في مناجاة الشاكرين ليوم الاربعاء
الهي اذهلني عن اقامه شكرك تتابع طولك، و اعجزني عن احصاء ثنائك فيض فضلك، و شغلني عن ذكر محامدك ترادف عوائدك و اعياني عن نشر عوارفك توالي اياديك.
و هذا مقام من اعترف بسبوغ النعماء، و قابلها بالتقصير، و شهد علي نفسه بالاهمال و التضييع، و انت الرووف الرحيم، البر الكريم، الذي لا يخيب قاصديه، و لا يطرد عن فنائه آمليه، بساحتك تحط رحال الراجين، و بعرصتك تقف آمال المسترفدين فلا تقابل آمالنا بالتخييب و الاياس، و لا تلبسنا سربال القنوط و الابلاس.
[ صفحه 37]
الهي تصاغر عند تعاظم آلائك شكري، و تضاءل في جنب اكرامك اياي ثنائي و نشري.
جللتني نعمك من انوار الايمان حللا، و ضربت علي لطائف برك من العز كللا و قلدتني مننك قلائد لا تحل، و طوقتني اطواقا لا تفل، فالاوك جمه ضعف لساني عن احصائها، و نعماوك كثيره قصر فهمي عن ادراكها فضلا عن استقصائها.
فكيف لي بتحصيل الشكر و شكري اياك يفتقر الي شكر؟! فكلما قلت لك الحمد، وجب علي لذلك ان اقول لك الحمد.
الهي فكما غذيتنا بلطفك، و ربيتنا بصنعك، فتمم علينا سوابغ النعم، و ادفع عنا مكاره النقم، و آتنا من حظوظ الدارين ارفعها و اجلها عاجلا و آجلا.
و لك الحمد علي حسن بلائك و سبوغ نعمائك، حمدا
[ صفحه 38]
يوافق رضاك، و يمتري العظيم من برك و نداك، يا عظيم يا كريم، برحمتك يا ارحم الراحمين.
[ صفحه 39]