد كنت لطيفا بي في ايام حيوة الدنيا، يا افضل المنعمين في الائه، و انعم المفضلين في نعمائه، كثرت اياديك فعجزت عن احصائها، و ضقت ذرعا في شكري لك بجزائها، فلك الحمد علي ما ابليت،



[ صفحه 39]



و الشكر علي ما اوليت، يا خير من دعاه داع، و افضل من رجاه راج، بذمة الاسلام اتوسل اليك، و بحرمة القرآن اعتمد عليك، فاعرف لها ذمتي التي رجوت بها قضاء حاجتي.

الهي لو طبقت ذنوبي الارض و السماء، و خرقت النجوم فبلغت اسافل الثري، ما ردني اليأس عن توقع غفرانك، و لا صرفني القنوط عن انتظار رضوانك، احب الي لنفسي و اعودها علي عاقبة في رمسي ما يرشدها بهدايتك اليه، و يدلها بحسن نظرك، فاستعملها بذلك مني اذ كنت ارحم بها من نفسي يا رحمن.

الهي قد علمت ما استوجب بعملي منك،



[ صفحه 40]



و لكن رجاي يابي ان يصرفني عنك، فهب لي ما ظننت، و حقق ظني فيما رجوت.

الهي دعوتك بالدعاء الذي علمتني، فلا تحرمني جزاءك الذي عرفتني، فمن النعمة ان هديتني لدعائك، و من تمامها ان توجب لي به محمود جزائك.

الهي و عزتك و جلالك لقد احببتك محبة استقرت حلاوتها في قلبي، و ما تنعقد ضمائر محبيك علي انك تبغض محبيك.

الهي ليس تشبه مسئلتي مسائل السائلين، لان السائل اذا منع امتنع عن السئوال، و انا لا غني بي عما سئلتك علي كل حال.

الهي لا تغضب علي فلست اقوم لغضبك، اللنار خلقتني فاطيل



[ صفحه 41]



بكائي؟ ام للشقاء خلقتني؟ فليتك لم تخلقني.

الهي اللنار ربتني امي؟ فليتها لم تربني، ام للشقاء ولدتني؟ فليتها لم تلدني، ليت امي كانت عاقرا بي و لم تعالج حملي، انتشرت عبراتي حين ذكرت خطيئاتي، و ما لي لا ابكي و لا ادري الي ما يكون اليه مصيري؟! و ما الذي يهجم عليه عند البلوغ مسيري؟! و اري نفسي تخاتلني و ايامي تخادعني، و قد خفقت عند راسي اجنحة الموت و رمقتني من قريب اعين الفوت فما عذري و قد حشا مسامعي رافع الصوت؟!

ايها المناجي ربه بانواع الكلام، و الطالب مسكنا في دار السلام، و المسوف بالتوبة عاما بعد عام،



[ صفحه 42]



ما اراك منصفا لنفسك من بين الانام، لو دافعت يا غافل بالصيام، و اقتصرت علي القليل من لعق الطعام، لكنت احري بان تنال شرف المقام.

ايتها النفس اقتربي من الصالحين، و اقتبسي من سمت هدي الخاشعين، و اختلطي ليلك و نهارك مع المتقين، لعلك ان تسكني في رياض الخلد مع المتقين، و تشبهي بنفوس قد اقرح السهر رقة جفونها، و همعت زوافر الدموع مستدرات عيونها، و دامت في الخلوات ضجة حنينها، فانها نفوس باعت زينة الدنيا، و آثرت فضل الاخرة علي الاولي، اولئك وفد الكرامة يوم يخسر فيه المبطلون، و يحشر الي ربهم



[ صفحه 43]



بالحباء و السرور المتقون.