بازگشت

في مناجاة العارفين ليوم الثلاثاء


الهي قصرت الالسن عن بلوغ ثنائك كما يليق بجلالك، و عجزت العقول عن ادراك كنه جمالك، و انحسرت الابصار دون النظر الي سبحات وجهك، و لم تجعل للخلق طريقا الي معرفتك الا بالعجز عن معرفتك.

الهي فاجعلنا من الذين ترسخت اشجار الشوق اليك في حدائق صدورهم، و اخذت لوعه محبتك بمجامع قلوبهم، فهم الي اوكار الافكار ياوون، و في رياض القرب و المكاشفه يرتعون و من حياض المحبه بكاس الملاطفه يكرعون، و شرائع المصافاه يردون.

قد كشف الغطاء عن ابصارهم، و انجلت ظلمه الريب عن عقائدهم و ضمائرهم، و انتفت مخالجه الشك عن قلوبهم



[ صفحه 50]



و سرائرهم، و انشرحت بتحقيق المعرفه صدورهم، و علت لسبق السعاده في الزهاده هممهم، و عذب في معين المعامله شربهم، و طاب في مجلس الانس سرهم، و امن في موطن المخافه سربهم و اطمانت بالرجوع الي رب الارباب انفسهم، و تيقنت بالفوز و الفلاح ارواحهم، و قرت بالنظر الي محبوبهم اعينهم، و استقر بادراك السول و نيل المامول قرارهم، و ربحت في بيع الدنيا بالاخره تجارتهم.

الهي ما الذ خواطر الالهام بذكرك علي القلوب! و ما احلي المسير اليك بالاوهام في مسالك الغيوب! و ما اطيب طعم حبك! و ما اعذب شرب قربك!

فاعذنا من طردك و ابعادك، و اجعلنا من اخص عارفيك، و اصلح عبادك، و اصدق طائعيك، و اخلص عبادك.

يا عظيم يا جليل يا كريم يا منيل برحمتك و منك يا ارحم الراحمين.



[ صفحه 51]