بازگشت

في جوف الليل


الهي غارت نجوم سمائك، و نامت عيون انامك و هدات اصوات عبادك و انعامك، و غلقت الملوك عليها ابوابها، و طاف عليها حراسها، و احتجبوا عمن يسالهم حاجه، او ينتجع منهم فائده.

و انت الهي حي قيوم، لا تاخذك سنه و لا نوم، و لا يشغلك شي ء عن شي ء، ابواب سمائك لمن دعاك مفتحات، و خزائنك غير مغلقات، و ابواب رحمتك غير محجوبات، و فوائدك لمن سالكها غير محظورات، بل هي مبذولات.

و انت الهي الكريم الذي لا ترد سائلا من المومنين سالك، و لا تحتجب عن احد منهم ارادك، لا و عزتك و جلالك لا



[ صفحه 73]



تختزل حوائجهم دونك، و لا يقضيها احد غيرك.

اللهم و قد تراني و وقوفي و ذل مقامي بين يديك، و تعلم سريرتي و تطلع علي ما في قلبي، و ما يصلح به امر آخرتي و دنياي.

اللهم اني ان ذكرت الموت و هول المطلع، و الوقوف بين يديك، نغصني مطعمي و مشربي، و اغصني بريقي و اقلقني عن و سادي، و منعني رقادي و كيف ينام من يخاف بيات ملك الموت في طوارق الليل و طوارق النهار؟! بل كيف ينام العاقل و ملك الموت لا ينام، لا بالليل و لا بالنهار، و يطلب قبض روحه بالبيات او في آناء الساعات؟!

ثم يسجد، و يلصق خده



[ صفحه 74]



بالتراب و هو يقول: اسالك الروح و الراحه عند الموت، و العفو عني حين القاك.



[ صفحه 75]