اللهم ان جبله البشريه، و طباع الانسانيه، و ما جرت عليه التركيبات النفسيه، و انعقدت به عقود النشئيه تعجز عن حمل واردات الاقضيه، الا ما وفقت له اهل الاصطفاء و اعنت عليه ذوي الاجتباء.

اللهم و ان القلوب في قبضتك، و المشيئه لك في ملكك، و قد تعلم اي رب ما الرغبه اليك في كشفه واقعه



[ صفحه 153]



لاوقاتها بقدرتك، واقفه بحدك من ارادتك، و اني لا علم ان لك دار جزاء من الخير و الشر مثوبه و عقوبه، و ان لك يوما تاخذ فيه بالحق، و ان اناتك اشبه الاشياء بكرمك و اليقها بما وصفت به نفسك في عطفك و تروفك، و انت بالمرصاد لكل ظالم في وخيم عقباه، و سوء مثواه.

اللهم و انك قد اوسعت خلقك رحمه و حلما، و قد بدلت احكامك، و غيرت سنن نبيك، و تمرد الظالمون علي خلصائك، و استباحوا حريمك، و ركبوا مراكب الاستمرار علي الجراه عليك.

اللهم فبادرهم بقواصف سخطك و عواصف



[ صفحه 154]



تنكيلاتك في اجتثات غضبك، و طهر البلاد منهم، و عف عنها آثارهم و احطط من قاعاتها و مظانها منارهم، و اصطلمهم ببوارك حتي لا تبقي منهم دعامه لناجم و لا علما لام و لا مناصا لقاصد، و لا رائدا لمرتاد.

اللهم امح آثارهم، و اطمس علي اموالهم و ذرياتهم و امحق اعقابهم و افكك اصلابهم، و عجل الي عذابك السرمد انقلابهم.

و اقم للحق مناصبه، و اقدح للرشاد زناده و اثر للثار مثيره و ايد بالعون مرتاده، و وفر من النصر زاده



[ صفحه 155]



حتي يعود الحق الي جدته و ينير معالم مقاصده، و يسلكه اهله بالامنه حق سلوكه، انك علي كل شي ء قدير.



[ صفحه 156]