بازگشت

في يوم الفطر


الهي و سيدي انت فطرتني و ابتدات خلقي لا لحاجه منك الي بل تفضلا منك علي، و قدرت لي اجلا و رزقا لا اتعداهما، و لا ينقصني احد منهما شيئا، و كنفتني منك بانواع النعم و الكفايه طفلا و ناشئا من غير عمل عملته فعلمته مني فجازيتني عليه، بل كان ذلك منك تطولا علي و امتنانا.



[ صفحه 110]



فلما بلغت لي اجل الكتاب من علمك بي، و وفقتني لمعرفه وحدانيتك و الاقرار بربوبيتك، فوحدتك مخلصا لم ادع لك شريكا في ملكك، و لا معينا علي قدرتك، و لم انسب اليك صاحبه و لا ولدا.

فلما بلغت بي تناهي الرحمه منك مننت علي بمن هديتني به من الضلاله، و استنقذتني به من الهلكه، و استخلصتني به من الحيره و فككتني به من الجهاله، و هو حبيبك و نبيك محمد صلي الله عليه و آله ازلف خلقك عندك، و اكرمهم منزله لديك فشهدت معه بالوحدانيه، و اقررت لك بالربوبيه، و له بالرساله، و اوجبت له علي الطاعه، فاطعته كما امرت، و صدقته فيما حتمت و خصصته بالكتاب المنزل عليه، و السبع المثاني الموحاه



[ صفحه 111]



اليه، و اسميته القرآن، و اكنيته الفرقان العظيم، فقلت جل اسمك «و لقد آتيناك سبعا من المثاني و القرآن العظيم» و قلت جل قولك له حين اختصصته بما سميته من الاسماء: «طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقي» و قلت عز قولك: «يس و القرآن الحكيم» و قلت تقدست اسماوك: «ص و القرآن ذي الذكر» و قلت عظمت الاوك «ق و القرآن المجيد» فخصصته ان جعلته قسمك حين اسميته و قرنت القرآن به، فما في كتابك من شاهد قسم و القرآن مردف به الا و هو اسمه، و ذلك شرف شرفته به، و فضل بعثته اليه، تعجز الالسن و الافهام عن وصف مرادك به، و تكل عن علم ثنائك عليه،



[ صفحه 112]



فقلت عز جلالك في تاكيد الكتاب و قبول ما جاء به: «هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق».

و قلت عززت و جللت: «ما فرطنا في الكتاب من شي ء» و قلت تباركت و تعاليت في عامه ابتدائه: «الر تلك آيات الكتاب الحكيم» و «الر كتاب احكمت آياته» و «الر كتاب انزلناه» و «الر تلك آيات الكتاب المبين» و «الم ذلك الكتاب لا ريب فيه» و في امثالها من سور الطواسين و الحواميم في كل ذلك بينت بالكتاب مع القسم الذي هو



[ صفحه 113]



اسم من اختصصته لوحيك، و استودعته سر غيبك و اوضح لنا منه شروط فرائضك، و ابان عن واضح سنتك، و افصح لنا عن الحلال و الحرام، و انار لنا مد لهمات الظلام، و جنبنا ركوب الاثام، و الزمنا الطاعه، و وعدنا من بعدها الشفاعه، فكنت ممن اطاع امره و اجاب دعوته، و استمسك بحبله، و اقمت الصلاه و آتيت الزكاه و التزمت الصيام الذي جعلته حقا، فقلت جل اسمك: «كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون» ثم انك ابنته، فقلت عززت و جللت: «شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن» و قلت: «فمن شهد منكم الشهر فليصمه» و رغبت في الحج بعد اذ فرضته الي بيتك الذي حرمته، فقلت جل اسمك: «و لله علي الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا» ثم قلت: «و اذن في الناس بالحج ياتوك رجالا و علي كل ضامر ياتين من كل فج عميق



[ صفحه 114]



ليشهدوا منافع لهم و يذكروا اسم الله في ايام معلومات علي ما رزقهم من بهيمه الانعام».

اللهم اني اسالك ان تجعلني من الذين يستطيعون اليه سبيلا و من الرجال الذين ياتونه ليشهدوا منافع لهم و ليكبروا الله علي ما هداهم.

و اعني اللهم علي جهاد عدوك في سبيلك مع وليك كما قلت جل قولك: «ان الله اشتري من المومنين انفسهم و اموالهم بان لهم الجنه يقاتلون في سبيل الله» و قلت جلت اسماوك: «و لنبلونكم حتي نعلم المحاهدين منكم و الصابرين و نبلوا اخباركم».

اللهم فارني ذلك السبيل حتي اقاتل فيه بنفسي و مالي طلب رضاك فاكون فيه من الفائزين.



[ صفحه 115]



الهي اين المفر عنك؟ فلا يسعني بعد ذلك الا حلمك، فكن بي رووفا رحيما و اقبلني و تقبل مني، و اعظم لي في هذا اليوم بركه المغفره و مثوبه الاجر، و ارني صحه التصديق بما سالت، و ان انت عمرتني الي عام مثله و يوم مثله و لم تجعله آخر العهد مني فاعني بالتوفيق علي بلوغ رضاك.

و اشركني يا الهي في هذا اليوم في دعاء من اجبته من المومنين و المومنات، و اشركهم في دعائي اذا اجبتني في مقامي هذا بين يديك، فاني راغب اليك لي و لهم، و عائذ بك لي و لهم، فاستجب لي و لهم يا ارحم الراحمين.



[ صفحه 116]